صلة بن أشيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة ‘أمراض على طريق الدعوة‘ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 4641 )           »          الإمام الدارقطني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الإمام الترمذي (صاحب السنن) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الإمام النووي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تصحيح شيخ الإسلام لبعض أخطاء الفقهاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تحقيق التوحيد في باب التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الكفاية في تلخيص أحكام صلاة المسافرين والجمع بين الصلاتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ما الفقر أخشى عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > الملتقى العام > ملتقى أعلام وشخصيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-02-2020, 07:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي صلة بن أشيم

صلة بن أشيم




عادل الغرياني




الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:
فهذه شخصيةُ جدٍّ من أجدادنا، قلَّ من يعرفه في زماننا، فأردت أن أكشف اللثام وأنفض الغبار عن لؤلؤة مكنونة في كنز تاريخنا، ودرة مصونة في تراث أمتنا، رجل من رجالات الإسلام، وعلم من أعلام من تكحَّلت عيونهم برؤية الصحب الكرام.

إنه صلة بن أشيم، له من اسمه نصيب؛ فهو صلة.

أترككم مع سيرته العطرة، فمعين لا ينضب، وبحر لا ينفد.
كرِّر عليَّ حديثَهم يا حادي فحديثهم يجلو الفؤادَ الصادِي

وصل اللهم على محمد وآله
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



صِلَةُ بن أَشْيَم
هو: صلة بن أشيم العدوي، من عدي الرباب، وهو عدي بن عبدمناة بن أد بن طابخة.
أورده سعيد القرشي.
ويُكنى أبا الصهباء.
تعلَّم على يد حَبر الأمة، وابن عم النبي ابن عباس، وكان طاوس يقول: إن رجلًا يُقال له: أبو الصهباء كان كثير السؤال لابن عباس، وأخذ أيضًا عن قارئ القرآن على النبي ابن مسعود رضي الله عنه.

فن الدعوة:
1- عن ثابت أن صلة بن أشيم وأصحابه: أبصروا رجلًا قد أسبل إزاره، فأراد أصحابه أن يأخذوه بألسنتهم، فقال صلة: دعوني أكفيكموه، قال: يا بن أخي، إن لي إليك حاجة، قال: وما ذاك يا عم؟ قال: ترفع إزارك، قال: نعم، ونعمة عين، فقال لأصحابه: هذا كان أمثل، لو أخذتموه قال: لا أفعل، وفعل.


2- وقد رأى صلة بن أشيم رجلًا يكلم امرأة، فقال: إن الله يراكما، سترنا الله وإياكما.


3- كان صلة بن أشيم يخرج إلى الجبانة فيتعبد فيها، فكان يمر على شباب يلهون ويلعبون، فيقول لهم: أخبروني عن قوم أرادوا سفرًا فحادوا النهار عن الطريق وناموا بالليل، متى يقطعون سفرهم؟ قال: فكان كذلك يمر بهم ويعظهم، فمر بهم ذات يوم فقال لهم هذه المقالة، فانتبه شاب منهم فقال: يا قوم، إنه لا يعني بهذا غيرنا؛ نحن بالنهار نلهو وبالليل ننام، ثم اتبع صلة فلم يزل يختلف معه إلى الجبانة فيتعبد معه حتى مات.


زواجه:
كان لصلة بن أشيم ابنة عم تدعى معاذة العدوية، وكانت هي الأخرى زاهدة مثله لها أقوال وأفعال؛ حيث لقيت أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها وأخذت عنها، ثم لقيها الحسن البصري - رحمه الله تعالى - وسمع منها، وكانت تقية نقية عابدة زاهدة، وكان من عادتها إذا أقبل عليها الليل أن تقول: قد تكون هذه آخر ليلة لي؛ فلا تنامي حتى تصبحي، وإذا أقبل عليها النهار أن تقول: قد يكون هذا آخر يوم لي؛ فلا يطمئن لها جنب حتى تمسي، وكانت تلبس رقيق الثياب في فصل الشتاء؛ حتى يمنعها البرد من الركون إلى النوم والانقطاع عن العبادة، وكانت تحيي الليلة صلاةً ودعاء، فإذا غلبها النعاس قامت فجالت في الدار وهي تقول: أمامك يا نفْس نوم طويل، غدًا تطول رقدتك في القبر، إما على حسرة وإما على سرور، فاختاري يا معاذة لنفسك اليوم ما تحبين أن تكوني عليه غدًا.


ولم يكن صلة بن أشيم صاحب هذا اللقاء على الرغم من شدة عبادته وفرط زهادته - لِيرغبَ عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، خطب ابنة عمه معاذة لنفسه، فلما كان يوم إهدائها إليه، قام ابن أخ له بشأنه، فمضى به إلى الحمام، ثم أدخله عليها في بيت مطيب، فلما سارا معًا قام يصلي الركعتين المسنونتين، فقامت تصلي بصلاته وتقتدي به، ثم اجتذبهما سحر الصلاة فمضيا يصليان معًا حتى برق الفجر، فلما كانت الغداة جاءه ابن أخيه وقال: يا عم، لقد أهديت إليك ابنة عمك، فقمت تصلي الليل كله وتركتها؟! فقال: يا بن أخي، إنك أدخلتَني أمس بيتًا أسكنتني به النار، ثم أدخلتني آخر أسكنتني به الجنة، فما زلت أنا وإياها نصلي حتى انفجر الفجر، ولم يكن صلة بن أشيم أواهًا أوابًا عابدًا زاهدًا فحسب؛ وإنما كان إلى ذلك فارسًا مجاهدًا.


جهاده:
وتقدم صلة بن أشيم هو وابن له ليجاهدَا في سبيل الله، فقال لابنه: أيْ بُنيَّ، تقدَّم فقاتِل حتى أحتسبَك عند الله، فحمل فقاتل حتى قُتِل، ثم تقدَّم فقُتِل، فاجتمعت النساء عند امرأته معاذة فقالت: مرحبًا، إن كنتن جئتن لتهنئنني فمرحبًا بكن، وإن كنتن جئتن لغير ذلك فارجعن.


باليقين تُنال الإمامة في الدين:
يقول حماد بن جعفر بن زيد العبدي: عن أبيه قال: خرجنا غزاة إلى كابل، وفي الجيش صلة بن أشيم، فلما دنونا من أرض العدو قال الأمير: لا يشذن من العسكر أحد، فذهبت بغلة صلة بثقلها فأخذ يصلي، فقيل: إن الناس قد ذهبوا، فقال: إنما هما خفيفتان، قال: فدعا ثم قال: اللهم إني أقسم عليك أن ترد عليَّ بغلتي وثقلها، قال: فجاءت حتى وقفت بين يديه.


وجاء في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: "أن صلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو فقال: اللهم لا تجعل لمخلوق عليَّ منَّة، ودعا الله فأحيا له فرسه، فلما وصل إلى بيته قال: يا بُني، خذ سرج الفرس فإنه عارية، فأخذ سرجه، فمات الفرس".


عن حميد بن هلال، عن صلة، قال: خرجنا في قرية وأنا على دابتي في زمان فيوض الماء، فأنا أسير على مسناة، فسرت يومًا لا أجد ما آكل، فلقيني علجٌ يحمل على عاتقه شيئًا، فقلت: ضعْه، فإذا هو خبز، قلت: أطعمني، فقال: إن شئتَ ولكن فيه شحم خنزير، فتركته، ثم لقيتُ آخر، فقلت: أطعمني، قال: هو زادي لأيام، فإن نقصته، أجعتني، فتركته، فوالله إني لأسير؛ إذ سمعت خلفي وجبة كوجبة الطير، فالتفتُّ، فإذا هو شيء ملفوف في سب أبيض، فنزلت إليه، فإذا دوخلة من رطب في زمان ليس في الأرض رطبة، فأكلت منه، ثم لففت ما بقي، وركبت الفرس، وحملت معي نواهن.


حياؤه من الله:
يقول حماد بن جعفر بن زيد أن أباه قال له: خرجنا في غزوة إلى كابل وفي الجيش صلة بن أشيم، فنزل الناس عند العتمة وصلَّوا، فصلى ثم اضطجع، فقلت: لأرمقن عمله، فالتمس غفلة الناس، حتى إذا قلت: هدأت العيون، وثب فدخل غيضة قريبًا منا، ودخلتُ على إثره، فتوضأ ثم قام يصلي، وجاء أسد حتى دنا منه، فصعدت شجرة، ولم يلتفت صلة إليه حتى سجد، فقلت: الآن يفترسه فلا شيء، فجلس ثم سلم ثم قال: يا سبع، اطلب الرزق في مكان آخر، فولَّى وإن له زئيرًا، أقول: تصدع الجبال منه، قال: فما زال كذلك يصلي حتى لما كان عند الصبح جلس فحمد الله بمحامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله، ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار، أوَمِثلي يجترئ أن يسألك الجنة؟! قال: ثم رجع فأصبح كأنه بات على الحشايا، وأصبحت وبي من الفترة شيء الله به عليم.


عبادته:
وتصف زوجته عبادته فتقول: كان أبو الصهباء يصلي حتى يأتي فراشه زحفًا، أو ما يأتي فراشه إلا زحفًا.
ويقول الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين: "كان صلة بن أشيم يصلي الليل كله، فإذا كان في السَّحَر قال: إلهي ليس مثلي يطلب الجنة، ولكن أجِرْني برحمتك من النار".


أقواله:
عن ثابت أن صلة بن أشيم كان يقول: ما أدري بأي يومي أنا أشدُّ فرحًا: يومًا باكرت فيه ذكر الله، أو يومًا غدوت فيه لبعض حاجتي فيعرض لي ذكر الله.

وجاء في حلية الأولياء: "قال أبو الصهباء صلة بن أشيم:
طلبت الدنيا من مظانِّ حلالها، فجعلت لا أصيب منها إلا قوتًا، أما أنا فلا أعي فيه، وأما هو فلا يجاوزني، فلما رأيت ذلك قلت: أي نفسي، جعل رزقك كفافًا فاربعي، فربعت ولم تكد".

قال صلة بن أشيم على قبر أخ له:
فإن تنجُ منها تنجُ من ذي عظيمةٍ وإلا فإني لا إخالك ناجيَا

وقال له رجل: ادعُ الله لي، فقال:
رغَّبك الله فيما يبقى، وزهَّدك فيما يفنى، ورزقك اليقين الذي لا يُركن إلا إليه، ولا يُعوَّل في الدِّين إلا عليه.

وفاته:
مات شهيدًا في أول ولاية الحجاج بن يوسف على العراق سنة خمس وسبعين، وقيل في خلافة يزيد بن معاوية، وذكر أبو موسى أنه قُتِل بسجستان سنة خمس وثلاثين، وهو ابن مائة وثلاثين سنة.


المراجع:
أسد الغابة - الدر المنثور - إغاثة اللهفان - حلية الأولياء - الثبات عند الممات - التواضع والخمول - مجابو الدعوة - محاسبة النفس - يقظة أولي الاعتبار - الإصابة في تمييز الصحابة - الطبقات الكبرى - سير أعلام النبلاء.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.63 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]