|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صفات الحسن البصري الخَلقية والخُلقية د. أحمد عبدالوهاب الشرقاوي روى الأصمعي عن أبيه، قال: ما رأيت زنداً أعرض من زند الحسن البصري، كان عرضه شبراً. قلت: كان رجلاً تام الشكل، مليح الصورة، بهياً، وكان من الشجعان الموصوفين. ضمرة بن ربيعة، عن الاصبغ بن زيد: سمع العوام بن حوشب، قال: ما أشبه الحسن إلا بنبي. وعن أبي بردة، قال: ما رأيت أحداً أشبه بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم منه[1]. عن أمة الحكم، قالت: كان الحسن يجيء إلى حطان الرقاشي، فما رأيت شاباً قط كان أحسن وجها منه. وعن جرثومة[2]، قال: رأيت الحسن يصفر لحيته في كل جمعة[3]. أبو هلال: رأيت الحسن يغير بالصفرة. وقال عارم: حدثنا حماد بن سلمة، قال: رأيت الحسن يصفر لحيته. قال أيوب السختياني: كان الرجل يجلس إلى الحسن ثلاث حجج ما يسأله عن المسألة هيبة له. محمد بن سلام الجمحي، عن همام، عن قتادة، قال: يقال: ما خلت الأرض قط من سبعة رهط، بهم يسقون، وبهم يدفع عنهم، وإني لأرجو أن يكون الحسن أحد السبعة. قال قتادة: ما كان أحد أكمل مروءة من الحسن. وقال حميد ويونس: ما رأينا أحدا أكمل مروءة من الحسن. وعن علي بن زيد، قال: سمعت من ابن المسيب، وعروة، والقاسم وغيرهم، ما رأيت مثل الحسن، ولو أدرك الصحابة وله مثل أسنانهم ما تقدموه[4]. وقال يونس بن عبيد: أما أنا فإني لم أر أحداً أقرب قولا من فعل من الحسن[5]. أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، قال: اختلفت إلى الحسن عشر سنين أو ما شاء الله، فليس من يوم إلا أسمع منه ما لم أسمع قبل ذلك. مسلم بن إبراهيم: حدثنا سلام بن مسكين: رأيت على الحسن قباء مثل الذهب يتألق. وقال ابن علية: عن يونس: كان الحسن يلبس في الشتاء قباء حبرة، وطيلساناً كردياً، وعمامة سوداء، وفي الصيف إزار كتان، وقميصاً وبرداً حبرة. وروى حوشب، عن الحسن، قال: المؤمن يداري دينه بالثياب. حماد بن زيد، عن يزيد بن حازم، قال: قام الحسن من الجامع، فاتبعه ناس، فالتفت إليهم وقال: إن خفق النعال حول الرجال قلما يلبث الحمقى[6]. وقال إبراهيم بن عيسى اليشكري: ما رأيت أحداً أطول حزناً من الحسن، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة[7]. روح بن عبادة: حدثنا حجاج الأسود، قال: تمنى رجل فقال: ليتني بزهد الحسن، وورع ابن سيرين، وعبادة عامر بن عبد قيس، وفقه سعيد بن المسيب، وذكر مطرف بن الشخير بشيء، قال: فنظروا في ذلك، فوجدوه كله كاملا في الحسن[8]. وقال السري بن يحيى: كان الحسن يصوم البيض، وأشهر الحرم، والاثنين والخميس[9]. شجاعته وجهاده: يونس، عن الحسن، أنه كان من رؤوس العلماء في الفتن والدماء والفروج[10]. روى أبو عبيد الآجري، عن أبي داود، قال: لم يحج الحسن إلا حجتين، وكان يكون بخراسان! وكان يرافق مثل قطري بن الفجاءة، والمهلب ابن أبي صفرة، وكان من الشجعان. قال هشام بن حسان: كان الحسن أشجع أهل زمانه. وقال جعفر بن سليمان: كان الحسن من أشد الناس، وكان المهلب إذا قاتل المشركين يقدمه[11]. كان يرافق بعض المشهورين بالشجاعة، كقَطَرِي بن الفجاءة، والمهلب بن أبي صُفْرة؛ ولذلك تعلم الشجاعة وتربى عليها. قال هشام بن حسان: كان الحسن أشجع أهل زمانه. وقال جعفر بن سليمان: كان الحسن من أشد الناس، وكان المهلب إذا قاتل المشركين يقَدِّمُه[12]. جرأة الحسن البصري وصدعه بالحق: أما ما كان عليه من الجرأة والصدع بالحق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فله مواقف، منها: موقف الحسن مع عمر بن هبيرة: جاء عن علقمة بن مرثد أنه قال: لما وَلِي عمر بن هبيرة العراق، أرسل إلى الحسن وإلى الشعبي، فأمر لهما ببيت، وكانا فيه شهراً، ثم إن الخصيَّ - وكان عند الأمراء هذا النوع من الناس - غدا عليهما ذات يوم، فقال لهما: إن الأمير داخل عليكما، فجاء عمر بن هبيرة - الأمير - يتوكأ على عصاً له، فسلم ثم جلس معظماً لهما، فقال: إن أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك يُنْفِذُ كُتُباً، أعرف أن في إنفاذها الهلكة، فإن أطعته عصيت الله، وإن عصيته أطعت الله، فهل تريان لي في متابعتي له فرجاً؟ فقال الحسن: يا أبا عمرو! - وهو الشعبي، أجب الأمير، فتكلم الشعبي، فانحط في حِيَل ابن هبيرة، - يعني: كأنه يلتمس له أعذاراً وأشياء - فقال: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟! قال: أيها الأمير! قد قال الشعبي ما قد سمعتَ. قال: ما تقول أنت يا أبا سعيد؟ فقال: يا عمر بن هبيرة! يوشك أن يتنزل بك ملك من ملائكة الله تعالى، فظ غليظ، لا يعصي الله ما أمره، فيخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك. يا عمر بن هبيرة! إن تتقِ الله يعصمك من يزيد بن عبد الملك، ولا يعصمك يزيد بن عبد الملك من الله عز وجل. يا عمر بن هبيرة! لا تأمن أن ينظر الله إليك على أقبح ما تعمل في طاعة يزيد بن عبد الملك نظرة مقت، فيغلق بها باب المغفرة دونك. يا عمر بن هبيرة! لقد أدركتُ أناساً من صدر هذه الأمة كانوا والله على الدنيا وهي مقبلة أشد إدباراً من إقبالكم عليها وهي مدبرة. يا عمر بن هبيرة! إني أُخوِّفك مقاماً خوَّفَكَهُ الله تعالى، فقال: ﴿ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾ [إبراهيم: 14]. يا عمر بن هبيرة! إن تكُ مع الله تعالى في طاعته كفاك بائقة يزيد بن عبد الملك، وإن تكُ مع يزيد بن عبد الملك على معاصي الله وكَلَكَ الله إليه. قال: فبكى عمر بن هبيرة، وقام بعبرته. وقد رُوِيَت هذه القصة بسياق آخر[13]. بيته: ابن المبارك، عن معمر، عن قتادة، قال: دخلنا على الحسن وهو نائم، وعند رأسه سلة، فجذبناها فإذا خبز وفاكهة، فجعلنا نأكل، فانتبه فرآنا، فسره، فتبسم وهو يقرأ: ﴿ أَوْ صَدِيقِكُمْ ﴾ لا جناح عليكم[14]. ابن شوذب، عن مطر، قال: دخلنا على الحسن نعوده، فما كان في البيت شيء، لا فراش ولا بساط ولا وسادة ولا حصير إلا سرير مرمول هو عليه[15]. حماد: سمعت ثابتا يقول: لولا أن تصنعوا بي ما صنعتم بالحسن حدثتكم أحاديث مونقة، ثم قال: منعوه القائلة، منعوه النوم. قال أيوب: ما وجدت ريح مرقة طبخت أطيب من ريح قدر الحسن[16]. وقال أبو هلال: قلما دخلنا على الحسن إلا وقد رأينا قدراً يفوح منها ريح طيبة. [1] انظر ابن سعد 7 / 162 وأخبار القضاة 2 / 7. [2] هو جرثومة بن عبدالله أبو محمد النساج مولى بلال بن أبي بردة. [3] وانظر ابن سعد 7 / 160. [4] وانظر ابن سعد 7 / 161. [5] وأورده ابن سعد 7 / 176 من طريق آخر عن عمارة بألفاظ مقاربة. [6] انظر ابن سعد 7 / 168 ويلبث: من اللبث، وهو المكث والتوقف. [7] الزهد لأحمد 259 والحلية 2 / 133. [8] ابن سعد 7 / 165، ولفظه: " وذكر مطرفا بن الشخير بشيء لا يحفظه روح ". [9] الزهد لأحمد 269. [10] أورده ابن سعد 7 / 163 بإسقاط " الفروج " وهي الثغور. [11] أورده الفسوي في " المعرفة والتاريخ " 2 / 49 مطولا. [12] محمد صالح المنجد. [13] محمد صالح المنجد. [14] الآية: أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا [ النور: 61 ]. [15] المعرفة والتاريخ 2 / 48 والسرير المرمول: الذي نسج وجهه بالسعف ولم يكن على السرير وطاء سوى الحصير. انظر اللسان رمل. [16] ابن سعد 7 / 167.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |