لا تحرمني لذة العيش - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4898 - عددالزوار : 1921638 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4468 - عددالزوار : 1240126 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13797 - عددالزوار : 742485 )           »          القواعد العشر في تربية الأبناء : دليل الدكتور بكار للتنشئة الناجحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لا يزال الذكاء الاصطناعي دولة مجهولة .. والمراهقون هم روادها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الصحافة الرقمية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كتاب “الغرب نقيضًا للحضارة” .. رحلة جريئة لكشف زيف الحضارة الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          أهمية السيرة النبوية في حياة المراهق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ثمرات الاستقامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حتما.. إنه الرحيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-01-2020, 08:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,988
الدولة : Egypt
افتراضي لا تحرمني لذة العيش

لا تحرمني لذة العيش



أ. سميرة بيطام






عذرًا؛ كنت في رحلة التِّيه والضعفِ، اللَّتين اتفقتا على أن أنقطع عن وِصال الانتظام! قلت: عذرًا لست أبغي طريقكما، قالتا لي: وهل أنتِ في حقيقة عيشك تهنئين بعيش العوافي في أرض ارتجَّت، وتمخَّض منها وفي قلبها مخاض التناقض؟ قلت: عفوًا، لست أبغي شراكةً معكما؛ لأني في رحاب الأرض الواسعة أسيرُ بخطًى تنتهي بي إلى حيث أرى المراد أحيانًا لامعًا، وأحيانًا حيث أكفُّ عني ضيقَ الخاطر من تعب القلم، والفكر والناس، ولكن التعبَ الأخيرَ فيه حلاوةٌ ما بعدها طلاوةٌ، فعذرًا؛ لأني سأرقب فيكما مضمون الهدف وأنقطع عن وصالكما، ولو أنه من المـُحال فهم القضايا العالقة من غير الدخول إلى مغارة الأحداث والحديث مع حراس المخفي من الأمر...

قيل لي: بالمرة كفي عنك إبداعًا يحتاج للكثير من تراتيب الخواطر.

قلتُ: شتَّان بين أن أحيا بصيغة الحاضر على بُطء الارتماء في أحضان الطبيعة الخلاَّبة، وبين أن أرقب بإبداعي تغيرًا في العباد والمواقف!

مهلاً، ففي الكلام علامات استفهام كثيرة، لكن لنصحِّح معًا ما أردناه من نية التغيير الرائع من غير تعصب في لحن الإبداع، فشاكلة التنقيط ستكون واحدةً، فأرجو ألا تحرمني لذة العيش في تجاوبي مع الواقع؛ لأنه عليَّ بالتغني وقت الألم والظلم والفشل على مرة، لا تحسبه تناقضًا في مسعاي، لكنه الحلُّ الأنسب لأوجاع الضمير، فلا تسكب رحيقَ الزهر في وادٍ ينسيه مسكَ الفيح في كل مكان، كان من المفروض أن ينتشر فيه، فقط صبرًا على مرحلة التشييد، فليست تبدأ بفوضى الفكر، بقدر ما تنطلق من مسامحة الكل حتى يصفى الذهن للإبداع وفقط، فقد تتطفَّل على الفكر شوائبُ تمنع عنه التركيز في صراحة المنطق، في حين الكل في نعيم الرضا ينعَمُ بمكنونات الصفح الجميل، ولو أنهم يبغونه تسامحًا من جانب واحد لخيلاء في مشيتهم، أو تكبُّرًا في نياتهم، ليس يَهمُّنا ذلك؛ فما يستلهم الهدف منا أن التماس الأصول والمنابع ليست تمتص منا مقاس الأفكار، طالما ليس يحدوها خوف ولا تردد.

لقد اتصلت مفاهيمي بواجبات الفكر البنَّاء، فأرجو ألا نخاف من مواجهة الرداءة فيما لو طَفَت على سطح القيم، فالكشف عن مصطلحات الأخطاء يحتاج للإعراب الجديد والدقيق، وليس لنا دخل فيمن يريد منافسة الطرح الجميل؛ لأن المنافسة شريفة، وهي مفتوحة للكل دونما استثناء، فقواعد مقاييسنا أننا نعيش في ضوء الإسلام، وعلى ضوء مقاييسنا نكشف بهاءَ عقيدةٍ سمَتْ ولا زالت تسمو بغم الجاحدين.

أرجو ألا تخلط أمور الماضي بالحاضر؛ حتى لا يتشتَّتَ الشَّمْل من التعبير، فالإسلام لم يترُكْ شاردةً إلا أحصاها، فاهتزت له الأرض اهتزازًا، ولاقى بذلك ترحيبًا وقبولاً، فدينُنا لا يتَّصِفُ بالانعزال عن أحد؛ لذلك فتوحاتُ النصر ليست تُحصى لها الأبواب والمنافذ.

وبما أن الكون منتظم لا فوضى فيه - بغير فوضى أخطاء البشر - فلنرقب فينا ومنا أخطاءً ستنفعنا في تصحيح خلل البناء حيثما ظهر لأعيننا، ولنا في البصيرة مجهرٌ لما لم تكشفه لنا الأعين، وسنكون في استمتاع أثناء وضع تراتيب البناء ورسم هياكل القواعد المتينة، صدقًا إنها متعة في زمن إلقاء الضوء على التغريب، بالمرة نفكُّ ألغاز الحيرة في عقولنا، وبالمرة نجيب عن تساؤلات كثيرة، فقط لنعمل بمبادئ الأخلاق حتى لا نُحرَمَ لذَّةَ العيش، فبغير سؤدد الالتزام لسنا نمسِكُ بلجام الثبات، وإذا ما لاحظت تعثُّرًا مني فأرجو أن تقيل عَثرتي؛ لأني لتَوِّي استيقظت من سيطرة عقلي وضعف وقتي وقلته، ولو أن الإنسان ليصارع لكتابة حرف الدقة والتميز على صفحات اكتظاظ الواجبات والالتزامات، أما لذة العيش الهنـِيِّ، فهي في إحياء سنةِ حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ لذلك ذكرني ما نسيت، وعلمني ما جهلت؛ فإني أتوقُ للذة العيش الهَنيِّ بمواصفات الصرامة والعمل الجاد، واللامبالاة للمثبِّطين، وما أكثرَهم!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.51%)]