|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التدرج التكليفي من سمات القيم الإسلامية أ. د. جابر قميحة أنواع القيم: أ- القِيَم السلبية أو قيم التخلِّي: وتظهر في ترك الموبقات والشرور؛ كالخمر، والغَدْر، والظلم، وأَكْلِ السُّحت. ب- القِيَم الإيجابية أو قِيَم التحلِّي، مثل: الصدق، والرحمة، والأمانة، والكرم... إلخ. وهذه القِيَم في مجموعها تتَّسِم بسمات ثلاث: السمة الأولى: التدرج التكليفي: بمعنى أن هذه القِيَم بصورتيهما لم يأتِ التكليف بها طفرة واحدة، وإلا ملَّ الناس وعجَزوا عن أَخْذِ أنفسهم بها، ولكنها جاءت بالتدريج تبعًا للأحداث، والاحتياجات، ومقتضيات الأحوال. والتدرُّج سِمة كونية في الخَلق والحياة، بالنسبة للإنسان والحيوان والنبات. وأهم ما حقَّقه الإنسان بهذا التدرُّج فائدتان: (أ) ضمان تنفيذ العمل والاستجابة للشرعِ أمرًا ونهيًا. (ب) ترسيخ التكاليف والقِيَم في نفوس المؤمنين. وقد ظهَر هذا التدرُّج التشريعي في كلِّ التكاليف الإسلامية على وجهِ التقريب؛ كالصلاة والصيام، ولكن أشهر مثال لهذا التدرُّج هو تحريمُ الخَمر التي لم تحرَّمِ التحريم القاطع إلا بعد تمهيدٍ نفسي قرابة عشر سنوات، فلما حسم القرآن المسألة بآية المائدة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ... ﴾ [المائدة: 90] إلخ، كانت الإجابة العمليَّة للمسلمين: "انتهينا انتهينا". وقيمة التدرُّجِ تظهَرُ إذا ما عرَفْنا أن أمريكا أخفقت إخفاقًا ذريعًا في تحريمِ الخمر حين فرَضت فجأةً في مطلع العَقد الثالث من هذا القرن قانونَ تحريم الخمر، وأنفقتْ عليه مئاتِ الملايين من الجنيهات، واستخدمت القوةَ والسَّطوة دون جدوى، فعادت إلى إباحةِ الخمر مرة ثانية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |