التذكير بصلاة الجمعة يوم العيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 642 - عددالزوار : 136473 )           »          عفة النفس: فضائلها وأنواعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من تبصَّر تصبَّر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حين يمهد العطاء طريقه بالصبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          صحة الفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الدعوة للإلحاد بين الخلل في التربية والقصور في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          القراءة المتسارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          سُنّة: إرشاد الضالّ في الطريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التعرض لحرارة الشمس في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 38394 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-01-2020, 03:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,442
الدولة : Egypt
افتراضي التذكير بصلاة الجمعة يوم العيد

التذكير بصلاة الجمعة يوم العيد


د. أحمد عبدالمجيد مكي








الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة فهل تسقط الجمعة عمن صلى العيد؟
سأحاول بيان ذلك بإيجاز قدر الاستطاعة، فأقول وبالله التوفيق:
أولًا: ذهب جمهور الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة: إلى أنه إذا وافق يومُ العيد يومَ جمعة فلا تسقط صلاة الجمعة بصلاة العيد، واحتجوا بقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة: 9].


قال الإمام القرطبي: "لا تسقط الجمعة لكونها في يوم عيد، خلافًا لأحمد بن حنبل فإنه قال: إذا اجتمع عيدٌ وجمعة سقط فرض الجمعة، لتقدُّم العيد عليها، واشتغال الناس به عنها، وتعلق في ذلك بما رُوي أن عثمان أَذِنَ في يوم عيد لأهل العوالي أن يتخلَّفوا عن الجمعة، وقول الواحد من الصحابة ليس بحجة إذا خُولف فيه، ولم يُجْمَع معه عليه، والأمر بالسعي متوجِّه يوم العيد كتوجهه في سائر الأيام"[1].


والعوالي جمع عالية، وهي: قرية بالمدينة النبوية تَبْعُد عن المسجد النبوي مسافة حوالي 5 كيلو مترات من جهة الشرق.
واستدلوا لذلك أيضًا بأنه لم يصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحدٍ من أصحابه أنه أسقط صلاة الجمعة بصلاة العيد، بل على العكس من ذلك؛ إذْ صحَّ عنهم الالتزام بالصلاتين معًا.


وقد رخَّص الشرعُ الحنيفُ لأهل الأماكن البعيدة إذا حضروا إلى المسجد الجامع وصلُّوا العيد أن ينصرفوا ويتركوا الجمعة؛ لأنه يشقُّ عليهم أن يرجعوا مرةً أخرى لصلاة الجمعة؛ فقد روى البخاري في صحيحه أن عثمان رضي الله عنه قال في خطبته: "أيها الناس قد اجتمع عيدان في يومكم، فمَنْ أراد مِن أهل العالية أن يُصلِّيَ معنا الجمعة فليصلِّ، ومَن أراد أن يَنْصَرِفَ فلْيَنْصَرِف"[2].
واختار هذا القول العلامة ابن جبرين في رسالة له بعنوان: "الرأي السديد فيما إذا وافق يوم الجمعة العيد".


وقد ذهب الحنابلة في إحدى الروايتينِ - وهو اختيارُ شيخ الإسلام ابن تيميَّة، والعلامة ابن باز وابن عثيمين - إلى أنَّ مَن صلى العيد لا يُطالَب بصلاة الجمعة مطلقًا، وإنما يُصلي الظهر، قال ابن قُدامة المقدسي (المتوفى: 620هـ): "وإن اتفق عيدٌ في يوم جمعة سقَط حضور الجمعة عمَّن صلى العيد إلا الإمام، فإنها لا تَسْقُط عنه...، وقال أكثر الفقهاء: تَجِب الجمعة؛ لعموم الآية والأخبار الدالة على وجوبها، ولأنهما صلاتان واجبتان فلم تسقُط إحداهما بالأخرى؛ كالظهر مع العيد"[3].
واستدل الحنابلة ومَن وافقهم على مذهبهم بما أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما؛ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: "مَن شاء أن يُصلِّيَ فليُصَلِّ".


وقد اعترض بعضُ أهل العلم على هذه الرواية وما في معناها بأن أسانيدها ليستْ بالقوية، وعلى فرض صحتها، فيُمكن الجمعُ بينها وبين النصوص الأخرى، والجَمْعُ مُقدَّم على الترجيح عند التعارض، وعلى هذا جاءتْ أقوال العلماء، ولا بأس بأن نستأنسَ ببعضها:
قال الإمام ابن حزم (المتوفى: 456هـ): "إذا اجتمع يوم عيد في يوم جمعة صُلِّيَ للعيد ثم للجمعة ولا بد، ولا يصحُّ بخلاف ذلك أثرٌ...، والجمعة فرضٌ والعيد تطوُّع، والتطوُّع لا يُسقط الفرض"[4].


وقال الإمام أبو بكر بن المنذر (المتوفى: 319 هـ): "أجمع أهلُ العلم على وُجوب صلاة الجمعة، ودلَّت الأخبارُ الثابتةُ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على أنَّ فرائض الصلوات خمسٌ، وصلاة العيدين ليس مِن الخمس، وإذا دلَّ الكتابُ والسنةُ والاتفاق على وُجوب صلاة الجمعة، ودلت الأخبارُ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على أنَّ صلاة العيد تطوُّع، لم يَجُزْ تَرْكُ فَرْضٍ بتطوُّع"[5].


والخلاصة: إذا اجتمع عيدٌ وجمعة، فإنَّ الواجب هو الالتزام بأداء الصلاتين، كل صلاة في وقتها، هذا هو ما جرى عليه العملُ منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى يومنا هذا، فما أجمل اجتماع مناسبتين لتكثير الثواب والأجر، ومن كان عنده عُذر يمنعه مِن أحدهما فله رخصةٌ.
أما القولُ بأن صلاة العيد تُسْقط صلاةَ الجمعة فهو قولٌ مَرْجُوح، وإن قال به جَمْعٌ مِن أئمة الهدى ممن يُقتدى بهم.


والله تعالى أعلى وأعلم.

[1] تفسير القرطبي (18/ 107).
[2] أخرجه البخاري في صحيحه.
[3] المغني لابن قدامة (2/ 265).
[4] المُحَلَّى بالآثار (3/ 303).
[5] الأوسط في السُّنن والإجماع والاختلاف (4/ 291)، وذكر نحو هذا ابن عبد البر في: التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (10/ 274)، (10/ 277)، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (3/ 187).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.64 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.32%)]