حكم ومواعظ للحسن البصري - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أعظم الناس أثرًا في حياتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          ثَمَراتُ الإيمانِ باليَومِ الآخِرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مفهوم وفاعلية منصات التعلم الإلكترونية في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عثمان بن عفان ذو النورين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لمن يُريد الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          فضائل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أَفْشُوا السَّلَامَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          شتات الأمر وانفراطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-01-2020, 12:05 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي حكم ومواعظ للحسن البصري

حكم ومواعظ للحسن البصري

















د. أحمد عبدالوهاب الشرقاوي
















كان - رحمه الله - يقول: الواعظ مَن وعظ الناس بعمله، لا بقوله.








وكان ذلك شأنه إذا أراد أن يأمر بشيء، بدأ بنفسه ففعله، وإذا أراد أن يَنهى عن شيء انتهى عنه.









وكان يقول: اتصل بي أن بعض الصالحين جعل على نفسه ألا يراه الله ضاحكًا حتى يعلم أي الدارَين داره: الجنة، أم النار؟ فيقول الحسن - رحمه الله -: لقد عزم - رحمه الله - فوفَّى بعزمه، وما رُئي ضاحكًا حتى لحق بالله - عز وجل.








وقيل: مرَّ الحسن برجل يضحك، فقال: يا بن أخي، جزت الصراط؟ فقال: لا، فقال: فهل علمت إلى الجنة تصير أم إلى النار؟ فقال: لا، فقال: ففيم الضحك - عافاك الله - والأمر هول؟! قيل: فما رئي الرجل ضاحكًا حتى مات.








ورأى الحسن قومًا يتضاحكون، ويتغامزون، ويتدافعون بعد انصرافهم يوم الفطر من صلاة الفجر، فقال: يا قوم، إن الله سبحانه جعل شهر رمضان مضمارًا لعباده، يستبقون الطاعة إلى رحمة الله، ويجتهدون في الأعمال ليفوزوا بدخول جنته، فسبق أقوام ففازوا، وقصر آخرون فخابوا، والعجب كل العجب للضاحك في اليوم الذي ربح فيه المحسنون، وخسر المبطلون.








أما - والله - لو كشف الغطاء لشُغل مُحسن بإحسانه ومسيء بإساءته عن تجديد ثوب وترجيل شَعر.








فإن كنتم - وفقكم الله - قد تقرَّر عندكم أن سعيكم قد قُبل، وعملكم الصالح قد رفع، فما هذا فعل الشاكرين! وإن كنتم لم تتيقنوا ذلك، فما هذا فعل الخائفين!








وكان يقول: ابن آدم، أقلِل الضحك؛ فإن كثرة الضحك تُميت القلب، وتزيل البهجة، وتسقط المروءة، وتزري بذي الحال.








وكان يقول: روي أن الله - سبحانه وتعالى - أوحى إلى عيسى - عليه السلام - يا عيسى، اكحل عينيك بالبكاء إذا رأيت الغافلين يضحَكون.








وعاد الحسن عليلاً، فوافقه وهو في الموت، ورأى تقلَّبه وشدة ما نزل به، فلما رجع إلى داره قدَّموا له طعامًا، فقال: عليكم بطعامكم وشرابكم؛ فإني رأيت مصرعًا لا بد لي منه، ولا أزال أعمل له حتى ألقاه، وتأخر عن الطعام أيامًا، حتى لطف به وأكل.








وكان يقول: إن الله سبحانه لم يجعل لأعمالكم أجلاً دون الموت، فعليكم بالمداومة؛ فإنه - جل ثناؤه - يقول: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].








وكان يقول: رأيتُ سبعين بدريًّا[1]، لو رأيتموهم لقلتم: مجانين، ولو رأوا خياركم لقالوا: ما لهؤلاء من خلاق، ولو رأوا شراركم لقالوا: هؤلاء لا يؤمنون بيوم الحساب.








وكان يقول: رحم الله امرأً نظر ففكر، وفكَّر فاعتبر، واعتبر فأبصر، وأبصر فصبر، لقد أبصر أقوام ثم لم يَصبروا، فذهب الجزع بقلوبهم، فلم يُدرِكوا ما طلبوا، ولا رجعوا إلى ما فارقوا، فخسروا الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.








وكان يقول: أيها الناس، إني أعظكم ولستُ بخيركم ولا أصلحكم، وإني لكثير الإسراف على نفسي، غير محكم لها، ولا حاملها على الواجب في طاعة ربها، ولو كان المؤمن لا يعظ أخاه إلا بعد إحكام أمر نفسه، لعُدم الواعظون، وقلَّ المذكرون، ولما وجد من يدعو إلى الله - عز وجل - ويرغب في طاعته، وينهى عن معصيته، ولكن في اجتماع أهل البصائر، ومذاكرة المؤمنين بعضهم بعضًا حياة لقلوب المتقين، وادِّكار من الغفلة، وأمان من النسيان، فالزموا - عافاكم الله - مجالس الذكر؛ فرب كلمة مسموعة، ومحتقر نافع؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].








أيها الناس، أصبحتم - والله - في أجل منقوص، وعمل محصى محروس، الموت فوق رؤوسكم، والنار بين أيديكم.








أيها الناس، إنما لأحدكم نفس واحدة، إن نجَت من عذاب الله لم يضرها من هلك، وإن هلكت لم ينفعها من نجا، فاحذروا - عافاكم الله - التسويف؛ فإنه أهلك من قبلكم، وإنكم لا تدرون متى تسيرون؟ ولا إلى أي شيء تَصيرون؟ فرحم الله عبدًا عمل ليوم معاده قبل نفاد زاده.








وقال: أيها الناس، إن الله - عز وجل - بسط لكم صحيفةً، وكَّل بكل رجل منكم ملكين كريمين، أحدهما عن اليمين، والآخر عن اليسار، وهو تعالى رقيب عليهما، فإن شاء قلَّل، وإن شاء كثر، إنما يملي كتابًا: ﴿ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]، ولقد رُوي أنه لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123]، قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: نزلت - والله - قاصمة الظهور.








فإذا قال ذلك أبو بكر، وقد شهد له بالجنة، فكيف يجب أن يكون قول من سواه؟ فاعتبروا - معشر المؤمنين - وكونوا على حذر؛ لعلكم تأمنون من عذاب يوم عظيم.








وكان يقول: ابن آدم، إياك والاغترار؛ فإنك لم يأتك من الله أمان، فإن الهول الأعظم والأمر الأكبر أمامك، وإنك لا بدَّ أن تتوسَّد في قبرك ما قدَّمت؛ إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر، فاغتنم المبادرة في المهل، وإياك والتسويف بالعمل؛ فإنك مسؤول، فأعد للمساءلة جوابًا.








وكان يقول: ابن آدم، إن المؤمن لا يصبح إلا خائفًا، وإن كان محسنًا، ولا يصلح أن يكون إلا كذلك؛ لأنه بين مخافتين: ذنب مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا يدري ما الله مُبتليه فيه، فرحم الله عبدًا فكَّر واعتبر، واستبصر فأبصر، ونهى النفس عن الهوى.








ابن آدم، إن الله - جلت قدرته - أمر بالطاعة، وأعان عليها، ولم يجعل عذرًا في تركها، ونهى عن المعصية، ونفى عنها، ولم يوسع لأحد في ركوبها، ولقد روي أن الله - سبحانه وتعالى - يقول يوم القيامة لآدم: "يا آدم، أنت اليوم عدل بيني وبين ذريتك، فمن رجح خيره على شره مثقال ذرة، فله الجنة؛ حتى تعلم أني لا أعذب إلا ظالمًا".








وكان يقول: ما في جهنم وادٍ، ولا سلسلة، ولا قيد، إلا واسم صاحبه مكتوب عليه ما حكم في القضاء، فكيف - أيها الناس - إن اجتمع ذلك كله على عبد؟! اتقوا الله أيها الناس، واحذروا مقته؛ فلمقت الله أكبر لو كانوا يعلمون.








وقيل: خرج الحسن يومًا على أصحابه وهم مجتمعون، فقال: والله لو أن رجلاً منكم أدرك من أدركتُ من القرون الأولى، ورأى من رأيت من السلف الصالح؛ لأصبح مهمومًا، وأمسي مغمومًا، وعلم أن المجد منكم كاللاعب، والمجتهد كالتارك، ولو كنت راضيًا عن نفسي، لوعظتكم، ولكن الله يعلم أني غير راض عنها، ولذلك أبغضتها وأبغضتكم.








أيها الناس، إن لله عبادًا هم كمن رأى أهل الجنة في الجنة متنعمين، وأهل النار في النار معذبين، فهم يعملون لما رأوا من النعيم، ويَنتهون عما خالفوا من العذاب الأليم.








أيها الناس، إن لله عبادًا قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأنفسهم عفيفة، وجوانحهم خفيفة، صبروا الأيام القلائل؛ لما رجوا في الدهور الأطاول، أما الليل، فقائمون على أقدامهم، يتضرعون إلى ربهم، ويسعون في فكاك رقابهم، تجري من الخشية دموعهم، وتخفق من الخوف قلوبهم، وأما النهار، فحكماء علماء أتقياء أخفياء، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفُّف، تخالهم من الخشية مرضى، وما بهم مرض، ولكنهم خولطوا بذكر النار وأهوالها، لهم - والله - كانوا فيما أحل لهم أزهد منكم فيما حرم عليكم، وكانوا أبصر بقلوبهم لدينهم منكم لدنياكم بأبصاركم، ولهم كانوا بحسناتهم أن ترد عليهم أخوف منكم أن تعذبوا على سيئاتكم، ﴿ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22].








وكان يقول: ابن آدم، لا يغرنك من حولك من هذه السباع العادية: ابنك، وحليلتك وخادمك وكلالتك[2]: أما ابنك، فمثل الأسد ينازعك ما بين يديك، وأما حليلتك فمثل الكلبة في الهرير والبصبصة[3]؛ وأما خادمك فمثل الثعلب في الحيلة والسرقة؛ وأما كلالتك، فوالله لدرهم يصل إليهم بعد موتك أحب إليهم من أن لو كنت أعتقت رقبةً، فإياك أن توقر[4] ظهرك بصلاحهم؛ فإنما لك منهم أيامك القلائل، وإذا وضعوك في قبرك، انصرفوا عنك، فصرفوا بعدك الثياب، وضربوا الدفوف، وضحكوا القهقهة[5]، وأنت تحاسَب بما في أيديهم، فقدم لنفسك؛ ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].








أيها الناس، إن أحدكم يحذره صاحبه أمرًا، فيتقيه ويحذره، فكيف من حذره ربه نفسه، وخوفه عقوبته؟ يقول الله سبحانه: ﴿ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 99].








وكان يقول: ألا تعجبون من رجل يلهو ويغفل، ويهزأ ويلعب، وهو يمشي بين الجنة والنار، لا يدري إلى أيهما يصير؟








رُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى كره لكم العبث في الصلاة، والرفث في الصيام، والضحك في المقابر))[6].








وكان يقول: سبحان من أذاق قلوب العارفين من حلاوة الانقطاع إليه، ولذة الخدمة له ما علَّق هِمَمهم بذكره، وشغل قلوبهم عن غيره، فلا شيء ألذ عندهم من مناجاته، ولا أقر لأعينهم من خدمته، ولا أخف على ألسنتهم من ذكره - سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.








وكان يقول: رُوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يُوري النار، ويُدني منها يده ويقول: انظر يا ابن الخطاب كيف صبرك على النار؟ وكيف لك قدرة على سخط الجبار؟ ثم يستعيذ بالله من النار، ومن عمل أهل النار.








ثم يقول الحسن: إذا كان هذا خوف عمر رضي الله عنه وهو ممن شهد له بالجنة، فكيف أيها الناس تلبسون؟








وكان يقول: ابن آدم، إنما أنت ضيف، والضيف مرتحِل، ومُستعار، والعارية لله، لله در أقوام نظروا بعين الحقيقة، وقدموا إلى دار المستقر.








وكان يقول: ما مرَّ يوم على ابن آدم إلا قال له: ابن آدم: إني يوم جديد، وعلى ما تعمل في شهيد، إذا ذهب عنك لم أرجع إليك، فقدم ما شئت تجده بين يديك، وأخر ما شئت فلن يعود أبدًا إليك.








وكان يقول: إنما يكرمك من يكرمك ما دام روحك في جسدك، لو قد انتزع منك لنبذوك وراء ظهورهم، ولو تركت بينهم، لفروا منك فرارهم من الأسد.








وكان يقول: اعتبروا الناس بأعمالهم، ودعوا أقوالهم؛ فإن الله - عز وجل - لم يدع قولاً إلا جعل عليه دليلاً من عمل يُصدقه أو يكذبه، فإذا سمعت قولاً حسنًا، فرويدًا بصاحبه، وإن وافق منه القول العمل فنعم، ونعمت عين، وإن خالف القول العمل، فإياك أن يشتبه عليك شيء من أمره؛ فإنها خدع للسالكين.




يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 135.24 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 133.52 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.27%)]