عيد وحسرتان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119760 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-01-2020, 01:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي عيد وحسرتان

عيد وحسرتان

أحمد مظهر العظمة

كيف نستطيع أن نتكلف البِشر في عيدنا هذا، ونبدي المسرات، والنفوس تكاد تذهب على الوطن المرزَّأ حسرات؟ نذكره، فنذكر طغيان الطبيعة على جانب، وجور السياسة على آخر، فنندب الضحايا والشهداء، ونحتفظ بذكريات مبللة بدمع الأسى، تفجر القلوب حناناً، فتخلق الرحمة، وتفرض المعونة، ولا ترضى باليسير، والشهداء لنا إخوان، والمطامع لبناء (هيكل سليمان)، والواقف على الأطلال، ومن تستصرخه النساء والأطفال من أحفاد من يعينون على نوائب الدهر، ويسرعون النهضة في الصريخ، ويسمعون كتابهم ينطق بينهم بالحق: ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾ [آل عمران: 92]، فيجودون في هذا السبيل، ألا يخافون من ذي العرش إقلالاً.



اذكر أيها المسلم، حين تلبس يوم العيد أجدّ ما لديك، ثم يستقبل طريقُك إلى المسجد، رائحةَ الطيب منك، وأنت آخذ بيد ابنك الصغير الفخور بما كسوته وأنلته، الفَرِحِ بما يسمع ويرى - أذكر سفح قلمون:
مشهداً يملأ العيون دموعاً وأحاديث تجرح الأسماعا[1]



اذكر أن تلك المناظر الضارعة، كانت مواطن لعيش رغد رخي، تتغنى تحت لألاء شمسها، وهناء أرضها، بين ظلال الأغصان، وخرير الغدران، وأريج النسيم، إلى أن وقعت الواقعة، فكانت الفاجعة التي جعلت العيش الأوطف، ذكريات باكية حول ما اندفعت السيول نحوه، اندفاع الرياح الهوج أو البلاء النازل، فسقت كثيراً من أهلها بكأس حلاق[2]، لم يجدوا منها من واق. وسكنت تلك السيول الغضبى، ولم تسكن ثكالى يندبن الأبناء، وأطفال يبكون الآباء، ورضع يستصرخون الأمهات، حول منازل أصبحت قاعاً صفصفاً:
صم نداها وعفا رسمها واستعجمت عن منطق السائل[3]





لا تكاد ترفع يديك لتمسح عينيك، إلا وتذكر بعد قلمون فلسطين، فلسطين التي:
تسام الأذى والعسفَ من كل جانبٍ فتبقى كليث الغاب باغته الشرُّ
وكيف يطيق الذل من نال عزة لها كل حين في طبائعه أمر
وكيف تطيق العرب (صهيون) سيداً وخير لهم دفع المذلة والقبر
وكيف تطيق العرب جار كريه وهل يلذع الإيمانَ ثانيةً جحرُ
وهل يحسبون العرب لانت قناتهم لظلم؟ فبعض الظن إثم له الدَّحر
وحسبهُمُ أعوام تذكر عنهمُ بخط الدماء الطهر يهريقها الحُرُّ




فلسطين، التي تأخذك حين تذكرها، لوعة الحزن على أرض الحرم، وهزة الفخر بشباب الهمم، ثم تنطلق متضرعاً إلى الله جل وعز الذي وعد المؤمنين النصر، أن ينجز وعده، وينصر جنده، ويرد المعتدين خائبين عن فلسطين.

فلسطين التي آلمت على نفسها في جهادها الأبي، الباسل، المضرج بالدماء العزيزة، حول النفوس الشهيدة، الراجعة إلى ربها راضية مرضية؛ ألا تضع الحرب أوزارها، بين الحق و(الظلم المتمدن! والمكر الغني)، قبل أن تكشف ستارها عن عدل لا إرهاق، وإخلاص لا نفاق، وأماني ينشدها الإسلام والعروبة بلسان كل فتى من أبنائهما، جرّبه الحليفُ الناكث أيام النائب، فكان (أبرَّ بميثاق وأوفى وأصبرا)، وإن لم تبلغ فلسطين الغاية لا سمح الله – مقبرة أمة شهيدة تتلقى بعد الأبطال، الشيوخ والنساء والأطفال، تسجل لأدعياء المدنية، وأعداء الوفاء، وإخوان الذئاب؛ ما هم له أهل في تاريخ قرنهم العشرين.

ولكن ذلك ليس بكائن وابن الجزائر وجاوا والهند... يشعر بالخطر من (الصهيونية) على المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، فيشرك ابن بغداد والقاهرة ودمشق.. في مؤازرة ابن القدس الذي يراه أخاه وابن وطنه، وإن تناءت الديار، وفرق الدخيل، وظن أن سياسته مانعته مما يخشاه، وهو يعتمد على المدفع، ويستند إلى (مكيافيلي) ونحن نعتمد على الله سبحانه؛ ونستند إلى الحق، وسيكون لحقنا قوة بعد أن أبينا الهجوع، وكرهنا الخنوع، وشرعنا نناجي الجدود، ونحطم القيود، ونبني مجدنا الرفيع الثاني.

المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الأولى، العدد الأول، 1354هـ


[1] للزهاوي.

[2] سقوا بكأس حلاق وهو الموت ومنه البيت:
ما أُرجّى بالعيش بعد أناس *** قد أراهم سقوا بكأس حلاق


[3] لامرئ القيس.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.21 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.77%)]