الأمة في خدمة الشريعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311349 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041927 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131976 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 23-01-2020, 01:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي الأمة في خدمة الشريعة

الأمة في خدمة الشريعة

(نموذج)


أ. د. عبدالحليم عويس



ومع هذا، ومع وجود الإيجابيات التي قام بها جهاز الدولة، فإن الأمة المسلمة - كعادتها - لم تترك أمر الشريعة للحكومة وحدها، بل جاهدت في مجال نشر الإسلام الصحيح، ومقاومة البدع الفكرية الوافدة، واللصوص والمفسدين الذين انتهزوا فرصة الصراع على الحكم في الدولة، وعاثوا في البلاد الفساد.

ويحدثنا التاريخ في هذه الفترة عن حركة من هذه الحركات الإصلاحية الشعبية الرائعة.

فقد اشتهر أحمد بن نصر الخزاعي بأنه كان عالِمًا ومعلمًا في بغداد، خصوصًا أيام المأمون حينما برزت الفتنة، وبدأ المعتزلة ينشرون آراءهم القائلة بخلق القرآن، فكان الخزاعي مِن أشهر مَن وقف في هذه الأزمة، وكان لأسرته مكانةٌ خاصة لدى العباسيين؛ نظرًا لمكانة جده؛ حيث كان أحد النقباء للدعوة العباسية، وبالتالي فقد كان أحمد بن نصر من أهل الوجاهة والرياسة في بغداد، كما صرح بذلك ابن كثير[1]، وقد كان ابتداء شهرته في بغداد سنة (201هـ)، بعد قتل الأمين ببغداد سنة (198هـ/ 813م)، وبقيت بغداد مسرحًا للنهب وللسلب؛ حيث تأخر المأمون بخراسان، واضطربت أحوال بغداد، وكثُر فيها اللصوص والدعارة، وأهل الفساد، فاجتمع حوله جماعة من الناس بايعوه، وأخذوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وكان أتباعه يستمعون لأوامره، وبالتالي ساعد على ضبط الأمور في شرق بغداد، إلى أن قدم المأمون إلى بغداد سنة (204هـ)[2]، فاختفى الخزاعي عندئذٍ، وذكر المؤرخون أن الخزاعي وسهل بن سلامة كانا يتعاونان على هذا الأمر[3]، وقد استمرت دعوة الخزاعي ما بين (201 - 231هـ)؛ أي: ثلاثة عقود.


ويصور الطبري حركة الخزاعي الدعوية الإصلاحية عندما يؤرخ لسنة (201هـ) فيقول: في هذه السنة تجردت المتطوعة للنكير على الفساق ببغداد، وكان السبب في ذلك فساق الحربية والشطار الذين كانوا ببغداد والكرخ، فآذوا الناس أذى شديدًا، وأظهروا الفسق، وقطع الطريق، وأخذوا الغلمان والنساء علانية من الطرق، فلما رأى الناس ذلك وما قد أظهروا من الفساد في الأرض، والظلم والبغي، وقطع الطريق، وأن السلطان لا يغير عليهم، قام صلحاء كل ربض وكل درب، فمشى بعضهم إلى بعض، وقالوا: إنما في الدرب الفاسق والفاسقان إلى العشرة، وقد غلبوكم وأنتم أكثر منهم، فلو اجتمعتم حتى يكون أمركم واحدًا، لقمعتم هؤلاء الفساق، وصاروا لا يفعلون ما يفعلون من إظهار الفسق بين أظهركم.

وقد قام رجال من أهل بغداد بالدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعمل بكتاب الله - عز وجل - وسنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - وتبايعوا على ذلك، وأخذوا يشجعون الناس على التعاون والتكاتف لصد أولئك المفسدين، ومنعهم من الاختباء، وقد كانت هذه الحركة الشعبية عامة وشاملة، دخل فيها الكثير من الناس، وكانت منظمة؛ بحيث يسجل فيها اسم مَن يريد التعاون معها ضد الفساق الذين كانوا يَعِيثون فسادًا في بغداد، وقد تمكَّنت هذه الحركة - بانتظام ودقة - من العمل على منع اللصوص من العبث ببغداد وبأهلها، وأوقفوا ما كان يدفعه الناس من أموال لهؤلاء المفسدين مقابل عدم الاعتداء عليهم.

ويدل على تنظيم هذا العمل ودقته، ما ذكره الطبري من أن رؤساء هذه الحركة قد جعلوا لها دواوين يسجَّل فيها اسمُ مَن بايع على العمل معهم[4].

فلما انتهت الفتنة بين المأمون والأمين، وعادت للحكومة هيبتُها، وعاد لها سلطانُها، توقفت الحركة، وتُركت الأمورُ لذويها من أهل الحُكم.


[1] البداية والنهاية: حوادث سنة (202هـ).


[2] الطبري: تاريخ الرسل والملوك، (حوادث سنة 204هـ).

[3] الطبري: المكان السابق، ابن كثير: البداية والنهاية، حوادث سنة (202هـ).

[4] الطبري: حوادث سنة (201هـ)، وما بعدها.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.60 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]