فوائد من كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4899 - عددالزوار : 1923656 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4469 - عددالزوار : 1241327 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13893 - عددالزوار : 743780 )           »          ليدبروا آياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من خلق المسلم: الرفق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 97 )           »          أبو منصور الجواليقي‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خطبة الجمعة والفرص الضائعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الخطابة في الأندلس المنذر بن سعيد البلوطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          قراءة في حديث (البر والإثم) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من وحي سورة القصص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2020, 11:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,134
الدولة : Egypt
افتراضي فوائد من كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي

فوائد من كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي (1-4)


فهد بن عبد العزيز الشويرخ


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فأكبر عدو للإنسان في هذه الحياة الشيطان الرجيم, الذي يسعى سعياً حثيثاً في إضلال بني آدم, بطرق ووسائل شتى.
وقد حذر العلماء من مكره وصنوف غروره, ومن هؤلاء: الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه" تلبيس إبليس " فكان كما قال محقق الكتاب الدكتور أحمد بن عثمان المزيد: من أجمع ما كتب في هذا الباب...فقد أتى على ذكر أغلب صور التلبيس التي يكيد بها إبليس بني آدم.
والشيطان لا يترك أحداً لا يلبس عليه - نسأل الله أن يحفظنا من كيده وشره – ففي كتاب ابن الجوزي رحمه الله مآخذ, يقول الدكتور أحمد المزيد: "رغم ما لكتاب " تلبيس إبليس " من مزايا, فإنه لم يخلُ –مع ذلك- من مآخذ ونقائص.من ذلك: وقوع مؤلفه في أخطاء عقدية, حيث خالف في تقريرها منهج السلف, وقد علقت على ذلك في مواضعه من التحقيق.وهذا مأخذ كبير على المؤلف والكتاب."
والكتاب من أشهر كتب ابن الجوزي رحمه الله, ويوجد فيه فوائد, يسر الله الكريم لي فجمعتُ بعضها, أسأل الله أن ينفع بها, ويبارك فيها.
الأمر بلزوم السنة والجماعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( «من أحب منكم أن ينال بحبوحة الجنة فليزم الجماعة, فإن الشيطان مع الواحد, وهو مع الاثنين أبعد» ) [ قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح] .
قال الأوزاعي: اصبر نفسك على السنة, وقف حيث وقف القوم, وقُل بما قالوا, وكُفَّ عما كفَّوا عنه, واسلك سبيل سلفِك الصالح, فإنهُ يسعُك ما وسِعهم.
قال سفيان: لا يستقيم قول إلا بعمل, ولا يستقيم قول وعمل إلا بنية’ ولا يستقيم قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة.
قال سفيان: إذا بلغك عن رجل بالمشرق أنه صاحب سُنةٍ فابعث إليه بالسلام, وإذا بلغك عن آخر بالمغرب أنه صاحب سنة فابعث إليه بالسلام, فقد قلَّ أهل السنة والجماعة.
قال أيوب: إني لأخبرُ بموت الرجُلِ من أهل السُّنة, فكأني أفقدُ بعض أعضائي.
عن ابن شوذب: إنَّ من نعمة الله على الشاب إذا نسك (تعبد) أن يؤاخي صاحب سُنة يحمله عليها.
عن سفيان الثوري قال: استوصوا بأهل السنة خيراً فإنهم غرباء.
قال الجنيد: الطُّرُق كُلها مسدودة على الخلق, إلا من اقتفى أثر الرسول, واتبع سُنته, ولزم طريقته, فإن طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه.
ذم البدع والمبتدعين
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «من فعل أمراً ليس عليه أمرنا فهو رد » ) [أخرجاه في الصحيحين] . وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( «من رغب عن سُنتي فليس مِنّي » ) [انفرد بإخراجه البخاري] .
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسم: ( « أنا فرطكم على الحوض, وليختلجن رجال دوني, فأقول: يا ربي أصحابي, فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» ) [أخرجاه في الصحيحين] .
كان ابن طاوس جالساً وعنده ابنه فجاء رجل من المعتزلة فتكلم في شيء, فأدخل ابن طاوس أصبعيه في أذنيه, وقال: يا بني أدخل أصبعك في أذنيك حتى لا تسمع من قوله شيئاً, فإن هذا القلب ضعيف, ثم قال: أي بني اسدد, فما زال يقول: اسدد حتى قام الآخر.
قال رجل من أهل الأهواء لأيوب: أكلمك بكلمة؟ قال:لا, ولا نصف كلمة.
قال سفيان الثوري: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية, المعصية يُتاب منها, والبدعة لا يُتاب منها.قال فيضل بن عياض: من جلس إلى صاحب بدعة فاحذروه.
التحذير من فتن إبليس ومكايده
اعلم أن الآدمي لما خُلق رُكِّب فيه الهوى والشهوة ليجتلب بذلك ما ينفعه, ووضع فيه الغضب ليدفع به ما يؤذيه, وأُعطي العقل كالمؤدب يأمره بالعدل فيما يجتلب ويجتنب, وخُلق الشيطان محرضاً له على الإسراف في اجتلابه واجتنابه, فالواجب على العاقل أن يحذر حذره من هذا العدو الذي أبان عداوته من زمن آدم, وقد بذل نفسه وعمره في إفساد أحوال بني آدم.
وقد أمر الله عز وجل بالحذر منه فقال: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة:169]
وقال: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ} [البقرة:268]
وقال: {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء:60]
وقال: {وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّـهِ الْغَرُورُ} [لقمان:33] وفي القرآن من هذا كثير.
وينبغي أن يعلم أن إبليس الذي شغله التلبيس أول ما التبس الأمر عليه, فأعرض عن النصح الصريح على السجود, وأخذ يفاضل بين الأصول, فقال: { خَلَقتَني مِن نارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طينٍ } [الأعراف:12] ثم أردف ذلك بالاعتراض على الملك الحكيم فقال: { أَرَأَيتَكَ هـذَا الَّذي كَرَّمتَ عَلَيَّ }[الإسراء:62] والمعنى أخبرني لِمَ كرمتهُ, غور هذا الاعتراض أن الذي فعلت ليس بحكمه, ثم أتبع ذلك بالكبر.فقال: { أَنا خَيرٌ مِنهُ } [الأعراف:12] ثم امتنع من السجود, فأهان نفسه التي أراد تعظيمها باللعنة والعقاب.
فمتى سوَّل للإنسان أمراً فينبغي أن يحذر منه أشد الحذر, وليقُل له حين أمره إياه بالسوء: إنما تريدُ بما تأمرني به نصحي ببلوغ شهوتي, وكيف يصح صواب النصح للغير لمن لم ينصح نفسه ؟ ثم كيف أثق بنصيحة عدو, فانصرف فما لقولك منفذ.
معنى التلبيس والغرور
التلبيس إظهار الباطل في صورة الحق, والغرور نوع جهل يُوجب اعتقاد الفاسد صحيحاً والردئ جيداً, وسببه وجود شبهه أوجبت ذلك, وإنما يدخل إبليس على الناس بقدر ما يمكنه ويزيد تمكُّنُه منهم ويقلُّ على مقدار فطنتهم وغفلتهم وجهلهم
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-01-2020, 11:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,134
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد من كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي

فوائد من كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي (2-4)


فهد بن عبد العزيز الشويرخ


تلبيس إبليس في العقائد والديانات


دخل إبليس على هذه الأمة في عقائدها من طريقين:
أحدهما: التقليد للآباء والأسلاف...فزيّن للمُقلِّدين أن الأدلة قد تشتبه, والصواب قد يخفى, وقد ضلَّ في هذا الطريق خلق كثير وبه هلاكُ عامة الناس.
وقد ذم الله سبحانه الواقفين مع تقليد آبائهم وأسلافهم فقال تعالى: { قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} [الزخرف:22] وقال تعالى: {إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ}[الصافات:69-70]
واعلم أن المقلد على غير ثقةٍ مما قلَّد فيه, وفي التقليد إبطالُ منفعة العقل, لأنه إنما خُلِقَ للتأمل والتدبُّر, قبيح بمن أُعطي شمعةً يستضيءُ أن يطفئها ويمشي في الظُّلم.
واعلم أن عموم أصحاب المذاهب يعظم في قلوبهم الشخص فيتبعون قوله من غير تدبر لما قال, وهذا عين الضلال, لأن النظر ينبغي أن يكون إلى القول لا إلى القائل.
أما الطريق الثاني: فإن إبليس كما تمكن من الأغبياء فورطهم في التقليد..رأى خلقاً فيهم نوع ذكاء وفطنة فاستغواهم على قدر تمكنهم منهم.
فمنهم من قبَّح عنده الجمود على التقليد وأمره بالنظر ثم استغوى كلاً من هؤلاء بفنٍ, فمنهم: من أراه أن الوقوف مع ظواهر الشرائع عجز, فساقهم إلى مذاهب الفلاسفة, ولم يزل بهؤلاء حتى خرجوا عن الإسلام.
ومنهم من حسن له أن لا يعتقد إلا ما أدركته حواسه.
ومنهم من نفرهُ إبليس عن التقليد وحسن له الخوض في علوم الكلام, والنظر في أوضاع الفلاسفة ليخرج بزعمه عن غمار العوام.
فأعوذ بالله من نظرٍ وعلومٍ أوجبت هذه المذاهب القبيحة.
تلبيس إبليس على الخوارج
أول الخوارج وأقبحهم حالاً ذو الخويصرة.
عن أبي سعيد الخدري, قال: «بعث علي من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بذهبة...فقسمها رسول الله بين أربعة...فوجد من ذلك بعض أصحابه والأنصار وغيرهم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ألا تأتمنوني وأنا أمين من في السماء.يأتيني خبر السماء صباح مساء ) ثم أتاه رجل غائر العينين, مشرف الوجنتين, ناشز الجبهة, كثُّ اللحية, مُشمِّرُ الإزار, محلوق الرأس, فقال: اتِّقِ الله يا رسول الله, فرفع رأسه إليه, وقال: ( ويحك أليس أحق الناس أن يتقى الله أنا ) ثم أدبر, فقال: يا رسول الله ألا أضرب عُنُقهُ, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلعله يصلي ) فقال: إنه رُبَّ مُصلًّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني لم أؤمر أن أنقب على قلوب الناس, ولا أشقَّ بطونهم) ثم نظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مُقفًّ, فقال: ( إنه سيخرج من ضئضيء هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم, يمرقون من الدين كما يمرقُ السهمُ من الرَّميَّة)» هذا الرجل يقال له: ذو الخُويصرة التميمي وفي لفظ: أنه قال: اعدل فقال: ( ويلك ومن يعدل ) فهذا أول خارجي خرج في الإسلام, وآفته أنه رضي برأي نفسه, ولو يوفق لعلم أنه لا رأي فوق رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأتباع هذا الرجل الذين قاتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ولا أعجب من اقتناع هؤلاء بعلمهم واعتقادهم أنهم أعلم من علي عليه السلام, فقد قال ذو الخويصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اعدل فما عدلت.
تلبيس إبليس على الرافضة
وكما لبَّس إبليسُ على هؤلاء الخوارج حتى قاتلوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه, حمل آخرين على الغلو في حُبِّهِ فزادوه على الحد, وقد روينا أن الشيعة طالبت زيد بن علي بالتبري ممن خالف علياً في إمامته فامتنع من ذلك, فرفضوه فسموا الرَّافضة.
قال ابن عقيل: الظاهر أن من وضع مذهب الرافضة قصد الطعن في أصل الدين والنبوة, وذلك أن الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر غائب عنّا, وإنما نثقُ في ذلك بقول السلف...فإذا قال قائل: إنهم أول ما بدأوا بعد موته بظلم أهل بيته في الخلافة, وابنته في إرثها,...فإذا قالت الرافضة: إن القوم استحلوا هذا بعده, خابت آمالنا في الشرع, لأنه ليس بينا وبينه إلا النقل عنهم والثقة بهم.
وغلو الرافضة في حُبِّ علي عليه السلام, حملهم أن وضعوا أحاديث كثيرة في فضائله أكثرها تشينُهُ وتؤذيه, وقد ذكرت منها جملة في كتاب الموضوعات.
ومقابح الرافضة أكثرُ من أن تحصى, وقد حرموا الصلاة لكونهم لا يغسلون أرجلهم في الوضوء, والجماعة لطلبهم إماماً معصوماً, وابتُلُوا بسبِّ الصحابة.وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( «لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهباً, ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» )
تلبيس إبليس على الباطنية
الباطنية: قوم تستروا بالإسلام ومالوا إلى الرفض, وعقائدهم وأعمالهم تُباين الإسلام, فمحصول قولهم تعطيل الصانع وإبطال النبوة والعبادات وإنكار البعث, ولكنهم لا يظهرون هذا في أول أمرهم, بل يزعمون أن الله حق, ومحمد رسول الله, والدين صحيح, ولكنهم يقولون: لذلك سِر غير ظاهر, وقد تلاعب بهم إبليس فبالغ وحسَّن لهم مذاهب مختلفة, ولهم أسماء: الباطنية, الإسماعيلية, القرامطة
تلبيس إبليس على أهل العلم
تلبيس إبليس على القراء:
فمن ذلك أن أحدهم يشتغل بالقراءات الشاذة وتحصيلها, فيبقى أكثر عمره في جمعها, وتصنيفها والإقراء بها, ويشغله ذلك عن معرفة الفرائض والواجبات...ولو تفكروا لعلموا أن المراد حفظ القرآن, وتقويم ألفاظه, ثم فهمه ثم العمل به, ثم الإقبال على ما يصلح النفس ويطهر أخلاقها, ثم التشاغل بالمهم من علوم الشرع.
تلبيس إبليس على أهل اللغة والأدب:
قد لبس على جمهورهم فشغلهم بعلوم النحو واللغة عن المهمات اللازمة التي هي فرض عين, من معرفة ما يلزمهم عرفانه من العبادات, ومما هو أولى بهم من آداب النفوس وصلاح القلوب, ومما هو أفضل من علوم التفسير والحديث والفقه, فأذهبوا الزمان كله في علوم لا تُرادُ لنفسها بل لغيرها
تلبيس إبليس على الشعراء:
تراهم يهيمون في كل واد من الكذب والقذف والهجاء..والإقرار بالفواحش, وأقلُّ أحوالهم أن الشاعر يمدح الإنسان فيخاف أن يهجوه فيعطيه اتقاء شره....وترى خلقاً من الشعراء وأهل الأدب لا يتحاشون عن..الذب في المدح خارجاً عن الحد.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21-01-2020, 11:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,134
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فوائد من كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي

فوائد من كتاب تلبيس إبليس لابن الجوزي (3-4)


فهد بن عبد العزيز الشويرخ




تلبيس إبليس على العباد في العبادات
فأول تلبيسه عليهم إيثارهم التعبد على العلم, والعلم أفضل من النوافل, فأراهم أن المقصود من العلم العمل, وما فهموا من العمل إلا عمل الجوارح, وما علموا أن العلم عمل القلب, وعمل القلب أفضل من عمل الجوارح.
فلما مر عليهم هذا التلبيس, وآثروا التعبد بالجوارح على العلم, تمكن من التلبيس عليهم في فنون التعبد.
تلبيسه عليهم في الوضوء:
فمنهم من لبس عليه في النية فتراه يقول: أرفعُ الحدث, ثم يقول: أستبيحُ الصلاة, ثم يعيد فيقول: أرفع الحدث, وسبب هذا التلبيس الجهلُ بالشرع, لأن النية بالقلب لا باللفظ, فتكلف اللفظ أمر لا يحتاج إليه ثم لا معنى لتكرار اللفظ.
تلبيسه عليهم في الأذان:
من ذلك التلحين في الأذان, وقد كرهه مالك بن أنس وغيره من العلماء كراهية شديدة, لأنه يخرجه عن موضوع التعظيم إلى مشابهة الغناء, ومنه أنهم يخلطون الأذان للفجر بالتذكير والتسبيح والمواعظ, ويجعلون الأذان وسطاً فيختلط. وقد كره العلماء كُلَّ ما يُضافُ إلى الأذان.
تلبيسه عليهم في الصلاة:
فمن ذلك تلبيسه عليهم في الثياب التي يستتر بها, فترى أحدهم يغسل الثوب الطاهر مراراً, وربما لمسه مسلم فيغسله.
ومن الموسوسين من يقطر عليه قطرة ماء فيغسل الثوب كله, وربما تأخر لذلك عن صلاة الجماعة...ولا يظنن ظان أني أمنع من النظافة والورع ولكن المبالغة الخارجة عن حدِّ الشرع المضيعة للزمان هي التي أنهى عنها.
ومن ذلك تلبيسه عليهم في نية الصلاة, فمنهم من يقول: أصلى صلاة كذا ثم يعيد هذا ظناً منه أنه قد نقض النية, والنية لا تنتقض..ومنهم من يكبر ثم ينقض ثم يكبر ثم ينقض...والشريعة سمحة سهلة سليمة من هذه الآفات, وما جرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا لأصحابه شيء من هذا.
وكشف هذا التلبيس أن يقال للموسوس: إن كنت تريد إحضار النية فالنية حاضرة لأنك قمت لتؤدى الفريضة وهذه هي النية ومحلها القلب لا اللفظ. فإن كنت تريد تصحيح اللفظ, فاللفظ لا يجب, ثم قد قلته صحيحاً, فما وجه الإعادة؟ أفتراك تظنُّ وقد قلت إنك قلت؟! هذا مرض!.
ولقد حكى لي بعض الأشياخ عن ابن عقيل حكاية عجيبة, أن رجلاً لقيه فقال: إني أغسلُ وأقول ما غسلته, وأُكبرُ وأقول: ما كبرتُ. فقال له ابن عقيل: دع الصلاة فإنها ما تجب عليك, فقال قوم لابن عقيل: كيف تقول له هذا؟ فقال لهم: قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( رفع القلم عن المجنون حتى يفيق) ومن يُكبّرُ ويقولُ: ما كبرتُ فليس بعاقل, والمجنون لا تجبُ عليه الصلاة.
وقد لبس إبليس على قوم فتركوا كثيراً من السنن لواقعات وقعت لهم. فمنهم من كان يتأخر عن الصف الأول ويقول: إنما أراد قُرب القلوب, ومنهم من لم يضع يداً على يد في الصلاة, وقال: أكره أن أُظهر من الخشوع ما ليس في قلبي.
وهذا أمر أوجبه قلةُ العلم.
وقد لبس على قوم من المتعبدين فكانوا يبكون والناس حولهم وهذا قد يقع غلبة, فلا يمكن دفعه, فمن قدر على ستره فأظهره فقد تعرض للرياء.
وقد لبس على جماعة من المتعبدين فتراهم يصلُّون الليل والنهار, ولا ينظرون في إصلاح عيب باطن, ولا مطعم, والنظر في ذلك كان أولى بهم من كثرة التنفل.
تلبيسه عليهم في قراءة القرآن:
وقد لبس على قوم بكثرة التلاوة, فهم يهذون هذاً من غير ترتيل ولا تثبت, وهذه حاله غير محمودة, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث»
تلبيسه عليهم في الصوم:
منهم من يلازم الصوم ولا يبالي على ماذا أفطر, ولا يتحاشى في صومه عن غيبة ولا عن نظره ولا عن فضول كلمة, وقد خيَّل له إبليس أن صومك يدفعُ إثمك, وكل هذا من التلبيس.
تلبيسه عليهم في الحج:
قد يسقط الإنسان الفرض بالحج مرة, ثم يعود لا عن رضاء الوالدين وهذا خطأ, وربما خرج وعليه ديوان أو مظالم, وربما خرج للنزهة, وربما حج بمال فيه شبهة, ومنهم من يحب أن يُتلقَّى, ويقال: الحاجُّي.
تلبيسه على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر
يلبس إبليس على بعض المتعبدين فيرى منكراً ولا ينكره, ويقول: إنما يأمر وينهى من قد صلح وأنا ليس بصالح فكيف آمر غيري, وهذا غلط لأنه يجب عليه أن يأمر وينهى ولو كانت تلك المعصية فيه, إلا أنه متى أنكر متنزهاً عن المنكر أثَّر إنكاره.
تلبيس إبليس على الزهاد
قد يسمع العامي ذم الدنيا في القرآن والأحاديث فيرى أن النجاة تركها, ولا يدري ما الدنيا المذمومة, فيلبس عليه إبليسُ: بأنك لا تنجو في الآخرة إلا بترك الدنيا, فيخرج على وجهه إلى الجبال, فيبعد عن الجمعة والجماعة, والعلم, ويصير كالوحش, ويخيل إليه أن هذا هو الزهد الحقيقي.
وإنما يتمكن إبليس من التلبيس على هذا لقلة علمه, ومن جهله رضاه عن نفسه بما تعلم, ولو أنه وفق لصحبة فقيه يفهم الحقائق لعرفه أن الدنيا لا تُذمُّ لذاتها, وكيف يذمُّ ما منَّ الله تعالى به, وما هو ضرورة في بقاء الآدمي, وسبب في إعانته على تحصيل العلم والعبادة, من مطعم, ومشرب, وملبس, ومسجد يصلي فيه, وإنما المذموم أخذُ الشيء من غير حِلّه, أو تناوله على وجه السرف لا على مقدار الحاجة, وتصرف النفس فيه بمقتضى رعوناتها لا بإذن الشرع.

ومن تلبيسه على الزهاد: إعراضهم عن العلم شغلاً بالزهد, فقد استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير, وبيان ذلك أن الزاهد لا يتعدى نفعُهُ عتبه بابه, والعالم نفعه مُتعدٍّ, وكم قد ردّ إلى الصواب من متعد.
ومن تلبيسه عليهم: أنه يوهمهم أن الزهد ترك المباحات ومنهم من يقلل المطعم حتى يبس بدنه, ويعذب نفسه بلبس الصوف, ويمنعها الماء البارد, وما هذه طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا طريق أصحابه وأتباعهم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 76.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.59 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]