تلميذي وأقارب السوء والشذوذ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة أفقاه لا يستغني عنها الداعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 496 )           »          أبو القاسم بن عساكر (الحافظ الكبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أبو فرج بن الجوزي (شيخ الواعظين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          ندبة الودّ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          اجمع بين أصالتك وجمالك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وهم الأبراج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          بداية تدوين علم التفسير ومعرفة نسخ التفسير القديمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وسائل الديمقراطيين في إقناع المسلمين بالنظام الديمقراطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الخذلان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إدانة التدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2020, 06:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,633
الدولة : Egypt
افتراضي تلميذي وأقارب السوء والشذوذ

تلميذي وأقارب السوء والشذوذ


أ. شروق الجبوري





السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، قد أَرسل أحد الآباء ولدَه الأكبر؛ لكي أكون له مربيًا ومرشدًا، إلا أنِّي - خلال سؤالي عن الولَد - وجدتُه يقترن بأصدقاء سوء، خاصَّة أنَّ لديه في بيته ابن عمَّته المطلَّقة الذي يمارس أفعال قوم لوط، مع أنه لا يتجاوز 15 سنة، ولدَيه ابن عمٍّ يفعل ذلك، فكيف الخلاص من هؤلاء؟ وما هي الأدوات والوسائل لكي أستطيع أن أخلِّصه من هؤلاء؟ وهل تقترحون أن أُخبر والده بذلك، مع أنَّ غضبه يطغى على حكمته؟


الجواب
أخي الكريم، السَّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

حيَّاك الله تعالى في شبكة الألوكة التي نشكر انضمامَك إليها، سائلين المولى القدير أن يسدِّدنا في تقديم ما ينفعك وينفع جميع السَّائلين.



أخي الفاضل، كنت أتمنَّى أن تشير في رسالتك إلى عمر الولد نفسِه، وإلى بعض تفاصيل ظروفه الأُسَريَّة والاجتماعيَّة والثقافية؛ كوجود الأمِّ في حياته، أو كونه يتيمًا، وهل أمضى الفترة السابقة من عمره في بيئةٍ منغلقة أو مفتوحة، ومستواه الدِّراسي، وغير ذلك؛ فهذه أمورٌ تقرِّب إلينا صورة الوضع النفسيِّ والشخصي للولد أكثر.



ورغم هذا التَّلخيص، فإنِّي أستشفُّ من مضمون رسالتك أنَّ لديك ظنًّا يتَّجه نحو القَطْع بأنَّ هذا الولد يمارس الأفعال الشائنة، كما يفعل ابن عمِّه، وابن عمته، ولكونك لم تشر أنك لاحظتَ عليه ذلك شخصيًّا، فإنَّ الأسلم أنْ يبقى الأمرُ في دائرة الظنِّ دون الجزم، فكونه يصاحب رفقاء السُّوء، فهذا عاملٌ يثير حوله الشُّبهات، لكنه لا يقطع بها، وهذا ما أمرَنا به دينُنا، كما أنَّ إشعار الأشخاص - لا سيَّما المراهقين - بانعدام الثِّقة بهم، يتسبَّب في عرقلة التَّواصل السليم معهم، بل وفي إحجامهم عن التَّعامل الصريح مع المقابل.



أما عن كيفيَّة الخلاص من رُفَقاء السوء، فأنصح أولاً بتحرِّيك عن كافَّة الظُّروف السلبية والمزعجة التي يعيشها هذا الولدُ في بيئته، وما هو محرومٌ منه أو ممنوعٌ عنه من الأمور المشروعة أصلاً، فإنَّ تعويضك له عن ذلك، وتقديمك تلك الرِّعاية أو الظُّروف إليه، يمثِّل مفتاحك لدخول قلبه، وتعوُّده عليك، واندفاعه ذاتيًّا إليك؛ رغبة منه في ذلك، وليس تنفيذًا لأمر والده، والذي استشففْتُ من مضمون رسالتك أنَّه غليظ الطباع.



أما العامل الثاني في كسب ودِّ وثقة هذا الفتى، فهو في فتح الحوارات المختلفة معه، بدءًا من موضوعات عامَّة لا تتعلَّق به شخصيًّا، ثم التدرُّج شيئًا فشيئًا؛ للوصول بعد جلسات عديدة إلى التَّحاور معه في أفكاره ومشكلاته الخاصَّة، بعد إشعاره في الجلسات السابقة بالرَّغبة في الاستماع إلى آرائه، وطَمْأنته بأن كل ما يفضفض به يبقى سرًّا بينكما.



واعلم - يا أخي الكريم - بأنَّ الهدف في نبذ أيِّ سلوكٍ أو فكر خاطئ، لا بدَّ أن يُهيَّأ له بديله الإيجابي؛ بمعنى: إن كان هدَفُك الحالِيُّ هو تخلِّي هذا الفتى عن رفاق السُّوء، فلا بدَّ من تهيئة رفاقٍ صالحين له؛ يُصاحبهم ويسدُّ بهم حاجته لِصُحبة مَن هم في سنِّه، ولا بد أيضًا من التعرف على المميزات التي يجدها في رفاق السُّوء وما يشدُّه إليهم؛ ليتم تعزيز مثلها في الصُّحبة الجديدة، فإنَّ من المميزات التي تشدُّ كثيرًا من المراهقين، ومَن هم في بداية مرحلة الشباب إلى رفاق معيَّنين - الشُّعورَ بمساندتهم في مشكلاتهم الخاصَّة، وحرصهم على كتمانها، وكذلك مرَحِهم وهزلهم، وهذه أمور لا يقدِّمها لهم الكبار حتمًا.



وخلاصة القول: إنَّ تقديم البيئة والرِّفاق الصَّالحين لهذا الفتى بشكلٍ يُثير إعجابَه ودوافعه من جهةٍ، وبتعويضه عمَّا يفتقده في البيئة والرِّفاق السابقين، هو الإطار العامُّ الذي يتمُّ فيه التغيُّر الإيجابي في فِكْره وسلوكه - بإذن الله تعالى.



أمَّا عن إخبارك لأبيه بظنِّك في ابنه، فإنِّي أرى أن تتريَّث بعض الوقت إلى حين تطبيق الخطوات السَّابقة معه، وانتظار ما تأتي به من نتائج، وأتمنَّى أن تَستثمر هذا الوقتَ في تثقيف الأب نفسه، بأن الردَّ الغاضب على سلوكيَّات الأبناء لا يأتي بما يُرغَب لهم من تغيير، بل إنَّه يدفعهم إلى العناد، وإلى أحضان رفاق السُّوء الذين يقدِّمون الدَّعم والاطمئنان النَّفسي، حتَّى لو كان هذا الدَّعمُ يقوم على الباطل؛ فإن كثيرًا من العلاجات السلوكيَّة لا تكتمل بدون إجراء تغييرات ثقافيَّة واجتماعيَّة في بيئةِ ومحيط الحالة، وإن كان أبو الولد حريصًا على تربية ابنه على المنهج السليم، فالأولى أن يتحرَّى هو أيضًا النَّهْج الإسلاميَّ في الإصلاح والتربية، وأن يستنَّ بِسُنَّةِ نبيِّنا الكريم - عليه الصَّلاة والسَّلام - وبوصاياه في ذلك.



وأخيرًا: أختم بدعاء الله تعالى أن يجعلك سببًا في إصلاح هذا الفتى وهدايَتِه، وينفع بك، وبانتظار السَّماع منك مجددًا.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.82 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]