لا أخاف الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومه بعبادة معينة بدعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مواضع الدعاء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2020, 06:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,604
الدولة : Egypt
افتراضي لا أخاف الله

لا أخاف الله


أ. شريفة السديري





السؤال
السلام عليكم، عصيتُ الله، وأمهلني، وتُبْت، وعدت سريعًا، فأمهلني، وعصيت، وتبت، وعصيت، وتبت... أنا على هذا الحال منذ زمنٍ طويل، معصيتي شهوتي؛ الاستمناء، لذَّة المعصية تجعلني أرغب أكثر وأكثر في تجاهل نظر الله إلَيَّ، وجَعْلي له أهون الناظرين، لذة المعصية تجعلني أتغافل عن إمكانيَّة أن يأتي ملَكُ الموت ليقبض روحي، أبدو وكأنَّني واثقة من أنني لن أموت؛ وهذا لكثرة ما وقعت في الذَّنب، وإبقائي على قيد الحياة.



المشكلة العظيمة أنَّني أَعْلم، ولا أجهل العواقب، أجيد التفكُّر في كتاب الله، أخاطب نفسي به، أستطيع أن أقيس نفسي من خلال آية، قرأتُ الوقاية والعلاج، وأشياء لو يعلمها أحدٌ في مثل وضعي لتاب توبة لا رجعة له بعدها أبدًا، كأنني كريمةٌ على الله أكثر منهم؛ أظنُّ بتوبةِ لسانٍ وركعتين أنه غُفِر لي، أعلم بأمر الإمهال والاستدراج، لا أدري أيَّة موعظة التي قد تجعل قلبي يتفطَّر ألَمًا، ولا يعود، قسوة هذا القلب ليست معهودة، لا أظنُّ أنَّ أبا جهل أسوأ منِّي، بل أنا أسوأ منه!!


الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

هل رأيتِ من قبلُ شخصًا غافلاً يقول: أنا على خطأ؟



هل سمعتِ عن شخص قاسي القلب، ويقول: "عصيت الله، وجعلتُه أهون الناظرين إليَّ، فما أعظم ذنبي!"؟



عزيزتي، أنتِ لستِ بجاحدةٍ للفضل أبدًا، ولو كنتِ كذلك لما شَعرتِ بمعصيتك، ولا طلبتِ النصيحة والمشورة؛ لِتَصِلي إلى طريق التوبة والخوف من الله.



أنتِ صاحبة قلب حيٍّ، ينبض بالخير، ويَملؤه الطُّهر والصَّفاء، وما ارتكبتِه من معاصٍ غطَّى هذا الخير وغلَّفه بغلاف ثقيل، ولكنه ما زال - رغم الغِطاء - ينبض ويُقاوم، ويحاول الخلاص.



لقد قسوتِ على نفسك بالأوصاف التي وصفتِ بها قلبَكِ، فلو كان قاسيًا لَما شعر بأنه على ذنب ومعصية، ولو كان ميتًا لما طلب العفو والمغفرة من الله!



كيف تقارنين نفسك بعدوِّ الله وعدوِّ رسوله - عليه الصَّلاة والسَّلام - الذي سمع القرآن وآمن أنه الحقُّ ثم أعرض عنه وحاربه؟!!



ذاك الذي عادى رسولَ الله - عليه الصَّلاة والسَّلام - طوال حياته، وأعدَّ المال والعتاد لِمُحاربة الإسلام والفئة القليلة التي اعتنقَتْه وآمنَتْ به!



شتَّان بينكما يا عزيزتي!



جَلْد الذات الذي تقومين به لن يغيِّر شيئًا، بل سيزيدك إحباطًا حتَّى تشعري أنْ لا فائدة من التوبة كما ذكرتِ، ومن ثَمَّ تزيدين من المعاصي، وتقعين في المُحرَّمات أكثر، ويفرح الشيطان بجهلكِ وبانتصاره عليكِ!



أما سمعتِ قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].



الله سبحانه توَّاب حليم، عفوٌّ غفور, كريم، واسع المغفرة، فكيف يكبر الذَّنب في عينِك، والله سبحانه وعَدكِ بالمغفرة إن تُبتِ؟!!



عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ - رضي الله عنه - أن نبيَّ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((كان فيمن كان قبلكم رجلٌ قتَل تسعةً وتسعين نفْسًا، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدُلَّ على راهبٍ، فأتاه، فقال: إنه قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فهل له من توبةٍ؟ فقال: لا، فقتله، فكمل به مائةً، ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدُلَّ على رجلٍ عالِم، فقال: إنه قتل مائة نفسٍ، فهل له من توبةٍ؟ فقال: نعم، ومَن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلِقْ إلى أرض كذا وكذا، فإنَّ بها أناسًا يعبدون الله تعالى، فاعبُدِ الله معهم، ولا ترجِعْ إلى أرضك؛ فإنها أرض سوءٍ، فانطلق حتَّى إذا نصف الطريق أتاه الموت، فاختصمَتْ فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب؛ فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبًا مُقبِلاً بقلبه إلى الله تعالى، وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يَعملْ خيرًا قطُّ، فأتاهم ملَكٌ في صورة آدميٍّ فجعلوه بينهم - أيْ: حَكمًا - فقال: قيسوا ما بين الأرضين، فإلى أيَّتِهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد، فقبضَتْه ملائكة الرحمة))؛ متفقٌ عليه.



عزيزتي:

باب التوبة مفتوح، ومهما كانت ذنوبك عظيمة وكثيرة، فرحمة الله أوسع، ومغفرته أكبر، ولا تيئسي، بل كوني قويَّة، ذات إرادة صادقة، وعزيمة قويَّة على التغيير، ضعي لنفسك خُطَّة يوميَّة، تُرتِّبين يومك وتملئين جدولكِ بما يشغلكِ عن هذه المعصية؛ بحيث لا يعود لديكِ وقتٌ لها، ولا ينشغل عقلكِ بالتفكير فيها.



وكما نصح العالِمُ ذلك القاتلَ بأن يغيِّر صحبته، أنصحكِ أنتِ أيضًا بذلك؛ فالصُّحبة هي الأساس في تغيير سلوك الإنسان.



وكما قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما مثَلُ الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك، إمَّا أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإمَّا أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير، إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة))؛ رواه البخاري.



ابحثي عن رفقة طيِّبة، صالحة، كريمة الخلق والمعشر، صادقيهنَّ وتقرَّبي منهنَّ، شاركيهنَّ الحسنات وفِعْلَ الخيرات، تطوَّعْن معًا في أعمال تطوُّعية، تُكسِبُكنَّ الخبرة، وتزيدكنَّ همة وصبرًا.



وادعي الله كثيرًا أن يحميك، ويرزقك الهدى والتُّقى، والعفاف والغِنَى.



وحده سبحانه العالم بحاجة عباده، ووحده سبحانه القادر على تحقيقها وجَعْلِها واقعًا؛ فالجئي إليه سبحانه، واطلبي منه العون والتوفيق، والقوَّة والصبر، وأن يلهمك الرَّشاد والسداد، والصبر والعزيمة، وبإذن الله ستجدين تغييرًا كبيرًا في نفسك وروحك وقلبك، وستصبحين أقوى وأروع.



وفَّقكِ الله وهداك، ورزقكِ الأنس بِقُربه.



ولا تنسي أن تتابعينا بأخبارك، وتراسلينا إن احتجتِ إلى المشورة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]