|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ثباتُ الأبرار ودُعاءُ الأخيار مَدعاةٌ للنصرِ والانتصار عبدالعال بن محمد الأسطل الحمد لله الذي تأذَّن لَيبعثَنَّ على اليهود إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب، بما كانوا يفسدون في الأرض وبما كانوا يفسقون، إن ربنا لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم، والصلاة والتسليم على نبينا المأمور أن يجاهد الكفارَ والمنافقين وأن يُغلظ عليهم؛ فإن مأواهم جهنم وساءت مصيرًا. أما بعد: فلئن ابتلينا بفقد الأحبة، وفجعنا بما أصابنا من عظيم الضر، وبلغ ذلك منا مبلغه، يبقى أنه من عقيدتنا أن قتلانا في الجنة، وقتلاهم في النار، وأنه لئن حرمنا ملاقاة أحبابنا في هذه الدنيا الفانية، فإن ملتقى الصادقين جنانٌ عرضها كعرض السموات والأرض؛ ذلك أن بذل النفس والمال هو الثمن الحقيقي مقابل تلك الجنان، التي لا تعلم نفس ما أخفي لصاحبها فيها من النعيم الذي لم ترَه عين، ولم تسمعه أذن، ولم يخطر منه شيء على قلب بشر. إن هذه الدماء التي سالت، وتلك البيوت التي هدمت، وما عانيناه من خوف وجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، ما هو إلا تحقيقٌ لقسَم الله الذي أنبأنا به إذ قال تعالى في سورة البقرة: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ﴾ [البقرة: 155]. أم حسب أكثرنا أن نُترَك أن ندَّعي الإيمان من غير فتنة أو ابتلاء أو تمحيص؛ إن الإيمان الحقيقي يستلزم الابتلاء، أما وقد علمنا أن الابتلاء إنما يكون على قدر إيمان أحدنا، فهنيئًا لمن زِيدَ في بلائه؛ فإنه أمارة الإيمان. إن الصبر على المحن والمصائب - ويقيننا أن الله سيجزي الصابرين وأنه سيوفيهم أجورهم بغير حساب - لهو مدعاة حقًّا لأن نصبرَ حقَّ الصبر على هذه المصائب والمحن والابتلاءات، وألا نتسخَّط أو أن يصيبنا اليأس والقنوط. ولعل جراحاتنا أكثرُ من أن تحصى، وآلامنا أكثر من أن تعد، لكن يبقى الركون إلى الله وأن نأوي إليه، هو سلاحَنا الحقيقي الذي به ننتصر، وبه نستأنس مع انعدام المعين والمغيث إلا منه سبحانه وتعالى. إن الله قد كتب علينا أن مصيرنا لن يبرح أحد أمرين، إما النصر وإما الشهادة؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ﴾ [التوبة: 52]، أما أعداؤنا من صهاينة العرب واليهود فنحن نتربص بهم أن يصيبهم الله بعذاب من عنده أو بأيدنا، فتربصوا إنا معكم متربِّصون. إنه لن يطول زمان حقًّا حتى يضرب اللهُ الذِّلةَ من جديد على اليهود أينما ثُقفوا، بدعاء المخلصين الصادقين، وبثبات أولئك النفر المجاهدين الذين هجروا مضاجعهم، وفروا من الأُنس بأهليهم؛ طمعًا في جنان ذوات أفنان، فيهن خيرات حسان، كأنهن الياقوت والمرجان، حتى إن أحدهم ليُلقي بالتمرات مستعجلاً ذلك الخير الذي لو علمه الملوكُ وأبناء الملوك لجالدونا عليه بالسيوف.. ختامًا: إن ثمن العزة يجب أن يجبى، وإن مهر الجنة ينبغي أن يدفع؛ ذلك أن البيعة مع الله قائمةٌ على بذل النفس والمال في سبيل ذلك، وإنه يجب أن نعلم أننا لن ننعَمَ بعزة ولا جنة إلا بعد الانقياد التام لأمر الله وحُكمه، والتسليم لقضائه. لذا؛ فإن المطلوب منا جميعًا أن نصبِرَ وأن نصابر، وأن يكون من المسلَّمات في عقيدتنا أن ما يصيبنا من اللأواء والضراء إنما هو بقدَرِ الله الذي له الحُكم وإليه ترجعون، حتى إذا رأى الله تعالى منا صدقًا في التوجه إليه والإقبال عليه أمدَّنا بنصرِه وبتأليف قلوب المؤمنين، وإننا نترقَّبُ وعدَ الله الذي لن يُخلِفَه؛ فإنه كان حقًّا على الله نصرُ المؤمنين، ولتعلمن نبأه بعد حين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |