|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صديقتنا وعلاقتها المحرمة أ. أريج الطباع السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نحن كما يُقال بالعامية "شلة" فتيات، وجميعنا ولله الحمد كالأخوات وأكثر، في أحد الأيَّام بدأتْ لواحدة منَّا قصَّة حب تكْبُر كل يوم، ورغم معارضتنا للفِكرة إلاَّ أن صديقتَنا هذه لم تستجبْ لنا أبدًا، بدأتْ هذه القصَّة معها منذ سنة تقريبًا، فقد أخبرها أحدهم بأنَّ ابن خالتها يحبُّها، وبعدها بدأا بالمكالمات الهاتفيَّة باستمرار، حتى تطوَّرت العلاقة إلى الخروجِ معه، وللأسف في الخروجين الأخيرين تبادلاَ القُبُلات! عفوًا من جُرأتي، ولكن فعلاً وصلْنا إلى مرحلة أقرب للجُنون، لم نعُدْ ندرك ماذا نفْعَل؟ علمًا بأنَّها مِن عائلة محافظة جدًّا، والفتاة ذات أخلاق عالية، ولكن ما الذي حدَث لها؟! كيف تغيَّر تفكيرُها؟! لا نَعْلم، أرْجو أن تُفيدينا كيف نتصرَّف معها؛ فقد أصبحتُ لا أستطيع النظرَ إلى عينيها، ولا حتى التحدُّث معها، فكَّرْنا كثيرًا أن نخبر والدتها برِسالة جوَّال مثلاً دون أن تعلم أنَّ واحدة منَّا قامت بهذا الفِعل؛ ما رأيك؟ أفيديني، لم أعُد أستطيع التفكيرَ، وجُزيت خيرًا. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبرَكاته. مِن المؤلم حقًّا أن نجدَ مَن نحبُّ يبتعد عمَّا يحب الله ونحب، أشعُر بمشاعرك أنتِ وصديقاتك، فهي مِن أشد المشاعر ألَمًا، خاصَّة وأنكنَّ تحببنَ صديقتَكنَّ وتعجزنَ عن مساعدتها، فألَم وابتلاء مَن نحب أشد مِن آلامنا وابتلاءاتنا؛ لأننا لا نملك أن نغيِّر شيئًا لا يريده صاحبه؛ فكيف نرقُب غريقًا يرفض يدًا تمتدُّ إليه للمساعَدة، بل ويستمتع بالخوْض بما فيه نهايته! لكن مهلاً، دَعينا عزيزتي نتذكَّر معًا ((انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا))، كيف سننصرها؟ وما الذي نملك أن نقدِّمه لها وهي في هذا الابتلاء؟ لا تتخلَّين عنها، فهي بهذه المرحلة تمرُّ بتغيرات كثيرة تجعلها كالمغيَّبة عن الواقِع والعقل للأسَف، فهذه العَلاقات المحرَّمة من السَّهل عدمُ دخولها، لكن مِن الصعب الخروج منها بحالِ تورَّط المرء بها! أنتن أدْرَى بطبيعة صديقتكن، وما الذي يجدي معها مِن أساليب، قد تتغير تمامًا، وتفاجئكنَّ بشخصية جديدة مغايرة تمامًا، لكن ثِقْن أنها بالنهاية هي نفسها ومفاتيحها هي هي، سيأتي يوم تستيقظ به وتستفيد مِن حديثكن، فارفُقْن بها، وساعدنها لترَى الصورة بطريقة صحيحة، دون أن تهاجمْنها بقسوة. تذكَّري وذكِّري صديقاتِكِ أن تتعاملن معها كما تتعاملن مع غريق، يحتاج ذلك منكن أن تكُنَّ تجِدْن السباحة، أو تقفن بثبات على الأرض، يحتاج منكن أن تتصرفن بثبات وتوازن دون أن ترعبنها، فتبتعد عنكن أكثر، وتفقدن طريقةً لانتشالها! كونها ملتزمةً بالأصل، فمن الأسهل أن تُوقظن بداخلها التقوى، وأن تذكّرنها بما ترغب بالوصول له، لو تريده زوجًا لا بأس، فكِّرن معها بطريقة مناسِبة، امشين معها خُطوةً خطوة، لكن أخبرنها أنَّ مَن يخون ثقةَ أهلها الآن قد يخونها هي بالغدِ، فتنتبه! أيضًا ركِّزن معها أنَّ الزواج رِزق، ورزق الله لا يُؤتى بمعصيته، فسواء هي أو ابن خالها لو أرادا الوصولَ لنتيجة سويَّة مثمرة، لا يمكنهما أن يتَّبعا طريقًا غير سويّ؛ لذلك فقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ رُوح القُدس نفث في رُوعي: إنَّ نفْسًا لا تموت حتى تستكملَ رِزقها، فاتَّقوا الله وأجْمِلوا في الطلب، ولا يحملنَّكم استبطاءُ الرزق أن تطلبوه بمعاصِي الله، فإنَّ الله لا يُدرَك ما عندَه إلا بطاعته))؛ صحَّحه الألباني. أشعِرْنها بحبِّ الله ورحمته، وكيف تغتنم قربها منه ليريحها، أكِّدن لها فكرة أنكن تشعرن بقلقها وعدم راحتها، رغمَ الوهم الذي تعيشه وتشعُر به الآن مع هذه المشاعِر الخادِعة! ساعِدنها لترى جيدًا، ولتفكر بطريقة صحيحة، واعذِرْنها في نفْس الوقت؛ فهي في ابتلاء. لا تتركنها، ولا تكنَّ قاسيات عليها، ولا تتعجلن النتائج معها، فالكلمة تترُك أثرَها وإن لم تلحظنه فورًا، أيقِظن قلبَها بتقوى الله تارةً بالترغيب وتارةً بالترهيب، وكنَّ معها بكلِّ الأوقات عونًا لها؛ لتكون أفضل، وليس عونًا للشيطان عليها! مِن معرفتكنَّ بأمها وبمَن حولها، فكِّرن بمَن يملك أن يساعدَكن مِن حولها ويساعدها، لو كانت أمها واعية وتتوقعْن منها أن تساعدها، فيمكنكن إخبارها، لكن احذرْن مِن أن يَزيد الأمر سوءًا! أيضًا يمكن أن تحذِّرْنها مِن معرفة أهلها، أو مِن أي مواقف تهمها. كونها صديقتكن، فعليكنَّ أن تنصحنها لآخر لحظة؛ لتؤدِّين الأمانة، تمامًا كما حرَص الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - على دعوة عمِّه لآخر لحظة بحياته، لكن تبقى النهايات بيدِ الله، فهو وحده بيده الهِداية، ونحن علينا العمل، أشعرْنها أنكن موجودات بالقُرْب بحالِ ندمت وقرَّرت مشاورتكنَّ، أو وقعت بمأزق ما! انتبهي عزيزتي، ألاَّ تنتقل مشكلتها لتصبح مشكلتكن جميعًا، سواء بتعاملكنَّ معها أم بمشاعركن! وفقكنَّ الله لمساعدتها، وكتب لكُنَّ الأجْر والثواب.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |