|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المعرفة عند البهائية الشيخ عبدالرحمن الوكيل ما مصادر المعرفة أو ما مقاييسها عندهم؟ يجيب عبدالبهاء عن هذا بأن المعرفة أربعة مصادر أو مقاييس: أولًا: الميزان الحسي: ويشير بهذا إلى مذهب الفلاسفة الحسيين الذين يقولون: إن أصل المعرفة هو الإدراك الحسي المستمد من الحواس الظاهرة أو الباطنة. ثانيًا: الميزان العقلي: ويشير بهذا إلى مذهب الفلاسفة العقليين الذين يرون أن العقل قوة فطرية بها يتصف العلم بأهم صفتين له هما: الصدق والضرورة! ثالثًا: النقل. رابعًا: الإلهام: وهو مذهب صوفي يقرر أن المعرفة الإلهامية فوق العقل والوحي، وعبدالبهاء لم يأت بجديد، ولا عيب في أن يستعين الإنسان بالنتائج اليقينية التي استنبطها من سبقوه. وإنما الخزي الشائن في أن يسرق خرافات غيره، ثم يزعم مع هذا أنها وحي الروح الإلهية الحالة فيه! وقد نقد عبدالبهاء النقل بأنه لا يوصل إلى اليقين، أما الإلهام فنقده بأنه قد يكون وساوس شيطانية. ثم دعا إلى نبذ كل معرفة عقلية أو نقلية، فيقول: "اترك المعقول والمنقول تتابع عليك ملائكة الإلهام"؛ لأن الحقيقة خلاف ما هو مسلم به عند الناس جميعًا، ولا سيما الحقائق الإلهية فالناس عنها جميعًا غافلون، ولقائلها وناقلها والظاهر بها منكرون[1]. وتزعم أن من ظهر بهذه الحقائق وأظهرها هو: الميرزا "حسين علي". وتؤكد البهائية أن البشرية - قبل ظهور الميرزا "حسين علي" - لم تهتد إلى حقيقة علمية أو تطمئن إلى يقين ديني؛ لأن كل الحقائق العلمية والدينية، لم تلح منها شعاعة واحدة إلا حين تجسدت روح الله في "الميرزا" المذكور، ففاضت منه على الوجود الكمالات الإلهية، ونالت روح الله كمالها الأعظم! ومن يبتغ الوصول إلى كنه غيوب الحقائق الكامنة في كل كلمة إلهية، بل في كل حرف، بل في كل نقطة، فليؤمن بأن الميرزا المذكور هو رب القيامة الأعظم! ومن يزعمون له هذا عاش حلس جهالته وعمايته وعبد شهواته! فهل يمد الجهول الكنود بعطاء العلم والمعرفة؟! المقياس البهائي: لا تؤمن البهائية بمصدر للمعرفة سوى المكاشفة والشهود! وتفرض الأخذ بنتائج هذه المعرفة، وإن خالفت المعقول، وصحيح المنقول؛ فهي فوق العقل والنقل والوحي!! ويعرف عبدالبهاء هذا المقياس: بأنه تجليات سطوع أنوار الفيض الإلهي والسر الرحماني! مجال المعرفة الكشفية: ومجال هذه المعرفة كل الحقائق الغيبية والدينية والعلمية، وصاحب هذه المعرفة يحيط بكل شيء علمًا[2]. أصحاب المعرفة الكشفية: ولا ينعم بهذه المعرفة إلا طائفة خاصة هم كبار البهائيين الذين أيقنوا أن البهاء هو رب الأرباب! تعقيب: لقد لاذ البهاء وابنه بتلك الأسطورة كما لاذت الصوفية والباطنية، ليتخلصا من حكم العقل الرشيد، وحكم النقل الصحيح عليهما بأنهما مفتريان وحسب البهائية سفهًا دعوتها البشرية إلى التنكر للعقل وبدائه الفكر وإلى الكفر بحقائق الوحي الإلهي. ولقد نقد عبد البهاء الإلهام بأنه يجوز أن يكون وساوس شيطانية، فلم لا تكون المعرفة الكشفية المزعومة كذلك؟ ثم إن عبدالبهاء يوجب نبذ المعقول والمنقول؛ لتهبط علينا ملائكة الإلهام! ومن الملائكة في دين البهائية من هم أضل من الأبالسة. ثم هم - كما سبق - يرفضون الأخذ بالمعرفة الإلهامية، ثم أية مكاشفة وشهود؟ أشهود الحقيقة الإلهية وهي غيب، أم شهودها وهي متجلية في هيكل بشري؟ إن كان الأول ناقضوا أنفسهم؛ لأن البهاء نفسه يحكم بأن شهودها - وهي غيب - مقام لا تطير إليه أفئدة المقربين[3]، وهذا يستلزم استحالة المعرفة باستحالة الشهود! وإن كان الآخر - أي شهودها متجسدة - فهذا يستلزم استحالة الوصل إلى حقيقة علمية واحدة بعد هلاك هذا الجسد البشري الذي تعينت فيه الحقيقة الإلهية، فهل بمثل هذا يستقيم أمر الإنسانية؟ أو يصلح حالها، وهل يؤيد يقين الواقع هذا الزعم؟ ثم بأي مقياس نقيس نتائج المعرفة الكشفية الشهودية، والبهائية قد عزلت العقل والنقل والإلهام والوحي؟! وأنت لا تجد واحدًا ممن يدينون بهذه الأسطورة يتفق مع الآخر في نتائج هذه المعرفة الشهودية المزعومة! وتزعم البهائية أنها تستمد من القرآن حجتها في مسألة المعرفة، فلننظر في كتاب الله؛ لنعرف كيف افتروا على الله الكذب. يقول ربنا سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]. ولنتدبر فيما ورد من آيات في سورة عبس؛ ليتجلى لنا أن القرآن لا يحقر أبدًا من شأن المعرفة (الحسية)، بل يدعو إلى استخدام حواس السمع والبصر واللمس والشم والذوق، وقد بلغ من حفاوة القرآن بالعقل أنه ختم كثيرًا من الآيات بقوله سبحانه: إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون، أو لقوم يتفكرون، ووصف الذين لا يعقلون بأنهم شر الدواب ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الأنفال: 22]. من هذه الآية - ومثلها كثير - يتبين لنا بجلاء أن القرآن يقدر الإدراك الحسي، والإدراك العقلي، ويحترم النقل الصحيح. تدبر قوله سبحانه: ﴿ قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 148]. ويقول سبحانه عن الجن الذين صرفهم الله إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ليستمعوا القرآن: ﴿ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنـزلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الأحقاف: 29، 30]. يدعونهم إلى الإيمان بما نقلوه نقلًا صحيحًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يعادي القرآن النقل الصحيح عن الحق كما تزعم البهائية؟ غير أن القرآن يوجب أن نجعل وحي الله سبحانه هو الفيصل الأكبر، والحكم المطاع عند التنازع، وأن نجعله وحده هو المصدر الذي نستمد منه معارفنا الدينية: ﴿ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ﴾ [النساء: 59]. إنها دعوة الحق التي تتفتح لها القلوب وتخشع، وتتطامن العقول وتذعن. دعوة توجب على السمع أن يسمع، وعلى البصر أن يبصر، وعلى العقل أن يتدبر، وعلى الفكر أن يتفكر؛ لتتعاون كل هذه القوى في سبيل إمداد النفس بيقين المعرفة، وصدق الإيمان بأن ما جاء به رسول الله هو الحق. وقد حارب القرآن هذه الطائفة التي تقول: إنا وجدنا آباءنا على أمة؛ لأنها عطلت عقولها وحواسها، فأبت أن تعقل، وأبت أن تشعر! [1] ص113، 118، 153 مكاتيب، ص23 الحجج. [2] النصوص ص154، 100، 155، 113، 152، 112، 113، 120 مكاتيب. [3] ص96 إيقان.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |