مصطلحات المغفرة في الحج والعمرة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1109 - عددالزوار : 128139 )           »          زلزال في اليمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14 - عددالزوار : 4744 )           »          ما نزل من القُرْآن في غزوة تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أوليَّات عثمان بن عفان رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          القلب الطيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          رائدة صدر الدعوة الأولى السيدة خديجة بنت خويلد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          طريق العودة من تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ترجمة الإمام مسلم بن الحجاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مسيرة الجيش إلى تبوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-01-2020, 03:29 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي مصطلحات المغفرة في الحج والعمرة

مصطلحات المغفرة في الحج والعمرة


أ. د. فهمي أحمد عبدالرحمن القزاز



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاوّلين والآخرين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

أما بعد:
فهذه نسماتُ هلال شهر ذي الحجّة قد لاحت في الأفق، وبدأت قوافل الحجيج تستعدُّ للمغادرة إلى بيت الله الحرام لتؤديَ ركنا من أركان الإسلام - الحجّ - هذا الركن الوحيد الذي فُرضَ على الأمة مرة واحدة في العمر لمن امتلك الزاد والراحلة، من هنا قال العلماء: إنّ العبادات منها ما يحتاجه العبد المؤمن إلى زاده في كل يوم وليلة خمسَ مرات، وهذا دور الصلاة، ومنها ما يحتاج المؤمن إلى زاده مرة في السنة، فكان صيام شهر رمضان، ومنها ما يفرض على العبد إذا امتلك النصاب فجاءت عبادة الزكاة، ومنها ما فيه من الزاد والأسرار والحسنات والأنوار ما يكفى المؤمن أن يؤديَه مرة واحدة في عمره كله، فلبى الملبي لعبادة الحجّ، من أجل ذلك يجد الناظر المتمعن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك مصطلحاً من مصطلحات المغفرة إلا وأخبرنا أن هذه العبادة ستلوحه وتعبر عنه، فاختمرت فكرة كتابة هذه المقالة عسى أن تكون قد أصابت الصواب ونرجو من الله الإخلاص والسداد، وان يجعلنا ممن يؤدي هذه العبادة على الدوام منتفعين ببركتها إلى يوم اللقاء والمعاد، ومن جملة هذه المصطلحات الآتي:
المصطلح الأول: المغفرة.
غفر: الغين والفاء والراء عُظْمُ بابِه السَّتْر، ثم يشِذُّ عنه ما يُذكر. فالغَفْر: السَّتر. والغُفْران والغَفْرُ بمعنَىً. يقال: غَفَر الله ذنبه غَفْراً ومَغفِرةً وغُفراناً...ويقال: غَفِرَ الثَّوبُ، إذا ثارَ زِئبِرهُ. وهو من الباب، لأنَّ الزِّئبِر يُغطِّي وجهَ الثَّوب. والمِغْفَر معروف.والغِفارة: خِرقةٌ يَضَعها المُدَّهِنُ على هامَته. ويقال: الغَفِير: الشَّعر السَّائل في القفا. وذُكر عن امرأةٍ من العرب أنَّها قالت لابنتها: "اغفِرِي غفيرَك"، تريد: غَطِّيه. والغَفِيرة: الغُفرانُ أيضاً[1]، وهو ستر القادر لقبيح الصادر ممن تحته، حتى إن العبد إذا ستر عيبَ سيده خوفَ عقابه لا يقال: غفر له[2]، والغفران والمغفرة من الله هو صون العبد من أن يمسَّه العذاب، وقد يقال غفر له إذا تجافى عنه في الظاهر وإن لم يتجاف عنه في الباطن، والاستغفار: طلب ذلك بالمقال والفعال[3]، قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173] وقال تعالى: ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ﴾ [طه: 82]، ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [القصص: 16]، فالمغفرة بمعنى الستر عموما فعندما نقول: اللهم اغفر لي أي: استرني.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْحَاجِّ، وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الحاجّ ) [4].
وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيِّ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الحاجّ مَغْفُورٌ لَهُ وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ إِلَى انْسِلَاخِ الْمُحَرَّمِ )[5].

وعَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ: ( يُغْفَرُ لِلْحَاجِّ وَلِمَنِ اسْتَغْفَرَ لَهُ الحاجّ بَقِيَّةَ ذِي الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمِ وَصَفَرٍ وَعَشْرٍ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ) [6].

المصطلح الثاني: التكفير.
كفر: (الكاف والفاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنىً واحد، وهو السَّتْر والتَّغطية. يقال لمن غطّى دِرعَه بثوبٍ: قد كَفَر دِرعَه. والمُكَفِّر: الرّجل المتغطِّي بسلاحه...، والنهر العظيم كافر، تشبيهٌ بالبحر. ويقال للزَّارع كافر، لأنَّه يُغطِّي الحبَّ بتُراب الأرض. قال الله تعالى: ﴿ أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ ﴾ [الحديد 20]. والكُفْر: ضِدّ الإيمان، سمِّي لأنَّه تَغْطِيَةُ الحقّ. وكذلك كُفْران النِّعمة: جُحودها وسَترُها. والكافور: كِمُّ العِنَب قبل أن يُنوِّر. وسمِّي كافوراً لأنَّه كفَر الوَلِيع، أي غطَّاه)[7].وهو ستر الذنب وتغطيته حتى يصير بمنزلة ما لم يفعل[8]، وعلى هذا فالتكفير أعلى من المغفرة ففيه زيادة التغطية على المغفرة، ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (العنكبوت: ٧)، والمتابع للنصوص يجد التكفير خاصا بالصغائر دون الكبائر عموما، حتى قيل صغار الحسنات لا تكفر كبار السيئات[9]، ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ( النساء: ٣١).


ومن الأدلة أنّ التكفير أعلى من المغفرة قوله تعالى:﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آل عمران: 193-١٩٥]، فطلبوا التكفير بعد المغفرة، وكان جواب طلبهم بالتكفير فشمل المغفرة، والله اعلم بالصواب.

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله قال: ( الْعُمْرَةُ إلى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ ليس له جَزَاءٌ إلا الْجَنَّةُ) [10].

وعن ابن عُبَيْدِ بن عُمَيْرٍ عن أبيه أَنَّ بن عُمَرَ كان يُزَاحِمُ على الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا ما رأيتُ أَحَدًا من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُهُ فقلتُ يا أَبَا عبد الرحمن إِنَّكَ تُزَاحِمُ على الرُّكْنَيْنِ زِحَامًا ما رأيتُ أَحَدًا من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم يُزَاحِمُ عليه، فقال إن افعل فَإِنِّي سمعتُ رَسُولَ الله يقول: ( إِنَّ مَسْحَهُمَا كَفَّارَةٌ لِلْخَطَايَا )[11].

المصطلح الثالث: النفي.
نفى: (النون والفاء والحرف المعتلّ أُصَيلٌ يدلُّ على تعْرِيةِ شيء من شيءٍ وإبعاده منه. ونَفَيتُ الشّيءَ أنفيه نفياً، وانتفى هو انتفاء. والنُّفَاية: الرَّدِيُّ يُنفَى. ونَفِيُّ الرِّيحِ: ما تَنفيه من التُّرابِ حتى يصيرَ في أصولِ الحِيطان. ونَفِيُّ المطر: ما تنفيه الرِّيحُ أو ترُشُّه. ونَفِيُّ الماء: ما تطاير من الرِّشاءِ على ظهر المائح. والمهموز منه كلمةٌ واحدة، هي النُّفأُ: قطعٌ من الكلأ متفرّقة من عُظْم الكلأ، الواحدة نُفَأة)[12] والنفي ما نفته، وفي الحديث: ( المَدِينَةُ كَالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَهَا ) [13]. أي: تخرجه عنها، وهو من النفي الإبعاد عن البلد يقال نفيته أنفيه نفيا إذا أخرجته من البلد وطردته[14] ومنه قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: ٣٣].


فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ، وَالذَّهَبِ، وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ المَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلَّا الجَنَّةُ» [15].


فالذي يؤدي هذه العبادة العظيمة يتعرَّى من السيئات وتبعد عنه وجاء هذا التشبيه الرائع من رسول الله صلى الله عليه وسلم كالذهب الذي يعرض على النار، فالنار تطهر الذهب من الشوائب وتنفيها وتبعدها عنه فيزداد جودة كذلك الحاج والمعتمر تُنْفَى عنه ذنوبهُ وآثامُهُ.


وهذه هي ميزة المدينة المنورة: فعن زَيْدِ بن ثَابِتٍ رضي الله عنه قال لَمَّا خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أُحُدٍ رَجَعَ نَاسٌ مِمَّنْ خَرَجَ معه وكان أَصْحَابُ النبي صلى الله عليه وسلم فِرْقَتَيْنِ فِرْقَةً تَقُولُ نُقَاتِلُهُمْ وَفِرْقَةً تَقُولُ لَا نُقَاتِلُهُمْ فَنَزَلَتْ فما لَكُمْ في الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا وقال إِنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِي الذُّنُوبَ كما تَنْفِي النَّارُ خَبَثَ الْفِضَّة [16].


المصطلح الرابع: الخروج.
خرج: (الخاء والراء والجيم أصلان، وقد يمكن الجمعُ بينهما، إلاّ أنّا سلكْنا الطّريقَ الواضح. فالأول: النّفاذُ عن الشَّيء. والثاني: اختلافُ لونَين)[17] الخُروج نقيض الدخول[18]، والخروج: البروز، تقول خرج خُروجاً: برَزَ من مقّره وحاله سواء كان مقّره ثوبا أو دارا أو بلدا[19]. والخروج قد يستعمل في معنى الظهور يقال: {خرجت الشمس من السحاب} أي: انكشفت وقد يستعمل في معنى الانتقال يقال: {خرجتُ من البصرة إلى الكوفة} وهو متنوع في نفسه لغة لأنه عبارة عن الانفصال من مكانه الذي هو فيه إلى مكان قصده وذلك المكان تارة يكون قريبا وتارة يكون بعيدا، فعلى هذا السفر أحد نوعي الخروج وضعا ولغة يقال: {سافر فلان} من غير ذكر الخروج، فيجعلون الخروج عين السفر، ويقال: خرج الرجل من داره وبرز الشجاع من مكمنه، ودلق السيف من غمده، ونور النبت أي: خرج زهره، وصبأ فلان أي: خرج من دين إلى دين، ويقال: خرجت لعشر بقين، وبالليل وفي شهر كذا، ولم يحسن {خرجت بيوم الجمعة} أو{بليلة الجمعة}[20].

والخروج على نوعين:
أولها خرج الذنوب منه:
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم عن أبي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ الله قال: ( إذا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أو الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ من وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مع الْمَاءِ أو مع آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ فإذا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ من يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كان بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع الْمَاءِ أو مع آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ فإذا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع الْمَاءِ أو مع آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ حتى يَخْرُجَ نَقِيًّا من الذُّنُوبِ) [21].

وكذلك السيئات تبرز وتغادر وتنفصل عن جسد المسلم بعد ظهورها عندما تُؤدى طاعة الوضوء، فيختلط الماء بذنوبنا، ويخرجها معه عندما يتقاطر من أجسامنا، من اجل ذلك حكم عليه جمهور الفقهاء أنه ماء لا يجوز إعادة الوضوء منه لأنه حمل من الذنوب، فلا يمكنه أن ينتزع الذنوب مرة أخرى، وهو ما يُسمَّى عندهم بالماء المستعمل.

وثانيها: خروجه هو من الذنوب:
فمنه عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، قال: قال رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الحاجّ يَشْفَعُ فِي أَرْبَعِ مِائَةِ أَهْلِ بَيْتٍ، أَوْ قَالَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَيَخْرُجُ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ)[22].
وعن أبي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (من حَجَّ الْبَيْتَ فلم يَرْفُثْ ولم يَفْسُقْ رَجَعَ كما وَلَدَتْهُ أُمُّهُ قال عبد الرحمن خَرَجَ من ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، أو كما خَرَجَ من بَطْنِ أُمِّهِ) [23].

المصطلح السادس: الرجوع.
رجع: الراء والجيم والعين أصلٌ كبيرٌ مطّرد مُنْقاس، يدلُّ على رَدّ وتَكرار، تقول: رَجَع يرجع رُجوعاً، إذا عادَ...وامرأةٌ راجع: ماتَ زوجُها فرجَعت إلى أهلها[24]، ورَجَع يَرْجِع رَجْعاً ورُجُوعاً ورُجْعَى ورُجْعاناً ومَرْجِعاً ومَرْجِعةً انصرف وفي التنزيل إِن إِلى ربك الرُّجْعى أَي الرُّجوعَ[25]، وهو العود الى ما كان منه البدءُ[26].
الرجُّوُع هنا هو: العودة من الطاعة بلا ذنب، كما كان قبل أن يتلبس بالذنوب، والله اعلم بالصواب.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 97.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 96.13 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.76%)]