روعة موقف عرفات العام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تطبيق Google Keep يحصل على مميزات الذكاء الاصطناعى.. كيف تستفيد منها؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          احم طفلك من الإنترنت.. توصيات رسمية خلى بالك منها وابنك ماسك الموبايل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          لو خايف على أطفالك من فيس بوك.. 5 مميزات لتطبيق ماسنجر كيدز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كيف تحدد وقت استخدام طفلك للإنترنت على فيس بوك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          إتاحة نصوص الملاحظات الصوتية فى واتساب على نظام Android.. الطريقة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          احمى طفلك من الإنترنت.. دليلك الشامل لتأمين حساباته على السوشيال ميديا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تقرير: مستخدمى Android وiOS معرضون للهجمات على بياناتهم الشخصية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          جوجل تطرح أداة ذكاء اصطناعى تساعد على استعادة الحسابات المخترقة بيوتيوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          احمى طفلك من الإنترنت: دليل شامل لاستخدام طفلك لمنصة إنستجرام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيفية تثبيت الإصدار التجريبى العام الخامس لنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-01-2020, 03:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,404
الدولة : Egypt
افتراضي روعة موقف عرفات العام

روعة موقف عرفات العام


الأمير شكيب أرسلان





ومواكب الحج فيها أيام دول الإسلام


ووصف ابن جُبير الأندلسي لها في القرن السادس


ما أنس لا أنسَ منظر عرفاتٍ ليلاً، فهو من أبْهج ما ارْتسم في خاطري من مناظر هذه الدنيا الفانية، مع كثرة ما شاهدتُ في حياتي، وما تقلَّبتُ في الأمصار والعواصم، فقد أقبلنا عليْها آتين من منى، فكانت أشبهَ بسماء في كواكبِها وطرائقِها منها بسهول وهضاب في خيامِها، وقبابها المضروبة، ومصابيحها المعلَّقة ونيرانها المشبوبة، فكان منظرًا قيد النواظر لا يشبع منه الرَّائي تطلُّعًا، ولا يَزداد به إلا ابتِهاجًا، وليستْ عرفات في النَّهار بأقلَّ حُسنا وجلالاً في تموُّج جُموعها وتراص قبابِها، ولا سيَّما في مناظرها الخشوع التي تأخذ بالألباب، ومسامع الأدعية التي ليس بينها وبين الله حجاب.


وإني أترك وصْف عرفات في مثل ذلك اليوم لكاتبٍ شهير، لا يُلْتَفت إلى فقير فِقراتي بِجانب مليء أماليه، ولا يُؤبه بِحقير خرزاتي في معرض بديع لآليه، ألا وهو ابن جبيرٍ الكِناني الأندلسي - برَّد الله ثراه - قال:
وصْف ابن جُبير لموْقِف عرفات:
"فأصبح يوم الجمعة المذْكور في عرفات جمعًا لا شبيهَ له إلا الحشْر، لكنَّه - إن شاء الله - حشر للثواب، مبشِّر بالرحمة والمغفرة يوم الحشر للحساب، زعم المحقِّقون من الأشْياخ المُجاوِرين أنَّهم لم يُعايِنوا قطُّ في عرفات جمعًا أحفلَ منه، ولا رُؤِيَ كان من عهْد الرَّشيد الذي هو آخِر مَن حجَّ من الخُلفاء جَمعٌ في الإسلام مثله، جعله الله جمعًا مرحومًا معصومًا بعزَّته، فلمَّا جمع بين الظهر والعصر يوم الجمعة المذكور وقف النَّاس خاشعين باكين، وإلى الله - عزَّ وجلَّ - في الرَّحْمة متضرِّعين، والتَّكبير قد علا وضجيج النَّاس بالدعاء قد ارتفع، فما رؤي يوم أكثر مدامعَ، ولا قلوبًا خواشع، ولا أعناقًا لِهيبة الله خوانع خواضع، من ذلك اليوم، فما زال النَّاس على تلك الحالة، والشمس تلفح وجوههم إلى أن سقط قُرْصها، وتمكَّن وقت المغرب، وقد وصل أمير الحاج مع جُملة من جنده الدارعين، ووقفوا بِمقربة من الصخرات[1] عند المسجد الصغير، وأخذ اليمنيون مواقفَهم بِمنازلهم المعلومة لهم في جِبال عرفات المتوارثة عن جدٍّ فجد، من عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لا تتعدَّى قبيلة على منزل أخرى، وكان المجتمع منهم في هذا العام عددًا لم يجتمع قط مثله، وكذلك وصل الأمير العراقي في جَمع لم يصل قط مثله، ووصل معه من أُمراء الأعاجم الخراسانيين، ومن النساء العقائل المعروفات بالخواتين، ومن السيدات بنات الأُمراء كثير، ومن سائر العجم عددٌ لا يُحصى فوقف الجميع وقد جعلوا قدوتهم الإمام المالكي".


إلى أن يقول:
"أشار الإمام المالكي بيديْه، ونزل عن موقِفه فدفع النَّاس بالنفْر دفعا، ارتَجَّت له الأرض، ورجفت الجبال، فيا له موقفًا ما أهول مرآه، وأرجى في النفوس عقباه، جعلنا الله ممَّن خصَّه فيه برضاه، وتغمَّده بنعماه، إنَّه منعم كريم حنَّان منَّان.


"وكانت محلة الأمير العراقي جميلةَ المنظر، بهيَّة العدَّة، رائقة المضارب والأبنية، عجيبة القباب والأرْوِقة، على هيئات لم يُرَ أبْدع منها منظرًا، فأعظمها مرأى مضرب الأمير، وذلك أنَّه أحدق بسرادق كالسور من كتان، كأنَّه حديقة بستان، أو زخرفة بنيان، وفي داخله القباب المضروبة وهي كلُّها سواد في بياض، مرقَّشة ملونة كأنَّها أزاهير الرِّياض، وقد جملت صفحات ذلك السرادق من جوانبِه الأرْبعة كلّها أشْكال درقة - الدرقة هي الترس - من ذلك السَّواد المنزل في البياض، يستشعِر الناظر إليها مهابة، يتخيلها درقا لمطية - نسبة إلى قبيلة في المغرب الأقصى عندهم أحسن التراس - قد جلَّلتها مزخرفات الأغشية، ولهذا السرادق الذي هو كالسور المضْروب أبواب مرتفعة كأنَّها أبواب القُصور المشيدة، يدخل منها إلى دهاليز وتعاريج، ثم يفضي منها إلى الفضاء الذي فيه القباب، وكأنَّ هذا الأمير ساكن في مدينة قد أحدق بها سور تنتقل بانتِقاله، وتنزل بنزوله، وهي من الأبهات الملوكية المعهودة، وداخل تلك الأبواب حجاب الأمير وغاشيته، وهي أبواب مرتفعة يجيء الفارس برايته فيدخل عليها دون تنكيس ولا تطأطؤ، قد أحكمتْ ذلك كله أحراش - من حرش أي خشن - وثيقة من الكتَّان يتَّصل بأوتاد مضروبة، أدير ذلك كله بتدبير هندسي غريب.


ولسائر الأمراء الواصلين صُحبة هذا الأمير مضاربُ دون ذلك، لكنَّها على تلك الصفة، وقباب بديعة المنظر عجيبة الشَّكل، قد قامت كأنَّها التِّيجان المنصوبة، إلى ما يطول وصْفُه ويتَّسع القول فيه، من عظيم احتفال هذه المحلَّة في الآلة والعدَّة، وغير ذلك مما يدلُّ على سعة الأحوال وعظيم الانحراف - لعلها الاحتراف وهو الكسب والتصرُّف، وحرف لعياله كسب ومنه الحرفة - في المكاسب والأموال.


ولهم أيضًا في مراكبهم على الإبل قبابٌ تُظلُّهم بديعة المنظر عجيبة الشَّكل، قد نُصِبَتْ على محامل من الأعواد يسمُّونَها القشاوات وهي كالتوابيت المجوفة، هي لركابِها من الرِّجال والنِّساء كالأمْهِدة للأطفال، تملأ بالفرش الوثيرة، ويقعد الرَّاكب فيها مستريحًا كأنَّه في مهادلين فسيح ، وبإزائه معادله أو معادلته في مثل ذلك من الشقَّة الأخرى، والقبَّة مضروبة عليها، فيُسار بهما وهما نائمان لا يشعران أو كيفما أحبَّا، فعندما يصِلان إلى المرحلة التي يحطَّان بها ضرب سرادقهما للحين إن كانا من أهل التَّرفه والتنعُّم، فيدخل بهما إلى السرادق وهما راكبان، وينصب لهما كرسي ينزلان عليه، فينتقلان من ظل قبَّة المحمل إلى قبة المنزل، دون واسطة هواء يلحقهما، ولا خطفة شمس تُصِيبهما، وناهيك من هذا التَّرفيه فهؤلاء لا يلقون لسفرهم وإن بعدت شقَّته نصبًا، ولا يجدون على طول الحلِّ والترحال تعبًا.


ودون هؤلاء في الرَّاحة راكبو المحارات، وهي شبيه الشقادف، لكنَّ الشقادف أبسط وأوسع وهذه أضمُّ وأضيق، وعليها ظلائل تقي حر الشمس، ومَن قصرت حاله عنْها في هذه الأسفار فقد حصل على نصَبِ السَّفر الذي هو قطعة من العذاب الخ" اهـ.
أقول: وكم رأتْ عرفات من هذه القِباب والسُّرادقات وهذه المناظر الشَّائقات، وكم رأت طريقَ البيت الحرام من هذه المحارات وهذه الشَّقادف، وكمْ رأَتْ من راكبٍ وفارسٍ وحافٍ وناعل، وكم تطهَّرت نفوس، وتهذَّبت أرواح، وصفَت قلوب، وزكَت أعمال، وخزيت شياطين، وحُقِنَت دماء، وكُفْكِفت دموع، وصينت أموال، كلُّ ذلك بسبب هذه الآية الكريمة: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران: 97] وكم عاشتْ بِهذه الآية مخلوقات، ودخلتْ على الحجاز أموال، اللَّهُمَّ إنَّ كلَّ ذلك لممَّا هو فوق تصوُّر العاملين.


أمَّا النعمة والرَّفاهية اللَّتان أشار إليْهِما ابن جبير من حال حجَّاج العراق وفارس وخراسان في ذلك الوقت، فلم يبق منها شيءٌ تقريبًا إلى الأعصر الأخيرة؛ لأنَّ تلك الحال تحوَّلت بسبب الحروبِ المتواصلة، ولا سيَّما غارة المغول التي أتَتْ على الحرث والنسل، ونسفت عمران المشرق نسفًا، فأقفرت البلاد، وتقلَّصت الزراعة وتشتَّتت العباد، ونضبت موارد التِّجارة، وجاء فتح ترعة السُّويس في الزَّمن الأخير فتحوَّلت به تِجارة الهند والصين عن فارس والعراق والشام، واستأثَر بِها الأوربيون رأسًا، مع أنَّ ثروة بغداد والبصرة وشيراز وأصفهان وسيراف إلخ كانت أيَّام العباسيين مما تعجِز عن وصْفِه الأقلام، وتتقاصر الأرْقام، وتلك الأيام نُداولها بين النَّاس.


ولقد أخطر ببالي ذكر المحامل التي ينتقل منها إلى المنازل بدون أن يخرج الرَّاكب من الظل إلا إلى الطل عمل الملك ليوبولد ملك بلجيكا السَّابق، فقد رأيت له في بروكسل قصرًا حوله حديقة فيحاء، وكان أنشأ فرعًا من سكَّة الحديد إلى الحديقة فالقصر داخلاً في نفق تحت الأرض إلى ما تَحت القصر، فيأتي القطار الخاصُّ بالملك من الخارج فيدخل إلى ما تَحت القصر ويخرج الملِك من العربة التي هو جالس فيها بِخُطوة واحدةٍ إلى المصْعد الذي هو محاذٍ لباب العربة، فيرقى به المصعد توًّا إلى غرفة نوْمِه الخاصَّة، وهكذا ينتهي من السكَّة الحديديَّة إلى غرفة مبيتِه بدون أن يتكلَّف لا مشيًا ولا صعودًا، ولا نعلم هل كانتْ عنده آلة ترفعه من أرْضِ الغرفة إلى السرير؟!



[1] هذه الصخرات التي يتكرَّر ذكرها معروفة، وهي التي وقف النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - عندها في حجَّة الوداع ولكنَّه قال: ((وقفت ههنا وعرفة كلها موقف)) رواه مسلم، يعني أنَّ وقوفه هنا اتفاقيٌّ لا لفضيلة في المكان، لئلاَّ يتهافت الناس بعده عليه، ولكنَّهم يفعلون ذلك ما استطاعوا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.00 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]