فرض الرأي، كيف أتجاوز مشكلاته؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-01-2020, 11:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي فرض الرأي، كيف أتجاوز مشكلاته؟

فرض الرأي، كيف أتجاوز مشكلاته؟


أ. عائشة الحكمي


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم، أريد أن أستشيركم في أمر يهمُّني كثيرًا، ألاَ وهو كيف أتجاوز فرض الرأي مِن الجميع عليَّ؟

يضايقني أن يأتي إليَّ شخص ويفرض رأيه عليَّ، وأنا لا أرغب في تنفيذه، وفي بعض الأحيان لا أستطيع أن أقول: لا، وخاصَّة مع الوالدين، مثلاً والدتي - حفظها الله - فرضَتْ عليَّ أن أتقدَّم لشَغْل وظيفة في الجامعة، وأنا لا أرغب أن أتوظَّف في هذا المكان؛ لرغبتي في تغيير المكان الذي كنت فيه، فأنَا أحب استكشاف أماكن جديدة لم أرَها من قبل، ولعلمي سابقًا بوضع الجامعة عندما كنت طالبة فيها، فلا أحب أن أكون موظَّفة فيها.

لكن والدتي مُصِرَّة على أن أتقدَّم في هذا المكان؛ لكون بعض النسوة عرَضُوا على والدتي ذلك، وطرحوا عليها الفكرة، فأصبَحَت تفرض عليَّ أن أتقدم لها، فقلتُ لها: لا أريد التقديم فيها، وأنا لا أعلم هل أستمتع فيها أم لا، وأعطيتها أسبابًا أخرى، ولكن لم تقتنع، والله المستعان.

كيف أتغلب على موقف مثل هذا، سواء كان مع أحد والديَّ، أو مع شخص آخر؟ ولكم مني جزيل الشكر والامتنان.

الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إن محاولة فرض الآراء والأفكار ووجْهات النَّظر على الآخرين، وتحويلها إلى قوانين إلزاميَّة عليهم، ومصادرة حرِّياتهم وحقوقهم المشْروعة في الاختيار والقبول والرَّفض - ليست إلا محاولة خرْقاء، لا تسعى إلى خَلْق أيِّ نوع من التوافق والانسجام مع الآخرين، بل تؤدِّي إلى تمزيق عُرَى المحبَّة، وتقويض دعائم الثِّقة والاحترام، حتى مع أقرب الناس إلينا!

فالرسالة التي ستصل الآخرين من أسلوب فرض الرأي عليهم هي أننا لا نثق بهم، ولا بطريقة تفكيرهم وخبرتهم في الحياة، كما تَعني لهم أننا أعلى وأعلم منهم، وأنهم أدنى وأقلُّ شأنًا منَّا!

ولقد منَحَنا الله حقَّ اختيار الدِّين والمعتقَد؛ ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29]، وأمَر نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعدم إكراه الناس على الدخول في الدين؛ ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 99]، فهل يُكرهنا على قبول ما هو أقلُّ من ذلك مستقبلُنا الوظيفي والعائلي؟!

يجب أن نتذكَّر دائمًا أنَّ للآخرين عقولاً، ويجب احترامها، وإرادة حُرَّة يحاسبهم عليها ربُّهم وخالقهم، وشخصية مستقلَّة، وحدودًا شاسعة من الحرِّية.

حُرًّا وُلِدْتَ فَلاَ تَكُنْ مُسْتَعْبَدًا
لاَ العَبْدَ كُنْتَ وَلاَ سِوَاكَ السَّيِّدَا


ومع الأسف، هناك الكثير من الأشخاص المتعنِّتين في آرائهم؛ آباءً وأمهاتٍ وأزواجًا؛ أيْ: إنَّهم أقرب الناس إلينا وأحبُّهم إلى قلوبنا، ولئن كان الحُبُّ لمن نحب يستوجب الطاعة والقبول والرِّضا، لكن بالتأكيد ليست الطاعة العمياء التي قد تَقُودنا إلى دَرك الهاوية، وتضيع مستقبلنا، وأيضًا ليس القبول لما حرَّم الله ونهى عنه نبيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - وليس الرِّضا بما لا يَرضى عنه رب العزة والجلال.

ربما يكون إقناع أحد الوالدين برغباتنا الشخصية هو الأصعب على مستوى التعامل مع ذَوِي الطباع المتسلِّطة والمستبدَّة؛ لأن تقديم رضا الوالدين يجعل كثيرًا من أحلامنا فوق حدِّ السكين، وكم أتمنى من الآباء والأمَّهات الأخذَ بقول بعض الحكماء: "لا تَقْصروا أولادكم على آدابكم؛ فإنهم مخلوقون لزمانٍ غير زمانكم".

كيفية التعامل مع المتعنِّتين في فَرْض آرائهم:
أولاً: الاستعانة بالله والتوكُّل عليه: فعن ابن عباس قال: كنتُ خلْفَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يومًا، فقال: ((يا غلام، إنِّي أعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفَظْك، احفظ الله تَجِده تُجَاهك، إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله، واعلمْ أنَّ الأُمَّة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاَّ بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء لم يضرُّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفِعَت الأقلام، وجَفَّت الصحف))؛ رواه الترمذي.

ثانيًا: الاحتفاظ بالهدوء وتجنُّب الغضب: من خلال الحفاظ على درجة مناسِبة من الصوت، ونغمته ونبرته وسرعته، مع التركيز على لغة الجسد غير اللَّفْظية.

ثالثًا: التواصل بأسلوب مقنع: ولكي يَقتنع الناس بما تريدين إقناعهم به، فكوني أنت مقتنعة أوَّلاً بفِكْرتك، قال بعض المفكِّرين: "آمِنْ أنت أولاً بفكرتك، آمِنْ بها إلى حدِّ الاعتقاد الحار، عندئذ فقط يؤْمِن بها الآخرون، وإلاَّ فستبقى مجرَّد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة"، والإيمان بالفكرة يستوجب الحماس لها، فكوني متحمِّسة ومهتمَّة، وصوغي أفكارك بعاطفة جذابة.

رابعًا: الحوار العقلاني: من خلال رَبْط الموضوع بأشياء مألوفة وحقائق ثابتة وإحصاءات، إضافة إلى خبراتك السابقة، وقِيَمك الشخصية، والاستشهاد بالأمثلة، وإلقاء الأسئلة التوضيحية ونحو ذلك من الأمور التي تؤيِّد أسبابك.

خامسًا: التحلِّي بالشجاعة: لإبداء وجهة النظر والتعبير عنها، لا بد من التحلِّي بالشجاعة وكسْر المخاوف، وعدم ازدراء الرأي المخالِف، بل احترامه وتفهُّم رغبته، مع تأكيد رأيك ووجهة نظرك.

سادسًا: القبول والبناء: يقول أندرو لاي في كتابه "أثر الجاذبية الشخصية": "حاول أن تستخدم تقنية القبول والبناء؛ عندما يقدِّم أحدُ الأشخاص وجهة نظر مختلفة، حاول أن تبني عليها بدلاً من أن تنتقص من شأنها، بل من الممكن أن تستطيع ربْطها بوجهة نظرك، الأمر الذي يقدِّم المزيد من الدَّعْم لموقفك".

سابعًا: تعلَّمي قول "لا": وتدرَّبي على قولها بأدَب، وبلا عدوانية أو ازدراء.

ثامنًا: البحث عن المدخل: فلكلِّ إنسان مدخله الخاص الذي يمكن للآخرين التأثير فيه من خلاله، فمن الناس مثلاً من يَقتنع بالدليل العقلي، وهناك من يقتنع بالتأثير العاطفي، هناك من تؤثِّر فيه النظرة والدمعة، وهناك من يؤثِّر فيه الشِّعر والقرآن... إلخ، فكوني ذكيَّة، وابحثي عن مدخل والدتك الخاص الذي يمكنك من خلاله عبورُ مشاعرها، والتأثير عليها وإقناعها بفكرتك.

تاسعًا: اختيار الوقت والمكان المناسب للنقاش والحوار: وتجنُّب كل الأوقات التي تبدو فيها الأعصاب مشدودة والنفسيات محْبَطة، وتذكَّري أنَّ لكل مقام مقالاً، ولكل وقْت أذانًا.

عاشرًا: دراسة الموضوع دراسة مستفيضة: ثم استخيري الله، والله يختار لك ما فيه خيْرٌ لك، ومَن يدري ربما كان الخير في رأي الطرف الآخر، مَن يدري؟!

وكل عام وأنتِ ومن تحبِّين بألف خير، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.27 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]