شهر رمضان من التنسك الموسمي إلى العبادة الدائمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومه بعبادة معينة بدعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مواضع الدعاء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-01-2020, 04:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,604
الدولة : Egypt
افتراضي شهر رمضان من التنسك الموسمي إلى العبادة الدائمة

شهر رمضان










من التنسك الموسمي إلى العبادة الدائمة


نايف عبوش




اعتاد كثير من المُسلمين عند حلول شهر رمضان المبارك أن يؤدِّي عبادة فريضة الصيام بأعلى درجات الالتزام؛ حيث يحرص أن ينقطع ليس فقط عن الطعام، والشراب، وبذيء الكلام، وهجر الفسوق، والرفَث، وترْك الانخراط في الجدل العقيم في أمور تافهة لا تُسمن ولا تُغني من جوع، ويَجتهد في تجسيد فضيلة هذا الشهر الكريم بأيامه المعدودات على أفضل نحو؛ تنفيذًا للتوجيه النبوي الكريم؛ ((فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يَصخب))، بل ويذهب إلى أبعد من ذلك، بأن يعتمِد منهج سلوك قويم شامل، يتمثَّل في الاستقامة المُطلَقة لله في العبادة، بالتحنُّث الروحي العميق من خلال الالتزام بأداء الصلوات الخمس في المسجد، والحرص على قيام الليل، وأداء صلاة التراويح مع الجماعة، ولكن ما أن يَنقضي شهر رمضان المبارك حتى نجد أن همَّته تفتر، ويبدأ بالتلكُّؤ في حضور الصلاة بالمسجد، ويَتراخى في التزامه بتنفيذ بعض ما كان يَحرص على الإتيان به بدقَّةٍ من الفضائل في رمضان، وكأن العبادة المثلى بتلك التجليات الطيبة ما هي إلا مجرد عبادة موسمية، تَبلُغ ذِروتها في شهر رمضان المبارك وحسب.





وإزاء هذه الظاهرة اللافتة للنظر فإن مِن المفيد أن نعتبر أن شهر رمضان الكريم بنفحاته الروحية هو بمثابة ورشة عمل تعبُّدية سنوية مُتميّزة؛ لتدريب المسلم دوريًّا على تجديد همَّته الروحية مرةً كل عام؛ بحيث يأتي تكثيف العبادة في هذا الشهر مُحصّلة طبيعية لورشة عمل تجديد الوعي الإيماني، وتعميق السلوك التعبُّدي للمسلم، بما لهذا الشهر الفضيل من خصوصية عند الله تعالى على قاعدة: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، خاصَّة أن المَطلوب من المسلم اليوم، وفي أجواء الجَفاف الروحي التي يُعاني منها مجتمعه المُعاصر - بسبب تداعيات المُلهيات الصاخبة التي أفرزتها العصرنة المادية في كل الاتجاهات - أن تكون عبادة فريضة الصوم بمثابة موسم تدريب سنوي يستهدف رفع كفاءة العبادة للمسلم في كل جوانب الحياة؛ لكي تكون قاعدةً لتأسيس سلوك إسلامي مُستديم، يَلتزم نهج العبادة الدائمة بمقتضى مراد الله تعالى من قوله: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5]، حتى نتمكَّن باعتماد مثل هذا النهج القيِّم الدائم، وتأسيًا بالرسول الكريم وصحْبه الأخيار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، مِن أن نغادر بإصرار يقيني ظاهرة التعبد الموسمي، التي باتت سمة واضحة لتعبُّد الكثير من المسلمين في وقتنا الحاضر، والتي تَحرمنا الكثير من الأجر الذي يُقرِّبنا من الفوز برضوان الله تعالى، والظفر بمغفرته.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.58%)]