عمائم على أبواب السلاطين! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          طريقة عمل شركسية الدجاج.. في خطوات سهلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فوائد بذور الشيا في العناية بالبشرة.. 6 أسرار هتخليكي ما تستغنيش عنها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من آثار حب الشباب على البشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          طريقة عمل كيك البسكويت البارد بالزبادى والعسل.. طعمها لذيذ ومناسبة للصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كل أداة وليها طريقة خاصة.. نصائح لتنظيف أدوات المكياج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          روتين العناية بالبشرة لو معرضة لحب الشباب طول الوقت.. خطواتها بسيطة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          طريقة عمل مخلل الجزر بالتفاح والقرنفل.. وصفة مبتكرة وطعمها لذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-01-2020, 04:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,648
الدولة : Egypt
افتراضي عمائم على أبواب السلاطين!

عمائم على أبواب السلاطين!


ريما حلواني



قال أحدهم بعدما خرج من صلاة الجمعة: "حدَّثَنا الإمامُ في خطبة الجمعة عن فضائل "النظام"، والصبر، والطاعة، والصيام، وقال ما معناه: "إذا أراد ربُّنا مصيبةً بعبده، ابتلاه بكثرة الكلام"، لكنه لم يذكر الجهاد في خطبته، ولمَّا ذكَّرناه، قال لنا: "عليكم السلام"، وبعدها قام مصليًا بنا، وعندما أذَّن للصلاة قال: "(نعم) إله إلا الله".

وقال أحد الإخوة الكرام: "دعانا الإمام في خطبة الجمعة إلى الرأفة بالسلطان، والذبِّ عنه، وردِّ كيد اللئام، وحثَّنا على "الوفاء" و"الولاء" لأبي السلطان (الراحل السلطان)، وحذَّرنا من سؤال ربِّنا - سبحانه - يوم الحساب، إذا لم نقدِّم قرابينَ الوفاء بالعهد والشكر والامتنان، ومن عقابٍ أليم نناله على رؤوس الأشهاد، قلتُ يا إمام: يقول ربُّنا في القرآن: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]، فإذا به يحدِّثنا عن مساجد السلطان!".

مشهدانِ ليسا بعيدينِ عن واقعنا الذي نعيشه اليوم؛ بل هما مشهدان من صميم حياة كثير من المسلمين المذبذَبين، الذين بات كثيرٌ منهم ضائعينَ حيارى أمام بعض فتاوى المُفتين المتضاربة، والمتناقضة في أحيانٍ كثيرة، مما أدَّى إلى حيرتهم في أمر دينهم، وصدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما رواه عنه أبو هريرة - رضي الله عنه - في قوله: ((يخرج في آخر الزمان رجالٌ يَختِلون الدنيا بالدِّين، يَلبَسون للناس جلودَ الضأن من اللِّين، ألسنتهم أحلى من السُّكَّر، وقلوبهم قلوب الذِّئاب؛ يقول الله - عز وجل -: أَبِيَ يَفترون؟ أم عليَّ يجترئون؟ فَبي حلفتُ لأبعثنَّ على أولئك منهم فتنة تَدَعُ الحليم منهم حيرانَ))؛ رواه الترمذي، وقال الألباني: ضعيف جدًّا.

يعجب المسلمُ اليوم من حال علمائنا ومشايخنا إلا مَن رحم الله - سبحانه وتعالى - ولستُ بصدد التفصيل في حالهم، فللعلماء قَدْر، ويكفي قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منا مَن لم يُجلَّ كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالِمنا حقَّه))؛ رواه الإمام أحمد، ولكن القصد هو الإضاءة على بعض دعاة السلف من أمَّتنا، ومواقفهم العجيبة في التهيُّب من الفُتيا، وتقديم النُّصح للسلاطين وولاة الأمور دون خوف أو خجل، ودون اكتراثٍ لمال أو جاهٍ، أو سُمعة أو منصب، أو حتى حياة، فأمثال أولئك افتقدنا وجودهم بيننا، ولكن تبقى مآثرهم وأخبارهم نورًا يُستضاء به، ودربًا نسلكه نحو الحق الذي يحاربه الباطلُ.

وكم من العلماء والدعاة المسلمين مالوا ميلاً جرَفَهم نحوَ زخارف الدنيا الواهمة، فغدَوا من حاشية الزعماء والرؤساء؛ موظفين في حكومات لا تطبِّق شرع الله؛ بل تحاربه وتَكيد له، كان يقول الإمام الغزالي في "الإحياء": "الدخول على الأمراء مذموم جدًّا في الشرع، وفيه تشديدات وتغليظات تواردت بها الأخبار والآثار"، فكيف بمن دقَّ الأبواب، وانتظر عند عتبات الملوك والزعماء والحكَّام؛ لنيل رضًا، أو كسبِ حَفنةٍ من مال، أو تحقيق رغبة في تصدُّر منصبٍ وجيه؟! وقد قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: "إن الرجل لَيدخلُ على السلطان ومعه دِينُه، فيخرج ولا دينَ له، قيل له: ولِمَ؟ قال: لأنه يرضيه – أي: السلطانَ - بسَخَط الله".

والواقع يُجلِّي سببًا من أسباب تساقُط بعض العلماء، وهو تولِّيهم المراكزَ والمناصب والوظائف لدى الحكَّام الجائرين المرتهنين، فإنْ تفوَّه العالِم بالقول الحقِّ، ولم يُعجب الحاكم، قطع عنه موردَ رزقِه، أو عزَلَه عن منصبه، أو حاول تشويه سمعته، ويُحكى أن أحد العلماء من السلف "تكلَّم على أمير المؤمنين بما لا يُعجبه ويرضيه أمام الرعية، فأمر حاشيتَه أن يعزلوه عن وظيفته، قالوا: ليس له وظيفة يا أمير المؤمنين، قال: احرموه من العطايا، قالوا: لا يأخذ عطايا، قال: إذًا؛ أوقفوا عنه الهبات، قالوا: لم يأخذ هبةً قط، قال: امنعوا عنه الأموال من بيت مال المسلمين، قالوا: لا يأخذ شيئًا يا أمير المؤمنين، فاستشاط غضبًا وقال: إذًا؛ كيف يأكل؟! قيل له: لديه حِرفة يكسب منها".

فهنيئًا لهذا العالِم العابد، الذي خاف الله ولم يَخَفِ السلطان، تذلَّلَ لله، فمدَّ له يد العون بالصدق والجد، ولم يمدَّها لعبدٍ ضعيف مثلِه، حتى ولو كان من أعظم الملوك والسلاطين؛ يقول الله - سبحانه وتعالى -: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83].

وقد أورد الإمام الغزالي - رحمه الله - في كتابه "إحياء علوم الدين" آثارًا رائعة في شجاعة العلماء، وتصدِّيهم لجَوْر الحكَّام، أو نُصحهم لهم.

يَذكُر في أحد تلك الآثار: أن ابن أبي شميلة دخل على عبدالملك بن مروان، فقال له: "تكلَّمْ"، فقال له: "إن الناس لا ينجون في القيامة مِن غصصها، ومرارتها، ومعاينة الرَّدَى فيها، إلا مَن أرضى الله بسخط نفسه"، فبكى عبدالملك وقال: "لأجعلنَّ هذه الكلمةَ مثالاً نُصب عينيَّ ما عشت".

وذكر في أثرٍ آخرَ أن مالك بن دينار دخل على أمير البصرة، فقال: "أيها الأمير الراعي السوء، دفعت إليك غنمًا سِمانًا صِحاحًا، فأكلتَ اللحم، ولبستَ الصوف، وتركتها عظامًا تتقعقع"، فقال له والي البصرة: "أَتدري ما الذي يُجرِّئك علينا، ويجنِّبنا عنك؟ قلَّة الطمع فينا، وتَركُ الإمساك لِما في أيدينا".

هكذا هم علماء السلف، أمثال مالك بن دينار، وسفيان الثوري، وطاوس اليماني، وغيرهم، فأين علماؤنا الذين يتصدَّرون مناصبَ رفيعةً في دور الإفتاء، وفيما يسمى بالمجالس الإسلامية العالمية؟! وغيرها من المؤسسات التي باتت مؤسساتٍ هشَّةً، تُصدر فتاوى بعيدةً عن شرع الله – تعالى - قد أبعدَتِ المسلمين عن حقيقة دِينهم الذي ارتضاه لهم الله – تعالى - وجعلتهم يتخبَّطون بين معرفة الحلال والحرام، أو يميلون فيما اشتهتْ أنفسهم، وهوتْ قلوبهم، فتاوى على قياس أهل الحُكم والسياسة، فوالله لا عجب أنْ ترصَّد لنا أعداء الدِّين من كلِّ حدبٍ وصوب، أما المؤسسات الإسلامية الرسمية، فقد أخذت طابعًا حكوميًّا، تتحرك أو لا تتحرك بأوامر سلطانية؛ لأجل حماية مصالحَ سياسيةٍ ضيِّقة، لا علاقة لها بالدين!

لقد قال الفاروق عمر - رضي الله عنه -: "أجرؤكم على الفُتيا أجرؤكم على النار"، ويقول ابن تيمية - رحمه الله -: "المنصب والولاية لا يجعل مَن ليس عالِمًا مجتهدًا، عالمًا مجتهدًا، ولو كان الكلام في العلم والدين بالولايات والمنصب، لكان الخليفة والسلطان أحقَّ بالكلام في العلم والدين، فمَن هو دون السلطان في الولاية أَوْلى أن لا يتعدَّى طوره"، وقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسأل أحدهم عن المسألة، فيردُّها هذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، وهذا إلى هذا، حتى ترجع إلى الأول.

ويُذكَر أنَّ العلاَّمة ربيعةَ الرأي، شيخَ الإمام مالك - رحمهما الله - كان يبكي، فسئل: ما يُبكيك؟ فقال - رحمه الله -: "استُفتِيَ مَن لا علم له، وظهر في الإسلام أمرٌ عظيم".

فماذا لو رأى هذا العلامةُ حالَنا وما صار إليه أئمةُ المسلمين ومُفتوهم من أصحاب المناصب، الثابتون على الكراسي - إلا من رحم الله - وهم يلحنون بأقوالهم؛ ليستميلوا قلوب الناس، ويفتون بالفُتيا بحسب أهوائهم ومصالحهم؟!

وكيف تتآلف قلوبُنا، وتتضافر جهودُنا، وتتوحَّد آراؤنا، وقد شقَّنا خلافُ المشايخ، واستشرى بين أوساطنا الفسادُ والارتهان، وأحيانًا العمالة؟!


لكن حمدًا لله أنْ سخَّر مِن عباده مَن يبذل جهودًا حثيثة من ثلَّةٍ مباركة، من المشايخ والدعاة، والعاملين هنا أو هناك، في مسجد أو مؤسسة، وفي بعض الحركات والجماعات الإسلامية، التي أخذت على عاتقها حملَ همِّ الدعوة إلى الله، ونَشْرَ القيم والتعاليم الإسلامية، والسياسة الشرعية، وبثَّ الوعي في صفوف الشباب المسلم، وإظهار الباطل والتَّبرؤ منه وإزهاقه.

نسأل الله - جلَّ وعلا - أن يهدي أئمتَنا وولاة أمورنا إلى الحق، وأن يُعيد المسلمين إلى منهج الكتاب والسُّنة الذي لا يكيل إلا بمكيال واحد، هو حقيقة التوحيد، قولاً وفهمًا وتطبيقًا عمليًّا، دون تحريف، أو انتقاء، ولو باسم "التطوير"، ونسأله - سبحانه - أن يوثِّق وشائجَ الأخوَّة الحقَّة بيننا، فلا عزَّة إلا بالاستمساك بسنَّة نبيِّنا وآثار صحابته مِن بعده، والتابعين مِن بعدهم، ومَن تبعهم مِن السلف الصالح، والمؤمنين الصادقين من علمائنا وأئمَّتنا.

طريق الحقِّ محفوفٌ بالمكاره، تعترض سالكيه عقباتٌ وفتن، لا سيما أولئك الذين حملوا رسالة الإصلاح، هكذا هو طريق الجنة، فما أحوجَنا إلى استحضار الحكمة النبوية العظيمة: ((موتٌ في طاعة الله، خير من حياة في معصية الله))، والله - تعالى - يقول: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20].

إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أُنيب.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.41 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]