علاج الحسد والكآبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4955 - عددالزوار : 2058285 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4531 - عددالزوار : 1326791 )           »          How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-01-2020, 04:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي علاج الحسد والكآبة

علاج الحسد والكآبة


أ. عائشة الحكمي



السؤال
السلام عليكم، رمضان كريم، أنا فتاة في الثامنةَ عشرةَ من عمري، أنا غالبًا ما أتعرَّض لحسدٍ وغيرة شديدة من بعض الزميلات في القسم؛ حيث إنهن يبدأن بالنظر والتحديق بي دائمًا، والسؤال عن علاماتي ومعدَّلي، والانزعاج مني حين أحصل على علامةٍ جيدة، خاصة وأنا الأُولى في القسم، ودائمًا يمتدحُني الأساتذة؛ ولكن لا أشعرُ بالسعادة، ولا أتمتَّع كثيرًا بالعلامات الحسنة التي أحصل عليها، هل ذلك بسبب العين والحسد؟

أنا درستُ أعراض العين والحسد، ووجدتُ أن معظمها ينطبق عليَّ، أنا خائفة كثيرًا، خاصة وأنا على أبواب العودة المدرسيَّة، وهذا العام عندي بكالوريا، أنا جدُّ متوترةٌ وخائفة من الدراسة، وأحس بضيقٍ في الصدر، ورغبةٍ في البكاء، هل ذلك من أسباب العين والحسد أيضًا؟

أرجوكم أنجدوني، أريد أن أبدأ العامَ الدراسي بنفسٍ متفائلة ومرتاحة، لا بنفس متضايقةٍ ودمعةٍ تنتظر في مقدمة عيني، أنا فعلاً ضقت ذرعًا بهذه الحالة، وأحيانًا أتمنَّى الموت لأتخلَّص من هذه المشاكل، أنا أعيش في صراعٍ مع نفسي، دائمًا حزينة ومرتبكة وخجول وحساسة جدًّا، حتى إنني أتمنى أن أسافر بعيدًا عن عائلتي ودراستي وكل شيء؛ لكي أريح نفسي. أنتظر جوابكم.

الجواب
أختي العزيزة, حفِظكِ الله من شرِّ كل ذي شرٍّ - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
روى مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((العَيْنُ حَقٌّ، ولو كان شَيْءٌ سابِقَ القَدَرِ، لَسَبَقتْهُ العَيْنُ))، ويُذكر عن جابر يرفعه: ((إنَّ العَيْنَ لتُدْخِلُ الرجُلَ القَبْرَ، والجَمَلَ القِدْرَ))، وقد ذمَّ الله الحاسدين وأنكر عليهم حسدَهم، فقال: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54].

وقد قالت أم رُومَان - رضي الله عنها - زوجةُ أبي بكر الصدِّيق - رضي الله عنه - وأم عائشة الصِّديقة الطاهرة المطهَّرة - رضي الله عنها - لابنتها عائشةَ في حادثة الإفك: "يَا بُنَيَّةُ، هَوِّنِي عَلَيْكِ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَة عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ، إِلاَّ كَثَّرْنَ عَلَيْهَا"، وكذا قلما كانت طالبةٌ قط مجتهدة ومحبوبة من معلِّماتها ولها منافسات، إلا كثَّرن عليها، وأصبْنَها بالعين، والعينُ حق.

علاج المصاب بالعين:
أفرد "ابن القيم" - رحمه الله تعالى - في كتابه "الطب النبوي"، فصلاً عن علاج المصاب بالعين، سماه: "في هَدْيه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في علاج المصاب بالعَيْنِ"، ذكر فيه ما يلي:
"الإكثار من قراءة المعوِّذتين، وفاتحةِ الكتابِ، وآيةِ الكُرسي، ومنها التعوذاتُ النبوية نحو: ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّاتِ مِن شرِّ ما خَلق))، ونحو: ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ)).

ونحو: ((أعوذُ بكلماتِ اللهِ التَّامَّاتِ التي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شَرِّ ما خلق وذرَأ وبرَأ، ومِن شَرِّ ما ينزلُ من السماء، ومِن شَرِّ ما يَعرُجُ فيها، ومِن شَرِّ ما ذرأ في الأرض، ومِن شَرِّ ما يخرُج مِنها، ومِن شَرِّ فِتَنِ الليلِ والنهار، ومِن شَرِّ طَوَارق الليلِ، إلا طارقًا يَطرُق بخير يا رحمن)).

ومنها: ((أَعُوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ مِن غضبه وعِقَابه، ومِن شرِّ عباده، ومِن هَمَزات الشياطينِ وأن يَحضُرونِ)).

ومنها: ((اللَّهُمَّ إني أعوذُ بوجْهِكَ الكريم، وكلماتِك التامَّاتِ من شرِّ ما أنت آخِذٌ بناصيته، اللَّهُمَّ أنتَ تكشِفُ المأثَمَ والمَغْرَمَ، اللَّهُمَّ إنه لا يُهْزَمُ جُنْدُكَ، ولا يُخلَفُ وعدُك، سبحانَك وبحمدِك)).

ومنها: ((أَعُوذُ بوجه اللهِ العظيمِ الذي لا شيءَ أعظمُ منه، وبكلماتِه التامَّات التي لا يُجاوِزُهن بَرٌّ ولا فاجرٌ، وأسماءِ الله الحُسْنَى، ما علمتُ منها وما لم أعلم، مِن شَرِّ ما خلق وذرَأ وبرأ، ومن شَرِّ كُلِّ ذي شرٍّ لا أُطيق شرَّه، ومِن شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ أنتَ آخِذٌ بناصيته، إنَّ ربِّي على صِراط مستقيم)).

ومنها: ((اللَّهُمَّ أنت ربِّي لا إله إلا أنتَ، عليك توكلتُ، وأنتَ ربُّ العرشِ العظيم، ما شاء اللهُ كان، وما لم يشأْ لم يكن، لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله، أعلم أنَّ اللهَ على كُلِّ شيء قديرٌ، وأنَّ الله قد أحاط بكل شيء علمًا، وأحصَى كُلَّ شيءٍ عددًا، اللَّهُمَّ إني أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نفسي، وشَرِّ الشيطانِ وشِرْكه، ومِن شَرِّ كُلِّ دابةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتها، إنَّ ربِّي على صِراط مستقيم)).

وإن شاء قال: ((تحصَّنتُ باللهِ الذي لا إله إلا هُوَ، إلهي وإله كُلِّ شيء، واعتصمتُ بربي وربِّ كُلِّ شيء، وتوكلتُ على الحيِّ الذي لا يموتُ، واستَدْفَعتُ الشرَّ بلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله، حسبيَ اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ، حسبيَ الربُّ مِن العباد، حسبيَ الخَالِقُ من المخلوق، حسبيَ الرازقُ مِنَ المرزوق، حسبيَ الذي هو حسبي، حسبيَ الذي بيده ملكوتُ كُلِّ شيءٍ، وهو يُجيرُ ولا يُجَارُ عليه، حسبيَ الله وكَفَى، سَمِعَ الله لمنْ دعا، ليس وراء اللهِ مرمى، حسبيَ الله لا إله إلا هُوَ، عليه توكلتُ، وهُوَ ربُّ العرشِ العظيم))".

وفي الفصل نفسه يقول ابن القيم - رحمه الله -: "ورأى جماعة من السَّلَف أن تُكتب له الآياتُ مِن القرآن، ثم يشربَها؛ قال مجاهد: لا بأس أن يَكتُبَ القرآنَ، ويغسِلَه، وَيَسْقِيَه المريضَ، ومثلُه عن أبي قلابَةَ، ويذكر عن ابن عباس: أنه أمر أن يُكَتبَ لامرأة تَعَسَّرَ عليها وِلادُها أثرٌ من القرآن، ثم يُغسل وتُسقى، وقال أيوب: رأيتُ أبا قلابَةَ كتب كتابًا من القرآن، ثم غسله بماء، وسقاه رجلاً كان به وجعٌ".

هذا فيما يتعلق بعلاج المصاب بالعين، لكن هناك نقطة مهمة جدًّا تتعلق بشخصيتك - كما وصفتِها بنفسكِ - حين قلتِ: "أنا أعيش في صراعٍ مع نفسي، دائمًا حزينة ومرتبكة وخجول وحساسة جدًّا"، ومثل هذا النوعِ من الشخصيات الحساسة، عادةً ما يكون لديه نزعةٌ لتضخيم الأمور أكثرَ مما يجب؛ لأن الشخص الحساس يَنظر إلى الحياة والناسِ بعدسةٍ مكبرة، تضخِّم الصورةَ أكبر من حقيقتها، وربما كان ذلك سببًا في توارُد مثل هذه الشكوكِ والأفكار السلبية تجاه زميلاتك إلى ذهنك، من أنهنّ يَحسُدنك ولا يرغبْن لك الخير.

مجرد معرفتك بأنك شخصيةٌ حساسة Sensitive Personality، واستبصارك بنفسك، واعترافك بذلك - سيكون كافيًا لأن تستوقفي تلك الشكوكَ والظُّنون والأفكار السوداء التي تَحوم داخل عقلِك تجاه الناس مِن حولك، وأن تلومي نفسَك عوضًا عن لوم الآخرين على إساءتك الظنَّ بهم!

وحين نتكلَّم عن الشخصية - أيّ شخصية - فيجب أن نتوقَّف عن البحث عن علاجات دوائية؛ لأننا لسنا بصددِ علاجٍ لمرضٍ نفسي؛ بل البحث عن طريقة تعامُل مع هذا الشخص، فشخصية الإنسان ملازمةٌ له منذ الطفولة وحتى الكهولة، ومسألة تخفيفِ حدتها يعتمد على الشخص نفسِه، عبر تثقيف نفسه بنفسه، والعمل على تغيِير نفسه وجوانبه السلبية في شخصيته بنفسه؛ لأن الله - عز من قائل - يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

حقيقةً، أعجبتْني حلقة من برنامج (خطوة) على قناة (أبو ظبي) عن "الشخصية الحساسة"، لا أدري إن كان هناك إمكانية لتحميلها بصيغة mp3 لسماعها عوضًا عن مشاهدتها؛ لتجنُّب الشبهات التي احتوتْها، ومن ثم الاستفادة من العلميَّة والواقعية التي ميزتها.

أذكِّرك في الختام بأن تحصِّني نفسكِ بالأذكار صباحَ مساءَ، وأن تتوكَّلي على الله حقَّ توكله، وأن تعلمي أنه لن يصيبكِ إلا ما قد كتبه اللهُ عليكِ.

وفَّقك الله في دراستك، وعافاك مما ابتلاك، وكل عام وأنتِ ومن تحبين بألف خير


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.49 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]