كيف أكون مسلمة معتدلة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         How can we prepare for the arrival of Ramadaan? (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الأسباب المعينـــــــة على قيام الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حكم بيع جوزة الطيب واستعمالها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ما هي سنن الصوم ؟ . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          هل دعا الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين لم يروه ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2020, 02:48 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,610
الدولة : Egypt
افتراضي كيف أكون مسلمة معتدلة

كيف أكون مسلمة معتدلة


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
سؤالي هو: كيف أكون مسلمة معتدلة؛ لأني أشعر أن التزامي أصبح يقودني إلى شخصية منغلقة متعصبة - خاصة - وأني في بلاد غربية، و لا أجد فيها رفقة صالحة، صدقوني، لقد تعبت وأصبحت أكره مجالسة زملائي غير المسلمين - خاصة - بعد سماعي بمفهوم البراء، وأصبحت أحس أنهم سيضيعونني عن ديني، حياتي أصبحت جحيمًا بعدما كنت أعتقد أني كلما تقربت من ربي، سأزداد سعادة.

أرجوكم ساعدوني؛ فأنا أصبحت أعيش في عزلة، و حتى عائلتي لا تفهمني، كلما رأيت مسلمين يعيشون في سعادة - هنا – حسدتهم؛ لأنهم عرفوا المعنى الحقيقي للاعتدال.

الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فإن الاعتدال والوسطية من أبرز خصائص الإسلام؛ فلا رهبانية كرهبانية النصارى، ولا مادية كمادية اليهود، إنما موازنة بين أمور الدنيا والآخرة، واعتدال في التصور والاعتقاد، فلا تغلو في التجرد الروحي، ولا في الارتكاس المادي، شريعةٌ تعمل لترقية الحياة ورفعها في ذات الوقت، تعمل على حفظ الحياة وامتدادها، بلا تفريط ولا إفراط، في قصد وتناسق واعتدال والتزام بما جاء في الكتاب والسنة؛ كما قال – تعالى -: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ﴾ [البقرة:143]؛ أي: عدولًا خيارًا.

وفي الحديث "الصحيح" الذي رواه البخاري: ((إن الدين يسر، ولن يُشَادَّ الدينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ، فسددوا وقاربوا))، وفي رواية للبخاري: ((القصدَ القصدَ، تبلغوا)).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((خذوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لن يَمَلَّ حتى تملُّوا))؛ رواه مسلم، وكان يقول: ((أحب العمل إلى الله، ما داوم عليه صاحبه وإن قل))؛ رواه البخاري ومسلم؛ وفيهما: ((لِيُصَلِّ أَحَدُكُم نَشَاطَهُ)).

وهذا الاعتدال هو ما يتفق مع الفطرة الصحيحة، فالإنسان خُلِقَ ضعيفًا، يعتريه الفتور والكسل، وتعرض له الشواغل، ويتقلب بين قوة وضعف، وصحة ومرض، فكان الاعتدال هو المناسب له، المتفق مع حاله، وإن أحس من نفسه همة عالية وقوة، فجنح إلى التشدد، فمرده إلى الضعف وانقطاع المسير.

وفي "الصحيحين" عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -: ((أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رَغِبَ عن سنتي، فليس مني)).

قال الإمام الشاطبي - في "الموافقات" (2 / 163):
"الشريعة جارية في التكليف بمقتضاها على الطريق الوسط الأعدل، الآخذ من الطرفين بقسط لا ميل فيه، الداخل تحت كسب العبد من غير مشقة عليه، ولا انحلال، بل هو تكليف جار على موازنة تقتضى في جميع المكلفين غاية الاعتدال، كتكاليف الصلاة، والصيام، والحج، والجهاد، والزكاة وغير ذلك مما شُرِعَ ابتداءً على غير سبب ظاهر اقتضى ذلك، أو لسبب يرجع إلى عدم العلم بطريق العمل، كقوله – تعالى -: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 219]، ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ﴾ [البقرة: 219]، وأشباه ذلك.

فإن كان التشريع لأجل انحراف المكلف، أو وجود مظنة انحرافه عن الوسط إلى أحد الطرفين، كان التشريع رادًّا إلى الوسط الأعدل، لكن على وجه يميل فيه إلى الجانب الآخر؛ ليحصل الاعتدال فيه، كفعل الطبيب الرفيق، يحمل المريض على ما فيه صلاحه، بحسب حاله وعادته، وقوة مرضه وضعفه، حتى إذا استقلت صحته هيأ له طريقًا في التدبير وَسَطًا لائقًا به في جميع أحواله". اهـ.

أما كيف تحقيقين الاعتدال في الدين: فبالوقوف عند حدود الله، كما قال – تعالى-: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ﴾ [البقرة:229]؛ وحدود الله: شرائعه: من واجبات، ومستحبات، ومباحات، وعدم تعديها بالزيادة عليها، أو النقص منها.

وأنبهك - أيتها الأخت الكريمة - إلى أن الكثير يطلقون مصطلح الاعتدال أو الوسطية ونحوها من المترادفات، ويريدون بذلك التخلص من الأوامر الشرعية، أو فعل المحرمات، وتمييع ثوابت الشريعة وقطعياتها.

ففي هذه الحال يقولون كلمة حق يريدون بها معانيَ باطلة، فالله - تعالى - حرم التساهل في فعل الواجبات، كما حرم فعل المحرمات، وتوعد الفساق بالنار، فقال: ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ [السجدة:20].

حتى غدا فريق من دعاة السوء يعبثون بثوابت الدين باسم الوسطية، والفكر المعتدل، ويشككون في الثوابت الشرعية، والأحكام القطعية، ويُسَوِّقون الأفكار المنحرفة.

ونوضح ما قلناه من قواعد، بمثال تتضح منه الصورة، ويظهر الفارق بين الاعتدال والتفريط، في مسالة زميل العمل الكافر:
قال الله – تعالى -: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾؛ أي: لا ينهاكم الله عن البر والصلة، والمكافأة بالمعروف، والقسط للمشركين، من أقاربكم وغيرهم، حيث كانوا بحال لم ينتصبوا لقتالكم في الدين والإخراج من دياركم، فليس عليكم جناح أن تصلوهم، فإن صلتهم في هذه الحالة، لا محذور فيها ولا مفسدة، كما قال - تعالى - عن الأبوين المشركين إذا كان وَلَدُهُما مسلمًا: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾، وقوله: ﴿ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ ﴾؛ أي: لأجل دينكم، عداوة لدين الله ولمن قام به، ﴿ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا ﴾؛ أي: عاونوا غيرهم ﴿ عَلَى إِخْرَاجِكُمْ ﴾؛ نهاكم الله ﴿ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ﴾ بالمودة والنصرة، بالقول والفعل، وأما بِرُّكُم وإحسانكم، الذي ليس بتولٍّ للمشركين، فلم ينهكم الله عنه، بل ذلك داخل في عموم الأمر بالإحسان إلى الأقارب وغيرهم من الآدميين، وغيرهم.

﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ وذلك الظلم يكون بحسب التولي، فإن كان توليًا تامًّا، صار ذلك كفرًا مخرجًا عن دائرة الإسلام، وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ، وما هو دون ذلك"، كما في تفسير السعدي (ص: 856).

وننصحك بمراجعة كتاب "الثوابت والمتغيرات"، للدكتور صلاح الصاوي، و"بحوث ندوة أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية ودفع الغلو"، لمجموعة من العلماء

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.24 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]