هل رضى الله عنى؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حكم قول بحق جاه النبي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ليلة النصف من شعبان ..... الواجب والممنوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فضل صيام شهر رمضان.خصائص وفضائل شهر رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          المقصود بالتثليث النصراني الذي أبطله القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان أو يومه بعبادة معينة بدعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مواضع الدعاء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ذرية الشيطان.. وطريقة حصولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          هل الإشهاد شرط لصحة الطلاق ؟ (الشيخ اﻷلباني) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل يجوز للجنب قراءة او مس المصحف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ( مَحَبَّةِ الْجَمَالِ )كلمات لابن تيمية رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-01-2020, 02:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,604
الدولة : Egypt
افتراضي هل رضى الله عنى؟

هل رضى الله عنى؟


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


السؤال
السلام عليكم،،،
وآسفة أنني سأسرد المشكلة من رأسها: فأنا ابتليت بتأخر سن الزواج، وتعجلت القضاء؛ حتى وقعت في الحرام، وحملت سفاحًا، وأجهضت دون علم أحد، ورجعت لربي، وندمت على ما فعلت، وقد كنت من قبل أعامل أمي أحسن معاملة، فصرت بعد هذا الأمر أعاملها بأفضل مما سبق بكثير، ثم اكتشفنا أنها مريضة بمرض خبيث بعد هذا الإجهاض بشهرين، فلزمت قَدَمَهَا، وبعد شهور عديدة من آلام المرض المفزعة، وأنا أراعيها، ولا أستطيع أن أخفف عنها الألم، وليس فى يدي إلا الدعاء، والقرآن، قضى الله أمرًا كان مفعولًا، وانتَقَلَتْ إلى جوار ربها، وكتب لها الله حسن الخاتمة، وَأنا أشعر أن الله عاقبني على فعلي بما حدث لها، وبفقدي لها، وأنا الآن أتجرع آلام الوحدة والندم على ما فعلت، وقد كانت أمي كل شيء في حياتي، ولكنى احتسبتها عند الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، فهل رضى الله عني بتوبتي؟ أم أن العقوبات ستتوالى على الفعل المشين الذى تبت عنه، ورجعت إلى الله، وندمتُ على ما فعلتُ، وأشهدتُ الله بألا أعود له، فهل قبلني الله؟

الجواب
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقد أمر الله - تعالى - عباده المؤمنين بالتوبة النصوح الشاملة لجميع الذنوب، توبة يريدون بها وجهه والقرب منه، وأن يداوموا عليها في جميع الأحوال، ووعد عليها - سبحانه - بتكفير السيئات، ودخول الجنات، والفوز والفلاح، فقال – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ [التحريم: 8].

وحقيقة التوبة: أن يندم العبد على ما مضى، ويقلع في الحال، ويعزم على أن لا يعاود الذنب في المستقبل، وأخبر النبي – صلى الله عليه وسلم - أن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر - فحينئذ – وما لم ير وجه الملك.

فرجوعكِ إلى العبودية التي خلقتِ لها، وهو حقيقة التوبة، ولتكثري من الحسنات الماحية، والقرآنُ والسنةُ زاخران بما يدل على أن عمل الحسنات يطهر النفس ويزكيها من الذنوب السالفة، كما في قوله - تعالى -: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 103].

فالتوبة والعمل الصالح يحصل بهما التطهير والتزكية، وقال – تعالى -: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].

فالتوبة والعمل الصالح كالترياق الذي يدفع أثر السم، ويرفعه بعد حصوله، وكالغذاء من الطعام والشراب.

وكل مَن تاب ورجع إلى الله - تعالى - وصدقتْ توبتُه، فنرجو أن تكونَ توبتُه مقبولةً؛ فعفْو الله لا يتعاظمُه ذنبٌ، ورحمتُه وسِعَتْ كلَّ شيءٍ.

بل إن كرم الله لا ينتهي عند المغفرة فحسب بل إنَّ من كمال رحمَتِه – سُبحانه - وعظيم فضله: أنَّه يبدِّل سيئاتِ عبادِه التَّائبينَ حسنات؛ كما في قوله – تعالى -: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ﴾ [الفرقان: 70]، وأخبر – سبحانه – أنه يحب الذين يتوبون حين يخطئون ويعودون إليه مستغفرين؛ وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].

فاصَّبري واحتسبي لما أصبت به في والدتك؛ فحال العبد دائرة بين نِعمة توجب الشكر، أو بلاء ومصيبة توجب الصبر، وما دمت تبحثين عن توبة مقبولة توجب رضا الله - تعالى - فتأملي ما كتبه العلامة ابن القيم في "مدارج السالكين" (1 / 185)، وحاولي العمل به، قال:
"فالتوبة المقبولة الصحيحة لها علامات:
منها: أن يكون بعد التوبة خيرًا مما كان قبلها.

ومنها: أنه لا يزال الخوف مصاحبًا له، لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر إلى أن يسمع قول الرسل لقبض روحه: ﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]؛ فهناك يزول الخوف.

ومنها: انخلاع قلبه وتقطعه ندمًا وخوفًا، وهذا على قدر عظم الجناية وصغرها، وهذا تأويل ابن عيينة لقوله - تعالى -: ﴿ لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ ﴾ [التوبة: 110]، قال: "تقطعها بالتوبة".

ولا ريب أن الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع القلب وانخلاعه، وهذا هو تقطعه، وهذا حقيقة التوبة؛ لأنه يتقطع قلبه حسرة على ما فرط منه، وخوفًا من سوء عاقبته، فمن لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفًا، تقطع في الآخرة إذا حقت الحقائق، وعاين ثواب المطيعين، وعقاب العاصين، فلا بد من تقطع القلب، إما في الدنيا، وإما في الآخرة،

ومن موجبات التوبة الصحيحة – أيضًا - كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء، ولا تكون لغير المذنب، لا تحصل بجوع، ولا رياضة، ولا حب مجرد، وإنما هي أمر وراء هذا كله، تَكْسِرُ القلب بين يدي الرب كسرة تامة قد أحاطت به من جميع جهاته، وألقته بين يدي ربه طريحًا ذليلًا خاشعًا، كحال عبد جانٍ آبقٍ من سيده، فَأُخِذَ فَأُحْضِرَ بين يديه، ولم يجد من ينجيه من سطوته، ولم يجد منه بُدًّا، ولا عنه غناء، ولا منه مهربًا، وعلم أن حياته وسعادته وفلاحه ونجاحه في رضاه عنه، وقد علم إحاطة سيده بتفاصيل جناياته، هذا مع حبه لسيده، وشدة حاجته إليه، وعلمه بضعفه وعجزه وقوة سيده، وذله وعز سيده؛ فيجتمع من هذه الأحوال كسرة وذلة وخضوع ما أنفعها للعبد، وما أجدى عائدتَها عليه، وما أعظم جبره بها، وما أقر به بها من سيده، فليس شيء أحب إلى سيده من هذه الكسرة والخضوع والتذلل والإخبات والإنطراح بين يديه، والاستسلام له، فلله ما أحلى قوله في هذه الحال، أسألك بعزك وذلي إلا رحمتني، أسألك بقوتك وضعفي، وبغناك عني وفقري إليك، هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، عبيدك سواي كثير، وليس لي سيد سواك، لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، سؤال من خضعت لك رقبته، ورغم لك أنفه، وفاضت لك عيناه، وذل لك قلبه.

يامـن ألـوذ به فيمـا أؤمله ... ومن أعـوذ به مما أحـاذِرُهُ
لا يجبر الناس عظمًا أنت كاسِرُهُ ... ولا يهيضون عظمًا أنت جابِرُهُ

فهذا وأمثاله من آثار التوبة المقبولة، فمن لم يجد ذلك في قلبه، فليتهم توبته، وليرجع إلى تصحيحها، فما أصعب التوبة الصحيحة بالحقيقة، وما أسهلها باللسان والدعوى، وما عالج الصادق بشيء أشقَّ عليه من التوبة الخالصة الصادقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله". اهـ.

ونسأل الله أن يتوب علينا وعليكِ، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن،، آمين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.24 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]