الجوار الأعظم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 119705 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 04-01-2020, 11:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي الجوار الأعظم

الجوار الأعظم
محمد الساكت


عن أبي بكرٍ الصِّديق -رضي الله عنه- قال: نظرتُ إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا؛ فقلت: يا رسولَ اللهِ، لو أنَّ أحدهم نظر تحت قدميه، لأبصرنا؟! فقال: ((ما ظنُّكَ يا أبا بكر باثنَينِ اللهُ ثالثُهما؟!))؛ رواه الشيخان[1].
أجلُّ جوار وأعظمه:
إذا كان عِظَم الجوار، على مقدار عِظَمِ الجار، فلا ريبَ أنَّ جوارَ اللهِ -عزَّ سُلطانُه- أجلُّ جوار وأعظمُه، وأنَّ حِماهُ –تعالى شأنه - أعزُّ حمًى وأكرمُه؛ وأينَ جوارُ الخلق أجمعين، من جوار الخلاَّق العظيم؟! بل أين حِمى العبيد، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا، من حِمى الملِك المجيد: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)[الفرقان: 2]؟!
الجوار الإلهي درجات:
إنَّ ذلك الجوار الأعظم الذي نعنيه هو الذي عَناه الرسول الأكرم -صلى الله عليه وسلم- في حديثه هذا لصاحبه الأول أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وهو الجوار الخاص الذي يَختصُّ الله به عبادَه المقرَّبين، من النبيين والصدِّيقين، ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين، وهو على درجات لا يحصيها إلا مَن أحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددًا.
المعيَّة الإلهية الخاصَّة:
وهو جوار المعيَّة الخاصَّة، والصُّحبة الربانيَّة المقدَّسة، التي حرَّمها الله على أعدائه؛ لأنهم نسُوا الله فَنَسِيَهم، وأعرضوا عنه فأعرض عنهم، واقرؤوا إن شئتم قوله -عزَّ جاره-: (قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُعْرِضُونَ * أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ)[الأنبياء: 42، 43].
المعيَّة الإلهية العامة:
وثمَّ جوار إلهي آخر، وهو جوار المعيَّة العامَّة الشَّاملة، معيَّة إحاطته -تعالى- بخلقه؛ علمًا، وقدرةً، وجزاءً، لا تخفى عليه منهم خافية، تلك المعيَّة التي يُشير إليها -جلَّت قدرته-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[ق: 16].
وينبئ عنها قوله -تعالت عظمته-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)[المجادلة: 7].
وشَّتان ما بين الجوارين؛ فذاك جوارُ التكريم والتأييد والتسديد، وهذا جوار المُحاسَبةِ والإنذار والتهديد.
الأسباب لا تُلغى:
ولا يضير هذا الجوارَ الكريم وأهلَه أن يأخُذوا في أسبابه، وأن يعدُّوا العدَّة له، ما داموا بربهم معتصمين، وعلى ربِّهم متوكلين؛ فإنَّ الاعتصام بالله -تعالى- والتوكُّلَ عليه أساسُ هذا الجوارِ وعمادُه، وقد أمر الحكيم العليم الذي رَبَط الأسباب بالمُسبِّبات، والوسائل بالغايات، أمَرَ عباده ألا يُلغوا هذه الأسباب، فيلغوا معها حكمته؛ وألا يَغلوا فيها، فيَجْحدوا بهذا الغلو مشيئته وقدرته.
وهذا سيد المتوكلين، يأخذ مع أول الصِّدِّيقين بكل أسباب النجاة، في هجرتهما إلى الله، حتى إذا أحسَّ الصِّدِّيق وَقْعَ أقدامِ الكفار فوق الغار، ألِم وحَزِن، وخَشيَ أن يُصاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأذى لا يستطيع أن يدفعه أو يحمله - وهو أول من يفتديه بنفسه وماله - طَمْأنه - صلوات الله عليه وسلامه - بأن الله معهما، وأنَّهما اثنان اللهُ ثالثُهما، وقد اعتَصما به وحده دون خلقه، فلو أنَّ السموات السبع ومن فيهن، والأرضين السَّبْع ومن فيهنَّ، كادوا لهما، لَجَعَلَ لهما من هذا الكيد فَرَجًا ومَخَرجًا.
الأخذ بالأسباب في أعلى مقامات الجوار:
وقد ظاهَر -صلوات الله عليه- في الحرب بين درعَين، وكان يُصلي في الحرب صلاةَ الخوف بطائفةٍ بعد طائفة، وهم آخِذون حِذْرَهم وأسلحتهم، مع أنهم جميعًا في أعظم الجوار، وأمنعِ الحِمى.
بل لا يضير هذا الجوارَ الكريم وأهله أن يكونوا - بجوارحهم لا قلوبهم - في جوار أحد الناس وضمانه، ما دام هذا الجوار سببًا كريمًا مشروعًا، ووسيلةً سائغةً للخير والهداية، لا جرم أن المُجير مع المجار كليهما في جوار الله حينئذٍ.
ولما عاد - صلى الله عليه وسلم - من الطائف، لم يستطِع دخول مكة لمَّا علمَت قريش من توجُّهه إلى الطائف يستنصر بأهلها عليهم - إلا بجوار المُطْعم بن عدي، وكان جوارُهُ هذا يدًا حفِظَها له النبي - صلى الله عليه وسلم - وذَكَرها بعد موته[2].
مقامات خاصَّة:
على أنه قد تَعرض للمُتوكِّلين الصادقين نفحاتٌ إلهيَّة تأخذ بقلوبهم وأنفسهم، فلا يستطيعون لها مدْفعًا، وهم مَعذورون؛ إذ ينسون في هذه الأحوالِ جميعَ الأسباب، ولا يَذكُرون إلا العزيزَ الوهاب، وقد يأخذون في الأسباب ثم يرفضونها بكل شممٍ وإباء؛ اعتزازًا ببارئهم وبارئ الأرض والسماء، ومِن هذا ما وقَعَ للصدِّيق نفسِه - رِضوان الله عليه - مع ابن الدُّغنَّة لما لقيَه وقد أجمع أمْرَه على الهجرة إلى الحبشة، فقال له: إلى أين يا أبا بكر؟ فقال: أخرَجني قومي، وأريد أن أسيح في الأرض وأعبد ربي، فقال ابن الدغنَّة: مثلُك يا أبا بكر لا يَخرُج ولا يُخرَج، ووصفه بما وصفَتْ به خديجة رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أولَ ما رأى المَلَك، وقال لها: ((لقد خشيتُ على نفسي))، وانتهى الحديث بجواره إيَّاه على أنْ يعبد ربه في داره ولا يستعلِنَ بصلاته، غير أنَّ أبا بكر كان رجلاً بكَّاءً لا يَملِك عينيه، فأفزع ذلك أشرافَ قريش، وسَعَوا إلى ابن الدغنَّة أن يستردَّ جواره أو يُسرَّ أبو بكر صلاته وقراءته، فردَّ أبو بكر جوارَ ابنِ الدغنَّة قريرَ العين بجوار الله -عز وجل- [3].
غير أنَّ هذه مقاماتٌ خاصة محدودة، لا يَنبغي أن يُقاسَ عليها، ولا أنْ يُدعى أحدٌ إليها، ولبسط القول فيها مجالٌ آخر.
جوار الشيطان سراب:
وإذا كان جوار الرحمن أعظمَ الجوار وأكملَه، كان جوار الشَّيطان بلا ريب أحقرَ الجوار وأسفلَه، فكم زيَّنَ في الدنيا ووعد بأنه جار، فلمَّا جد الجِدُّ تبرأ ونكص وولَّى الأدبار، وهو في الآخرة أشدُّ تبرأً ونُكوصًا: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ)[عبس: 34، 35]، (يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ)[الانفطار: 19].
__________________________________________________ ___
[المصدر: من ذخائر السنة النبوية؛ جمعها ورتبها وعلق عليها الأستاذ مجد بن أحمد مكي].
[*] مجلة الأزهر، العدد الأول، المجلد السادس والعشرون (1374).
[1] أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة (3653)، وفي كتاب مناقب الأنصار (3922)، وفي كتاب التفسير (4663)، ومسلم (2381) في فضائل الصحابة.
[2] أخرج أحمد في "مسنده" 4: 80 (16733)، والبخاري (3139) و(4024) عن جُبير بن مُطعم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لو كان الُمطعِم بن عدي حيًّا فكلَّمني في هؤلاء النتنى، أطلقتُهم))؛ يَعني أسارى بدر؛ أي: أطلقَهم بلا فداء.
[3] الحديث أخرجه البخاري (3905) في مناقب الأنصار، باب هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم– وأصحابه
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.87 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.54%)]