|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك إسلام فتحي تفاعل النبي صلى الله عليه وسلم مع هذه الآية في خواتيم سورة هود وتأثر بها حتى قال: ((شيَّبتني هود وأخواتها))، وإن كان النبي المعصوم الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر قد شيّبته هذه الآية، فنحن بحاجة إلى فَهمها وإدراك معانيها، وبخاصة أننا نحن المقصرون المذنبون الغافلون، وذنوبنا تدفعنا إلى البحث عن علاج. إن الآية حثّت على القيام بـ"الاستقامة"، وهي العمود الفِقري للإسلام؛ إذ إنه بدون استقامة لا يكون الإسلام إلا مجموعة مفاهيمَ وأفكارٍ ثقافية لا تمتُّ للواقع بصِلة، فما معنى أن يدَّعي شخص ما الإسلام ثم هو لا يستقيم على منهج الله باتباع الأوامر واجتناب النواهي؟ إن الإسلام مكانه الحقيقي في سلوكيات مُعتنقِيه وليس في كتاباتهم وشعاراتهم، فلا بد أن ينعكس الإيمان والانتماء للإسلام على سلوكيات ومَشاعر وطموحات صاحبه. فغير المسلم يكون سقف طموحاته الدنيا ولذّاتها وزينتها، أما المسلم فطموحاته تمتدُّ زمنيًّا إلى الخلود بعد الموت، وتمتدُّ مكانيًّا إلى الجنة عاليًا. والأمر ممتدٌّ للمؤمنين التائبين من بعد النبي صلى الله عليه وسلم، والآية ذكرت المؤمنين بصفة التوبة كدلالة على حاجة الاستقامة الدائمة للتوبة، فالمؤمن يُخطئ ويُذنب، ولكن خطأه وذنبه لا يَمنعانِه سلوكَ طريق الاستقامة، طالَما أنه امتطى جواد التوبة الصادقة، وليس هذا من باب الترحيب بالذنب وقبوله؛ لأن التوبة تقتضي الندم والعزم على عدم ارتكاب الذنب مرة أخرى. ثم إن الاستقامة ليست رفاهية يمكن الاستغناء عنها، إنها أمر قرآني يقتضي الوجوب؛ ففي القرآن: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ﴾ [الأنعام: 153]، والاتِّباع يقتضي الدوام والاستمرارية. وللاستقامة فضائل ونتائج، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبَرَنا عن عجْزِنا بإحصائها في قوله صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا))؛ أي: لا تعددوا فضائل ونتائج الاستقامة؛ لأنها كثيرة بما تَعجزون عن إحصائه. والاستقامة خير وسيلة للدعوة إلى الله عن طريق تمثيل القدوة الصالحة للمَدعوِّين، وفي هذا ورد حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا يُستقَم بكم))، فليس أفضل للداعية الذي يبغي النجاح في دعوته طريقًا أفضل وأخصر للوصول من الاستقامة، فالاستقامة تستجلب رضا الله، ومِن ثمَّ القبول في الأرض واقتناع الناس بفكرته، والاستقامة هي ترجمة سلوكية يراها الناس فيتأثَّرون بالشخص دون لباقة كلام أو حسن قول. وجماع هذا الأمر كله وصية النبي صلى الله عليه وسلم حين جاءه أحد الصحابة يطلب وصيّته فقال صلى الله عليه وسلم له: ((قل آمنت بالله، ثم استقم))، قل بلسانك وقلبك وكل جوارحك أنك مؤمن، ثم استقم بأداء الفرائض والسعي للنوافل وتجديد التوبة عن كل معصية، واتقاء الشبهات... فالاستقامة هي الترجمة العملية المستدامة لمعنى الايمان. والاستقامة هي أن يكون حالك دائمًا تحت مظلَّة "يراك الله حيث أمرك، ويَفتقدك حيث نهاك" يَراك الله بقلبك ولسانك وكل جوارحك متوجهًا إلى رضاه دائمًا غير مُبتعِد عن طريقِه المُستقيم. فاستقيموا يرحمكم الله!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |