أسباب وقوع الابتلاء .... هل الابتلاء فيه مصلحة للدعوة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14236 - عددالزوار : 754528 )           »          مواقف بين النبي وأصحابه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 1366 )           »          ما أعظم ملك الله وقدرته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الإسلام يدعو إلى التكافل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حكم التفضيل بين الأنبياء عليهم السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          دعوة إلى الإصلاح ووحدة الصف والمصير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          لا تنس هذه الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الدرس الخامس والعشرون: ليلة القدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تحريم ترك الوفاء بنذر الطاعة لله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حكم زواج المسيار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-12-2019, 12:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,732
الدولة : Egypt
افتراضي أسباب وقوع الابتلاء .... هل الابتلاء فيه مصلحة للدعوة؟

أسباب وقوع الابتلاء .... هل الابتلاء فيه مصلحة للدعوة؟
علي مختار محفوظ

تم التأكيد في الحلقة الأولى عن (أسباب وقوع الابتلاء ـ 1)، و محاسبة النفس، والتفتيش في الأخطاء لتصحيح المسار، وإصلاح العيوب.
وتم التأكيد على أن الابتلاء سنة كونية ماضية، وأن الصراع بين الحق والباطل قائم منذ أن خلق الله -تعالى- الخلق، وسيستمر هذا الصراع بين الخير والشر إلى قيام الساعة، والحياة لا تخلو من المشكلات، والابتلاءات.
وفي الحلقة الثانية تم الحديث عن فوئد حصول الابتلاء.
ونستكمل اليوم فوائد حصول الابتلاء، ونركز على متى يكون الابتلاء لمصلحة الدعوة، فإذا أردنا الاستفادة من حصول الابتلاء لمصلحةِ الدعوة، فلا بد من وضع مجموعة من النقاط أو الأمور في الاعتبار فنحن لا نعلم الغيب، و وقوع المصائب أو حصول الابتلاء له فوائد قد لا نعلمها إلا بعد حين، قال - تعالى -: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء: 19].
أول هذه النقاط: التأكيد على ضرورة التحليل العميق لحدث الابتلاء:
الابتلاء حدثٌ من الأحداث غير السارة التي تمرُّ بالدعوات وأصحاب الدعوات، فلا يوجد مَن يتمنى وقوع الابتلاء، ولأن له آثارا غير مرغوبة، بل قد تصاب الأعمال الدعوية، والمشروعات الخيرية بالاضطراب، ويحدث تعطيل لبعض الأعمال، أو يتم تأجيل بعض المشروعات، فالابتلاء قد يعود بأصحاب الدعوات إلى الوراء. فالابتلاء لا ينبغي أن يمر بسهولةٍ، بل لا بد أن يتم تحليله من جميع الجوانب، ومعرفة أسبابه الحقيقية والاستفادة القصوى منه.
وإننا حين نُفعِّل ذلك، فإنما نهتدي بهدي القرآن الكريم، الذي يقف وقفةً طويلةً متأنية مع أحد الابتلاءاتِ التي مرَّت بها الدعوة في الجيل الأول، وهي انتصار المسلمين في بدر، ثم انكسارهم وهزيمتهم في أُحد، فالمتأمل للآياتِ التي تتحدث عن هذه الغزوة في سورة آل عمران يجدها آيات كثيرة (قرابة ستين آية) تناولت الحدث من كلِّ جوانبه، وحللت الأسباب، وكشفت مواضع الضعف التي ظهرت في الصف المسلم، بدءًا من قوله - تعالى -: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ)[آل عمران: من الآية 121)].
وانتهاءً بقوله - سبحانه -: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ)[سورة آل عمران: 179].
وفائدة ذلك اتضحت جلية في تميز الصف، ومعرفة سبب الخلل، أو أسباب وقوع الهزيمة.
ثانيًا: الابتلاء من عند الله:
وهذه حقيقة يقينية ينبغي أن نعتقدها، ونتذكرها، ونستحضرها في كل أمورِ حياتنا، فالله - عز وجل - هو المعطي والمانع، وهو المقدم والمؤخر، وهو الباسط والقابض، وهو الرافع والخافض، و ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.
فحقيقة الابتلاء أنه من عند الله: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ)[آل عمران: 166)].
وعندما يتحدث القرآن عن الابتلاء الشديد على بني إسرائيل على يد فرعون فإنه يذكرنا بأن سبب أو جوهر هذا الابتلاء أنه من عند الله عن طريق فرعون: (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيم)[البقرة: 49].
والتأكيد على هذا المعنى جاء في ختام الآية: (وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ).
وليس من فرعون، وإن كان هذا لا يعفي فرعون من المسؤولية، فهو بالفعل يريد التنكيل بالفئةِ المؤمنة، ولطالما تربَّص بها، وكاد لها، وخطط لزوالها ولكن الذي مكَّنه من ذلك هو الله -عز وجل-.
فجوهر وحقيقة الابتلاء أنه من عند الله - عز وجل -، وإذا شاء - سبحانه - ألا يقع لما وقع، ولو اجتمعت كلمة الجميع على ضرورةِ وقوعه: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ)[الأنعام: 112)].
فكم من خططٍ ومكائد كادها أعداء الدعوة لها وأفشلها الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ)[المائدة(11)].
وكم من المرات تهيَّأ فيها أعداء الدعوة للنيل منها، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيقِ هدفهم، ولكن الله لم يأذن لهم بذلك وصرفهم عنها خائبين مدحورين: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)[الأحزاب].
وانطلاقًا من هذه الحقيقة فإنَّ الواجبَ يحتم علينا عند وقوع حدث الابتلاء أن نبحث- بقدر استطاعتنا- عن الأسباب التي جعلت الله - عز وجل - يصيب الدعوةَ به.
وليس من الضروري أن نتوقف كثيرًا أمام خطط أو مؤامرات الأعداء للدعوة، فعداوتهم معروفة، وتآمرهم مؤكد، فينصب الاهتمام على إصلاح عيوبنا، وتصحيح مسارنا، ومحاسبة أنفسنا، مع العلم أن العدو لا يستطيع أن يفعل شيئًا من خططه بدون إرادة الله وإذنه ومشيئته: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال].
ثالثًا: على قدر المنزلة تكون المسؤولية: ينبغي على أهل الدعوة أن يتذكروا دومًا بأنه على قدر المنزلة تكون المسؤولية، بمعنى أن الله - عز وجل - اختارهم على علمٍ للقيامِ بأشرف مهمة، وهي مهمة الأنبياء، في الدعوة لدين الله - تعالى -، ومحاولة إيقاظ الأمة، وإعادة مجدها، وإقامة المشروع الإسلامي، فالدعاة مكلفون من الله - عز وجل - لأداء هذه المهمة، فلا بد وأن يكونوا على مستوى تلك المسؤولية من عمل متواصل، وجهاد دائم، وتضحية بالغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الله وتبليغ دعوته، وأي تهاون أو تكاسل أو تفريط لن يمر بسهولة، وستدفع الدعوة ثمنه باهظًا: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)[محمد: 38].

إن نعمةَ الاختيار من الله -تعالى- لفئة معينة للقيام بالدعوة، وهي من أشرف المهام، لا بد أن يقابله الإحسان في الأداء، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ))[رواه الطبراني (12/358، رقم 13334)، وحسنه الألباني كما في صحيح الترغيب والترهيب 2/358].
فنتأمل كيف خاطب الله -عز وجل– الصحابةَ -رضوان الله عليهم- عندما تأخر بعضهم عن الخروج لغزوة تبوك بسبب الحرِّ الشديد، أو بسبب قرب نضج الثمار: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[التوبة: 38- 39].
ورغم أنهم لم يطلبوا سوى تأجيل الخروج لبعضِ الوقت حتى ينكسر الحر ويجمعوا التمر، فجاء الخطاب قويا حازما لهؤلاء الرجال الأفذاذ، فلماذا جاء الخطاب قويا مع من لهم تاريخ ناصع في التضحية والجهاد، والسبب أنه على قدرِ المنزلة تكون المسؤولية.
رابعًا: سبب الابتلاء قد يكون من أنفسنا أو من جانب أبناء الدعوة:
وقع هذا في غزوة أُحد فقد حقق الجيش المسلم، وهو أقل عددا من جيش الأعداء، حقق انتصارًا باهرًا بعون من الله - عز وجل -، في أول المعركة، ثم حدثت المخالفة من أربعين رجلا من الرماة، فقد خالفوا أمر الرسول- صلى الله عليه وسلم - بعدم مغادرةِ أماكنهم أعلى الجبل مهما حدث إلا بإذنه، فاستغل الكفار هذا الخلل الكبير، فوقعت الهزيمة، وقتل من المسلمين سبعين رجلاً. و أُصيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - إصابات بالغة. كل ذلك لم يكن بسبب قوةِ الكفار، ولكن بسببِ مخالفة الرماة لأمرٍ من أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم - على الرغم من قلة عدد المخالفين، وقعت الهزيمة بجميع المسلمين.
وبعد انتهاء المعركة بدأت التساؤلات تسري بين الصحابة عن أسبابِ هذه المصيبة فكان الرد القرآني الحاسم بأنَّ السببَ الذي استدعى هذا كله هو أنتم: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[آل عمران: 165].
فتعلم الجميع الدرس، وتعاملوا مع الأحداث بعد ذلك من هذا المنطق، فها هو عمر بن الخطاب يُودع سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنهما- قبل سفر الجيش لملاقاةِ الفرس في القادسية فكان مما قاله له: "وآمرك ومَن معك من الأجنادِ بتقوى الله على كل حال؛ فإن تقوى الله أفضل العُدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومَن معك أن تكونوا أشد احتراسًا منكم من عدو كم؛ فإن ذنوب الجيش أخوف عليكم من عدوكم".
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة -بإذن الله تعالى-.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.64 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.13%)]