|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() توقير العلماء في ضوء الشريعة الغراء محمود بن علي سرور الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فمعلوم قدر العلماء وفضلهم، فهم ورثة الأنبياء، الذين يدلون الناس على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، ونصوص الشرع قاطعة الدلالة في وجوب توقير العلماء واحترامهم، والإقرار لهم بالفضل، والاعتراف لهم بالجميل، ويلحق بالعلماء الصالحين وأصحاب الفضل والشرف في الأمة. وقد أمر الشرع بتوقيرهم وإجلالهم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن من إجلال الله - تعالى -إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط)) رواه أبو داود. وقال طاووس: إن من السنة توقير العالم. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ)). رواه البخاري قال ابن حجر - رحمه الله تعالى -: «المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته». فتح الباري 11/342. وروى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي - رحمهما الله - أنهما قالا: إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي. قال الشافعي: (الفقهاء العاملون). أي أن المراد: هم العلماء العاملون. الخطيب البغدادي: الفقيه والمتفقه 1/55. وقال ابن عباس - رضي الله عنهما -: من آذى فقيها فقد آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن آذى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد آذى الله - عز وجل - النووي: المجموع شرح المهذب 1/42. المراد بالعلماء: والعلماء هم العارفون بشرع الله، المتفقهون في دينه، العاملون بعلمهم على هدى وبصيرة، وهم الذين جعل الله - عز وجل - عماد الناس عليهم في الفقه والعلم، وأمور الدين والدنيا، فهم أئمة الدين، ثم القيام بواجب الدعوة، ومهمة الإنذار، وهم رأس الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، ورأس جماعة المسلمين التي أمرنا بلزومها، وحذرنا من مفارقتها، وإنما يكون لزومها بلزومهم. وإليك بعض القواعد في توقير العلماء: الأول: موالاة العلماء ومحبتهم: فإن أولى الناس بالموالاة وأحقهم بالمحبة في الله ـ بعد الأنبياء ـ: العلماء. وكما قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: يجب على المسلمين بعد موالاة الله - تعالى -ورسوله - صلى الله عليه وسلم -: موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن، خصوصاً: العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر، وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم". الثاني: احترام العلماء وتقديرهم: وهو سنة ماضية حضَّ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، ودرج عليها سلف الأمة. الثالث: الأخذ عن العلماء والسعي إليهم: فمن أراد أن ينال شيئاً من إرث النبوة فعليه مجالسة العلماء، والأخذ عنهم، والآخذ عن العلماء السالك في طريق العلم يسهل الله له طريقاً إلى الجنة. والعلم الشرعي علم يؤخذ بالتلقي ولا يجدي الأخذ عن الكتب فقط، بل ذلك بلية من البلايا، وكذا اجتماع الشباب والطلبة على التدارس دون أخذٍ عن شيخٍ. الرابع: رعاية مراتب العلماء: فالعلم درجات، ورتب العلماء متفاوتة، فيجب مراعاتها، مثل مراعاة التخصص، حيث يغلب على العالم فن من فنون العلم، فيكون لقوله في هذا الفن من الاعتبار ما ليس لقول غيره. ويجب مراعاة السن: فإن العلم تراكمي كلما امتد الزمان بالإنسان ازداد علماً وتجارب، وقد ثبت أن من أشراط الساعة تصدر الصغار، والتماس العلم عندهم. وفي المبحث نقول مهمة عن بعض الصحابة - رضي الله عنهم -. الخامس: الحذر من القدح في العلماء: فالطعن فيهم سبيل من سبل أهل الزيغ والضلال، ذلك أن الطعن في العلماء ليس طعناً في ذواتهم، وإنما هو طعن في الدين والدعوة التي يحملونها...ولما فقه السلف هذا جعلوا منتقص الصحابة: زنديقاً، لما يفضي إليه هذا القول من الطعن في الدين، وتنقص سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك قال السلف فيمن طعن في العلماء من التابعين فمن بعدهم. وتوقير العلماء يكون بالدعاء لهم والثناء عليهم والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم وزيارتهم والأخذ عنهم ونشر علمهم وفتاواهم وستر عيوبهم والذب عنهم ونصيحتهم ومؤازرتهم على البر والتقوى وتعظيم منزلتهم عند العامة والخاصة. السادس: إن العلماء المعنيين، هم العلماء المعتبرون في الأمة، أما أهل البدعة والضلالة، الذين عقدوا ألويتها، ووالوا على أساس بدعهم وعادوا، فجعلوا مقعد الولاء والبراء غير كتاب الله، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:فهم غير جدراء بأن يسلكوا في سلك أهل العلم، وإن تزيَّوا بزي العلماء، وانتسبوا إليهم.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |