في الرفق في الدعوة سلامة للداعي والمدعو - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         بعض خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تجويع غزة: سلاحٌ فتاك في صمت مطبق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أعظم الناس أثرًا في حياتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ثَمَراتُ الإيمانِ باليَومِ الآخِرِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مفهوم وفاعلية منصات التعلم الإلكترونية في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          عثمان بن عفان ذو النورين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          لمن يُريد الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          فضائل التوحيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أَفْشُوا السَّلَامَ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          شتات الأمر وانفراطه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28-12-2019, 06:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,265
الدولة : Egypt
افتراضي في الرفق في الدعوة سلامة للداعي والمدعو

في الرفق في الدعوة سلامة للداعي والمدعو
خالد المرسي



نعلم جميعا ظاهرة الشدة في الخطاب الدعوي المنسوب لبعض السلفيين[1].

وهذه ظاهرة ليست خاصة بهم، بل تلوث بها غيرهم من التيارات الإسلامية ممن يشغلون مناصب رسمية ومن غيرهم.

وهذه نصيحة أبين فيها الأثر السيء الذي تحدثه هذه الشدة -التي هي غالبا ما تكون في غير موضعها- وأبين أن هؤلاء الدعاة يتحملون جزءا من مسئولية هذا الأثر السيء أمام الله يوم القيامة وتحملهم هذا لا يُعفي الضال من مسئوليته ولا يخفف شيئا من أوزاره يوم القيامة، وكل ذلك في الأحوال العادية التي يكون الداعية فيها خطئه مقصورا في الأسلوب غير الحكيم الذي ينتهجه أثناء دعوته المنحرف، فكيف يكون وضعه لو جمع مع هذا الخطأ خطئا آخر وهو القصور في فهم أحوال المخالف وفي فهم منهجه الذي هو موضوع الخلاف؟!، لا شك أن وضعه سيكون أصعب ونصيبه من المسئولية يكون أكبر.

أما عن الأثر السيء فقد نقل وقال الإمام الشاطبي في كتاب: "الاعتصام"[2]: "قال الغزالي في بعض كتبه: أكثر الجهالات إنما رسخت في قلوب العوام بتعصب جماعة من جهل أهل الحق، أظهروا الحق في معرض التحدي والإدلال، ونظروا إلى ضعفاء الخصوم بعين التحقير والازدراء، فثارت من بواطنهم دواعي المعاندة والمخالفة، ورسخت في قلوبهم الاعتقادات الباطلة، وتعذر على العلماء المتلطفين محوها مع ظهور فسادها، حتى انتهى التعصب بطائفة إلى أن اعتقدوا أن الحروف التي نطقوا بها في الحال بعد السكوت عنها طول العمر قديمة. ولولا استيلاء الشيطان بواسطة العناد والتعصب للأهواء، لما وجد مثل هذا الاعتقاد مستفزاً في قلب مجنون فضلاً عن قلب عاقل.


هذا ما قال. وهو الحق الذي تشهد له العوائد الجارية فالواجب تسكين الثائرة ما قدر على ذلك، والله أعلم".

أما عن تحمل الداعية المسئولية في ثبات الضال على ضلاله وزايدتها حيث كان سببا -وإن لم يتعمد - في ذلك يقول الدكتور العلامة " محمد عبد الله دراز: "إننا قد نًسأل عن الفعل، يفعله غيرنا من تلقاء نفسه، دون أن نأمره به، أو نُحرضه عليه، أو نُرغبه فيه؟!

بل دون علم منا ولا شعور بأنه فعله أو بأنه سيفعله، بل حتى لو فعله بعد موتنا، ولو بعد قرون من عصرنا؟!.....، ألم تتدبر هذا التعبير القرآني الحكيم: (وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ)[يس (12)].

ألا ترى كيف جمع إلى الفعل المباشر آثاره كلها، ولم يشترط فيها أن تكون إرادية، أو لاشعورية؟. ذلك أننا متى توجهت نيتنا إلى عملنا المباشر، ثم باشرناه عمدًا وقصدًا، ونحن عالمون بما فيه من البر أو الإثم، فقد تمت أركان مسؤوليتنا، ولو لم نعرف مدى ما يتولد عنه من الأصداء والآثار، وما مقدار ما يترتب عليه من الأجزية والنتائج.

ألا ترى أن الله يرزق المتقي من حيث لا يحتسب، ويحبط عمل المسيء من حيث لا يشعر؟

فكما أننا نستحق هذه النتائج والأجزية الإلهية وننالها من غير أن نتوقعها أو نشعر بها، كذلك نحمل تبعة النتائج والآثار الاجتماعية التي تنشأُ عن عملنا، ولو لم نقصدها ولم نشعر بها"[3].

فإذا كان هذا هو وضع المسألة وحكمها فهل يتصور بعد أن يعرف الداعية فقه هذا الموضوع أن لا يحتاط طلبا للسلامة في نفسه وفي غيره.

__________________________________________________ _________

[1] راجع بحث بعنوان" تجديد الخطاب السلفي" للدكتور أحمد بن عبد الرحمن القاضي.

[2] وهو أول كتاب يؤسس ويؤصل لفقه البدعة وأحوال المبتدعة وطرق التعامل الصحيحة معهم، وهذا الكتاب يُعد مصدرا رئيسا وأصليا في بابه عند السلفيين، والكلام تجده في ج3: ص 231 تحقيق مشهور حسن سلمان.


[3] سلسلة دروس صوتية ومفرغة بعنوان" مسئوليات أدبية بعيدة المدى"، الدرس الرابع بعنوان" المسئولية عن فعل الغير".

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.71 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]