مناقشة وجوب الحج على التراخي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141133 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-12-2019, 10:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي مناقشة وجوب الحج على التراخي

مناقشة وجوب الحج على التراخي


الشيخ طارق عاطف حجازي



هناك قولٌ بأن الحجَّ يجبُ على التراخي، وهو قولُ محمد بنِ الحسن[1] من الحنفية، وقول الشافعية[2]، وبه قال الأَوزاعيُّ، والثَّوريُّ[3].

وأدلةُ هذا القول:
قالوا بأن الحجَّ فُرِضَ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم سنة ستٍّ من الهجرةِ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لم يحج إلا في السنة العاشرة، فدل ذلك على التراخي، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ﴾ [البقرة: 196] فقد نزلت عامَ ستٍّ من الهجرة [4] في شأنِ ما وقع في الحُديبية من إِحْصارِ الـمشركين رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابَه كما في حديث كعب بنِ عُجرة، وما حصل له من الأذى في رأسه[5].

واعتُرض على وجه استدلالهم بالآية: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ بأنها نزلت سنة ستٍّ عامَ الحُديبية، وليس فيها فريضةُ الحجِّ، وإنما فيها الأمرُ بإتمامِه، وإتمامُ العُمْرَةِ بعد الشروع فيهما، وذلك لا يقتضي وجوبَ الابتداء[6].

واستدلوا أيضًا بحديث أنس رضي الله عنه قَالَ: نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ الْعَاقِلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَيَسْأَلَهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَانَا رَسُولُكَ، فَأَخْبَرَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ، قَالَ: «صَدَقَ»... إلى قوله: قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا الْحَجَّ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، قَالَ: «صَدَقَ»، قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدَنَّ عَلَيْهِنَّ شَيْئًا وَلَا أَنْقُصُ، فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ»[7].

وجه الدلالة: أن هذا الحديثَ صريحٌ بوجوبِ الحجِّ، وهذا الرجلُ هو ضمام بن ثعلبة، وكان قدومُه سنة خمس، وقيل: سنة سبع، وقد أخر النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحج إلى سنة عشر، فكان دليلًا على أنه على التراخي[8] واعتُرض على ذلك بأن قصة ضمام كانت سنة تسع من الهجرةِ، على الصحيح[9]، والحجُّ إنما فُرض سنة تسع؛ لأن آية وجوب الحج: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97] كانت صدرُ سورةِ آل عمران، وصدر هذه السورة نزل عام الوفود [10]، وهي السنةُ التاسعة، ورجَّحه ابنُ حجر في «الإصابةِ»[11].

وقد أخَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم الحج إلى السنةِ العاشرة لأسباب منها:
1- لعل الوقتَ كان لا يتسعُ[12].

2- أن عام تسع لم يتمكن النبيُّ صلى الله عليه وسلم فيه من منع المشركين من الطواف بِالْبَيْتِ وهم عراة، فكَرِهَ أن يحج ويرى المشركين حول البيت عُراةً[13].

3- أن تأخيرَه كان بوحيٍ من الله تعالى[14].

واستدلوا أيضًا بقولهم: إنه أخر الحج من سنةٍ إلى سنةٍ أو أكثر، ثم فعله، فإنه يُسمى مؤديًا للحجِّ لا قاضيًا[15].

واعتُرض على ذلك بأن القضاء لا يكونُ إلا في العبادة الـمؤقتة بوقتٍ معين، ثم يخرج ذلك الوقت المعين، والحج من الواجب الـموسع؛ لأن العمر كله وقت له[16]، فلا يلزم من الوجوب على الفور تسمية الـمتأخر قضاء، فإن الزَّكَاةَ تجب على الفور، ولو أخرها لا تسمى قضاء[17].


[1] «بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع» الكاساني (2/ 119).

[2]«المجموع شرح المهذب» (7/ 103) للنووي، و«الأم» (2/ 129)، و«العزيز» (3/ 495)، و«مغني المحتاج» (1/ 619)، «تفسير القرطبي» (4/ 144)، «البحر الرائق» (2/ 333)، «حاشية القليوبي على شرح المنهاج» (2/ 84)، و«روض الطالب» (1/ 456)، «المسلك المتقسط في المنسك المتوسط» لعلي القاري، شرح رسالة ابن زيد القيرواني (ص 451)، «الحاوي» (5/ 29)، و«الروضة» (3/ 33)، و«التحقيق» لابن الجوزي (5/ 275)، وغيرُهُم.

[3] «الـمجموع شرح الـمهذب» للنووي (7/ 103)، وما تقدم من مصادر.

[4] تفسير الطَّبريِّ (1/ 530) ط مؤسسة الرسالة، ط الأولى.

[5] صحيح: أَخْرجَهُ البُخاريُّ (1814) وله أطراف، ومُسلِمٌ (1201) (81، 82، 83، 84، 8/ 5، 86)، وأحمد (4/ 241، 242، 243، 244)، والنَّسائِيُّ في «تفسيره» (51،3341)، وفي «المجتبى» (5/ 194، 195)، وفي «الكبرى» (4110، 4111، 4112، 4113، 11030، 11031)، والتِّرمِذِيُّ (953، 3973، 2974) وأبو داود (1856، 1857، 1858، 1860، 1861) وابن ماجه (3079، 3080) وغيرُهُم الكثير.
انظر كتابي «الجامع العام لصحيح أسباب نزول آي القرآن» (ص 45، 46)، والله أعلم.

[6] «زاد المعاد في هدى خير العباد» لابن القيم (2/ 101) ط مؤسسة الرسالة.

[7] صحيح: تقدم تخريجه في باب فرض الحج على من استطاع إليه سبيلًا.

[8] «المجموع شرح المهذب» للنووي (7/ 106)، و«نيل الأوطار» (5/ 8، 9)، و«الطبقات» لابن سعد (3/ 181، 221، 225)

[9] انظر «البداية والنهاية» ابن كثير، (حوادث سنة تسعٍ 5/ 55) الطبعة الثانية 1408هـ، و«السنن الكبرى» للبيهقي (4/ 341).

[10] «شرح العمدة» ابن تيمية (1/ 219)، و«زاد المعاد» (2/ 101).

[11] «الإصابة في تمييز الصحابة» (3/ 396)، و«الطبقات» لابن سعد (3/ 181، 221، 225).

[12] « الذخيرة»، القرافي (3/ 181).

[13] «المغني والشرح الكبير»، ابن قدامة (3/ 197)، و«نيل الأوطار» (5/ 9).

[14] المرجع السابق.


[15] «المجموع شرح المهذب»، النووي (7/ 106).

[16] «الذخيرة»، القرافي (3/ 181).

[17] «المغني والشرح الكبير» (3/ 197، 198).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.76 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.19%)]