|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إنك لمن المرسلين د. أحمد خضر حسنين الحسن الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم في سورة يس (1) ﴿ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ قال الله تعالى: ﴿ يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يس: 1 - 4]. أولًا: سبب نزولها: مما هو معلوم أنه عندما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم، أنكر المشركون أن يكون الله تعالى قد أرسله إليهم. ثانيًا: تضمنت الآيات بحسب ما ورد في سبب نزولها إنكارَ المشركين إرسال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم. ثالثًا: نزلت الآيات لإثبات إرسال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وتكلفيه بهداية البشرية إلى الصراط المستقيم، وبيان ذلك كما يأتي: 1- قال سبحانه: ﴿ يس ﴾ افتتح بها الردَّ على إنكار المشركين لرسالته، للإِشارة إلى إعجاز القرآن الكريم، وللتنبيه إلى أن هذا القرآن المؤلف من جنس الألفاظ التي ينطقون بها، هو من عند الله تعالى، وأنهم ليس في إمكانهم أو إمكان غيرهم أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله، وفي هذا دلالة على أنه من عند الله، وأن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله حقًّا وصدقًا. 2- أقسم الله تعالى بالقرآن، فقال: ﴿ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴾، إنك أيها الرسول الكريم لَمِن عبادنا الذين اصطفيناهم لحمْل رسالتنا، وتبليغ دعوتنا إلى الناس، لكي يخلصوا العبادة لنا، ولا يشركوا معنا في ذلك غيرنا، ومعنى الحكيم: المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. 3- بعد أن أقسم لهم بالقرآن بين جواب القسم، فقال: ﴿ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾؛ إنك أيها الرسول الكريم لمن عبادنا الذين اصطفيناهم لحمل رسالتنا، وتبليغ دعوتنا إلى الناس، لكي يخلصوا العبادة لنا، ولا يشركوا معنا في ذلك غيرنا. أتى بجواب القسم مؤكدًا أيضًا بالجملة الاسمية المؤكدة بإن وبلام القسم في قوله: (لمن) وجاء هذا الجواب مشتملًا على أكثر من مؤكد، للرد على أولئك المشركين الذين استنكروا رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا في شأنه: (لست مرسلًا). 4- بعد أن أكَّد الله تعالى أنه بعث نبيه بما سبق زاد الأمر تأكيدًا ووضوحًا، فقال سبحانه: ﴿ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلَى صِرَاطٍ مسْتَقِيمٍ ﴾: على صراط مستقيم؛ أي: دين مستقيم وهو الإسلام، وقال الزجاج: على طريق الأنبياء الذين تقدَّموك، وقيل: المعنى لمن المرسلين على استقامة، فيكون قوله: على صراط مستقيم من صلة المرسلين؛ أي: إنك لمن المرسلين الذين أُرسلوا على طريقة مستقيمة؛ كقوله تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ ﴾ [الشورى: 52، 53]؛ أي: الصراط الذي أمر الله به. قال بعض العلماء: واعلم أن الأقسام الواقعة في القرآن، وإن وردت في صورة تأكيد المحلوف عليه، إلا أن المقصود الأصلي بها تعظيم المقسم به، لِما فيه من الدلالة على اتصافه تعالى بصفات الكمال، أو على أفعاله العجيبة، أو على قدرته الباهرة، فيكون المقصود من الحلف: الاستدلال به على عظم المحلوف عليه، وهو هنا عظم شأن الرسالة، كأنه قال: إن من أنزل القرآن - وهو مَن هو في عِظَمِ شأنه - هو الذي أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم، ومثل ذلك يقال له في الأقسام التي في السور الآتية.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |