آفات تفسد الأخبار.. الغِيبة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122775 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77556 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48976 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61472 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42846 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-12-2019, 04:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي آفات تفسد الأخبار.. الغِيبة

آفات تفسد الأخبار.. الغِيبة




عوض عز الرجال متولي عفيفي






قال الله - تعالى -: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 12].

الغيبة ورد فِي تعريفها حديث عبدالمطلب بن عبدالله بن حَنْطَب - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الغِيبة أن تذكر الرجلَ بما فيه من خلفه))[1].

فالغِيبة هي ذكر الإنسان بما فيه - مما يكره - من خلفه "بدون حضرته"، سواءٌ كان هذا الذِّكر في بدنه، أو دينه، أو دنياه، أو خُلُقه، أو ماله، أو ولده، أو زوجه، أو خادمه، أو مملوكه، أو عمامته، أو ثوبه، أو مِشيته، أو حركته، أو غير ذلك مما يتعلق به.

ويندرج تحتها استخدامُ أي وسيلة للتعبير عن ذلك باللفظ أو الإشارة.

وشأن الغِيبة كبير، والتحذير منها شديد، ويكفي النهي عنها من قِبَل الرب السميع العليم، والتشبيهُ لفاعلها بأنه يأكل لحمَ أخيه ميتًا، وتنفير الناس منه، وكرههم له.

وفي شأنها قالت عائشة - رضي الله عنها وأرضاها -: قلتُ: يا رسول الله، إن صفيةَ امرأة، وقالت بيدها هكذا! كأنها تعني: قصيرة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد قلتِ كلمةً لو مَزَجْتِ بها ماء البحر لمُزِج)).

وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه وأرضاه -: كنَّا عند النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام رجل فوقع فيه رجلٌ من بعده، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((تخلَّل))، فقال: ومِمَّ أتخلَّل؟ ما أكلتُ لحمًا! قال: ((إنك أكلتَ لحم أخيك)).


وعن عقوبتها في الدنيا، قال جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما -"كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فارتفعتْ ريحٌ مُنْتِنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يَغتابُون المؤمنين)).

وعقوبتها في القبر، قال - صلى الله عليه وسلم - عن أحدهم - وقد مرَّ عليه، وهو يعذَّب في قبره -: ((إن هذا كان يأكلُ لحوم الناس)).

أما عقوبتها في الآخرة، فدلَّ عليها حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لما عُرِج بي، مررتُ بقومٍ لهم أظفارٌ من نُحَاس يَخْمِشُون وجوهَهم وصدورَهم، فقلتُ: مَن هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم)).


ولذلك كله وجب الامتناعُ عن الغِيبة، والحذرُ منها دينًا ودنيا؛ فهي من المهلِكات التي لا يُلقي الناسُ لها بالاً، وكفارتُها الاستغفارُ ممن اغتبتَه بلسانك.

قال - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر، لما سألوه: فبأي شيء ائتدَمْنا؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((بلحم أخيكما، والذي نفسي بيده، إني لأرى لحمه بين أنيابكما))، قالا: فاستغفر لنا قال: ((هو فليستغفرْ لكما)).

ومن هنا وضح منهج الإسلام في تحريم الغِيبة، ولكن بعض الناس يظنون أن استماعهم للغِيبة لا شيء عليهم فيه ولا يلزمهم، والله - تعالى - قرَّر عكس ذلك؛ فقال - سبحانه -: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55].

ولذلك فمَن استمع إلى الغِيبة فلم ينكر على قائلها عند استطاعته، ولم يذبَّ عن عِرْض أخيه، أو لم يَقُم عند عَجْزه عن الإنكار؛ فهو شريكه في الإثم، فينبغي ردُّ الغِيبة؛ دفاعًا عنه، ونصرةً لإخوانه ولدِينه.


[1] وإنك لعلى خلق عظيم؛ [2/ 908 : 611] بتصرف.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.32 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]