العقل والقيم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 994 - عددالزوار : 122319 )           »          إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-12-2019, 11:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,513
الدولة : Egypt
افتراضي العقل والقيم

العقل والقيم


أ. حنافي جواد







العقلُ قمة القيم، متى؟ إذا توجَّه به صاحبُه الوِجهةَ السليمة؛ أي: إذا وُجِّه في الاتجاه الصحيح، أمَّا إذا اتجه به صاحبُه الاتجاهَ المخالف، فلا يمثل القيمَ الإيجابية الجميلة، ولـنْ يمثلَها ما دام على ذلك الحال.








ومَنْ يقود العقل؟



أنت تقود عقلَك، وقيمُك تقودك، وما دامت قيمك تقودك فإنها تقود عقلَك، فالقيم مرجعٌ عقلي وسلوكي بامتياز.



إذا صلَحت القيمُ، صلحت السلوكيات والتصورات.



إذا فسدت القيم، فسدت السلوكيات والتصورات.



إذا خطط عقلُك للسَّرقة، سيكون بعيدًا عن القيم الجميلة.



إذا خطط عقلك للظلم والعدوان، سيكون بعيدًا عن القيم الجميلة.



إذا خطط عقلُك للإصلاح والإنتاج، سيكون سفيرًا للقيم الجميلة.



وستدرك من هذه الأمثلة أنَّ العقل منفِّذٌ ومخطط لإنجاز برنامجٍ، وقائدُه في ذلك الأخلاقُ والقيم.







اعلم أنَّ عقلك لا ينتج إلا بقدر ما يستهلك:



وبقدر ما تزوده به، وطبيعة المادة المقدمة لآلة العقل/ المدخلات محدِّدةٌ لنوعية وطبيعة المُنْتَج/ المخرجات، إذا أنت أجلتَ بالنظر في آلةِ العقل، وأطلت فيها بالفكر، وجدتها تنتج وفقًا لمعاييرِ القيم المعمول بها لدى الشخص.







الذكاء ابن بيئتِه:



فقد يظلم بعضهم باسم العدالة الاجتماعية والحكامة الرشيدة[1]، فلا تتاح له من الفرص ما أُتيحت لغيره، ولو أتيحت له لكان مثلَ أقرانه من المحظوظين، فلا مجال للمقارنة بين طفل نشأ في حضنٍ دافئ، وطفل يعاني من التَّهميش والهشاشة؛ فللطفل الصحراوي ذكاؤُه، وللقروي ذكاؤه، وللمدني ذكاؤه، كما للفقير ذكاؤه وللغني ذكاؤه، ويُورث نصيبٌ غير يسير من الذَّكاء عبر المسالك الثقافية؛ فقد تَرثُ عن أسرتك الفقرَ إرثًا ثقافيًّا، وقد ترث عنهم الغنى فكرًا ومنهجًا وذكاءً وأسلوبًا، تتعلمه من خلال التنشئة الاجتماعية.








النَّمطية الفكرية قاتلة:



كنْ مبدعًا ولا تكن مقلِّدًا، فإذا ابتُليت بالتقليد ففكر في التجاوز، ولا تكتفِ بما قلدت فيه غيرَك، إن وجدت صعوبةً في التخلص من آفة التقليد، فحاول التجاوز والإبداع ثم حاول؛ فبالمحاولة والخطأ نتعلم.








النمطية الفكرية تسبب الأزمات، وتعمِّق الجرح، فمن واجب الأسرة والمدرسة والمؤسسات الإعلامية أنْ يدرِّبوا الأطفال والنشء الصِّغار على الإبداع والابتكار والنَّقد البنَّاء.








ولكي تكون الأسرةُ قادرةً على التدريب؛ يجب أن تكون مؤَهَّلةً علميًّا وفنيًّا، أما المؤسسات التعليمية والإعلامية، فمن الضروري أن تغيرَ مناهجها وبرامجها لتكون أهلاً لصناعة التجاوز والإبداع، أما إنْ بقي الأمرُ على حاله فانتظر أجيالاً مقلِّدين أغبياءَ أو أشباه أغبياء، يستهلكون ولا يحسنون الاستهلاك ولا ينتجون.








التقليد - مبحثًا فكريًّا:



تعاريف لمصطلح التقليد - من منظور فكري:



اتباع الفعل/ القول الجاهز.



الاعتماد على أقوال/ أفعال الآخرين.



المحاكاة والاتباع.



المحاكاة من عير حجة ودليل وبرهان.







التقليد في المباحات والفضائل:



يجوز التقليدُ في المباحاتِ والفضائل الدنيوية، والاختراعات والتجارِب البشرية، فالحياة والحضارات قائمةٌ على التقليد والمحاكاة، فإذا تأملتَ الحضارات والعمران البشري وجدته قائمًا على التقليد والمحاكاة لتجارب الآخرين وإنجازاتِهم، وجزءٌ آخر قائمٌ على إبداعات علمائهم ومفكريهم، مستندين في ذلك على الموروث من تجارب الآخرين وابتكاراتهم.







التقليد والتطوير:



يجب أنْ يتحلَّى المقلِّدون بروح التَّطوير والتجاوز: يطوِّرون إنجازاتِ الآخرين وإبداعاتهم وتقنياتهم وأفكارهم، ويتجاوزون ما توصل إليه المبدعون من أسلافهم.








الاكتفاءُ بالتقليد جمود لا يليق بكائن وهبه اللهُ عقلاً فيَّاضًا، فلو أنَّ البشر لا يطورون تجارب أسلافهم، لتجمدت الحياة وأصابها الخمول، وعانت من الأمراض والأزمات التي تفرزها الحضارةُ البشرية، وما أكثرَها!







تقليد الغرب:



تقليدُ الغرب في المباحات والتجارب الناجحة، والإبداعات الأدبية والعلمية والتقنية، والخطط التنموية - مباحٌ، لكنْ يجب الحذر من أن يتسرَّب شيءٌ من ثقافتهم الفاسدة وعاداتهم الطالحة إلى العقلِ المسلم وحياةِ المسلمين من غير أن يُلقوا لذلك بالاً.








لكن يجب تطويرُ الإنجازات والإبداعات المقتبسة من التجارب الغربيَّة؛ حتى لا نبقى عالةً على الآخرين مرتبطين بهم - بإنتاجاتهم - ارتباطًا مَرَضيًّا.








لكن يجب العلم بأنَّ التقليد - قد - يجُرُّ وراءَه ذيول الويلات العظيمة: الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والدينية والثقافية.








النقد البناء:



أسلوبٌ من أساليب التطوير والتجديد، وأصل من أصول نظرية البناء، وقد ينقلب النقد إلى هدم وتخريب إذا لم ينضبط بضوابط؛ فهناك على سبيل المثال أمورٌ ومسائلُ لا مجال لدخول النقد إليها، فلو دخلها أصبح ذلك هدمًا، ومن تلك الأمور مسائل العقيدة والأصول الدينية، وما لم يُعلَّل في الشريعة تعليلاً تفصيليًّا؛ لكونه من العبادات وما يلحق بها من المعاملات، فالتجرؤ على الأصول سبيلٌ لهدم القِيَم الجميلة والأخلاق الفاضلة، دعُوا عنكم الدِّينَ وأبدعوا واجتهدوا وابتكروا ونَظِّروا، بعضُ المجتهدين لا يحلو لهم الاجتهاد إلا في الدين، تركوا مجالاتِ الإبداع والاجتهاد والنقد وتوجهوا صَوْب الدِّين، الدِّين الذي أنزله الله من فوق سبع سموات، إنَّ للاجتهاد في الدين ضوابطَ وشروطًا وقواعد.







اعلم أنَّ من الصمت إبداعًا: إذا التزم الإنسانُ الصمت فيما لا علم له به، فذلك إبداعٌ، بل قمةُ الإبداع!







التفكير السليم والمعوج:



أغلبنا يفكر وقليلٌ منا من يفكر بطريقةٍ سليمة، والتفكير السليم هو التفكير الذي يوصل إلى الجنة، أمَّا التفكير المعْوَجُّ، فيدخل صاحبه النار؛ التفكير السليم يهدي إلى الإيمانِ والعملِ الصالح، وهل يعني ذلك أن العلماء - من غير المسلمين - في الفيزياء والرياضيات أصحاب فكرٍ معوج؟








إنَّ العقل البشري ينتج بقدر ما يستهلك، فمُدخلاتُ العقل متحكِّمة في نوع المستخرجات، ثم إنَّ التعلم والإنتاج ذو طابعٍ بنائي متسلسل مركب، يمكن للعقل - أي عقل - أن ينتج في مختلف المجالات والتخصصات العلمية والأدبية، إذا فهم سر المدخلات والمخرجات - وفهم سر اللعبة الأدبية - وأجاد عمليةَ البناء المعرفية، فما الفرق بين إنتاجاتِ العقل المسلم المتشبع بالقيم الإسلامية النظرية والعملية والعقل الآخر؟ بعبارةٍ أخرى: هل يؤثر إسلام المرء على أساليبه في التفكير؟ وهل منهجية البحث العلمية تختلف بين الاتجاه الإسلامي وغيرِ الإسلامي؟ أسئلةٌ تحتاج إلى إجاباتٍ شافية.






[1] الحكامة الرشيدة: يُقال: إنها أداةٌ لضبط وتوجيه وتسيير التوجهات الإستراتيجية الكبرى للمؤسسة، وتتوخى الحكامة المشاركة الفعَّالة والتدبير الجماعي المنظم والمسؤول في إطار دعم التواصل بين جميع المنخرطين بشكل شفاف وواضح، وهدفُها الأسمى تأهيل الموارد البشرية - اقتصاديًّا واجتماعيًّا وفكريًّا وفنيًّا وسياسيًّا وتواصليًّا - خدمةً للمجتمع والبيئة، وفقًا لرؤى إستراتيجية واضحة، تستجيب لمتطلبات السوق الوطنية والدولية، مع القدرة على المنافسة الشريفة، فالحكامة بعيدة البعد كله عن النظرية القطاعية والمجالية؛ إذ تحاول أن تلامس الواقع بجميع جوانبه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.08 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.30%)]