الخطاب الدعويّ بين الجمود والتجديد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5118 - عددالزوار : 2399561 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4706 - عددالزوار : 1705835 )           »          المبسوط فى الفقه الحنفى محمد بن أحمد السرخسي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 479 - عددالزوار : 21393 )           »          هل قراءة سورة البقرة من المسجل يطرد الشيطان من المنزل؟ (اخر مشاركة : الروقي - عددالردود : 12 - عددالزوار : 6712 )           »          طريقة حذف حساب إنستجرام نهائيًا أو تعطيله مؤقتًا.. الخطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          حماية أكبر للأطفال.. آبل تعزز الرقابة الأبوية وتحسن إعدادات حسابات أبنائك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          خطوة بخطوة.. إزاى تربط موبايلك بالكمبيوتر وتنقل البيانات بسهولة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          نستجرام يطلق ميزات جديدة لتحسين تجربة المراسلة المباشرة.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ما هو برنامج الفدية؟.. وكيف تحمي هاتفك من الاختراق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          قبل ما تبيع موبايلك.. تأكد من مسح بياناتك بالشكل الصحيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-12-2019, 02:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 168,475
الدولة : Egypt
افتراضي الخطاب الدعويّ بين الجمود والتجديد

الخطاب الدعويّ بين الجمود والتجديد

د. عبد المجيد البيانوني




لا شكّ أنّ من إعجاز « النصّ القرآني » ، في أسلوبه وبيانه ، وحقيقته ومضمونه ، أنّه يخاطب إنسان هذا العصر وكلّ عصر ، بلغة مؤثّرة غاية التأثير ، وكأنّها تنزّلت له ، كما خاطب إنسان عصر نزول القرآن ..
وهو في خطابه المعجز يحدّد مطالب الإنسان واحتياجاته ، ويعرّفه بحقيقة مشكلاته ، ويقدّم لها الأحكام المناسبة ، والحلول الصحيحة ..
ويأتي في المرتبة التالية بهذه الصفة : « النصّ النبويّ » ، لأنّه نوع من الوحي ، لصدوره عمّن لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلاّ وحي يوحى .. فهو قمّة البلاغة الإنسانيّة ، والتأثير النفسيّ ، والمواكبة لكلّ العصور ، حتّى عدّه بعض الأدباء معجزاً ، ولا يستبعد ذلك ، ولا يستغرب ..
وما سوى هذين الأصلين من النصوص التي يكتبها العلماء والدعاة والمفكّرون ليست لها هذه الخاصّة ، ولا تأخذ منها إلاّ بقدر ما تتّصل بهذين الأصلين ، من حيث أسلوب الخطاب ومضمونه ..
ولا بدّ من شيء من البيان والتفصيل ؛ فنصوص العلماء والدعاة والمفكّرين الإسلاميّين على مدار التاريخ كلّها تدور من حيث الموضوعات والمضمون في فلك الوحيين ، بصورة مباشرة أو بصورة غير مباشرة .. ولكنّها تتفاوت تفاوتاً كبيراً من حيث الأسلوب ، الذي يطبع نصوص الوحيين الشريفين ..

فبالنظر إلى الأعمّ الأغلب في أساليب الكتّاب عبر القرون ، والمقارنة بين بعضها ، وبينها وبين أسلوب الوحيين الشريفين نرى أنّها محكومة بطابع عصرها ، وما يغلب على ثقافة كتّابه ومؤثّراتها ..
والقرون الإسلاميّة الأولى كانت أقرب إلى أسلوب الوحيين الشريفين بصورة ظاهرة بيّنة ..
ويترتّب على ما سبق أنّ أسلوب الخطاب لعصر قد لا يصلح لعصر آخر ، ولا يناسبه مطلقاً ، ولنضرب على ذلك مثلاً بأسلوب السجع في الخطابة والكتابة ، الذي سيطر على الخطباء والكتّاب قروناً متطاولة ، وكذلك الأسلوب الفلسفيّ والمنطقيّ ، وأساليب علم الكلام المعقّدة ، التي ارتهنت لها كتب العقيدة دهراً طويلاً ..
فهل من البرّ بالآباء والأجداد ، والعلماء والدعاة أن نستنسخ أساليبهم في الخطاب العلميّ والدعويّ .؟ ونظنّ أنّ ذلك من الوفاء لهم .. ولو بعث هؤلاء العلماء والدعاة فينا من أجداثهم هل يصرّون على أساليب خطابهم العلميّ والدعويّ الذي كانوا عليه .؟ فما بال كثير من الأتباع يظنّون أنّ من البرّ بمشايخهم أن يجمدوا على ما ورثوا عنهم من آثارهم ، ويأبون تجديد خطابهم وتطويره .؟! إنّهم بكلّ وضوح يسيئون إليهم من حيث لا يشعرون ، ويسيئون إلى علم مشايخهم وفكرهم ، وهم يظنّون بأنفسهم المحافظة عليه والوفاء له ..

إنّ مستجدّات العصر ومتغيّراته المتسارعة تفرض على دعاة الإسلام الغيارى أن يواكبوها ، ويوظّفوها لخدمة دينهم دعوتهم ، ويطوّروا من أساليبهم ويجدّدوها ، لتكون تلك المستجدّات سلاحاً بأيديهم ، وقوّة لدينهم ، لا سلاحاً عليهم ..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.39 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.95%)]