شتانَ بين صلاتهم وصلاتي! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-12-2019, 05:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي شتانَ بين صلاتهم وصلاتي!

شتانَ بين صلاتهم وصلاتي!


إبراهيم الأزرق


قال: لقد استفدت في قيام الليلة الماضية فائدة عظيمة!

قلت: وما هي رحمك الله؟ أتحفنا بها.


قطب جبينه، ورفع إصبعه، وقال متفيهقاً: نظرتُ في الركوع فوجدتُ أغلبَ المصلين لا يطبقون السنة في قص أظفار الرجلين!!


صُدِمت لأول وهلة! إذ يبدو أن صاحبنا كان يقضي مدة الركوع الطويلة نسبياً في القيام بتفقد أحوال أصابع المجاورين! ولم أملك أن ترحمتُ في خاطري على هبنّقة وعجل بن لجيم! تعالوا وانظروا بمن ابتلينا!


ولكنها عبرة؛ فشتان ما بين مصل ومصل، جسد بجوار جسد، وبين رُوحيهما ما بين السماء والأرض!


أحدهما سمت نفسه إلى الملأ الأعلى، فتحقق إيمانه بالغيب كأنه ينظر إلى الجنة والنار، وقد قامت سوقهما، فجلده يقشعر تارة ويلين أخرى، وهو ينصت إلى وعد مولاه ووعيده كأنه ينظر إليه.


وآخرُ غاية همه الأظفار والأظلاف!


وبين الاثنين مراتب، فأين أنت؟

ربما لا تكون صاحبَ الأظفار والأظلاف، فإن سلمك الله فاحرص على أن لا تكون من أصحاب التقسيم والتصنيف في الصلاة، فقد مر بي موقف آخر علمت فيه أن مِن الناسِ مَنْ غاية همه كيف صنع فلان! هل أسدل يديه بعد الركوع أو قبضهما؟ وهل هوى بركبتيه أو ابتدر الأرض بكفيه؟ وهل قام معتمداً على القبضة عاجناً أو كالسهم واقفاً؟ وهل ألصق قدميه بمجاوره أو لم يفعل... وأرجو أن لا يفهم بعض من لم يستنر قلبُه بتعظيم السنة من هذا تسفيهاً لبحث مسائل علمية مجردة، فمن قصد تسفيهَ سنةٍ قد ثبت عنده أنها سنة فقد كفر، ولكن القصد تسفيه حلم من اشتغل عن مراقبة ربه في صلاته بمراقبة تصرفات عباده، بل طفق يقسم الناس بناء على تلك المسائل الفرعية التي لا يصح أن نجعلها معقد ولاء وبراء، اختلف فيها أكابر أهل السنة قديماً وحديثاً.

وتأمل –أخي الكريم- وانظر البون الواسع، والفرق الشاسع! فشتان شتان ما بيننا وبين سلفنا رضوان الله عليهم، تأمل حالهم وتأمل حال صاحبنا المذكور وأمثاله! قال عمر بن عبد العزيز لابن أبي ملكية: صف لنا عبد الله بن الزبير فإنه ترمرم [حرك شفتيه بأدنى الكلام] على أصحابنا فتغشمروا [اعتسفوا الرأي فيه وتشددوا] عليه فكان مما قال: لقد قام يوماً إلى الصلاة فمر حجر من حجارة المنجنيق بين لحييه وصدره، فوالله ما خشع لها بصره، ولا قطع لها قراءته، ولا ركع دون الركوع الذي كان يركع، إن ابن الزبير كان إذا دخل في الصلاة خرج من كل شيء إليها، ولقد كان يركع ويسجد كأنه ثوب مطروح[1].


وقال غيره: كان الحمام يقع على رأس ابن الزبير في المسجد الحرام يحسبه جذعاً منصوباً لطول انتصابه في الصلاة[2].


وقال آخر: كانت العصافير تقع على ظهر إبراهيم بن يزيد بن شريك وهو ساجد كما تقع على الحائط، وربما نقرته[3]!


ونحو هذا نقل عن الربيع بن خُثيم[4]، وعن عنبس بن عقبة التيمي[5] فهؤلاء أربعة.


وكان مسلم بن يسار إذا أراد أن يصلي في بيته يقول لأهله: تحدثوا فلست أسمع حديثكم. وكان إذا دخل البيت سَكَتَ أهلُه فلا يُسْمَعُ لهم كلامٌ، فإذا قام إلى الصلاة تحدثوا وضحكوا. ووقع حريق إلى جنبه وهو في الصلاة فما شعر به حتى أطفئ، وسقط حائط المسجد وهو قائم يصلي فما علم به[6].


وكان بعض السلف إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفرَّ لونُه، فكُلِّم في ذلك، فقال: إني أقف بين يدي الله تعالى، وحُقَّ لي هذا مع ملوك الدنيا، فكيف مع مَلك الملوك[7].


وكان علي بن الحسين إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة، فقيل له: ما لك؟ فقال: ما تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي[8]؟


وكان عبدالله بن مسعود إذا هدأت العيون قام فيسمع له دوي كدوي النحل حتى يصبح[9].


وقد كان صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تتورم قدماه فما يفتر[10]، ويُسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل، وعيناه تذرفان[11]، وفي الإسرائيليات أن إبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- كان يسمع لقلبه خفقان وغليان[12]، فهذا خوف الخليلين عليهما السلام مع ما أُعطياه من الإجلال والإكرام وشرف المقام.


فالعجب كيف يطمئن قلبُ من أزعجته الآثام؟ وكيف يجول خاطره في الضَّحَاضِح والأوهام؟


فيا من إذا قام إلى الصلاة لم تخلص له ركعة، يا نائماً في انتباهه إلى متى هذه الهجعة؟


اللهم أعنا على الصلاة، وتقبلها منا بكرمك، ولا تجعلنا من الغافلين برحمتك يا أرحم الراحمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر تاريخ دمشق لابن عساكر 28/173.
[2] المستطرف للأبهيشي 1/20.
[3] انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1/154.
[4] انظر بغية الطالب في تاريخ حلب 8/3574، وصفة الصفوة 3/63.
[5] انظر مصنف ابن أبي شيبة 7/235 (35628).
[6] انظر حلية الأولياء 2/290.
[7] انظر تفسير ابن عطية المحرر الوجيز 4/319.
[8] انظر حلية الأولياء 3/133، وترجمته في تهذيب الكمال أيضاً.
[9] انظر تهذيب الأسماء للنووي 1/271.
[10] ينظر البخاري (1078) وغير موضع، ومسلم (2819).
[11] هذا معنى ما رواه النسائي في سننه (1214)، وقد صححه الألباني.
[12] المستطرف للأبهيشي 1/20، وقد أذن لنا في التحديث عن بني إسرائيل ولا حرج، وليس في الخبر ما يستنكر.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 25-11-2024 الساعة 02:24 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.94 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]