|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أدبية الناسك، وشمائل الحاج والسالك الشيخ حمزة بن فايع الفتحي المقدمة الحمد لله حمدًا، مفضِّلِ مكة في البلاد، ومكرِّم الحجيج في العباد، اختصهم برحمته، وزادهم من نعمته، ووَسِعَهم بمشيئته، وصلى الله وسلم على سيد الناسكين، وخير الطائفين، مَن حج ولبَّى، وقام لله وصلى، وعلى آله وصحبه ما ضاء وتجلى، وغرَّد بلبل وتغنى. أما بعد: فقد قال - تعالى -: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197]. فهذه الآية الكريمة أصل كبير في أدب الحاج، وقد حوتْ آدابًا جليلة، ووصايا عظيمة، جديرٌ بكل مسلم ناسكٍ تأملُها، والانتفاعُ بأثرها وتأثرها. ولما كان همُّ الحجيج السؤالَ عن فقه الحج وأحكامه، وسمتْ همةُ أهل العلم إلى ذلك تدريسًا، وتأليفًا، وتوجيهًا، رأيتُ أن أذكِّرَ إخواني النساك بأمر عظيم، وشيء متين، لا تقل أهميته شأنًا عن فقه الحج؛ بل إنه يسهم بقوة في إنجاح الحجة، وإصابتها السنة، ألا وهو "أدب الحاج"، الذي قلَّ التنبيهُ عنه، وتغافل الحجاجُ عن معانيه، وقد طمعت النفس في تسجيل منظومة لطيفة للحاج، يُدرِك من خلالها أهمَّ الآداب، وأحسن الأخلاق التي يتحلاها ويتمناها أثناء أدائه هذه العبادة العظيمة، ثم بدا أن أعلق عليها كلمات، وأُجليها بإشارات تُجليها وتوضحها، بلا إطناب ولا إكلال، بحيث يَسهل للحاج تأملُها وقراءتُها في أي وقت، وعلى أية حال. واللهَ نسأل أن يرزقنا حسن القصد، وصحة العمل، وأن يُوفق إخواننا الحجاج، وأن يسهل عليهم أداء المناسك على أحسن وجه وأتمه، وَفق السنن الصحيحة، والطرائق المليحة، آمين. نص المنظومة تَجَرَّدَنْ لِلَّهِ بِالإِخْلاَصِ وَاسْعَ إِلَى الغُفْرَانِ وَالخَلاَصِ مُزَوَّدًا بِالتَّقْوَى وَالرَّجَاءِ وَالزَّادِ وَالمَتَاعِ وَالحَيَاءِ مُتَّجِهًا بِأَطْيَبِ الأَمْوَالِ وَأَحْسَنِ الآدَابِ وَالخِصَالِ مُسَارِعًا لِلخَيْرِ وَالفَضَائِلِ مُلَبِّيًا مِنْ غَيْرِ مَا تَثَاقُلِ مُكَبِّرًا لِلَّهِ بِاسْتِيقَانِ وَهَاجِرًا مَسَاوِئَ اللِّسَانِ مُبْتَغِيَ الثَّوَابِ وَالنَّوَالِ وَتَارَكَ الفُسُوقِ وَالجِدَالِ وَحَامِلاً اَلخُلْقَ وَالخُشُوعَا وَالفَضْلَ وَالسُّكُونَ وَالخُضُوعَا وَآخِذًا مَنَاسِكَ الرَّسُولِِ وَجَامِعًا مَحَاسِنَ الفُضُولِ مُقْتَفِيًا مِنْ غَيْرِ مَا إِيغَالِ وَعَامِلاً مِنْ غَيْرِ مَا إِقْلاَلِ تَلِينُ لِلإِخْوَانِ وَالأَصْحَابِ وَنَاسِكًا مِنْ غَيْرِ مَا اصْطِخَابِ وَصَابِرًا فِي غَمْرَةِ الزِّحَامِ وَرَامِيًا مِنْ غَيْرِ مَا إِيلاَمِ فَإِنَّمَا الطَّوَافُ وَالجِمَارُ لِكَيْ يُقَامَ الذِّكْرُ وَالجُؤَارُ مُعَظِّمًا لِلَّهِ بِالتَّوْحِيدِ وَطَارِحَ الشَّرِيكِ وَالنَّدِيدِ مُنْكَسِرًا فِي جَمْعٍ اوْ عَرَفَاتِ وَتَائِبًا بِالصِّدْقِ وَالعَبَرَاتِ غَيْرَ مُضَيِّعٍ لِذَا الزَّمَانِ وَقَارِئًا لِلعِلْمِ وَالقُرَانِ تَأْمُرُ بِالمَعْرُوفِ وَالمَحَاسِنِ وَنَاكِرًا لِلسُّوءِ وَالمَحَازِنِ وَمُرْشِدًا لِلضَّالِ وَالجُهَّالِ وَنَاصِحًا مِنْ غَيْرِ مَا إِمْلاَلِ وَتُطْعِمُ الفَقِيرَ وَالمِسْكِينَا وَتَرْحَمُ المُسِنَّ وَالمَهِينَا تَسِيرُ فِي تَوَاضُعٍ كَبِيرِ وَلَيْسَ فِي تَبَخْتُرٍ مُثِيرِ مُذَلَّلاً لِلَّهِ فِي المَنَاسِكِ وَلَيْسَ كَالشَّرِيكِ وَالمُعَارِكِ تَقُولُ مَا يَقُولُهُ الأَمِينُ مَا جَلَّ أَوْ دَقَّ وَمَا يُبِينُ مُجْتَنِبًا أَذِيَّةَ الأَنَامِِ بِالدَّفْعِ وَالفُحْشِ وَبِالمَنَامِ وَجَعْلَ ذَا الطَّرِيقِ لافْتِرَاشِ أَوْ حَاجَةٍ أَوْ مَجْلِسَ انْتِعَاشِ وَغُضَّ ذِي العَيْنَيْنِ فِي الطَّرِيقِ وَلاَ تَكُنْ كَجَالِبِ الحَرِيقِ مَنْ جَاءَ لِلتَّمْحِيصِ وَالمَبْرُورِ فَعَادَ بِالأَوْزَارِ وَالشُّرُورِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الضَّيَاعِ لِلحَالِ وَالجُهْدِ وَلِلمَتَاعِ وَإِنْ تَبِعْ فَحَاذِرِ الحَرَامَا وَالغِشَّ وَالتَّدْلِيسَ وَالإِيهَامَا تُطِيعُ لِلأَمِيرِ وَالجَلِيلِ وَسَائِلاً لِلعَالِمِ النَّبِيلِ مُعْتَنِيًا بِصِحَّةِ الأَجْسَامِ فِي عَالَمٍ يَمُوجُ بِالأَنَامِ وَمَشْهَدُ الإِحْرَامِ وَالعَرَفَاتِ مُذَكِّرٌ بِالمَوْتِ وَالعَرَصَاتِ فَهَذِهِ الآدَابُ لِلحَجِيجِ فَخُذْهَا بِالتَّأَمُّلِ البَهِيجِ وَحَيْثُ قَدْ عَرَفْتَ فَالإِسْرَاعُ وَالجِدُّ وَالبَلاَغُ وَالإِقْنَاعُ شرح المنظومة تَجَرَّدَنْ لِلَّهِ بِالإِخْلاَصِ وَاسْعَ إِلَى الغُفْرَانِ وَالخَلاَصِ قال - تعالى -: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 2، 3]، وقال: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5]. والإخلاص معناه: أن يبتغي العبد بعمله وجه الله، لا رياء، ولا سمعة. وقال بعضهم: هو إفراد الله بالقصد في الطاعة. وقيل: هو تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين، وإعجابِ الفاعل بنفسه. والوسائل المعينة عليه: استشعار ضعف العباد، وأنهم لن يُغنوا عنك من الله شيئًا، والمجاهدة والإلحاح على الله بالدعاء لبلوغه، والإكثار من عبادة السر كقيام الليل، واستحضار الإخلاص عند كل عبادة، وعدم تزكية النفس. ثم قال الناظم: وَاسْعَ إِلَى الغُفْرَانِ وَالخَلاَصِ فهو محل عفو الله عن عباده، وخلاصهم من الذنوب والمعاصي. وفي عشية عرفة يُندب الدعاء والتوبة والانكسار؛ لأنها ساعات العتق من النار، وفضل الله فيها واسع كبير. مُزَوَّدًا بِالتَّقْوَى وَالرَّجَاءِ وَالزَّادِ وَالمَتَاعِ وَالحَيَاءِ هذا هو الأدب الثاني، وهو التزود بالتقوى، والتحلي بها، قال - تعالى -: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |