|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الغنيمة الباردة د.ابتسام القرني اقتضت حكمة الله أن يفاضل بين الأمكنة والأزمنة فاختار من الأزمنة أوقاتاً خصّها بزيادة الأجر ، ليتقرب عباده إليه فيها بالطاعات ويتسابقوا في الخيرات وذلك من رحمته وعظيم إحسانه وسعة فضله وكرمه لعباده ؛ ومن هذه المواسم الفاضلةأيام عشر ذي الحجة ، فقد أقسم الله بها في كتابه بقوله: { وَالْفَجْرِ {الفجر/1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {الفجر/2}} ، قال بعض أهل العلم: إنها عشر ذي الحجة ؛ ويكفيها ذلك شرفاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم. وهي أيام شهد لهاالرسول ـصلى الله عليه وسلم ـ بأنهاأفضل الأيام عند الله، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :" ما من أيام العمل الصالح فيها أحبإلى الله منه في هذه الأيام العشر"،قالوا: ولاالجهاد في سبيل الله؟قال: "ولاالجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء" ، وفي حديث ابن عمر : ( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) رواه أحمد . ونالت عشر ذي الحجة هذه المنزلة العالية لاجتماع أمهات العبادة فيها ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجةلمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتّى ذلكفي غيره ). وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة . ومن عظيم إحسان الله أن تصادف هذه العشر في هذا العام - الشتاء - ربيع المؤمن فيسهل عليه أداء عبادة الصيام في يسر وسهولة ، قال ابن رجب : وإنما كان الشتاءربيع المؤمن لأنه يرتع فيه في بساتين الطاعات، ويسرح في ميادين العبادات، وينزهقلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه. فالمؤمن يقدر في الشتاء على صيام نهاره من غير مشقة، ولا جوع و لا عطش .و عن أبى سعيد الخدرى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :"الشتاء ربيع المؤمن ".رواه أحمد وأبو يعلى وإسناده حسن وفي المسند والترمذي عن ـ النبي صلى الله عليه وسلم ـ قال:" الصيام في الشتاءالغنيمة الباردة" قَالَ الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ عَامِرُ بْنُ مَسْعُودٍ لَمْ يُدْرِكْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وكان أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول: "ألا أدلكم على الغنيمةالباردة" قالوا: بلى. فيقول:" الصيام في الشتاء". ومعنى كونها غنيمة باردة: أنهاغنيمة حصلت بغير قتال ولاتعب ولا مشقة ـ كما ورد في فيض القديرـ، فصاحبها يحوز هذه الغنيمة عفواً صفواً بغيركلفة ، قال في تحفة الاحوذي ـ و بنحوه في فيض القديرـ : (وَالْمَعْنَى أَنَّ الصَّائِمَ يَحُوزُ الْأَجْرَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَمَسَّهُ حَرُّ الْعَطَشِ أَوْ يُصِيبَهُ أَلَمُ الْجُوعِ مِنْ طُولِ الْيَوْمِ ) . من الأعمال المستحب فعلها في العشر من ذي الحجة : 1- أداء مناسك الحج والعمرة: وهما أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، لقول [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/RASHA1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]": العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس لهجزاء إلا الجنة " متفق عليه. والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/RASHA1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]، الذي لم يخالطه إثم منرياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات. 2- الصيام: يسن للمسلم أن يصوم هذه الأيام ، قال النووي : صيامها مستحب استحباباًشديداً. لأن الصيام من أفضل الأعمال. فقد قال الله في الحديث القدسي: " كل عمل بني آدم لهإلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به "رواه البخاري. وخصوصا صيام يوم عرفة ـ لغير الحاج ـ عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة فقال :" يكفر السنة الماضية والباقية ". رواه مسلم 3- التكبير : لقول الله تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ) {الحج/28}، وجمهور العلماء على أن المقصود بالآية أيام العشر ،وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/RASHA1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]قال:"ما من أيام أعظم عندالله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليلوالتكبير والتحميد"رواه أحمد. وقال البخاري: كان ابن عمر وأبوهريرة ـ رضي الله عنهماـ يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناسبتكبيرهما. وقال: وكان عمرـ رضي الله ـ يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهلالأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمرـ رضي الله ـ يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلواتوعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً. ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، قال ابن عثيمين : وعليه أن يحذر منالتكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/RASHA1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده. ويسن إظهار التكبير المطلق من أول يوم من أيام ذي الحجة في المساجد ، والمنازل ، والطرقات ، والأسواق وغيرها، يجهر به الرجال، وتسر به النساء، إعلاناً بتعظيم الله تعالى، ويستمر إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق، وهو من السنن المهجورة التي ينبغي إحياؤها في هذه الأيام، وقد ثبت أن ابن عمر و أبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما . وأما التكبير الخاص المقيد بأدبار الصلوات المفروضة، فيبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصر آخر يوم من أيام التشريق لقوله تعالى: { وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} (البقرة 203) . ولقوله عليه الصلاة والسلام: ( أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله ) رواه مسلم . 4-الإكثار من الأعمالالصالحة : مثل الصلاةوقراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وغيرها.5-الأضحية:وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، بل إن من العلماء من قال بوجوبها ، وقد حافظ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم _ المفاضلة بينها وبين العشر الأواخر من رمضان : الصواب وهو ما ذهب إليه بعض المحققين ـ ومنهم ابن القيم في زاد المعاد ـ من أن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان الأخيرة، وليالي العشر الأخير رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة جمعاً بين النصوص الدالة على فضل كل منها، لأن ليالي العشر من رمضان إنما فضلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فضلت باعتبار أيامه، ففيها يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية .
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |