|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أطفالنا والحج.. إذا اصطحبتيهم فأحسني رعايتهم إعداد: د. نهاد ربيع البحيري للطفل، مهما كان عمره، حاجة مستمرة للطعام والشراب والرعاية والحماية من الأخطار والوقاية من البرد والشمس، أضف إلى ذلك ما كان يحتاج إليه الطفل الرضيع من رعاية خاصة. وما يزيد من صعوبة اصطحاب الأطفال في الحج أنهم لا يفهمون أو يقدرون المعنى الروحي له.. فنجد الأطفال يجذبون المصاحف وكتب الأذكار من أمهاتهم فلا تستطيع العبادة في خشوع.. وبعضهم يجري في الحرم ويلعب، وقد يلقي أوراق أو أكياس الطعام أو العصير أو غيرها.. وقد يمرض الطفل أو يصاب بالقيء فيلوث المكان وملابسه وملابس أمه.. وقد تضطر الأم لقطع الطواف؛ لأن ابنها أراد دخول الحمام. فإذا سافر الرجل وحده للحج فلا مشكلة في ذلك؛ لأنه سيترك أطفاله مع أمهم غير قلق عليهم إن شاء الله.. أما إذا اصطحب أفراد أسرته فهنا تبرز مشكلة كيفية العناية بالأطفال. معاناة من جميع الأصناف يتحير الآباء فيما إذا كان من الأفضل ترك الأطفال عند أحد الأقرباء أو الجيران أم أخذهم معهم.. وهذه الحلول لا بأس بها في ظل سهولة الاتصال للاطمئنان اليومي. لكن البعض الآخر يضطر لاصطحاب أطفاله في الحج؛ وهو ما ينتج عنه بعض المشكلات كما نلاحظ من المشاهدات التالية: التقينا عددا من الأمهات التي خضن هذه التجربة: تقول فاطمة حمزة: اصطحبت ابنتي الرضيعة لعدم إمكانية بقائها بلا رضاعة بعيدا عني كل فترة الحج، وخوفي من أن يجف الحليب في ثديي إذا لم ترضع الطفلة لفترة طويلة، لكن بمجرد أن بدأت المناسك بدأت معاناتي مع الطفلة، فهي تبكي باستمرار لحاجتها للرضاعة والنوم، وقد اضطررت لتركها تبكي فترة من الوقت لعدم إمكانية رضعها وسط الجموع الهائلة والتنقلات المختلفة من منى إلى عرفات إلى المزدلفة إلى مكة ومن طواف إلى سعي إلى رمي الجمرات. وتستمر فاطمة في الحديث عن معاناتها قائلة: طفلتي كانت في حاجة دائمة إلى تغيير (الحفاضات)، وهو ما استلزم الحفاظ على الطهارة وتغيير ملابسي وملابسها باستمرار حتى أتمكن من قراءة القرآن وأداء للمناسك.. وتمنيت لو أني تركتها أو أجلت حجي إلى عام آخر بعد أن تكون الطفلة كبرت وفطمت. وتقول علياء قاسم: اصطحبت طفلي في سن 3 سنوات لشدة تعلقه بي، وعدم تمكني من ابتعاده عني، لكنه عانى كثيرا الزحام الشديد، وفي إحدى المرات كاد أن يختنق، وفي مرة أخرى كادت ذراعي أن تتكسر من حمله، إضافة إلى خوفي الدائم أن يتوه مني وسط الزحام أو يقع فتدهسه الأقدام.. فتمنيت لو أني تركته مع إخوتي . وتقول هبة محمود: اصطحبت أولادي الثلاثة فعانيت كثيرا؛ ففي البداية جرح الولد الأكبر في رأسه أثناء وجودنا في المزدلفة بعد أن اصطدم بصخرة أدت لجرح عميق فذهبت لإسعافه وإعطائه حقنة تيتانوس وبعض المسكنات. كما مرض طفل آخر بالحمى والتهاب الحلق واللوزتين، فكنت أقضي وقتا طويلا في عمل كمادات له لتخفيض الحرارة وإعطائه الأدوية، حتى إنني وكلت زوجي في رمي الجمرات وخففت قدر الإمكان في كل شيء. وأتمنى لو أستطيع الحج مرة أخرى بعد أن يكبر أطفالي وأذهب مع زوجي فقط ولا يشغلني شيء عن المناسك وقراءة القرآن من بداية الإحرام. حلول.. لا يوجد حل واحد يصلح للجميع، فالمفترض أن يتكيف كل فرد مع ظروفه بقدر الإمكان.. ومن سيحج لأول مرة عليه أن يتمعن جيدا في تجارب الآخرين التي ذكرنا نبذة سريعة عن بعضها، وربما تحدث ما لا يحمد عقباه لا قدر الله. والسبب في ذلك أن ظروف الحج والتنقل لا تناسب الأطفال مع الزحام واحتمال انتقال العدوى.. ومن ناحية ثانية فإن فترة الحج لا تتجاوز أياما معدودة وقد لا يستطيع الإنسان تكرارها. وعلى ذلك نرى ضرورة الموازنة بين الخيارات المختلفة واختيار المناسب منها. وتوقع حجم المعاناة من اصطحاب الأطفال في الحج، ولذلك يمكن أن تتركهم مع من تأمنهم وأن تعدهم بالهدايا والدعاء، ومن لديها طفل رضيع يمكنها إما أن تفطمه أو تتركه لمن ترضعه بدلا منها أو أن تؤجل حجتها لعام آخر، وهكذا لكل مشكلة حل، لكن المهم هو الاختيار السليم الملائم. ماذا نطعهم! إذا اصطحبت الأم طفلها الرضيع في الحج فعليها عدم إهماله غذائيا لأن ذلك قد يؤثر على صحته سلبيا. ففترة الحج قد تستغرق عدة أسابيع، وخلالها يجب إعطاء الطفل كل العناصر الغذائية التي يحتاج إليها يوميا بمعدلات ونسب محددة. وهذا الأمر يحتاج من الأم إلى تنظيم وقتها بحيث لا يؤثر في آدائها للمناسك. ويحتاج الطفل الرضيع للعناصر الغذائية التالية: - السعرات الحرارية: حتى يؤدي جسم الطفل جميع وظائفه الحيوية المعتادة فهو بحاجة إلى طاقة يحصل عليها من خلال الغذاء. ويصل احتياج الرضيع من السعرات الحرارية إلى ضعفين أو ثلاثة من احتياجات الكبير. فخلال الستة أشهر الأولى من عمره يحتاج إلى 100 سعر حراري لكل كيلو جرام من وزنه. فإذا كان وزنه 3500 جرام فيحتاج إلى 400 سعر حراري في اليوم. أما الطفل الذي يزيد عمره على 6 شهور فيحتاج إلى 667 سعر حراري يوميا. وفي عمر سنة يكون وزنه حوالي عشرة كيلو جرامات ونصف، فهو يحتاج إلى حوالي 1000 سعر حراري في اليوم. وعلى الأم أن تراعي مقدار احتياج طفلها حسب وزنه حتى لا تضر بصحته. - البروتينات: احتياجات الطفل الرضيع منها في العام الأول تفوق احتياجاته في أي مرحلة أخرى من مراحل حياته. وإعطاء الحليب للطفل بكميات مناسبة لسنة واحتياجاته يكفي لإمداده بحاجته من البروتين. - الفيتامينات: حليب الأم يحتوي على الفيتامينات التي يحتاج إليها جسم الطفل فيما عدا فيتامين (د) الذي يستخلصه الجسم من أشعة الشمس. وقد يتعذر في فترة الحج تعريض الطفل لأشعة الشمس؛ لذا يفضل إعطاؤه الفيتامين في صورة دوائية، واستشارة الطبيب حول الجرعات الملائمة حسب سنه ووزنه. وإذا كان الطفل يرضع صناعيا يمكن للصيدلي تحديد نوع الحليب المدعم بفيتامين (د) أو إضافته بنسبة معينة إلى حليب الرضاعة حتى لا نحرم الطفل منه في فترة الحج. - المعادن: النمو السريع لجسم الطفل خلال العام الأول من عمره يزيد احتياجاته من المعادن مثل الكالسيوم والفسفور والمغنسيوم، وبعد أربعة أشهر من ولادة الطفل يجب إضافة عنصر الحديد إلى وجبته بشكل مستمر حتى لا يتعرض للأنيميا، ومراعاة إمداده بأغذية غنية بالحديد أو استشارة الطبيب في النسب الدوائية المطلوبة. -عناصر أخرى: يحتاج جسم الطفل الرضيع إلى عناصر غذائية مثل الزنك والنحاس والفلورايد، ويوجد الزنك والنحاس في حليب الأم والحليب الصناعي وحليب الأبقار. أما الفلورايد فلا يتوفر بشكل كاف في الحليب؛ لذا يفضل قبل الذهاب للحج – وحتى في الظروف العادية – استشارة الطبيب لإعطاء الطفل جرعة فلورايد لا تزيد على نصف مليجرام في اليوم. أو الاكتفاء بالفلورايد الذي عادة ما يضاف للمياه المعدنية أو العادية. - الدهون: لها أهمية كبيرة في تكوين الأحماض الدهنية الأساسية الضرورية للنمو والمحافظة على الجسم وإصلاح أي تلف أو نقص قد يحدث. والدهون تتوفر في جميع أنواع الحليب، إلا أنها في حليب الأم أخف وأسهل في الهضم، فلا يجب أن تتأخر الأم عن طفلها في الرضاعة أو أن تستبدل بعدد من الرضعات الطبيعية رضعات صناعية نتيجة الانشغال في مناسك الحج حتى لا تحرمه من القدر الذي تعوده جسمه في الأوقات العادية. -الكربوهيدرات: من أهم مصادر الطاقة الهامة لإمداد جسم الطفل بالسعرات الحرارية الضرورية لأداء الوظائف الحيوية المختلفة. وحليب الأم والحليب الصناعي غنيان بها، إلا أن نسبة الكربوهيدرات أكبر في حليب الأم. وبعد.. فقد ركزنا على الطفل الرضيع في الحج لأنه في خلال السنة الأولى من عمره تكون احتياجاته لهذه العناصر الغذائية ماسة، ويجب أن يتناولها بانتظام واستمرار، فهذه المرحلة يكون فيها النمو سريعا جدا أكثر من أي مرحلة عمرية أخرى.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |