
18-11-2019, 03:21 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,245
الدولة :
|
|
رسالة في الحجة النبوية وما فيها من الأحكام
رسالة في الحجة النبوية وما فيها من الأحكام
عرض: فضل الله ممتاز
إصدار فقهي جديد من سلسلة إصدارات مجلة البحوث الفقهية المعاصرة في الرياض لمؤلفه معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن حسن النفيسة -من العلماء البارزين في المملكة العربية السعودية – يقع في 182 صفحة من القطع المتوسط، قد شرح المؤلف فيه رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه الذي عاش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته، ووعاها بقلبه وسمعه، مشيرا إلى أن حجه عليه الصلاة والسلام ليس بالأمر اليسير، فهو رسول أمة، وقائدها، ومبين أحكام عقيدتها، فالذين سمعوا من الصحابة بحجته قرروا أن يحجوا معه حتى يتعلموا منه مناسك حجهم، ويشهدوا ما يأمر به الأمة وما ينهاها عنه، وأن الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا معه يسيرون عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، في مشهد عظيم مازال المسلمون ولن يزالوا – بإذن الله – يعيشونه بأفئدتهم، وجوارحهم كل عام حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
موضحا أن الحج رحلة العمر التي لا ينساها المسلم، فهو حين يفد من أقاصي المعمورة إلى بيت الله الحرام، يتطلع بكل أحاسيسه، ومشاعره إلى أداء ركن من أركان الإسلام، تتجلى فيه كل معاني الوحدة بين بشر لا يوحد بينهم رابط إلا إيمانهم بربهم العظيم، وبرسالة رسولهم الأمين الذي بين لهم معاني الإيمان، وأرشدهم إلى الطريق المستقيم لتكون لهم العاقبة الحسنى في حياتهم الأولى، وفي حياتهم الأخرى.
مبينا أنه إذا كان المسلم حين وفادته إلى بيت الله الحرام قد تعلم الكثير عن أعمال الحج، إما من منسك قرأه، أو من قريب ، أو صديق علمه، إلا أن من العزيز على نفسه بل منتهى أمنيته أن يعرف ما كان يفعله نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم في حجته التي ودع فيها الأمة، وبلغها أحكام دينها، وتركها على المحجة البيضاء، التي لا تختلف فيها الأفهام، ولا تضطرب فيها العقول.
وقد تناول الدكتور النفيسة الأحكام الفقهية المتعلقة بالحجة النبوية على النحو الآتي:
- رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
- مقدمة الرواية.
- حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع.
- سياق الحجة.
- الميقات الذي أحرم منه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الإهلال بالتوحيد في الطريق إلى مكة.
- رأي الشيخ الألباني في مسألة التمتع.
- في البيت الحرام.
- الطواف.
- السعي.
- التوجه إلى منى.
- التوجه إلى عرفة.
- الخطبة يوم عرفة.
- في حرمة هذا اليوم سبعة أحكام.
- الإشهاد على إبلاغ الرسالة.
- صلاة الظهر والعصر جمعا بعرفة.
- الوقوف بعرفة.
- الدفع إلى مزدلفة.
- الوقوف عند المشعر الحرام.
- الدفع من مزدلفة إلى منى.
- رمي الجمرة العقبة الكبرى.
- النحر.
- الحلق أو التقصير.
- التيسير على الأمة ورفع الحرج عنها.
- الخطبة في منى.
- الإفاضة إلى البيت.
- رمي الجمرات أيام التشريق.
- طواف الوداع.
وقد أكد فضيلته أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر في ذلك المشهد العظيم من أكل أموال الناس بالباطل لما ينشأ عن ذلك من العداوة والبغضاء وفساد العلائق بين الناس، وهو ما يشاهد في هذا الزمان من تفشي الربا، واستغلال الأقوياء للضعفاء، وما ينشأ عن ذلك من ضيق عيش الكثرة من البشر، وسوء أحوالهم وسخطهم،، وما ينشأ عن من الفساد في الأرض، كانتشار الرق، وتفشي الاتجار بالمخدرات، والإجرام وامتهان الإنسان، مما يؤدي إلى التصادم بين الأمم، ونشوب الحروب، وخراب الديار، وهلاك الأمم.
مبينا حرمة يوم عرفة وأنه مشهد عظيم، أمر الله عباده أن يجتمعوا فيه لأداء ركن من أركان حجهم، يلبون فيه نداء الله ، ويكبرونه على ما أنعم به عليهم، ويستغفرونه عما مضى ن ذنوبهم، ويرجون رحمته وعفوه عن زلاتهم وخطيئاتهم وأي حرمة تكون أعظم من يوم يباهي فيه الله بعباده ملائكته، ثم يغفر لكل من جاءه منهم يرجو رحمته. موضحا أن الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، فمن فاته هذا الركن فاته الحج، محذرا من الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج من الوقوف خارج حدود عرفة إلى غروب الشمس ثم الانصراف مشيرا أن من الواجب أن يقفوا في أرض عرفة .
وبين سماحته أن دين الإسلام مبني على اليسر والسماحة، ورفع الحرج، وعدم تكليف العباد بما لا يطيقونه. وأن ما يقتضيه واقع الحج في هذا الزمان من كثرة الحجيج وجوب رفع الحرج بحيث يكون لهم الخيار في الرمي قبل الزوال أو بعده، أو في النهار أو في الليل، وعدم تقيدهم بقول واحد أو مذهب واحد، وسيكون ذلك تخفيفا عنهم، وحفظا لأنفسهم، وراحة في عبادتهم.
ومن الآراء الفقهية التي ذكرها المؤلف مسألة الجمع بين طواف الإفاضة وطواف الوداع، بحيث إذا أخر الحاج طواف الإفاضة فطافه عند الخروج فقيل يجزئ وقيل لا يجزئ، ولعل الصواب - إن شاء الله – أنه يجزئ، لأنه تحقق بذلك أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون الطواف آخر عهده بالبيت.
وتأتي أهمية هذا الكتاب لكونه أول مؤلف فقهي خاص بالحجة النبوية والشرح المفصل لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عليه عنه الذي عليه مدار هذه الحجة مع دراسة مقارنة بين المذاهب الفقهية والترجيح وبيان وجوه الترجيح مشتملا على التعريفات المعاصرة للقرى والبلدات والمعالم والمواقيت المكانية وتحديد أمكنتها وحدودها الجغرافية في الواقع المعاصر وشرح الأحكام الفقهية والدلالات الدعوية بأسلوب سهل وواضح لا لبس فيه، والإشارة إلى المفاهيم الخاطئة التي يقع فيها الحجاج وإرشادهم إلى الأخذ بالصحيح الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته.
ويضاف إلى أهمية الكتاب كون المؤلف فقيه وعالم موسوعي من بلاد الحرمين الشريفين الذي قضى جزءا من عمره بين الحرمين الشريفين وما جاورهما واشتغل بالتأليف والنشر والعمل على نشر قضايا فقهية معاصرة وفقه النوازل.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|