|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
![]() آيات الحج نموذجا منهج القرآن في تربية النفوس وإصلاح القلوب توفيق علي الحج شحنة روحية كبيرة يتزود بها المسلم، فتملأ جوانحه خشية وتقى لله، وعزماً على طاعته، وندماً على معصيته، وتغذي فيه عاطفة الحب لله ولرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوقظ فيه مشاعر الأخوة لأبناء دينه في كل مكان، وتوقد صدره بشعلة الحماس لدينه، والغيرة على حرماته. ونستخلص من آيات الحج في القرآن الكريم عدة دروس في تربية النفوس منها: الدرس الأول: إزالة الحرج من نفوس المؤمنين في السعي بين الصفا والمروة: قال - تعالى -: "إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم" (158) (البقرة). سبب نزول الآية: عن عروة عن عائشة قالت: قلت: أرأيت قول الله - تعالى -إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما؟ قلت: فوالله ما على أحد جناح ألا يتطوف بهما. فقالت عائشة: بئس ما قلت يابن أختي.. إنها لو كانت على ما أولتها عليه كانت: فلا جناح عليه ألا يطوف بهما ولكنها إنما أنزلت أن الأنصار كانوا قبل أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل، وكان من أهلَّ لها يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فسألوا عن ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بالصفا والمروة في الجاهلية فأنزل الله - عز وجل - إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما قالت عائشة: ثم قد سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطواف بهما، فليس لأحد أن يدع الطواف بهما" أخرجاه في الصحيحين. وقال البخاري: عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنساً عن الصفا والمروة؟ قال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية فلما جاء الإسلام أمسكنا عنهما فأنزل الله - عز وجل - إن الصفا والمروة من شعائر الله... (الآية). قال ابن كثير في تفسير الآية: "بين الله - تعالى -أن الطواف بين الصفا والمروة من شعائر الله أي مما شرع الله - تعالى -لإبراهيم في مناسك الحج وأصل ذلك مأخوذ من طواف هاجر وتردادها بين الصفا والمروة في طلب الماء لولدها لما نفد ماؤهما، وزادهما حين تركهما إبراهيم - عليه السلام - هنالك وليس عندهما أحد من الناس فلما خافت على ولدها الضيعة هنالك ونفد ما عندهما قامت تطلب الغوث من الله - عز وجل - فلم تزل تتردد في هذه البقعة المشرفة بين الصفا والمروة متذللة خائفة وجلة مضطرة فقيرة إلى الله - عز وجل - حتى كشف الله كربتها وآنس غربتها وفرج شدتها وأنبع لها زمزم التي ماؤها "طعام طعم وشفاء سقم". دور التربية النبوية: لقد ربى الرسول - صلى الله عليه وسلم - الصحابة تربية جعلتهم يتحرزون ويتوجسون من كل أمر كانوا يزاولونه في الجاهلية، إذ أصبحت نفوسهم تفزع من كل ما كان في الجاهلية وتتوجس أن يكون منهياً عنه في الإسلام.. لقد هزت الدعوة الإسلامية أرواحهم هزاً وتغلغلت فيها إلى الأعماق، فأحدثت فيها انقلاباً نفسياً وشعورياً كاملاً. والمتابع لسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - يحس بقوة أثر العقيدة العجيب في تلك النفوس، حتى كأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أمسك بهذه النفوس فهزها هزة نفضت عنها كل رواسبها وأعادت تأليف ذرتها على نسق جديد. أسلوب التخلية: فالإسلام انسلاخ كامل عن كل ما في الجاهلية. وتحرج بالغ عن كل أمر من أمورها. وحذر دائم من كل شعور وكل حركة كانت النفس تأتيها من قبل الإسلام. أسلوب التحلية: فبعد أن خلُص القلب من الجاهلية أصبح على استعداد كامل لتلقي ما يقرره الإسلام له. وكان أسلوب القرآن في التربية على النحو التالي: 1 تقرير أن الصفا والمروة من شعائر الله. 2 تحسين التطوع بالخير إطلاقاً: "ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم" 158 (البقرة). 3 رضا الله عن ذلك الخير وإثابته عليه: فهو - سبحانه وتعالى - الشاكر والشكور، الذي يقبل من عباده اليسير من العمل ويجازيهم عليه العظيم من الأجر. الواجب العملي: 1- ينبغي للساعي بين الصفا والمروة أن يستحضر فقره وذله وحاجته إلى الله في هداية قلبه وصلاح حاله وغفران ذنبه وأن يلتجئ إلى الله - عز وجل - ليهديه إلى الصراط المستقيم وأن يثبته عليه إلى مماته وأن يحوله من حاله الذي هو عليه من الذنوب والمعاصي إلى حال الغفران والاستقامة كما فعل الله - سبحانه وتعالى - بهاجر - عليها السلام -. 2- على المربي أن يسير على نفس النهج القرآني والنبوي في التربية ويجعل هدفه قول ابن القيم: "لا يذوق العبد حلاوة الإيمان وطعم الصدق واليقين حتى تخرج الجاهلية كلها من قلبه". الدرس الثاني: دلالات السؤال في نفوس المؤمنين: "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج" (البقرة). أولاً: دليل على تفتح وحيوية ونمو في صور الحياة، وعلاقاتها، وبروز أوضاع جديدة في المجتمع الذي جعل يأخذ شخصيته ويتعلق به الأفراد تعلقاً وثيقاً، فلم يعودوا أولئك الأفراد المبعثرين، ولا تلك القبائل المتناثرة، إنما عادوا أمة واحدة لها كيان ولها نظام، ولها وضع يشد الجميع إليه ويهم كل فرد فيه أن يعرف خطوطه وارتباطاته. ثانياً: دليل على يقظة الحس الديني في المجتمع وتغلغل العقيدة وسيطرتها على النفوس، مما يجعل كل أحد يتحرج أن يأتي أمراً في حياته اليومية قبل أن يستوثق من رأي الإسلام فيه.. وهذه الحالة ينشئها الإيمان الحق.. الواجب العملي: معرفة الحكم الشرعي للأمر قبل الإقدام عليه. الدرس الثالث: رفع الحرج عن المسلمين في مزاولة التجارة أو العمل بأجر في الحج: أولاً: رفع الحرج عن مزاولة التجارة: قال البخاري: عن ابن عباس قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقاً في الجاهلية فتأثموا أن يتجروا في الموسم فنزلت "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم" (البقرة: 198) في مواسم الحج. وعن ابن عباس قال: كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج يقولون أيام ذكر فأنزل الله "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم". ثانياً: رفع الحرج عن مزاولة العمل بأجر في الحج: قال أحمد: عن أبي أمامة التيمي قال: قلت لابن عمر: إنا نكري فهل لنا من حج؟ قال: أليس تطوفون بالبيت وتأتون الموقف (عرفة) وترمون الجمار وتحلقون رؤوسكم؟ قال: قلنا بلى. فقال ابن عمر: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الذي سألتني فلم يجبه حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فدعاه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال "أنتم حجاج". منهج القرآن في إزالة الحرج: أباح الشراء والبيع والكراء وسماها القرآن ابتغاءً من فضل الله، ليُشعر من يزاولها أنه يبتغي من فضل الله حين يتجر وحين يعمل بأجر وحين يطلب أسباب الرزق: إنه لا يرزق نفسه بعمله إنما هو يطلب من فضل الله فيعطيه الله. فأحرى ألا ينسى هذه الحقيقة. الواجب العملي: 1- القيام بحملة للحج إن تيسر ذلك بالتعاون مع الصالحين وخدمة الحجاج وإرشادهم على كيفية أداء المناسك. 2- عمل لجان توعية للحجاج بالصوت والصورة محتوية على مناسك الحج حتى يسهل للجميع آداء المناسك. الدرس الرابع: لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى: "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين (198) ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم" 199 (البقرة). قال البخاري: عن عائشة قالت: كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة وكانوا يسمون الحمس وسائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يأتي عرفات ثم يقف بها ثم يفيض منها فذلك قوله "من حيث أفاض الناس" وكذا قال ابن عباس ومجاهد وعطاء وقتادة والسدي. إن الإسلام لا يعرف نسباً، ولا يعرف طبقة، إن الناس كلهم أمة واحدة سواسية كأسنان المشط لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى. ولقد كلفهم الإسلام أن يتجردوا في الحج من كل ما يميزهم من الثياب ليلتقوا في بيت الله إخواناً متساويين. فلا يتجردون من الثياب ليتخايلوا بالأنساب. والاستغفار عقيب الطاعات سنة النبي وأصحابه ودأب الصالحين بعدهم: قال - تعالى -: "واستغفروا الله إن الله غفور رحيم" 199 (البقرة) كثيراً ما يأمر الله بذكره بعد قضاء العبادات: ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فرغ من الصلاة يستغفر الله ثلاثاً. وفي الصحيحين أنه ندب إلى التسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين. وقد روى ابن جرير حديث ابن عباس بن مرداس السلمي في استغفاره - صلى الله عليه وسلم - لأمته عشية عرفة. الواجب العملي: 1- الاستغفار من كل ما مس الحج من مخالفات ولو يسيرة هجست في النفس، أو نطق بها اللسان مما نهي عنه من الرفث والفسوق والجدال. 2- شكر الله على الهداية والبيان والإرشاد إلى مشاعر الحج وأن أتم علينا نعمة أداء فريضة الحج.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |