|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صفة الحج - اليوم 11-12-13 أيام التشريق اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر: (أيام التَّشريق). الشيخ علي حسن الحلبي لماذا سُميت: (أيام التَّشريق)؟ لأنها كانت تؤخَذ الذبائح -التي يذبحها الحُجَّاج-، وتقطَّع، وتملَّح، وتُشرَّق في الشَّمس، لتُجفَّف؛ ويأخذها الحُجَّاج إلى بلادهم -مَن يستطيع منهم ذلك-. مِن هنا سُمِّيت: (أيَّام التَّشريق)، والنَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-: "أيام التَّشريق: أيامُ أكلٍ، وشُربٍ، وذِكرٍ لله "؛ يعني: يتوسَّع المسلم الحاج -في أيام التشريق- توسعًا أفضل من ذلك الضِّيق الذي كان هو فيه. لا أقول الضِّيق من حيث النَّفسيَّة والقُلوب، لا؛ هو في أعظم حالاتِه، لكن هو مشغول بالذِّكر، حتى لقمة الطعام التي يأكلها؛ قد يأكلها بسرعة؛ ليتفرَّغ لذِكر الله، ودعائه، والتبتُّل إليه، والتَّضرع له -سبحانهُ وتعالى-. (يوم العيد): يرمي جمرة واحدة، وهي (الجمرة الكُبرى) بعد طلوع الشمس مباشرة. في (أيام التَّشريق): تختلف الأوضاع. الرَّمي يكون بعد الزَّوال -بعد صلاة الظُّهر-، ويكون سبعًا سبعًا لكل جمرة؛ يبدأ مِن الصُّغرى، فالوُسطى، فالكُبرى، يرمي سَبع حصيات كلَّ جَمرة. لا يجوز أن ترميها معًا. بعض النَّاس [بيقول لك: ما أنا بدي أرميها.. أرميها مرة واحدة]! لا يجوز؛ ترميها حصاةً حصاة. نعم. أيضًا: يكبِّر مع كل حصاة -في اليوم الأول، وفي اليوم الثاني-. إذا أراد أن يتعجَّل: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} [البقرة: 203] يعني: الأفضل التأخُّر، لكن إذا لم يتأخَّر؛ لا إثمَ عليه -بنص القرآن-، بِشَرط: إذا أراد أن يتعجَّل؛ يرمي في اليوم الثاني قبل غروب الشَّمس، فإذا غربت عليه شمسُ اليوم الثاني؛ وجب أن يَبِيتَ ليرميَ اليومَ الثالث؛ لتتمَّ له رمياتُ ثلاثة أيام. نعم. بعد الرَّمي: يستقبل القِبلة، ويدعو بمِقدار سورة البقرة -هذا لمن استطاع-، وذلك: عند (الصغرى) أمامها، وعند (الوُسطى) على شمالِها تدعو، عند (الكُبرى): لا يوجد دعاء. أيضًا: قد يقول قائل، ويسأل سائل: ما الحكمة (عند (الصغرى) أمامها، وعند (الوُسطى) على شمالِها، وعند الكُبرى لا تفعل؟)، نقول: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النِّساء: 65]، {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]، "خُذوا عنِّي مناسِكَكُم.." هكذا فعل رسول الله؛ نفعل -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، هكذا قال؛ نقول، هكذا سكت؛ نسكُت، هكذا سكن؛ نسكُن. ليس هنالك مجال؛ إلا مجال الاستسلام التام لأمرِ ربِّ العالمين -سبحانهُ وتعالى-. نعم. كما قلنا: (المبيت بمِنى) -ولو من غير نوم- (واجِب)، والمتساهِل فيه؛ قد يقع عليه إثمٌ؛ بل يقع عليه إِثم، وقد يُلزَم بدمٍ، كما قال ابنُ عباس: " مَن ترك نُسُكًا؛ فعليه دَم "، كل مَن ترك نسكًا بتعمُّد؛ عليه إثمٌ ودَم. واحد جاء يسألني -مرةً-: (فعلت كذا وكذا؛ هل عليَّ دم؟) قلتُ له: (لا؛ عليك إثم)، قال: (الحمد لله)!! يعني: المهم (صاحبي وحبيبي؛ لا تقرِّب على جَيبي)! هكذا لسانُ حالِهم! كما قال بعضُ مشايخِنا: (والله لو ذبحتَ كل شِياه الدُّنيا؛ أهون مِن إثم تُوقِعه في عُنقك). لكن الناس -الآن- تتساهل -وللأسف الشديد- إلا مَن رحم الله -سبحانهُ وتعالى-. بالنِّسبة لأيام (مِنى): الصَّلوات -كلها- تُصلَّى جمعًا مع قصرِ الرباعيَّة إلى ركعتين. هذا في أيام (مِنى) -غير اليوم الأول- في أيام (مِنى) الثلاثة. وطبعًا الأصل استغلال هذه الأوقات بالذِّكر والعمل الصَّالح، ولو توسعنا بشيء من الطعام والشَّراب كما قال رسول الله -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-؛ فهذا -لا شكَّ، ولا ريبَ- هو خير. (طواف الوَداع) هو آخر شيء. قد يكون واحد انتهى من (مِنى)، وجلس في (مكَّة)، أو في (العزيزيَّة) -كما يقولون-، وعنده يومين أو ثلاثة -بعد انتهاء أيام الحج، وقد أتم كل شيء-، الآن بقي عليه (طواف الوَداع)، كما قال -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-: " لا يَنفِرَنَّ أحدُكم حتى يكونَ آخر عهدِه بالبيتِ ". هذا الطَّواف -(طواف الوَداع)- لا يجوز أن يفعله إلا في آخر شيء؛ بحيث لا يتبعه شيءٌ آخر. أما يطوف ويذهب إلى الفندق لينام.. يطوف ويذهب ليتسوق ويشتري! هذا لا يجوز؛ لأنه لا يكون آخر عهده في (مكة) بالبيت، يكون آخر عهده بالسُّوق.. يكون آخر عهده بالمطعم.. يكون آخر عهده بالفندق.. هذا خلاف السُّنَّة، هذا لا يجوز. لكن: فلنفرض أن مَن طاف الوداع وخرج، مرَّ في الطريق اشترى زجاجة ماء، أو اشترى طعامًا -كما يقال- (على الماشي) يأكله في الحافلة؛ هذا لا مانع منه -إن شاء الله-، ولا حرج عليه فيه. وهذا آخر ما أعاننا الله عليه -على وجه التلخيص والاختصار-، سائلاً ربي -سبحانهُ وتعالى- لي ولكم التَّوفيق والسَّداد، والهُدى والرَّشاد؛ إنه -سبحانه- ولي ذلك والقادر عليه، وصلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله، وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمدُ لله رب العالمين. سددنا اللهُ وإياكم بالحق إلى الحق؛ إنه -سبحانه- سميعٌ مُجيب.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |