|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() دعاء المحدث أبي الهيثم الكشميهني عند ختمه قراءة صحيح الإمام البخاري محمد آل رحاب الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ أما بعد: فمن الأعلام المشتهرين بالعناية بصحيح الإمام البخاري رحمه الله: الإمام أبو الهيثم الكشميهني (ت: 389 هـ) رحمه الله، حتى لقبه الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ بـ "راوية الصحيح"[1]. وأثناء فهرسة بعض المخطوطات، وجدت نصًّا نفيسًا مسندًا من طريق الحافظ المنذري رحمه الله يتضمن نص دعاء أنشأه الإمام الكشميهني، وقاله عند ختم قراءة "الجامع الصحيح"، وهو أشبه بخطبة وعظية قصيرة، بعبارات تُسكِب العَبَرات، وجُمل تسبل الدمعات، وألفاظ فصيحة مؤثرة، وكلمات بليغة معبرة، فأحببت أن أنشرها ليعم النفع بها، والله الموفق. ♦ ترجمة الكشميهني من السير للإمام الذهبي رحمه الله: الكشميهني[2]: المحدث الثقة، أبو الهيثم، محمد بن مكي بن محمد بن مكي بن زراع بن هارون المروزي الكشميهني. حدث بـ"صحيح البخاري" مرات عن أبي عبدالله الفربري، وحدث عن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن يزيد المروزي الداعواني، ومحمد بن أحمد بن عاصم، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم. حدث عنه: أبو ذر الهروي، وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبو الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وأبو سهل محمد بن أحمد الحفصي، وكريمة المروزية المجاورة، وآخرون. وكان صدوقًا. مات في يوم عرفة سنة تسع وثمانين وثلاث مائة. ♦ ومع شهرة الكشميهني بكونه راوية الصحيح، وكونه مدارًا لكثير من أسانيد الجامع الصحيح، وترجم له الإمام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" وفي غيره من كتبه، لم يترجم له الزركلي في "الأعلام"، فليعلم. ♦ النص المحقق: بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ الإمام العالم الحافظ المتقن فخر الحفاظ عمدة المحدثين زكي الدين أبو محمد عبدالعظيم بن عبدالقوي بن عبدالله المنذري رحمه الله: أخبرنا جماعة من شيوخنا إذنًا عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذر الهروي عن أبيه أبي ذر قال: سمعت أبا الهيثم يدعو بهذا الدعاء عند فراغه من كتاب البخاري: الحمد لله حمدَ معترف بذنبه، ومستأنس بربه، جعل فاقته إليه، واعتمد بالعفو عليه، بره يُفيقه، وذنوبُه تقلقه، روَّحَ[3] قلبَه بذكره، فطاش عقلُه مِن جُرْمِه، لا يوجد في أحواله إلا قَلِقًا، طائر القلب فَرِقًا، خوفًا من النار، وفضيحةِ العار، وغضبِ الملك الجبار، إذا مُيِّزَ الأخيار والأشرار، وجيء بالجنة والنار، وبُدِّلت الأرض وانشَقَّت السماوات، وتناثرت النجوم الزاهرات، وانتشر المحشورون ما يكون في ذلك اليومِ، يوم وأي يوم، يفزع من هوله المحسنون[4]، ويغرق في بحاره المسيئون، يوم تلاحقت أوجاله، وترادفت أهواله، ونادى المنادي باسمك تُدعى إلى الحساب، وإلى قراءة ما حصَّلته في ذلك الكتاب، وتُقام بين يديه عاصيًا، وتُقَدَّم إليه خاطيًا[5]، فإما مغفورٌ لك فصرتَ إلى الجنة مسرورًا، وإما مسخوطٌ عليك فصرتَ إلى النار مأسورًا، بالله نعوذ من النار، ونسأله البعد منها، فإنه ملِكٌ كريمٌ، جوادٌ رحيمٌ، وصلى الله على محمد وآله وسلَّمَ تسليمًا كثيًرا طيبًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل. ♦ ♦ ♦ [1] ونص عبارة الإمام الذهبي رحمه الله: وفيها - أي: سنة 389 - مات ... وراوية الصحيح: أبو الهيثم محمد بن مكي الكشميهني المروزي، يوم عرفة؛ [تذكرة الحفاظ = طبقات الحفاظ للذهبي (3/ 151)]. [2] ورقم الترجمة في المطبوع: 3567. [3] أي: نَعَّم، ومنه قوله تعالى: ﴿ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴾ [الواقعة: 89]. [4] فكيف بمن عداهم؟! نسأل الله السلامة والعافية، والعفو والغفران. [5] بإبدال الهمزة ياءًا؛ لموافقة الفاصلة التي قبلها: "عاصيًا".
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |