الجمع بين افتخار النبي _صلى الله عليه وسلم_ بنسبه ونهيه عن ذلك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         غواية التشخيص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          وصية الإبراهيمي للمرأة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طاعة الرحمن ونصرة أهل الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إنَّ مُعاذًا كان أُمَّة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          سوء الخاتمة من عقوبات الشهوة المحرمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          المكر السيء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          عبودية الشكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          خصائص منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الآيات العاصمة من شبهات شياطين الإنس والجن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          حدثوهم عن المعالي! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الفتاوى والرقى الشرعية وتفسير الأحلام > ملتقى الفتاوى الشرعية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الفتاوى الشرعية إسأل ونحن بحول الله تعالى نجيب ... قسم يشرف عليه فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-10-2019, 02:04 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,213
الدولة : Egypt
افتراضي الجمع بين افتخار النبي _صلى الله عليه وسلم_ بنسبه ونهيه عن ذلك

الجمع بين افتخار النبي _صلى الله عليه وسلم_ بنسبه ونهيه عن ذلك



السؤال

كيف نرد على من قال أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ كان يفتخر بالأنساب، ويستدل على ذلك بقول الرسول _صلى الله عليه وسلم_ أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وبقول النبي أيضا في معركة حنين: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ؟ وجزكم الله خيرا






أجاب عنها: د.عمر بن عبد الله المقبل

الجواب

اعلم – بارك الله فيك – أنه لا يمكن أن يصح عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ شيء ويكون متعارضاً ومتناقضاً، فيبقى دور طالب العلم هو في التوفيق بين ما صح عنه _صلى الله عليه وسلم_ بأحد الأوجه المعروفة عند أهل العلم في التوفيق بين النصوص التي ظاهرها التعارض، وحينما أقول: صح، فهذا يعني أننا يجب أن نتأكد من صحة ما يروى عن النبي _صلى الله عليه وسلم_؛ إذ ليس كل ما يروى عنه صحيحاً – كما هو معلوم-. وفيما يتصل بسؤالك فيقال: أما الحديثان اللذان ذكرتهما فهما صحيحان – مع التنبيه إلى أن زيادة "ولا فخر" ليست في صحيح مسلم، وكذلك ما يتعلق بالنهي عن التفاخر بالأحساب، فهو يكاد يصل إلى حد التواتر، فيبقى الجمع بين ما ذكرته فيقال: الجمع بين هذه النصوص بأحد الأوجه التالية: الوجه الأول: أن الذي ورد ذمه في النصوص هو ما كان على سبيل التفاخر، والتنقص للآخرين، وهذا ممتنع في حقه _صلى الله عليه وسلم_، وعليه فإذا خلا الإخبار من هذا السبب فلا حرج فيه، قال شيخ الإسلام – في (المنهاج 7/256): "إن التفضيل إذا كان على وجه الغض من المفضول في النقص له نهي عن ذلك، كما نهى عن تفضيله على موسى، وكما قال لمن قال: يا خير البرية، قال: "ذاك إبراهيم"، وصح قوله: "أنا سيد ولد آدم، ولا فخر آدم" انتهى، وسيأتي مزيد إيضاح لذلك في كلام ابن القيم بعد قليل. الوجه الثاني: أن قوله _صلى الله عليه وسلم_: "أنا النبي لا كذب" كان في غزوة حنين، وفي مقام حرب، وهو مقام يحتاج إلى إظهار القوة البدنية والقلبية، ومن ذلك الفخر على العدو – وهو جائز حينها – وعلى هذا توجه كلمة النبي _صلى الله عليه وسلم_ في هذا المقام، وينظر في هذا (منهاج السنة 8/77-78) للإمام ابن تيمية ففيه بحث لطيف. يقول النووي _رحمه الله_ في (شرحه على صحيح مسلم 12/120): "ومعنى قوله _صلى الله عليه وسلم_: "أنا النبي لا كذب" أي: أنا النبي حقاً فلا أفر، ولا أزول، وفي هذا دليل على جواز قول الإنسان في الحرب: أنا فلان، وأنا ابن فلان، ومثله قول سلمة: أنا ابن الأكوع، وقول علي _رضي الله عنه_: أنا الذي سمتني أمي حيدره، وأشباه ذلك، وقد صرح بجوازه علماء السلف، وفيه حديث صحيح، قالوا: وإنما يكره قول ذلك على وجه الافتخار كفعل الجاهلية والله أعلم" انتهى كلامه. الوجه الثالث: أن هذا الكلام منه _صلى الله عليه وسلم_ خرج منه مخرج التحدث بنعمة الله _تعالى_، ولا مدخل فيه للفخر، وقد أمر الله رسوله _صلى الله عليه وسلم_ أن يتحدث بنعمته عليه، فقال: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ" (الضحى:11). قال النووي في (شرحه على صحيح مسلم 15/37) [وينظر: 15/121]: "وقوله _صلى الله عليه وسلم_: "أنا سيد ولد آدم" لم يقله فخراً، بل صرح بنفي الفخر في غير مسلم، في الحديث المشهور: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وإنما قاله لوجهين: أحدهما: امتثال قوله _تعالى_: "وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"، والثاني: ..." سيأتي ذكره قريباً في موضعه. وقال العلامة ابن القيم في (تحفة المودود 126) – في جوابه عن حديث عبد الله بن الشخير الذي قال فيه -: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فقلنا: أنت سيدنا، فقال: "السيد الله!" قلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طولاً، فقال: "قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان"، ولا ينافي هذا قوله: "أنا سيد ولد آدم" فإن هذا إخبار منه عما أعطاه الله من سيادة النوع الإنساني، وفضله وشرفه عليهم" انتهى. الوجه الرابع: ما ذكره النووي في الوجه الثاني في جوابه الآنف الذكر عن حديث "أنا سيد ولد آدم ولا فخر"، وهو: "أنه من البيان الذي يجب عليه تبليغه إلى أمته؛ ليعرفوه ويعتقدوه، ويعملوا بمقتضاه، ويوقروه _صلى الله عليه وسلم_ بما تقتضي مرتبته كما أمرهم الله _تعالى_". وقال ابن القيم في (المدارج 3/86): "وتأمل قول النبي _صلى الله عليه وسلم_: "أنا سيد ولد آدم، ولا فخر!"، فكيف أخبر بفضل الله ومنته عليه! وأخبر أن ذلك لم يصدر منه افتخاراً به على من دونه، ولكن إظهاراً لنعمة الله عليه وإعلاماً للأمة بقدر إمامهم ومتبوعهم عند الله، وعلو منزلته لديه؛ لتعرف الأمة نعمة الله عليه وعليهم، ويشبه هذا قول يوسف الصديق للعزيز: "اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ"(يوسف: من الآية55)، فإخباره عن نفسه بذلك؛ لما كان متضمناً لمصلحة تعود على العزيز، وعلى الأمة، وعلى نفسه كان حسناً، إذ لم يقصد به الفخر عليهم، فمصدر الكلمة، والحامل عليها يحسنها ويهجنها، وصورته واحدة" انتهى. وقال ابن عبد البر – في (التمهيد 20/39) مقرراً جواز مدح الرجل لنفسه، ونفيه عن نفسه ما يعيبه بالحق الذي هو فيه، إذا دفعت إلى ذلك ضرورة، أو معنى يوجب ذلك – قال _رحمه الله_: "ومثل هذا كثير في السنن، وعن علماء السلف لا ينكر ذلك إلا من لا علم له بآثار من مضى"، وينظر: تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة: (116)، والله أعلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]