ما تعم به البلوى في الحج (3) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52078 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45860 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64233 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155276 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-10-2019, 01:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي ما تعم به البلوى في الحج (3)

ما تعم به البلوى في الحج (3)
د. نايف بن جمعان الجريدان


هل الحدث أثناء الطواف يبطله؟

عند الحديث عن الطواف نجد أن الفقهاء يذكرون أمورًا لا بُدمن توافرها فيه، على اختلاف بينهم في عدِ بعضها أركانًا أو شروطًا؛ فهميذكرون مسائل منها: أن يُمَيْزَ بالنية نوع الطواف: قدوم، أو زيارة، أوإفاضة، ومنها كذلك: ابتداء الطواف من الحجر الأسود، وحصول الطّائف حولالكعبة العدد المطلوب من الأشواط، ووقوع الطّواف في المكان الخاصّ وهو حولالكعبة المشرّفة داخل المسجد الحرام، قريباً من البيت أو بعيداً عنه،والتّيامن: بأن يسير الطّائف عن يمين الكعبة، وجعل يساره لجانب الكعبة،وستر العورة، والموالاة بين أشواط الطّواف، وغيرها من المسائل المتعلقةبالطواف.
و"مما تعم به البلوى" في الطواف: مسألة الطّهارة من الحدث أثناءالطواف، وهل هو شرط لصحة الطواف؟ وماذا يصنع من أحدث في أحد أشواط الطواف؟
وفي هذه المسألة قولين للفقهاء:
القول الأول:
أنّ الطّهارة من الأحداث ومن الأنجاس شرط لصحّة الطّواف، فإذا طاففاقداً أحدها فطوافه باطل لا يعتدّ به. وهو مذهب المالكيّة([1])،والشّافعيّة([2])، والحنابلة([3]).
قال الإمام الشافعي رحمه الله: "ولا يجزىء الطواف إلا بما تُجزىءبه الصلاة؛ من الطهارة من الحدث، وغسل النجس... وإن غلبه حدث انصرف فتوضأورجع فبنى، وأحبُ إليَّ في هذا كله لو استأنف... وإن قطع الطائف الطواففتطاول رجوعه أن يستأنف فإن ذلك احتياطًا"([4]).
ومما استُدل به على هذا القول الأدلة التالية:
1)حديث عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يطوفتوضأ، ثم طاف"([5])، وفعله في الحج بيان تؤخذ منه المناسك والأركان لقولهصلى الله عليه وسلم: "لتأخذوا عني مناسككم"([6]).
2)عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الطوافبالبيت صلاة إلا أنكم تتكلمون، فمن تكلم فلا يتكلم إلا بخير"([7]).
وجه الدلالة فيه([8]):
أ‌- أنه سمى الطواف صلاة، وهو لا يضع الأسماء اللغوية وإنما يكسبهاأحكاماً شرعية، وإذا ثبت أنها في الشرع صلاة لم تجز إلا بطهارة لقوله صلىالله عليه وسلم: "لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ"([9])، وفي رواية: "لاتقبل صلاة بغير طهور"([10]).
ومما عللوا به لهذا القول ما يلي:
o أن الطواف عبادة تجب فيها الطهارة فوجب أن لا يسقط فرضها بغير طهارة قياسً على الصلاة([11]).
o ولأن كل من لا يصح منه فعل الصلاة لا يصح منه فعل الطواف كالمحدث([12]).

القول الثاني:
وهو مذهب الحنفية([13])، ورواية عن الإمام أحمد([14])، أن طهارةالحدث، وإزالة النجس واجبة في الطواف، وليست شرطًا في صحته، فإن طافمحدثًا، أو جنبًا، أو نجسًا، فإن كان بمكة أعاد طوافه، وإن رجع إلى بلدهأجزأ عن فرضه ولزمه دم لجبرانه.
قال الكاساني -رحمه الله- في بدائع الصنائع: "فأما الطهارة عن الحدث،والجنابة، والحيض، والنفاس، فليست بشرطٍ لجواز الطواف، وليست بفرضٍ عندنابل واجبةٌ، حتى يجوز الطوافبدونها"([15]).
ومما استدلوا به على عدم اشتراط الطهارة في الطواف، وصحة الطواف بدون طهارة:
قوله تعالىثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْوَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)([16]).وجه الدلالة: أن اللهسبحانه وتعالى أمر بالطواف مطلقًا عن شرط الطهارة فيجري على إطلاقه.
ومما ذُكر لهم من التعليلات ما يلي:
أن الطواف ركن من أركان الحج، فوجب أن لا تكون الطهارة من شرطه كالسعي والوقوف بعرفة([17]).
ولأن الطواف عبادة ليس ترك الكلام شرطاً فيها، فوجب أن تكون الطهارة شرطاً فيها([18]).
ولأن للحج أركاناً ومناسك وليست الطهارة واجبة في واحد منهما، فوجب أن يكون الطواف لاحقاً بأحدهما([19]).
قال في بداية المجتهد([20]): "وعمدة من أجاز الطواف بغير طهارة إجماعالعلماء على جواز السعي بين الصفا، والمروة من غير طهارة وأنه ليس كل عبادةيشترط فيها الطهر من الحيض من شرطها الطهر من الحدث".

المناقشات والردود:
أولاً: بعض ما ورد من مناقشات على ما استدل به أصحاب القول الأول:
أن معنى الطواف الوارد في قوله صلى الله عليه وسلم: " الطواف بالبيتصلاة..."، أنه كالصلاة، وكلام التشبيه لا عموم له فيحمل على المشابهة فيبعض الوجوه.
أن الطواف يشبه الصلاة و ليس بصلاة حقيقة. فمن حيث أنه ليس بصلاة حقيقة لاتفترض له الطهارة، و من حيث أنه يشبه الصلاة تجب له الطهارة، عملاًبالدليلين بالقدر الممكن([21]).
ثانيًا: بعض ما ورد من مناقشات على ما استدل به أصحاب القول الثاني:
فأما قوله تعالى: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) ([22])، فلا يصحالاستدلال بها لأن الطواف بغير طهارة مكروه، والأمر لا يجوز أن يتناولالمكروه.
وأما قياسهم على السعي والوقوف، فالمعنى فيه أن الطهارة لما لم تكن واجبةفي السعي والوقوف لم تكن شرطاً في صحة السعي والوقوف، ولما كانت الطهارةواجبة في الطواف كانت شرطاً في صحة الطواف.
وأما قولهم إن الطواف لا يخلو أن يكون لاحقًا بالأركان أو بالمناسك؛ فرُدعليه بأنه ليس بلاحق بواحد منهما لأن الطهارة تجب له ولا تجب لواحدمنهما([23]).
الخلاصة والترجيح:
الناظر لحال الناس عند الطواف، وأوضاعهم؛ يرى أن أعداد الطائفينتختلف قلة وكثرة، من موسم لآخر، فتجدهم في رمضان، وخاصة العشر الأواخر منه،وكذا أيام الحج، في طوافي الإفاضة، والوداع أشد ما يكون الزحام([24]) فيهذه الأزمنة، بينما لو أتى أحدنا طائفًا في غير هذه المواسم لم يجد هذاالعدد الكبير من الطائفين لبيت الله الحرام، بل ويتيسر له ولأهله تقبيلالحجر الأسود مرارًا وتكرارًا، لذا كله، وجمعًا بين القولين السابقين: القول بعدم صحة طواف من أحدث أثناء الطواف، وبين قول من قال بصحة طواف منأحدث، فإني أقول:
لا شك أن الأفضل والأكمل، والذي فيه اتباع لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلمالمحافظة على الطهارة في سائر الأشواط السبعة، خاصة إذا كان متيسرًا بعدموجود الزحام الذي يُلحق المشقة، لكن لو أحدث الإنسان أثناء طوافه في زحامشديد، فالقول بأنه يلزمه أن يذهب ويتوضأ ثم يأتي في هذا الزحام الشديد، لاسيما إذا لم يبق عليه إلا أشواط قليلة فيه مشقة شديدة، وما كان فيه مشقةشديدة فإنه ينبغي أن نتبع ما هو الأسهل والأيسر. وهنا أنقل كلام شيخالإسلام ابن تيمية في هذا، قال رحمه الله: " والذين أوجبوا الوضوء للطوافليس معهم حجة أصلاً؛ فإنه لم يَنقل أحدٌ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم لابإسناد صحيح ولا ضعيف أنه أمر بالوضوء للطواف، مع العلم بأنه قد حجَّ معهخلائق عظيمة، وقد اعتمر عُمَراً متعددة، والناس يعتمرون معه، فلو كانالوضوء فرضًا للطواف لبيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم بيانًا عامًّا، ولوبيَّنه لنَقل ذلك المسلمون عنه ولم يهملوه، ولكن ثبت في الصحيح أنه لما طافتوضأ، وهذا وحده لا يدل على الوجوب"([25]).
__________________
([1])بداية المجتهد (1/250)، الكافي (1/139)، منح الجليل (2/243).
([2])الأم (2/179)، مغني المحتاج (1/36)، الحاوي الكبير (4/144-145) .
([3])المغني (3/397)، شرح منتهى الإرادات (1/574)، الكافي في فقه الإمام أحمد ابن حنبل (1/433)،شرح العمدة (3/585).
([4])الأم (2/179).
([5])أخرجه البخاري، في كتاب الحج، باب من طاف بالبيت إذا قدم مكة قبل أنيرجع إلى بيته ثم صلي ركعتين ثم خرج إلى الصفا (2/584)، رقم (1538)،ومسلم، في كتاب الحج، باب ما يلزم من طاف بالبيت وسعى من البقاء علىالإحرام وترك التحلل (2/906)، رقم (190).
([6])أخرجه مسلم، في كتاب الحج، باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحرراكبا وبيان قوله صلى الله عليه وسلم: "لتأخذوا عني مناسككم"، (2/943)، رقم (310)، من حديث جابر رضي الله عنه أنه قال: " رأيت النبي صلى الله عليهوسلم يرمي على راحلته يوم النحر ويقول لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعليلا أحج بعد حجتي هذه".
([7])أخرجه الترمذي، في كتاب الحج، باب ما جاء في الكلام في الطواف (3/293)، رقم (960)، وابن خزيمة في صحيحه، في كتاب الحج، باب الرخصة فيالتكلم بالخير في الطواف و الزجر عن الكلام السيىء فيه (4/222)، رقم (2739)، وابن حبان في صحيحه، في كتاب الحج، ذكر الإخبار عن إباحة الكلامللطائف حول البيت العتيق وإن كان الطواف صلاة، بلفظ: "إلا أن الله أحل فيهالمنطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير"، (9/143)، رقم (3836)، والدارمي في سننهبلفظ ابن حبان، في كتاب الحج، باب الكلام في الطواف (2/66)، رقم (1847)،وأخرجه الحاكم في المستدرك باللفظ المثبت، في كتاب المناسك (1/630)، رقم (1686)، والبيهقي في الكبرى، في كتاب الحج، باب إقلال الكلام بغير ذكر اللهفي الطواف، بلفظ: "إلا أنه قد أذن فيه بالمنطق فمن استطاع أن لا ينطق إلابخير فليفعل"، (5/85)، رقم (9074)، وصححه الألباني في صحيح الترغيبوالترهيب (2/13) رقم (1141).
([8])انظر: الحاوي الكبير (4/145) .
([9])أخرجه البخاري، في كتاب الوضوء، باب لا تقبل صلاة بغير طهور (1/62)، رقم (135).
([10])أخرج هذه الرواية مسلم في كتاب الطهارة، باب وجوب الطهارة في الصلاة (1/203)، رقم (224).
([11])المغني (3/397).
([12])الحاوي الكبير (4/145) .
([13])بدائع الصنائع (2/129)، المبسوط (2/48)، تبيين الحقائق (2/59)، البحر الرائق (2/360).
([14])المغني (3/397)، شرح العمدة (3/585).
([15])بدائع الصنائع (2/129).
([16])الآية رقم (29)، من سورة الحج. (فائدة): سمى البيت عتيقًا: لأن اللهتعالى أعتقه من أيدي الجبابرة، فلم يسلط عليه جبار قط، بل كل من قصده بسوءهلك. وقيل: سُمي عتيقًا لأن من طاف به صار عتيقًا من النار، اعتق اللهرقابنا ورقاب أبائنا وأُمهاتنا من النار. انظر: إعانة الطالبين (2/288).
([17])بدائع الصنائع (2/129).
([18])بدائع الصنائع (2/129).
([19])التعليلات (1 ، 2، 3) انظرها في شرح فتح القدير (3/53)، البحر الرائق (2/360)، الهداية شرح البداية (1/165)، بتصرف.
([20]) (1/250).
([21])بدائع الصنائع (2/129).
([22])الآية رقم (29)، من سورة الحج.
([23])الحاوي الكبير (4/145) .
([24])زحم القوم بعضهم بعضاً: ضايقوهم، وازدحموا وتزاحموا: تضايقوا،والزحمة الزحام، ورجل مزحم: كثير الزحام أو شديده. وقال بعضهم: زُحْمٌ: منأسماء مكة شرفها الله وحرسها انظر: لسان العرب، مادة (زحم)، (12/262).
([25])مجموع فتاوى ابن تيمية (21/273). وقد استدل على وجوب الطهارة للطوافالأستاذ الدكتور : الطاهر عبد الكريم الساتي المناقش الخارجي لهذه الرسالةبأن مشروعية مناسك الحج أخذت عن طريق فعل النبي صلى الله عليه وسلم لقولهخذوا عني مناسككم ، وقد ثبت أنه توضأ ثم طاف في الحج فدل على الوجوب.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.50 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]