{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} نداء الحق لأوليائه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 729 - عددالزوار : 142106 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 130 - عددالزوار : 73017 )           »          الخالق البارئ المصور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          العلم الشرعي هو الميراث النبوي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 5343 )           »          العجبُ العُجاب في هداية الكتاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          {الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ} [سورة الواقعة: 51]!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          صلاة الفجر تجعلك في ذمة الله وحفظه ورعايته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هات ملعقتك .. والحقني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          بأسهم بينهم شديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-09-2019, 12:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,683
الدولة : Egypt
افتراضي {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} نداء الحق لأوليائه

{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} نداء الحق لأوليائه


د. خالد آل رحيم

هذه جملة عظيمة مِن الله -تعالى- لأصفيائه، ولكل مَن سار على دربهم في خِضَم هذه الفتن، سواءً كانت في الدِّين، أم البدن، أم الولد، أم في أي أمرٍ مِن أمور الدنيا، يرشدنا المولى -سبحانه وتعالى- للسبيل والطريق للخروج مِن تلك الأزمات ومِن هذه الفتن، ويبيِّن -تعالى- هذه الطريق في كتابه الكريم بجملة عظيمة وآية كريمة في كتابة العزيز في قوله -تعالى-: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ} (الأنبياء:76)؛ فعلى كل مسلم أن يتبع هذه الطريق وهذا السبيل.


بيَّن المولى -تبارك وتعالى- أن الأنبياء كلما أصابتهم فتنة في الدين، أو الولد، أو المال، لجؤوا إلى الله -عز وجل-؛ فدائمًا ما تجد هذه الجملة في نهاية دعائهم مِن المولى -عز وجل- بقوله: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ}. فإذا أصيب الإنسان في فتنة في دينه؛ فليتمثل بنوح -عليه السلام-: قال -تعالى-: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ} (الأنبياء:76-77)،هكذا عندما نادى نوح -عليه السلام- ربه -تبارك وتعالى-؛ فأخبره -جل وعلا- بأنه قد استجيب له {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ}، سرعة متناهية من المولى -تبارك وتعالى.

كذلك بيَّن لنا المولى -تبارك وتعالى- أنه إذا أصيب الإنسان في بدنه؛ فليكن مثل أيوب -عليه السلام-: قال -تعالى-: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، كان الجواب مِن الله -تعالى-: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} (الأنبياء:84).

وكذلك إذا غضب الإنسان وإذا واجه فتنًا في دعوته، وواجه عوائق، وواجه أزمات يتمثل بيونس -عليه السلام- الذي ذهب مغاضبًا وترك قومه؛ لأنهم لم يؤمنوا به، قال -تعالى-: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين}؛ فكان الجواب: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} (الأنبياء:88).

وإذا أصيب الإنسان في نفسه أو أصيب في شيء يحبه، لكنه لم يُكتب له؛ فليتمثل بزكريا -عليه السلام- عندما قال: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}، قال -تعالى- مستجيبًا له: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}(الأنبياء:90).

والملاحَظ في هذا الأمر، أن كل هؤلاء الأنبياء عندما دعوا الله، كانوا يدعونه من واقع فتن وبلايا أصابتهم، ويدعونه في الشدة؛ فكان الجواب مِن الله حاضرًا {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ}، قالها لنوح، وليونس، ولزكريا -عليهم السلام.

وأعظم مَن لجأ إلى ربه في الملمات هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا كثير في سيرته، ومِن أعظم المواقف موقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد لما أصيب في نفسه وفي أصحابه، وكان يومًا عصيبًا عليه صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين، روي أنه بعد أن انتهت المعركة جمع أصحابه ثم قال لهم: «استووا لأثني على ربي»؛ فلجأ إلى الله -عز وجل-؛ لأنه يعلم صلى الله عليه وسلم أنه سيستجيب له، وقد فعل هذا قبل ذلك يوم بدر، عندما كان يدعو المولى -عز وجل-: «اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ» (رواه مسلم)، حتى سقط رداؤه مِن على كتفيه؛ فجاءه أبو بكر الصديق؛ فقال: «يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ؛ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ»، وهكذا لابد أن يكون الإنسان، أن يخاطب ربه في كل الملِّمات، أن يخاطبه في الرخاء وأن يخاطبه في الشدة.

واعلم أن الله -تبارك وتعالى- كما استجاب لأنبيائه، يستجيب لأصفيائه، يستجيب لأتباع أنبيائه، هذا وعد الله -تعالى- القائل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (غافر:60)، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة:186).

فالاستجابة هنا مقترنة بالإجابة؛ فمَن استجاب لله أجابه الله؛ لأنه بيده الكون، وبيده الأمر، وإذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.60 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]