وصايا لقمان 2 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 909 - عددالزوار : 120210 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 07-08-2019, 02:36 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,340
الدولة : Egypt
افتراضي وصايا لقمان 2

وصايا لقمان 2
محمد موسى عياد



بعد أن ذكر - سبحانه - ما وصَّى به لقمان ابنه من شكر المنعم الحقيقي الأول، ونهاه عن الإشراك به، وذكر ما في الشرك من الشناعة والبشاعة، وضمن ذلك الأمر بتوحيد الله - تعالى -، الذي هو أعظم الحقوق وأجلها وأخطرها، أتبع ذلك ببيان حق الوالدين؛ لأنهما السبب بعد الله - تعالى -في وجود الإنسان في هذه الحياة.
فقال - تعالى -: (ووصينا الإنسان بوالديه) أي أبيه وأمه، والوصية هي: العهد بالأمر المهم، ولما كان حق الأم أعظم من حق الأب نصَّ عليه، وبين سببه فقال: (حملته أمه وهنا على وهن) أي ضعفا على ضعف، ضعف الحمل، وضعف الوضع، ثم مشقة الرضاعة، وعناء التربية، ولهذا قال: (وفصاله في عامين) أي وفطامه من الرضاع بعد وضعه في سنتين، كما قال - تعالى -: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة)، فهي تكابد في ولدها المشقة بعد المشقة، فلا غرابة أن يكون حقها مضاعفا على حق الأب، ولهذا لما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- مَنْ أبَرُّ؟ قال: ((أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب)) رواه أبو داود والترمذي [حسن / صحيح الجامع]، فجعل حق الأب واحدا، وحق الأم ثلاثا؛ لعظيم جهدها، وكبير مشقتها.
وفي الآية دليل على أن أقل الحمل ستة أشهر، وذلك بضم هذه الآية إلى قوله - تعالى -: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا)، فإذا كان الفصال في عامين بقى للحمل ستة أشهر.
ثم فسر هذه الوصية بقوله: (أن اشكر لي) وذلك بالاعتراف له - سبحانه - بالنعمة أولاً وآخِراً، قلبا وقالبا، والقيام بطاعته، واجتناب معصيته، وقدم حقه - تعالى -؛ لأنه خالق كل مخلوق، فهو الذي أوجده وأعده وأمده بأسباب الحياة والبقاء، وأسبغ عليه النعمة ظاهرا وباطنا، ثم إليه مرجعه فينبئه بما قدم وأخَّر.
و (اشكر أيضا) لوالديك (ببرِّهما والإحسان إليهما، اعترافا بحقهما، ورداً لبعض جميلهما، وذلك بالقول اللطيف، والفعل الجميل، والتواضع لهما، وإكرامهما وإجلالهما، والقيام بمئونتهما، واجتناب الإساءة إليهما بالقول أو الفعل، كما قال - تعالى -: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وكثيرا ما يقرن الله - تعالى - حق الوالدين بحقه - جل وعلا -، كما في قوله: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
ثم بين السبب لوجوب الامتثال فقال: (إليَّ المصير) أي المرجع والمآب، لا إلى غيره، فيجازي كلاًّ بعمله من الشكر أو الكفر، ويسأله هل امتثل ما وصاه الله به أوْ لا؟ كما قال - تعالى -: (إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم)، وقال: (إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون)، وقال: (فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون).
(لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوْقٍ فِيْ مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ)
وبعد أن ذكر - سبحانه - وصيته بالوالدين وأكَّد حقهما، ووجوب طاعتهما استثنى من ذلك حقوقه - تعالى -، فإنها مقدمة على حقوق الوالدين، ولهذا قال: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم) أي وإن اجتهدا في الطلب، وألحفا عليك بأن تشرك في عبادة الله - تعالى - شيئا من الأشياء، مما لا تعلم أنه شريك لله (فلا تطعهما) أي فيما أمراك به من الإشراك بي، لأنه (لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في المعروف) رواه البخاري.
والقيد في قوله: (ما ليس لك به علم) صفة كاشفة، لبيان تعليل الحكم؛ لأنه قد عُلِم أنه ليس هناك شرك عليه أثارة من علم، كما قال - تعالى -: (إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى).
وقال - تعالى -: (إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون)، فالقيد هنا كالقيد في قوله - تعالى -: (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) فليس المعنى: أنه يوجد من الآلهة غير الله من له برهان، ولكن المعنى: فإنما حسابه عند ربه؛ لأنه لا برهان له به.وإذا كان الوالدان لا يطاعان في معصية الله - تعالى - مع عظيم حقهما، وكبير قدرهما، فغيرهما من باب أولى وأحرى.
(وُجُوْبُ الإِحْسَانِ إِلَى الْوَالِدَيْنِ وَلَوْ أَمَرَا بِالشِّرْكِ)
ومع هذا لو قُدِّر أنهما أمرا بالإشراك فإن ذلك لا يسقط حقهما من البر بهما، والإحسان إليهما، ومن المعاشرة لهما بالمعروف، ولهذا قال: (وصاحبهما في الدنيا معروفا) وهي المصاحبة التي يرتضيها الشرع، وتقتضيها المروءة والكرم في أمور الدنيا، وذلك بإطعامهما، وكسوتهما، وإسكانهما، وعيادتهما إذا مرضا، والرفق بهما، والاجتهاد في دعوتهما إلى الخير، والدعاء لهما بالهداية والتوفيق، وعدم جفائهما، والإغلاظ عليهما.
رُوِيَ أن هذه الآية نزلت في سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: لما أسلمت حلَفَتْ أمي لا تأكلُ طعاما ولا تشربُ شرابا، فناشدتها أول يوم فأبتْ وصبرتْ، فلما كان الثاني ناشدتها فأبت، فلما كان اليوم الثالث ناشدتها فأبت، فقلت: والله لو كانت لك مائة نفس لخرجت قبل أن أودع ديني هذا، فلما رأت ذلك، وعرفت أني لست فاعلا أكلتْ.
ولما كان ذلك قد يجر إلى نوع من الوهن والمداهنة في الدين نفاه - تعالى - بقوله: (واتبع سبيل من أناب إلي) أي واسلك طريق (من أناب) أي رجع إلى الله - تعالى - بالتوبة النصوح، والإقبال عليه بفعل الطاعات، والأعمال الصالحات، والاجتهاد في ترك المعاصي والمحرمات، وأعظم ذلك تحقيق التوحيد والإخلاص فيه، واجتناب الشرك والحذر منه، صغيره وكبيره، ظاهره وباطنه.
(ثم إليَّ مرجعكم) تعليل للأمر السابق، كقوله فيما تقدم: (إلي المصير)، أي إليه وحده - لا إلى غيره - مرجع جميع الخلائق، صغيرها وكبيرها، عاقلها وبهيمها.
(فأنبئكم بما كنتم تعملون) في الحياة الدنيا من خير أو شر، ثم أجازيكم عليه، وهكذا حيث ورد الإخبار بأنه - تعالى - يعلم ما يعمله العباد، أو ينبئهم بما كانوا يعملون، فليس المقصود مجرد العلم بذلك أو الإخبار به، ولكنه مع المجازاة عليه، كما في قوله - تعالى -: (ولله ما في السموات وما في الأرض ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 63.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.13 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]