|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الجهر والإسرار في راتبة الفجر الشيخ أحمد الزومان أهل العلم لهم في المسألة قولان: قول بالجهر وقول بالإسرار. القول الأول: يجهر بالقراءة: قول للمالكية[1] ومذهب الحنابلة[2] والظاهر أنَّه مذهب محمد بن سيرين[3]. الدليل الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾»[4]. الدليل الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ﴾ الآية التي في [البقرة: 136] وفي الآخرة منهما ﴿ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 52]. وجه الاستدلال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر في راتبة الفجر فحفظ الصحابة رضي الله عنهم قراءته[5]. الرد: يجهر النبي صلى الله عليه وسلم أحياناً ببعض القراءة لتحفظ قراءته ففي حديث أبي قتادة رضي الله عنه: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب، وسورتين يطول في الأولى، ويقصر في الثانية ويسمع الآية أحياناً»[6]. الدليل الثالث: عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «رمقت النبي صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين مرة،أو خمساً وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر وبعد المغرب ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ »[7]. الدليل الرابع: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: «ما أحصي ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بــ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾»[8]. وجه الاستدلال: كالذي قبله. الرد من وجهين: الأول: الحديثان لا يصحان. الثاني: على فرض صحتهما فتقدم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم يجهر أحياناً في السرية لتحفظ قراءته. الدليل الخامس: عن جابر رضي الله عنه: أنَّ رجلاً قام فركع ركعتي الفجر فقرأ في الأولى ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ حتى انقضت السورة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هَذَا عَبْدٌ آمَنَ بِرَبِّهِ» ثم قام فقرأ في الآخرة ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ حتى انقضت السورة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هَذَا عَبْدٌ عَرَفَ رَبَّهُ»[9]. وجه الاستدلال: أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم من جهر في راتبة الفجر. الرد من وجوه: الأول: الحديث ضعيف. الثاني: قد يسمع القارئُ من غير جهر في القراءة. الثالث: الجهر جائز والسنة الإسرار فلم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم عليه لأنَّه لم يفعل محرماً. الدليل السادس: راتبة الفجر تبع لصلاة الفجر فتعطى حكمها في الجهر. الرد: لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم دليل صحيح صريح في الجهر. القول الثاني: يسر بالقراءة: مذهب المالكية[10] والشافعية[11]. الدليل الأول: عن عائشة رضي الله عنها، أنَّها كانت تقول: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتي الفجر فيخفف، حتى إنِّي أقول: هل قرأ فيهما بأم القرآن؟»[12]. وجه الاستدلال: لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بالقراءة لنقلت لنا قراءته ولما ترددت هل في قراءته الفاتحة[13]. الدليل الثاني: عن عائشة رضي الله عنها؛ «أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في ركعتي الفجر: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، و﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾يسر فيهما القراءة»[14]. وجه الاستدلال: الحديث نص في إسرار النبي صلى الله عليه وسلم براتبة الفجر. الرد: الحديث مرسل الجواب: يشهد له حديثها السابق فيفهم منه إسراره بالقراءة والله أعلم. الدليل الثالث: حديث: «صلاة النهار عجماء». وجه الاستدلال: راتبة الفجر نهارية فتسر فيها القراءةُ[15]. الرد من وجهين: الأول: قال الغزي: قال النووي باطل لا أصل له - أي في المرفوع - وإلا فقد روي من قول مجاهد وأبي عبيدة بن عبيد الله بن مسعود وقال إنَّه من كلام الحسن البصري[16]. الثاني: بعض صلاة النهار جهرية كالفجر والجمعة والاستسقاء والكسوف[17]. الدليل الرابع: راتبة الفجر نهارية فتسر فيها القراءة. الرد: كالذي قبله. الترجيح: الذي يترجح لي أنَّ راتبة الفجر من الصلوات السرية لحديث عائشة رضي الله عنها ولم أقف على حديث صحيح صريح في الجهر براتبة الفجر والله أعلم. [1] انظر: التبصرة (2/ 482) وشرح الرسالة لابن ناجي (1/ 185). [2] قال البهوتي في كشاف القناع (1/ 344) (ويكره جهره) أي: المصلي (في نفل نهاراً) لحديث «صلاة النهار عجماء» (و) المتنفل (ليلا ًيراعي المصلحة) فإن كان بحضرته أو قريباً منه من يتأذى بجهره أسر، وإن كان من ينتفع بجهره جهر (والأظهر أنَّ المراد هنا بالنهار من طلوع الشمس، لا من طلوع الفجر، وبالليل من غروبها) أي: الشمس (إلى طلوعها قاله ابن نصر الله). وانظر: الإنصاف (2/ 58) وشرح منتهى الإرادات (1/ 236) ومعونة أولي النهى (2/ 125). [3] رواه ابن أبي شيبة (1/ 364) حدثنا معتمر، عن ابن عون، قال: «كان محمد يتطوع بالنهار فيسمع» إسناده صحيح. معتمر هو ابن سليمان وابن عون هو عبد الله. [4] رواه مسلم (726). [5] انظر: التبصرة (2/ 482). [6] رواه البخاري (759) ومسلم (451). [7] الحديث جاء من رواية: 1: أبي إسحاق السبيعي. 2: سليمان بن مهران الأعمش. 3: ليث بن أبي سليم. 4: نفيع بن الحارث. 5: سالم بن عبد الله. 6: عبيد الله بن عمر. 7: عطاء بن أبي رباح. 8: جعفر بن أبي جعفر الأشجعي. 1- رواية أبي إسحاق السبيعي: رواه عنه: 1: إسرائيل بن يونس. 2: سفيان الثوري. 3: أبو الأحوص سلام بن سليم. 4: عمار بن رزيق. 5: عمرو بن أبي قيس. 6: معمر بن راشد. 7: شريك بن عبد الله بن أبي نمر. 1) إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق: رواه أحمد (4749) (5193) حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل ح (5708) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، حدثنا إسرائيل ح (5666) حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا إسرائيل والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 298) حدثنا محمد بن خزيمة، قال: ثنا عبد الله بن رجاء، قال: أنا إسرائيل، ح حدثنا فهد، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: فذكره رواته ثقات. ويأتي الاختلاف على أبي إسحاق السبيعي وعلى أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري. تنبيه: في رواية أحمد (4749) (5193) «بضعاً وعشرين مرة أو بضع عشرة مرة». 2) سفيان الثوري: رواه عبد الرزاق (4790) ـــ وعنه أحمد (4891) ـــ قال: أخبرنا الثوري، والترمذي (417) حدثنا محمود بن غيلان، وأبو عمار، قالا: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا سفيان، وابن ماجه (1149) حدثنا أحمد بن سنان، ومحمد بن عبادة الواسطيان، قالا: حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا سفيان وابن حبان (2459) أخبرنا أبو يعلى، حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من خمس وعشرين أو قال: أكثر من عشرين مرة ـ شك أبو بكر [عبد الرزاق]ـ يقرأ في ركعتي الفجر ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾» رواته ثقات. تنبيه: لفظ الترمذي وابن ماجه: «شهراً». قال الترمذي: حديث ابن عمر رضي الله عنهما حديث حسن، ولا نعرفه من حديث الثوري، عن أبي إسحاق، إلا من حديث أبي أحمد والمعروف عند الناس حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، وقد روى عن أبي أحمد، عن إسرائيل [تقدم] هذا الحديث أيضاً. وأبو أحمد الزبيري ثقة حافظ، سمعت بنداراً، يقول: ما رأيت أحداً أحسن حفظاً من أبي أحمد الزبيري.، واسمه محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الكوفي. وقال ابن حبان: سمع أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله الأسدي هذا الخبر عن الثوري، وإسرائيل، وشريك، عن أبي إسحاق، فمرة كان يحدث به عن هذا، وأخرى عن ذاك، وتارة عن ذا. قال أبو عبد الرحمن: يأتي أنَّ رواية شريك مضطربة ويمكن أن يقال رواه أبو أحمد الزبيري عن الثوري وإسرائيل لو لم يكن الحديث مضطرب السند منكر المتن. 3) أبو الأحوص سلام بن سليم: رواه أبو داود الطيالسي (1893) حدثنا أبو الأحوص سلام وابن أبي شيبة (2/ 242) ـــ وعنه مسلم في التمييز (86) ـــ حدثنا أبو الأحوص والطبراني في الكبير (12/ 415) حدثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا موسى بن داود، ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: «سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، أكثر من عشرين مرة، يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾» رواته ثقات. تنبيه: في رواية الطبراني ركعتي الفجر فقط من غير ذكر عدد. 4) عمار بن رزيق: رواه النسائي في الصغرى (992) والكبرى (1064) أخبرنا الفضل بن سهل قال: حدثني أبو الجواب والطبراني في الكبير (12/ 424) حدثنا عبدان بن أحمد، ثنا الفضل بن سهل الأعرج، ثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب، عن عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «رمقت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين مرة، يقرأ في الركعتين بعد المغرب وفي الركعتين قبل الفجر ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾» رواته محتج بهم. تنبيه: في رواية الطبراني القراءة في ركعتي الفجر فقط من غير عدد. قال أبو حاتم ـــ في علل ابنه (283) ـــ: ليس هذا الحديث بصحيح، وهو عن أبي إسحاق مضطرب، وإنِّما روى هذا الحديث نفيع الأعمى، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويأتي أنَّ حديث نفيع بن الحارث منكر. وقال مسلم في التمييز ص: (65) إبراهيم الكوفي عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما بهذا وهذا الخبر وهم عن ابن عمر رضي الله عنهما. وقال الدارقطني في علله (13/ 116) خالفهم عمار بن رزيق، رواه عن أبي إسحاق، عن إبراهيم، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما. وإبراهيم لم ينسب، فقال بعضهم: هو النخعي، وقال بعضهم: هو ابن مهاجر. وليس ذلك بمحفوظ. قال أبو عبد الرحمن: في الرواية النسائي والطبراني ابن مهاجر. 5) معمر بن راشد عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما: «رمقت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين قبل الفجر، والركعتين بعد المغرب.... » علل الدارقطني (2994). 6) عمرو بن أبي قيس بن راشد عن أبي إسحاق، عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما. علل الدارقطني (2994). 7) شريك، عن أبي إسحاق، عن رجل لم يسمه، عن ابن عمر رضي الله عنهما ويأتي. فاضطرب أبو إسحاق في الحديث. قال الدارقطني في علله (13/ 116): اضطرب هذا الحديث من رواية أبي إسحاق، لكثرة الخلاف عليه فيه. وتقدم قول أبي حاتم: وهو عن أبي إسحاق مضطرب. 2- رواية سليمان بن مهران الأعمش: رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 214) حدثنا أبي في جماعة قالوا: ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا إبراهيم بن عامر، ثنا أبي، عن يعقوب، عن أبي سيف، عن الأعمش، ح (2/ 180) حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا محمد بن النضر، ثنا عامر بن إبراهيم، ثنا يعقوب القمي، عن أبي سيف، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «رمقت النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ليلة يصلي الركعتين بعد المغرب، ويقرأ في الركعتين قبل الفجر ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ » إسناده ضعيف. قال الدارقطني في العلل (13/ 116) رواه يعقوب القمي، عن أبي سيف، لا نعرفه إلا كذلك، عن الأعمش عن مجاهد، عن ابن عمر رضي الله عنهما. ويعقوب، وأبو سيف ضعيفان، ولا يصح هذا عن الأعمش. تنبيه: ليس في رواية (1/ 214) عدد اليالي. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |