حكم المداومة على دعاء القنوت في صلاة الفجر وحكم متابعة المأموم للإمام في ذلك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 896 - عددالزوار : 119641 )           »          التنمر الإلكترونى عبر الإنترنت.. إحصاءات وحقائق هامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          طرق مهمة للتعامل لحماية الأطفال من مخاطر الإنترنت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          علماء الفلك يحذرون من احتمال بنسبة 50% لاصطدام مجرتنا مع أخرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          احم طفلك.. ألعاب إلكترونية ونهايات مأساوية أبرزها الحوت الأزرق وبابجى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيفية جعل أيقونات الشاشة الرئيسية لجهاز أيفون داكنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كيفية تحويل ملف Word إلى PDF فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كل ما تريد معرفته عن روبوت لوحى من أبل يشبه ايباد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سلسلة Google Pixel 9.. ما تقدمه الهواتف المستخدمة للذكاء الاصطناعى مقابل السعر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تطبيق رسائل جوجل يحصل على بعض التعديلات قريباً.. تعرف عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 30-07-2019, 12:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,327
الدولة : Egypt
افتراضي حكم المداومة على دعاء القنوت في صلاة الفجر وحكم متابعة المأموم للإمام في ذلك

حكم المداومة على دعاء القنوت في صلاة الفجر وحكم متابعة المأموم للإمام في ذلك



عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:
♦ أولًا: حُكم المُداومة على دعاء القُنوت في صلاة الفجر:
اختلف العُلماء في حُكم المُداومة على دعاء القُنوت في صلاة الفجر على ثلاثة أقوال:
القول الأول:
لا يُسنُّ القُنوت في صلاة الفجر إلا في النوازل، وبهذا قال الثوري، وأبو حنيفة، وأحمد، وهو المنقول عن جماعة من الصحابة؛ كابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، وأبي الدرداء رضي الله عنهم.

واستدلَّ أصحاب هذا القول بما يلي:
1- عن أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي قال: قلت لأبي: (يا أبت، إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر وعمر وعُثمان وعلي رضي الله عنهم، فكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: أي بُني، مُحدث)، وفي لفظ: (يا بُني، إنها بدعة)[1].

2- عن أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قنَتَ شهرًا بعد الركوع، يدعو على أحياء من بني سليم)[2]، وفي لفظ: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرًا يلعن رعلًا وذكوان وعصية؛ عصوا الله ورسوله)[3]، وفي لفظ: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنَتَ شهرًا يدعو على أحياء من أحياء العرب، ثم تركه)[4].

3- عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (قَنَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا مُتتابعًا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال: ((سمِع الله لمن حمده)) من الركعة الآخرة، يدعو على أحياء من بني سليم؛ على رعل وذكوان وعصية، ويُؤمِّن مَنْ خلفه)[5].

وقالوا: ما ورد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء القُنوت؛ فإنما يدلُّ على مشروعيته عند النوازل في الصلوات الخمس كلها، وتركه عند عدمها؛ ولكن كان أكثر قُنوته - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - في الفجر، وهذا القول هو الذي عليه فُقهاء أهل الحديث، وهو المأثور عن الخُلفاء الراشدين، والذي يُبيِّن هذا أنه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت دائمًا، ويدعو بدعاء راتب، لكان المُسلمون ينقلون هذا عن نبيِّهم، فإن هذا من الأمور التي تتوفر الهِمَم والدواعي على نقلها، وهم الذين نقلوا عنه في قُنوته ما لم يُداوم عليه، وليس بسُنَّة راتبة؛ كدعائه على الذين قتلوا أصحابه، ودعائه للمُستضعفين من أصحابه، ونقلوا قُنوت عمر وعلي على من كانوا يُحاربونهم، فكيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم يقنت دائمًا في الفجر أو غيرها، ويدعو بدعاء راتب ولم يُنقل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا في خبر صحيح، ولا ضعيف؟!

القول الثاني:
يُسنُّ القُنوت في صلاة الفجر دائمًا، وهو قول مالك والشافعي.

واستدلوا بما يلي:
1- قوله تعالى: ï´؟ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ï´¾ [البقرة: 238].
وقالوا: الوُسطى: هي الفجر والقُنوت فيها.

2- عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في صلاة الغداة حتى فارق الدنيا) [6].

القول الثالث:
أنه منسوخ فلا يُشرع بحال بناء على: (أن النبي صلى الله عليه وسلم قنَتَ، ثم ترَكَ)، والتركُ نَسْخٌ للفعل، كما أنه لما كان يقوم للجنازة، ثم قعد، جُعِل القعود ناسخًا للقيام، وهذا قول طائفة من أهل العراق.

الترجيح:
الراجح في هذه المسألة هو ما ذهب إليه أصحاب القول الأول أنه لا يُسنُّ القُنوت في صلاة الفجر إلا إذا كان هناك سبب؛ كنازلة تنزل بالمُسلمين، ولا يختص ذلك بصلاة الفجر؛ بل يكون فيها وفي غيرها من الصلوات المفروضة، وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم، ورجَّحه الشيخ ابن باز، والشيخ ابن جبرين، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان، وغيرهم من العُلماء.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (النبي صلى الله عليه وسلم قنت لسببٍ نزلَ به، ثم تركه عند عدم ذلك السبب النازل به؛ فيكون القُنوت مسنونًا عند النوازل، وهذا القول هو الذي عليه فُقهاء أهل الحديث، وهو المأثور عن الخُلفاء الراشدين رضي الله عنهم؛ فإن عمر رضي الله عنه لما حارب النصارى قنت عليهم القُنوت المشهور: "اللَّهمَّ عذِّب كفرة أهل الكتاب... " إلى آخره، وهو الذي جعله بعض الناس سُنةً في قُنوت رمضان، وليس هذا القنوت سُنَّةً راتبةً، لا في رمضان ولا غيره؛ بل عمر قنت لما نزل بالمُسلمين من النازلة، ودعا في قُنوته دعاء يُناسب تلك النازلة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قنَتَ أولًا على قبائل بني سليم الذين قتلوا القُرَّاء دعا عليهم بالذي يُناسب مقصوده، ثم لما قنت يدعو للمُستضعفين من أصحابه دعا بدعاء يُناسب مقصوده؛ فسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخُلفائه الراشدين تدلُّ على شيئين:
أحدهما: أن دعاء القُنوت مشروع عند السبب الذي يقتضيه وليس بسُنَّة دائمة في الصلاة.

الثاني: أن الدعاء فيه ليس دعاءً راتبًا؛ بل يدعو في كل قُنوت بالذي يُناسبه، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم أولًا وثانيًا، وكما دعا عُمر وعلي رضي الله عنهما لما حارب مَنْ حاربَه في الفتنة، فقنَتَ ودعا بدعاء يُناسب مقصوده، والذي يُبيِّن هذا أنه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت دائمًا ويدعو بدعاء راتب، لكان المُسلمون ينقلون هذا عن نبيِّهم، فإن هذا من الأمور التي تتوفَّر الهِمَم والدواعي على نقلها، وهم الذين نقلوا عنه في قُنوته ما لم يُداوم عليه، وليس بسُنة راتبة؛ كدعائه على الذين قتلوا أصحابه، ودعائه للمُستضعفين من أصحابه، ونقلوا قُنوت عُمر وعلي على مَنْ كانوا يُحاربونهم، فكيف يكون النبي صلى الله عليه وسلم يقنت دائمًا في الفجر أو غيرها، ويدعو بدعاء راتب، ولم يُنقل هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لا في خبر صحيح ولا ضعيف؛ بل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين هم أعلم الناس بسُنَّته وأرغبُ الناس في اتِّباعها؛ كابن عُمر وغيره، أنكروا، حتى قال ابن عمر: "ما رأينا ولا سمِعنا "، وفي رواية: "أرأيتكم قيامكم هذا: تدعون ما رأينا ولا سمِعنا"؟! أفيقول مُسلم: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت دائمًا، وابن عمر يقول: ما رأينا ولا سمِعنا؟! وكذلك غير ابن عمر من الصحابة عدُّوا ذلك من الأحداث المُبتدعة.

ومن تدبَّر هذه الأحاديث في هذا الباب علم علمًا يقينيًّا قطعيًّا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت دائمًا في شيء من الصلوات، كما يعلم علمًا يقينيًّا أنه لم يكن يُداوم على القُنوت في الظهر والعشاء والمغرب، فإن من جعل القُنوت في هذه الصلوات سُنَّةً راتبةً يحتجُّ بما هو من جنس حُجَّة الجاعلين له في الفجر سُنة راتبة)؛ ا هـ [7].

وقال ابن قدامة رحمه الله: (لا يُسنُّ القُنوت في الصبح، ولا غيرها من الصلوات سوى الوتر، وبهذا قال الثوري وأبو حنيفة، ورُوي عن ابن عباس، وابن عمر، وابن مسعود، وأبي الدرداء.

وقال مالك، وابن أبي ليلى، والحسن بن صالح، والشافعي: يُسنُّ القُنوت في صلاة الصبح في جميع الزمان؛ لأن أنسًا قال: "ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا"؛ رواه الإمام أحمد في المُسند وكان عمر يقنت في الصبح بمحضر من الصحابة وغيرهم.

ولنا ما رُوي: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرًا يدعو على حي من أحياء العرب ثم تركه"؛ رواه مُسلم، وروى أبو هريرة، وأبو مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.

وعن أبي مالك قال: "قلت لأبي: يا أبتِ، إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعُمر وعُثمان وعلي ها هنا بالكوفة نحوًا من خمس سنين، أكانوا يقنتون؟ قال: أي بُني، مُحدث"؛ قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم، وقال إبراهيم النخعي: "أول من قنت في صلاة الغداة علي، وذلك أنه كان رجلًا مُحاربًا يدعو على أعدائه"، وروى سعيد في سُننه، عن هشيم، عن عُروة الهمذاني، عن الشعبي، قال: "لما قنت علي في صلاة الصبح أنكر ذلك الناس، فقال علي: إنما استنصرنا على عدوِّنا هذا"، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت في صلاة الفجر إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم"؛ رواه سعيد، وحديث أنس يحتمل أنه أراد طول القيام، فإنه يُسمَّى قُنوتًا، وقُنوت عُمر يُحتمل أنه كان في أوقات النوازل، فإن أكثر الروايات عنه أنه لم يكن يقنت، وروى ذلك عنه جماعة فدلَّ على أن قُنوته كان في وقت نازلة)؛ ا هــ[8].

وقال أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: (القُنوت في الفجر غير مشروع إلا في حالة النوازل؛ كحُلول الوباء، أو حصار العدو للبلاد، أو تسلُّطه على المُسلمين، ففي هذه الحال يُشرع القُنوت في صلاة الفجر وغيرها، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك)؛ ا هـ[9].

وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقنت في الصبح بصفة دائمة لا بالدعاء المشهور ((اللهم اهدنا فيمن هديت... إلخ))، ولا بغيره؛ وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقنت في النوازل؛ أي: إذا نزل بالمُسلمين نازلة من أعداء الإسلام، قنت مُدَّة مُعينة يدعو عليهم، ويدعو للمُسلمين، هكذا جاء عن النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وثبت من حديث سعد بن طارق الأشجعي أنه قال لأبيه: يا أبتِ، إنك قد صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف أبي بكر وعُمر وعُثمان وعليٍّ رضي الله عنهم، أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: "أي بُني، مُحدث"؛ أخرجه الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي، وجماعة بإسناد صحيح.


أما ما ورد من حديث أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقنت في الصبح حتى فارق الدنيا، فهو حديث ضعيف عند أئمة الحديث)؛ ا هـ[10].



يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.79 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.86%)]