|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() فوائد من قصة موسى والخضر عليهما السلام فخر الإسلام المدني الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد: فقد قال الله تبارك وتعالی: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا * فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا * قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا * قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا * فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا * قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا * أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا ﴾ [الكهف: 60 - 82]. إن قصة موسى مع الخضر - عليهما السلام - فيها عبر ودلالات، وللمتأملين في آياتها فوائد وعظات، وقد قمنا بتوفيق الله وفضله باستخراج مجموعةٍ من الفوائد تدور حول الآيات القرآنية الواردة في القصة، والفضل يرجع إلى الله أولًا، ثم إلى جامعة العلامة السيد محمد يوسف البنوري - «جامعة العلوم الإسلامية» - التي تربَّينا في أکنافها، مع تشجيع ودعاء المحبين جزاهم الله خيرًا. وإليكم هذه المجموعة - نفعنا الله وإياكم بها -: 1- السؤال مفتاح لخير كثير؛ كما في هذه القصة حيث سأل رجل موسى عليه السلام. 2- المرافقة في السفر: حيث لم يخرج وحده، بل أرفق معه فتاهُ. 3- ليس كل واحد يستحق المرافقة ويصلح لها، بل ينبغي اختيار الأفضل، وذلك لأن موسى عليه السلام قد اختار فتى من الفتيان الذي أصبح نبيًّا، وهو يوشع عليه السلام. 4- توضيح الهدف للمرافق؛ حتى لا يخفى عليه الأمر، ويكونَ على بصيرة: ﴿ إذ قال لفتاه... ﴾ الآية. 5- استصحاب الشابِّ قد يكون أحيانًا أفضل من استصحاب الكبير. 6- وقوع النسيان للبشر: ﴿ نسيا حوتهمـا ﴾. 7- الأنبياء بشر، يأكلون ويشربون، حيث أخذ الزاد معه: ﴿ آتنا غداءنا ﴾. 8- قدرة الله تعالى، الذي يحيي ويميت، وهو قادر على إحياء الموتى. 9- البحر مسخر، وهذه الفائدة يؤيدها قوله تعالى: ﴿ سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ ﴾ [الجاثية: 12]. 10- أن الله تعالى يعلم الغيب. 11- أن فوق كل ذي علم عليمًا. 12- فضل العلم؛ حيث سافر نبي من الأنبياء في طلبه. 13- الرحلة في طلب العلم من سنة السلف، وهي سنة محمودة، وفيها بركة. 14- "مَنْهُومَانِ لا يَشْبَعَانِ: مَنْهُومٌ في العلمِ لا يَشْبَعُ منه، ومَنْهُومٌ في الدنيا لا يَشْبَعُ منها"؛ (وفي العلم: رحلة سيدنا موسى عليه السلام في طلبه، وهو نبي من الأنبياء). 15- لا يخلو عصر من العصور عن المعلم والمتعلم، والحاضر والمسافر، والظالم والمظلوم، والغني والفقير. 16- طلب العلم لا يختص بسن دون سن، والشيخوخة غير مانعة عن طلبه. 17- يفضل للتعلم ملازمة الشيخ والأستاذ، واليوم قد نفقد هذا الشيء ﴿ على أن تعلمن ﴾. 18- ليس من الواجب أن يدرك التلميذ جميع ما عند المعلم، بل يكفيه البعض، وذلك لقوله: ﴿ أن تعلِّمنِ ممـا علُّمت رشدًا ﴾. 19- قبل الشروع في أي علم، أو الدخول فيه، لا بد من معرفة حقيقته ومبادئه. 20- من تعلم تألَّم، والذي لا يصبر لا يتعلم: ﴿ إنك لن تستطيع معي صبرًا ﴾. 21- ينبغي للطالب أن يصبر على العلم والمعلم: ﴿ إنك لن تستطيع معي صبرًا ﴾. 22- التعليم والتعلم لا يفتقران إلى بناء وسكنٍ، وإنما يمكن مواصلتهمـا عن طريق السير والسفر، والتجول وفي الحضر. 23- العلم يؤتى إليه ولا يأتي؛ (كمـا فعل سيدنا موسى عليه السلام). 24- لا عمل إلا بالعلم. 25- العلم وأهله لهم منزلة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى. 26- العمل بالقول، والتطبيق العملي؛ حيث قال لفتاه، ثم طبقه عمليًّا، فعرفناه أنه لم يكن مجرد ادِّعاء. 27- توضيح الدرس وتسهيله للطلبة: ﴿ أمـا الغلام ﴾، ﴿ أمـا السفينة ﴾، ﴿ أمـا الجدار ﴾. 28- ينبغي أن يكون التنبيه أثناء الدرس بالاختصار، وكذلك الاعتذار: ﴿ ألم أقل لك ﴾، ﴿ لا تؤاخذني ﴾، ثم يستمر الدرس. 29- الدرس قولي وعملي معًا، وفيه إشارة إلى إعادة الدرس مرة أو مرتين. 30- تنبيه الطالب وتوجيهه نحو الدرس؛ كي يستمع جيدًا: ﴿ سأنبئك بتأويل ﴾، ثم فصل القول حول التأويل الموعود بقوله: ﴿ أمـا السفينة ﴾، ﴿ وأما الغلام ﴾، ﴿ وأما الجدار ﴾، وفي الأخير نبَّه على ذلك بقوله: ﴿ ذلك تأويل مـا لم تسطع عليه صبرًا ﴾، ونستفيد من ذلك مراعاة أقسام الطلبة وطبائعهم، ومراعاة مستوى الطلاب من حيث الفهم. 31- في زيادة العلم والعمل رحمة: ﴿ آتيناه رحمة من عندنا ﴾. 32- ينبغي للعالم أن يتنبَّه للفتن، ويقوم بواجبه: ﴿ فخشينا أن يرهقهمـا طغيانًا وكفرًا ﴾. 33- العلم يقتضي العمل، كما فعل الخضر وموسى عليهما السلام. 34- تكررت كلمة «الصبر» سبع مرات في الآيات الكريمة، وفيها إشارة إلى صعوبة التعلم ومشاقه. 35- الإحاطة بمعنى العلم: (فائدة لغوية). 36- مراعاة التأدب مع الأستاذ في الأمور التي قد يراها مستحسنة: ﴿ لو شئت لاتخذت عليه أجرًا ﴾. 37- أهمية التعلُّم من الآخرين. 38- لا بأس بطلب علمٍ ممن هو دونك، وذلك لا يستلزم أفضليته. 39- ليس من اللازم أن يجد کل طالب سکنًا أو وجبة طعام، (استطعما أهلها). 40- أحيانًا يکرَم المضيف بالضيف. 41- التيسير في أمور المتعلمين (الطلبة): ﴿ ولا ترهقني من أمري عسرًا ﴾. 42- لا علم إلا بتوفيق الله: ﴿ آتيناه من لدنا علمًا ﴾. 43- العلم رشد وهداية: ﴿ مما علمت رشدًا ﴾ 44- لا علم إلا بالصبر: ﴿ ستجدني إن شاء الله صابرًا ﴾. 45- ولا صبر إلا بالعلم: ﴿ وكيف تصبر على مـا لم تحط به خبرًا ﴾. 46- لا بأس بقلة عدد الطلاب، مع استحضار الإخلاص في الطلب. 47- ينبغي للطالب أن يشاهد الأستاذ ويراقب فعله. 48- ينبغي للأستاذ أن يقوم بإعداد الطالب نفسيًّا لصعوبات التعلم ومشاقها: ﴿ إنك لن تستطيع معي صبرًا ﴾. 49- ليس كل طالب مستحقًّا للتعلم والقبول، إلا من صبر واتبع وأطاع، وتجنب من المخالفة والمعصية: ﴿ لا أعصي لك أمرًا ﴾، ﴿ فلا تسألني ﴾. 50- التعليم بالممـارسة والعمل والتطبيق، أقوى من التعلم بالقول والقراءة: «صلوا كمـا رأيتموني أصلي»، «خذوا عني مناسككم». 51- ينبغي للأستاذ أن يكون مستغنيًا عن الطلاب، ولا يظهر الحاجة إليهم. 52- من طرق التعليم طرح السؤال ولو بلسان الحال، ثم الإجابة عنه؛ ليكون أوقع في النفس: (ثلاثة أسئلة طرحت في ذهن موسى عليه السلام، ثم جاء الجواب عنها واحدًا واحدًا). 53- يستحسن تأخير الإجابة على أسئلة الطلاب إلى نهاية الدرس. 54- من طلب العلم فقد يفتقر. 55- لا سفر إلا بالمرافق. 56- لا بأس بالتمني الزائد إذا كان في الخير: ﴿ أو أمضي حقبًا ﴾. 57- استخدام الوسائل وأسباب الدنيا، وأنها لا تنافي التوكل. 58- ورود هذا الغذاء في القرآن، فهناك فوائد طبية وغذائية للسمك. 59- التأكد من المكان المرتحل إليه عن طريق العلامـات والعناوين. 60- وصولهم كان في النهار؛ لأن الغداء هو مـا يؤكل في بداية النهار. 61- الأنبياء كالبشر قد يجهدون ويتعبون. 62- تفضيل السفر في الليل؛ لأن الأرض تطوى فيه. 63- طلب الشيء من الغير، وليس الإحضار إلا بالأمر: ﴿ آتنا غداءنا ﴾. 64- أسلوب التواضع في أمر الغير؛ حيث استخدم صيغة الجمع بقوله: ﴿ آتنا غداءنا ﴾ بدل: آتني غدائي. 65- بيان التعليل؛ حيث طلب الغداء وذكر العلة؛ أي: النصب. 66- التأدب مع الكبار؛ حيث لم يذكر الفتى طلبه للغداء ولا تعبه، وهو إنسان. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |