تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50 - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311493 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2042042 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132524 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-07-2019, 10:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50

تفسير سورة النحل: من الآية 30 – 50
سيد مبارك








﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30].

إعراب مفردات الآية[1]:

(الواو): استئنافية ﴿ قِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ﴾ مرَ إعرابُها في مقال سابق، (اللام): حرف جر، (الذين): اسم موصول مبني في محل جر متعلق ب (قيل)، (ألقوا): مثل اتقوا «[2]»، (خيرًا): مفعول به لفعل محذوف؛ أي: أنزل خيرًا، (للذين): مثل الأول متعلق بخبر مقدم، (أحسنوا): فعل ماضٍ وفاعله، (في): حرف جر، (ها): حرف تنبيه، (ذه): اسم إشارة مبني في محل جر متعلق بـ(أحسنوا)، (الدنيا): بدل من (ذه) تبعه في الجر، وعلامة الجر الكسرة المقدرة على الألف، (حسنة): مبتدأ مؤخر مرفوع، (الواو): عاطفة، (اللام): لام الابتداء، (دار): مبتدأ مرفوع، (الآخرة): مضاف إليه مجرور، (خير): خبر مرفوع، (الواو): عاطفة، (اللام): لام التأكيد، (نعم): فعل ماضٍ جامد لإنشاء المدح، (دار): فاعل مرفوع، (المتقين): مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الياء، والمخصوص باألمدح محذوف تقديره: هي؛ أي: دار الآخرة.



روائع البيان والتفسير:

﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا ﴾ [النحل: 30].

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الجزئية من الآية: قوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا ﴾ [النحل: 30]، هذا خبر عن السعداء، بخلاف ما أخبر به عن الأشقياء، فإن أولئك قيل لهم: ماذا أنزل ربكم قالوا معرضين عن الجواب: لم ينزل شيئًا؛ إنما هذا أساطير الأوَّلين، وهؤلاء قالوا: ﴿ خَيْرًا ﴾؛ أي: أنزل خيرًا؛ أي: رحمة وبركة لمن اتِّبعه، وآمن به؛ ا.هـ [3].



﴿ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 30].

قال السعدي رحمه الله في تفسيرها ما نصُّه: ﴿ لِلَذِينَ أَحْسَنُوا ﴾ في عبادة الله تعالى، وأحسنوا إلى عباد الله فلهم ﴿ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ﴾ رزق واسع، وعيشه هنية، وطمأنينة قلب، وأمن وسرور.



﴿ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ ﴾ من هذه الدار، وما فيها من أنواع اللذَّات والمشتهيات، فإن هذه نعيمها قليل محشو بالآفات منقطع، بخلاف نعيم الآخرة؛ ولهذا قال: ﴿ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾؛ ا هـ [4].



وأضاف أبو جعفر الطبري في بيان قوله تعالى: ﴿ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾ فقال رحمه الله: يقول: ولنعم دار الذين خافوا الله في الدنيا، فاتقوا عقابه بأداء فرائضه، وتجنُّب معاصيه، دار الآخرة؛ ا هـ [5].



﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 31].

إعراب مفردات الآية[6]:

(جنات): خبر لمبتدأ محذوف، تقديره هي «[7]»، (عدن): مضاف إليه مجرور، (يدخلونها) مضارع مرفوع، و(الواو): فاعل، و(ها): ضمير مفعول به، (تجري): مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الياء، (من تحتها): جار ومجرور متعلق ب (تجري) «[8]»، وفيه حذف مضاف؛ أي: من تحت بيوتها أو أشجارها، و(ها): مضاف إليه، (الأنهار): فاعل تجري مرفوع، (اللام): حرف جر، و(هم): ضمير في محل جر متعلق بخبر مقدم، (فيها): مثل لهم متعلق بالخبر، (ما): اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر، (يشاؤون): مضارع مرفوع.



و(الواو): فاعل، (الكاف): حرف جر وتشبيه «[9]»، (ذلك): اسم إشارة مبني في محل جر متعلق بمحذوف مفعول مطلق عامله (يجزي)، والإشارة إلى الجزاء، و(اللام): للبعد، و(الكاف): للخطاب، (يجزي الله): مثل تجري الأنهار، (المتقين): مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء.



روائع البيان والتفسير:

﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾ [النحل: 31].

قال السعدي في تفسيرها إجمالًا ما نصه: ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ﴾؛ أي: مهما تمنته أنفسهم وتعلقت به إرادتهم، حصل لهم على أكمل الوجوه وأتمها، فلا يمكن أن يطلبوا نوعًا من أنواع النعيم الذي فيه لذة القلوب وسرور الأرواح، إلا وهو حاضر لديهم، ولهذا يعطي الله أهل الجنة كل ما تمنوه عليه، حتى إنه يذكرهم أشياء من النعيم لم تخطر على قلوبهم، فتبارك الذي لا نهاية لكرمه، ولا حد لجوده الذي ليس كمثله شيء في صفات ذاته، وصفات أفعاله وآثار تلك النعوت، وعظمة الملك والملكوت.



﴿ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَهُ الْمُتَقِينَ ﴾ لسخط الله وعذابه بأداء ما أوجبه عليهم من الفروض والواجبات المتعلقة بالقلب والبدن واللسان من حقه وحق عباده، وترك ما نهاهم الله عنه؛ ا.هـ [10].



﴿ الَذِينَ تَتَوَفَاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾[النحل: 32].

إعراب مفردات الآية [11]

(الذين تتوفاهم الملائكة) مر إعرابها «[12]»، (طيبين) حال منصوبة من مفعول تتوفاهم (يقولون) مثل يدخلون (سلام) مبتدأ مرفوع «[13]»، (على) حرف جر، و(كم) ضمير في محل جر متعلق بخبر المبتدأ (ادخلوا الجنة) مثل ادخلوا أبواب.. «[14]»، (بما كنتم تعملون) مر إعرابها «[15]».



روائع البيان والتفسير:

﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 32].

قال السعدي في تفسيرها إجمالًا ما نصه: ﴿ الَذِينَ تَتَوَفَاهُمُ الْمَلائِكَةُ ﴾ مستمرين على تقواهم ﴿ طَيِبِينَ ﴾؛ أي: طاهرين مطهرين من كل نقص ودنس يتطرق إليهم ويخل في إيمانهم، فطابت قلوبهم بمعرفة الله ومحبته وألسنتهم بذكره والثناء عليه، وجوارحهم بطاعته والإقبال عليه، ﴿ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ﴾ أي: التحية الكاملة حاصلة لكم والسلامة من كل آفة.



وقد سلمتم من كل ما تكرهون: ﴿ ادْخُلُوا الْجَنَةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ من الإيمان بالله والانقياد لأمره، فإن العمل هو السبب والمادة والأصل في دخول الجنة والنجاة من النار، وذلك العمل حصل لهم برحمة الله ومنته عليهم لا بحولهم وقوتهم؛ ا.هـ[16].



وزاد الشنقيطي رحمه الله في بيان الآية وارتباط معناها بآيات أخرى في القرآن، فقال ما مختصره: في هذه الآية الكريمة أن المتقين الذين كانوا يمتثلون أوامر ربهم، ويجتنبون نواهيه تتوفاهم الملائكة؛ أي: يقبضون أرواحهم في حال كونهم طيبين؛ أي: طاهرين من الشرك والمعاصي على أصح التفسيرات ويبشرونهم بالجنة، ويسلمون عليهم.



وبين هذا المعنى أيضًا في غير هذا الموضع؛ كقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت: 30]، وقوله: ﴿ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23، 24]، والبشارة عند الموت، وعند دخول الجنة من باب واحد؛ لأنها بشارة بالخير بعد الانتقال إلى الآخرة، ويفهم من صفات هؤلاء الذين تتوفاهم الملائكة طيبين، ويقولون لهم: سلام عليكم ادخلوا الجنة أن الذين لم يتصفوا بالتقوى لم تتوفهم الملائكة على تلك الحال الكريمة، ولم تسلم عليهم، ولم تبشرهم، وقد بيَّن تعالى هذا المفهوم في مواضع آخر؛ كقوله: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ ﴾ [النحل: 28]، وقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 97]، وقوله: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ﴾ [الأنفال: 50] إلى غير ذلك من الآيات.



ثم ذكر رحمه الله فائدة جليلة من الآية فقال: أسند هنا جل وعلا التوفي للملائكة في قوله: ﴿ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ﴾ [النحل: 28]، وأسنده في «السجدة» لملك الموت في قوله: ﴿ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ ﴾ [السجدة: 11]، وأسنده في «الزمر» إلى نفسه جل وعلا في قوله: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾ [الزمر: 42]، وقد بيَّنا في كتابنا (دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب) في سورة «السجدة» أنه لا معارضة بين الآيات المذكورة، فإسناده التوفي لنفسه؛ لأنه لا يموت أحد إلا بمشيئته تعالى؛ كما قال: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴾ [آل عمران: 145]، وأسنده لملك الموت؛ لأنه هو المأمور بقبض الأرواح، وأسنده إلى الملائكة؛ لأن لملك الموت أعوانًا من الملائكة ينزعون الروح من الجسد إلى الحلقوم، فيأخذها ملك الموت، كما قاله بعض العلماء، والعلم عند الله تعالى؛ ا.هـ [17].



﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [النحل: 33].

إعراب مفردات الآية [18]:

(هل) حرف استفهام فيه معنى النفي، (ينظرون) مضارع مرفوع.. و(الواو) فاعل (إلا) للحصر، (أن) حرف مصدري ونصب، (تأتيهم) مضارع منصوب..، و(هم) ضمير مفعول به، (الملائكة) فاعل مرفوع، (أو) حرف عطف (يأتي) مثل الأول ومعطوف عليه، (أمر) فاعل مرفوع، (ربك) مضاف إليه مجرور.. و(الكاف) مضاف إليه، والمصدر المؤول (أن تأتيهم...) في محل نصب مفعول به عامله ينظرون، (كذلك فعل الذين) مثل كذلك يجزي الله «[19]»، (من قبلهم) جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول الذين...، و(هم) ضمير مضاف إليه، (الواو) استئنافية، (ما) نافية، (ظلمهم) فعل ماض..، و(هم) مفعول به، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، (الواو) عاطفة، (لكن) حرف استدراك، (كانوا) فعل ماض ناقص ناسخ، والواو اسمه، (أنفس) مفعول به مقدم منصوب، و(هم) ضمير مضاف إليه، (يظلمون) مثل ينظرون.



روائع البيان والتفسير:

﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِكَ ﴾:

قال السعدي رحمه الله في بيان هذه الجزئية من الآية ما نصه: يقول تعالى: هل ينظر هؤلاء الذين جاءتهم الآيات فلم يؤمنوا، وذكِروا فلم يتذكروا، ﴿ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ ﴾ لقبض أرواحهم ﴿ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِكَ ﴾ بالعذاب الذي سيحل بهم، فإنهم قد استحقوا وقوعه فيهم؛ اهـ [20].



وأضاف القرطبي رحمه الله في تفسيرها ما نصه: هذا راجع إلى الكفار؛ أي: ما ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم وهم ظالمون لأنفسهم، ﴿ أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِكَ ﴾؛ أي: بالعذاب من القتل كيوم بدر، أو الزلزلة والخسف في الدنيا، وقيل: المراد يوم القيامة؛ ا.هـ [21].



﴿ كَذَلِكَ فَعَلَ الَذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

قال ابن كثير رحمه الله في بيانها: قوله: ﴿ كذلك فعل الذين من قبلهم ﴾؛ أي: هكذا تمادى في شركهم أسلافهم ونظراؤهم وأشباههم من المشركين حتى ذاقوا بأس الله، وحلوا فيما هم فيه من العذاب والنكال، ﴿ وما ظلمهم الله ﴾؛ لأنه تعالى أعذر إليهم، وأقام حججه عليهم بإرسال رسله وإنزال كتبه، ﴿ ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ﴾؛ أي: بمخالفة الرسل والتكذيب بما جاؤوا به؛ ا.هـ [22].



﴿ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾ [النحل: 34]:

إعراب مفردات الآية [23]:

(الفاء) عاطفة (أصابهم سيئات) مثل ظلمهم الله، (ما) حرف مصدري، (عملوا) فعل ماض وفاعله،

والمصدر المؤول (ما عملوا...) في محل جر مضاف إليه، (الواو) عاطفة، (حاق) فعل ماض (الباء) حرف جر، و(هم) ضمير في محل جر متعلق بـ(حاق)، (ما) اسم موصول مبني في محل رفع فاعل «[24]، (كانوا... يستهزئون) مثل كانوا يظلمون (به) مثل بهم متعلق بـ(يستهزئون).



روائع البيان والتفسير:

﴿ فَأَصَابَهُمْ سَيِئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ

فلهذا أصابتهم عقوبة الله على ذلك، ﴿ وحاق بهم ﴾؛ أي: أحاط بهم من العذاب الأليم، ﴿ ما كانوا به يستهزئون ﴾؛ أي: يسخرون من الرسل إذا توعدوهم بعقاب الله؛ فلهذا يقال يوم القيامة: ﴿ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴾ [الطور: 14]؛ ا.هـ، ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره [25].



﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾ [النحل: 35].

إعراب مفردات الآية [26]:

(الواو) استئنافية، (قال) فعل ماض، (الذين) موصول فاعل، (أشركوا) فعل ماض وفاعله، (لو) حرف شرط غير جازم، (شاء) مثل قال، (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع، (ما) نافية، (عبدنا) فعل ماض وفاعله، (من دونه) جار ومجرور حال من شيء..، و(الهاء) مضاف إليه، (من) حرف جر زائد، (شيء) مجرور لفظًا منصوب محلًّا مفعول به، (نحن) ضمير منفصل مبني في محل رفع توكيد لضمير المتكلم نا، (الواو) عاطفة، (لا) زائد لتأكيد النفي، (آباؤنا) معطوف على ضمير المتكلم الفاعل...، و(نا) مضاف إليه، (الواو) عاطفة (حرمنا من دونه من شيء) مثل عبدنا من... من شيء (كذلك.. من قبلهم) مر إعرابها «[27]»، (الفاء) استئنافية، (هل) حرف استفهام بمعنى النفي، (على الرسل) جار ومجرور متعلق بخبر مقدم، (إلا) أداة حصر، (البلاغ) مبتدأ مؤخر مرفوع، (المبين) نعت للبلاغ مرفوع.



روائع البيان والتفسير:

﴿ وَقَالَ الَذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ﴾:

قال ابن كثير رحمه الله في بيانها: يخبر تعالى عن اغترار المشركين بما هم فيه من الشرك واعتذارهم محتجين بالقدر، في قولهم: ﴿ لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء ﴾؛ أي: من البحائر والسوائب والوصائل وغير ذلك، مما كانوا ابتدعوه واخترعوه من تلقاء أنفسهم، ما لم ينزل الله به سلطانًا، ومضمون كلامهم: أنه لو كان تعالى كارهًا لما فعلنا، لأنكره علينا بالعقوبة ولما مكنا منه؛ ا.هـ [28].



وزاد السعدي فقال رحمه الله: أي: احتج المشركون على شركهم بمشيئة الله، وأن الله لو شاء ما أشركوا، ولا حرموا شيئًا من الأنعام التي أحلها كالبحيرة والوصيلة والحام ونحوها من دونه، وهذه حجة باطلة، فإنها لو كانت حقًّا ما عاقب الله الذين من قبلهم؛ حيث أشركوا به، فعاقبهم أشد العقاب، فلو كان يحب ذلك منهم لما عذبهم، وليس قصدهم بذلك إلا رد الحق الذي جاءت به الرسل، وإلا فعندهم علم أنه لا حجة لهم على الله.



فإن الله أمرهم ونهاهم ومكنهم من القيام بما كلفهم، وجعل لهم قوة ومشيئة تصدر عنها أفعالهم، فاحتجاجهم بالقضاء والقدر من أبطل الباطل، هذا وكل أحد يعلم بالحس قدرة الإنسان على كل فعل يريده من غير أن ينازعه منازع، فجمعوا بين تكذيب الله وتكذيب رسله، وتكذيب الأمور العقلية والحسية؛ ا.هـ [29].



﴿ كَذَلِكَ فَعَلَ الَذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُسُلِ إِلَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾:

قال أبو جعفر الطبري رحمه الله في بيان قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ فَعَلَ الَذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾، فقال: كذلك فعل الذين من قبلهم من الأمم المشركة الذين استَن هؤلاء سنتهم، فقالوا مثل قولهم، سلكوا سبيلهم في تكذيب رسل الله، واتباع أفعال آبائهم الضلال؛ ا.هـ [30].



وأضاف السعدي رحمه الله في بيان قوله تعالى: ﴿ فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ﴾؛ أي: البين الظاهر الذي يصل إلى القلوب، ولا يبقى لأحد على الله حجة، فإذا بلغتهم الرسل أمر ربهم ونهيه، واحتجوا عليهم بالقدر، فليس للرسل من الأمر شيء، وإنما حسابهم على الله عز وجل؛ ا هـ [31].



﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾ [النحل: 36].

إعراب مفردات الآية [32]:

(الواو) استئنافية، (اللام) لام القسم لقسم مقدر، (قد) حرف تحقيق، (بعثنا) فعل ماض وفاعله، (في كل) جار ومجرور متعلق بـ(بعثنا)، (أمة) مضاف إليه مجرور، (رسولًا) مفعول به منصوب، (أن) حرف تفسير؛ لأن بعثنا بمعنى قلنا.. «[33]»، (اعبدوا) فعل أمر مبني على حذف النون... و(الواو) فاعل، (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (اجتنبوا الطاغوت) مثل اعبدوا الله (الفاء) عاطفة تفريعية، (من) حرف جر، و(هم) ضمير في محل جر متعلق بخبر مقدم، (من) اسم موصول مبني في محل رفع مبتدأ مؤخر «[34]».




يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 194.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 192.37 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (0.88%)]