حياة المسلم كلها لله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 125879 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريقة عمل لفائف البطاطس المحشوة بالدجاج والجبنة.. أكلة سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-07-2019, 12:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي حياة المسلم كلها لله

حياة المسلم كلها لله



هبة حلمي الجابري






هل جرَّبْتَ يومًا أن يكون شعارك قول الله تعالى: ﴿ {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} ﴾ [الأنعام: 162، 163]؟

أما علمتَ أنك إذا عشت بها، سمَتْ روحُكَ لعنان السماء، وأصبح لأيامك بهجةٌ ولذَّةٌ، وذُقْتَ نعيم الجنة وأنت تمشي على الأرض؟
من السهل أن نجد مَنْ يُصلِّي أو مَنْ يجعل نُسُكَه وما يذبحه من الأنعام قربةً وعبادةً لله سبحانه وتعالى؛ ولكن مَنْ منَّا قد جعل حياته ومماته وحركاته وسكناته وأقواله وأفعاله لله؟ فإذا سئلت: هل تحبُّ الله؟ ستكون الإجابة سريعةً واضحةً، ومَنْ منا لا يحب الله؟ ولكن الحب بالأفعال؛ لا بالأقوال وحدها، والمحب الحقيقي لله سبحانه وتعالى هو مَنْ يُطبِّق ما جاء في هذه الآية.
قد يظنُّ البعض أنه بالحفاظ على الفرائض والنوافل، يكون قد حقَّقَ المراد من الآية؛ ولكن هل هذا صحيح؟ إن التطبيق العملي للآية هو أن تُراجع كلَّ ما يصدُر منك، فتجعله لله؛ تحبُّ في الله، وتبغض فيه، إذا أكلت كانت أكلتك لله، وإذا نمت أو ضحكت فلله، وإذا تحدثت فكلماتك تذكر كلَّ مَنْ حولك بالله، تستخدم كل وسيلة بين يديك لتُعلِن أنك عبدٌ لله، خاضعٌ له، مُتوجِّهٌ إليه في كل صغيرة وكبيرة في حياتك، ليس هناك فصل بين الدين والدنيا؛ فحياتك كلها مرتبطة بالدين، ودُنياك ما هي إلَّا تطبيقٌ عمليٌّ لأوامر الدين، وزادك للجنة.
تصلي وتعبُد الله في المسجد، ثم تخرج من المسجد لتعبُد الله في بيتك بحُسْن عشرتك لزوجتك وولدك وأهلك، ثم تعبُد الله في عملك بإتقانه، وتحرِّي الحلال، وقضاء حوائج الناس بوجه بشوش أبعد ما يكون عن العبوس، وتعبُده في الشارع بإماطة الأذى عن الطريق، تعبُده في تعامُلاتك مع جيرانك ومَنْ عرَفْتَ ومَنْ لم تعرِفْ.
يُعرَف أثر عبادتك وحبك لله من قدوتك ومَنْ تُحبُّ ومَنْ تكره؛ فإذا كانت حياتك لله، فحبُّك لشخص إنما يكون بناء على علاقته بالله؛ فلا تحب من أعلن عداوته للإسلام مهما بلغ أعلى منازل الدنيا، فهو وإن علت منزلته عند أهل الدنيا، فلا يُساوي عند الله جناح بعوضة، ولا تُشجِّع لاعبًا يُعلِن عداءه للإسلام مهما كانت مهاراتُه! فأين عقيدة الولاء والبراء؟ وهكذا في كل علاقاتك.
تسمع عبارةً أو خبرًا، والجميع يصدق وينشر؛ لكن أنت يا من جعلت حياتك لله تتثبَّت أولًا، ولا تنساق وراء العواطف، ما يهمُّكَ رضى الله؛ لا رضى الناس، تسلك طريق الحق، ولا يغرك قلة السالكين.
إذا جعت أكلت من حلال، وإذا شبعت حمدت الله على نعمته، وتذكَّرْتَ حال الفقير الجائع، فبادرت بالصَّدَقة والإطعام.
تُراقب مزاحك وضحكاتك، فلا تقول إلا حقًّا، ولا تلمز، ولا تهمز، ولا تتلفَّظ بإهانة - ولو على سبيل المزاح - فلسانك لا ينطق إلَّا طيبًا في جِدِّك وهزلك، وفي رضاك وغضبك.
مهما كانت مهنتك أو وظيفتك ربطتها بما ورد في كتاب الله وسُنَّة رسوله وتعاليم الإسلام، ليس فقط في تحرِّي الحلال، والبُعْد عن الحرام؛ بل أيضًا في حديثك عنها، فإذا كنت طبيبًا بيَّنْتَ عظيم قدرة الله في خلقه، وإذا كنت مُحاضِرًا استشهدت بآيات الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وربطت ما تقوله بالدين مهما كان المجال الذي تتحدَّث عنه، وإذا كنت معلمًا في فصلك تشرح الكيمياء أو الفيزياء أو الرياضيات وغيرها من العلوم ذكَّرتَ تلامذتك بعظمة خلق الله، وما أودعه في مخلوقاته، تقطر كلماتُك حبًّا لله، وتذكيرًا له، ودعوة إليه، وإذا ضربت الأمثلة، وكتبت مسألة، جعلتها عن أمور تهمُّ المسلم وتُذكِّره بتعاليم دينه وقيمه.
تتسامر وتضحك مع أصدقائك، فيتحدَّث أحدُهم بعبارة، أو يحدث موقف؛ فتبادر وتُذكِّرهم بآية أو حديث أو قصة من السيرة أو سير السلف الصالح.
تتقلَّب في نومك، فتذكر الله، ثم تكمل نومك، كلُّ شيء تسمعه أو تراه أو يمرُّ بك، تقف عنده متأمِّلًا، يُذكِّرك بنِعَم الله وفضله فتحمده، أو تأخذ منه عِظةً فتعتبر، يُقرِّبك من الله، ويُنبِّهك إذا غفلتَ، وحِدْتَ عن الطريق يومًا.

إذا سِرْتَ في مكان سبقك عبيرُ أخلاقِكَ، وجميلُ صفاتِكَ، وكيف لا وخُلُقُكَ القرآن؟!

تخيَّل معي من كانت حياته لله كيف سيكون عطاؤه؟ كيف ستكون قيمه وأخلاقه وعباداته ومعاملاته؟
هذا هو المسلم ينبض قلبُه بحبِّ ربِّه، فتُسارع جوارحُه لتُعبِّر عن ذلك الحب أينما حلَّ، وكيفما كان، تتسابق الكلمات على لسانه ليُذكِّر الناس بخالقهم، يراه الناس وكأنه قرآنٌ يمشي على الأرض، يودُّ لو شعر الناس برياض الجنة التي تنعم بها روحُه، فكن مثله تفُزْ ورب الكعبة بخيري الدنيا والآخرة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.61 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]