|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وإذا ما غضبوا هم يغفرون د. عبدالجبار فتحي زيدان بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، ومن والاه. اللهم يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. الغضب: هو ثوران دم القلب، وإرادة الانتقام ولا يكون محمودًا إلا إذا كان انتصارًا لدين الله. إذا تبين لك أنَّ رجلًا ما، أقبل إليك يريد سرقة مالك، أو الاعتداء على عرضك، أو إهانة دينك، فإنَّ الإسلام حينئذ يأمرك أن تجابه هذا الرجل بقوة، وأن تكون أكثر منه وشدة، ولا سيما إذا أصرَّ على عدوانه وتمادى في غيه. وقد جعل الإسلام الذي يُقتَلُ دفاعًا عن دينه أو عرضِهِ، أو ماله أو نفسه شهيدًا، لكن الإسلام في الجانب الآخر أمر المسلم في غير هذه الحالات (الأربع) أن يعفو عمن أساء إليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: (لا تغضَب)، فردد مرارًا: لا تغضب؛ رواه البخاري. فالرجل كرر طلب الوصية من النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول له في كل مرة: (لا تغضب)، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: دلني على عمل يدخلني الجنة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب ولك الجنة)؛ رواه الطبراني بإسنادين أحدهما صحيح، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا صلاة العصر، ثم قام خطيبًا، فلم يدع شيئًا يكون إلى قيام الساعة (من الفتن) إلا أخبرنا به، حفِظه مَن حفظه ونسِيه مَن نسيه، وكان فيما قال: (إنَّ الدنيا خضرة حلوة، وإنَّ الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون، ألا فاتقوا الدنيا واتقوا النساء)، وكان فيما قال: (لا لا يمنعن رجلًا هيبةُ الناس (والخوف منهم مِن) أن يقول الحق إذا علِمه)، فبكى أبو سعيد، وقال: والله رأينا أشياءَ فهبنا، (وخفنا أن نتكلم فيها؛ حتى لا نتعرض للقتل أو الأذى)، وكان فيما قال: ألا إنَّه ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته، ولا غدرة أعظم من غدرة إمام عامة، يركز لواؤه عند استه (أسفل ظهره)، وكان فيما حفظناه يومئذ: ألا إنَّ بني آدم خلقوا على طبقات، ألا وإنَّ منهم البطيء الغضب السريع الفيء؛ (أي: الذي لا يغضب بسرعة، وإذا غضب رجع عن غضبه بسرعة)، وإنَّ منهم سريع الغضب سريع الفيء، فتلك بتلك؛ (لأنَّ سرعة الغضب صفة مذمومة، ولكن سرعة الرجوع عنه صفة ممدوحة، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فتلك بتلك)؛ أي: إنَّ إثم سرعة الغضب يكفِّره وتَغفره سرعة الرجوع)، ألا وإنَّ منهم سريع الغضب بطيء الفيء، (وكلاهما صفة مذمومة)، ألا وخيرهم بطيء الغضب (لا يغضب بسرعة) سريع الفيء، (وكلاهما صفة ممدوحة، لذلك جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس)، وشرهم سريع الغضب بطيء الفيء، (وكلاهما صفة مذمومة؛ لذلك جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم شرَّ الناس)، ألا وإنَّ الغضب جمرة في قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه وعروق عنقه من شدة غضبه، فمن أحس بشيء من ذلك، فليلتصق بالأرض، (يعني: فليقعد إذا كان واقفًا، فإن لم يذهب غضبه، فليضطجع)؛ رواه الترمذي وقال: حديث حسن. وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى رجلًا غضب من رجل سابَّه في حضرته ليذهب غضبه بأن يقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وفسَّر ابن عباس قوله تعالى: ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [المؤمنون: 96]، بأنَّ معناه: الصبر عند الغضب، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا (وتحلوا بهاتين الصفتين)، عصَمهم الله وخضَع لهم عدوُّهم؛ ذكره البخاري تعليقًا. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه أواه الله في كنفه: (ستر عليه برحمته، وأدخله في محبته)، من إذا أُعْطِيَ شكر؛ (أي: إذا أنعم الله عليه شكر الله)، وإذا قدر غفر؛ (أي: إذا قدر على الانتقام ممن آذاه صفح عنه، وغفر له إساءته)، وإذا غضب فتر، (وهدأ بسرعة وسكن)؛ رواه الحاكم، وقال: صحيح الإسناد، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من جرعة أعظم عند الله من جرعة غيظ (غضب) كظمها (حبسها) عبد (في نفسه)؛ ابتغاء وجه الله)؛ رواه ابن ماجه، ورواته محتج بهم، وهذا هو عين الحلم، والحلم هو العفو عن المسيء مع المقدرة على الرد عليه، والحلم من أسمى ما يتصف به المرء. وقد روى صحابة عن رسول صلى الله عليه وسلم قوله: (من كظم غيظًا؛ (أي حبس غضبه، ولم ينتقم ممن أغضبه)، وهو قادر على أن ينفذه - دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة؛ حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء الله). قيل إن (ما) زائدة في قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37]، فالمعنى عندهم واحد بين قوله تعالى وقولنا: وإذا غضبوا هم يغفرون، حتى شاع عند دارسي قواعد اللغة العربية قول: يا إخوتي أفيدكم فائدة، كل (ما) بعد (إذا) زائدة. والحقيقة أنَّ الفرق بين ذكر (ما) وعدم ذكرها فرق أساسي وكبير، فالناس بصفة عامة يمكن أن يوصفوا وأن يقال عنهم إذا غضبوا: هم يغفرون، أما عند ذكر (ما)؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾، فإنه لا يمكن أن يوصف بالمعنى الذي جلبته (ما) في هذه الآية إلا القلة القليلة، ومن المؤمنين الذين بلغوا أسمى درجات الصبر والحلم، والذين قال الله عنهم: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35]؛ إذ أغلب الناس يعفون عمن أساء إليهم وأغضبهم بعد أن تهدأ ثورة غضبهم بزمن يطول أو يقصر، فلو قال جل شأنه: وإذا غضبوا هم يغفرون، لاحتمل وصف المؤمنين بهذه الصفة التي يتصف بها الأكثرون، وهو خلاف المراد من سياق الآية التي كانت لبيان ثناء الله سبحانه على صفوة مختارة خاصة تحلَّت بأسمى الخلق الذي قلَّما يتحلَّى به الناس، لذلك كان المراد من الآية أن يصفهم الله بأنهم يغفرون ويعفون عن الناس ساعة وقوع الإساءة منهم، والمعنى إذا غضبوا في أي وقت كان، فهم وقت غضبهم يغفرون. أي: إن الله سبحانه أراد أن يثني على المؤمنين الذين يعفون عمن أساء إليهم وقت وقوع الإساءة لا بعدها؛ يؤيد ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)؛ رواه البخاري ومسلم وغيرهما. قال الحافظ: (الصُّرَعة) بضم الصاد وفتح الراء: هو الذي كثيرًا ما يصرع الناس بقوته، وأما الصُّرْعة (بضم الصاد وسكون الراء)، فهو الضعيف الذي يصرعه الناس، ومثل الصرعة: الخُدَعة، بضم الخاء وفتح الدال: الذي كثيرًا ما يخدع الناس، أما الخُدْعة (بضم الخاء وسكون الدال)، فهو الذي كثيرًا ما يخدعه الناس، وكذلك الضُّحَكة بضم الضاد وفتح الحاء نعني الذي يضحك على الناس، أما الضُّحْكة بضم الضاد وسكون الحاء، فهو الذي كثيرًا ما يضحك عليه الناس، وما أشبه ذلك. ففي هذا الحديث يبيِّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه ليس الشديد الذي يصرع الناس، وينتصر عليهم بقوته، وإنما الشديد هو الذي يتنصر على نفسه بحبس غضبها ومنعها من الانتقام، ويوضح ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: (ليس الشديد من غلب الناس، إنما الشديد من غلب نفسه)؛ رواه ابن حبان في صحيحه مختصرًا. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بال أعرابي في المسجد، (وفي رواية في طائفة المسجد؛ أي: ناحية منه)، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، (ليضربوه ويمنعوه من إتمام بوله)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه، وأريقوا (وصبوا) على بوله سجلًا أو ذنوبًا (دلوًا مملوءًا ماءً)، فإنما بُعثتم ميسرين، (فدينكم دين السماحة واليسر)، ولم تبعثوا معسرين (مشددين مضيقين)؛ رواه البخاري. وفي رواية أُخرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم تكلم مع الأعرابي بكل رفق ولين، وذكر له أنَّ المسجد بُنِي لطاعة الله لا للذي فعلت، فقال الأعرابي: اللهم ارحمني وارحم محمدًا ولا ترحَم غيرَنا أحدًا، فقال صلى الله عليه وسلم: (فقد حجَّرْتَ واسعًا)؛ أي: كان ينبغي لك أن تدعوَ لكل المسلمين. وعن ابن المسيب رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ومعه أصحابه، وقع رجل بأبي بكر رضي الله عنه فأذاه، (فراح يذمُّ أبا بكر ويعيبه ويسبُّه)، فصمت (وسكت) عنه، (ولم يرد عليه رضي الله عنه، ثم آذاه الثانية، فصمت عنه أبو بكر، (ولم يرد عليه أيضًا رضي الله عنه)، ثم آذاه الثالثة، فانتصر أبو بكر (وردَّ عليه)، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أَوَجَدْتَ عَلَيَّ (أَغَضِبْتَ عَلَيَّ) يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نزل ملكٌ من السماء يكذبه بما قال لك)، (كلما قال لك شيئًا قال له الملك: كذبت)، فلمَّا انتصرت (لنفسك ورددتَ عليه)، ذهب الملك وقعد (وحضر) الشيطان، فلم أكن لأجلس إذًا مع الشيطان؛ رواه أبو داود هكذا مرسلًا ومتصلًا. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ... وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء، إلا أن تُنتهك حرمةُ الله، فينتقم لله تعالى؛ رواه البخاري ومسلم. فمن عظم أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه لم يغضب قطُّ من أجل نفسه، إلَّا إذا أهين دين الله، فكان يغضب لله تعالى. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء، (ويعني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم)، ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه، ويقول: (اللهم اغفر لقومي، فإنهم لا يعلمون)؛ رواه البخاري ومسلم. وإذا كان عليه الصلاة والسلام لم يردَّ بيده على قومه الذين اعتدوا عليه، حتى أسالوا دم وجهه؛ لأنهم أكثر منه أنصارًا وعددًا، إلا أنه كان يعلم أن الله معه، وأن دعاءه عنده مستجاب، فكان بوسعه أن يدعو الله على قومه، ولكن من عظم حلمه أنه بدلًا من أن يدعو الله بأن ينتقم منهم، دعا الله ليَهديهم ويغفر لهم، ويعتذر لهم عند ربه بأنَّهم قوم لا يعلمون. أي إنسان في الدنيا سما إلى هذه الدرجة من الحلم؟! لقد عظُمت أخلاقُه صلى الله عليه وسلم حتى قال الله فيه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]. وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْد (نوع من الثياب) نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة، فنظرتُ إلى صفحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثَّر بها - (وفي رواية أثر فيها) - حاشية الرداء من شدة جذبته، (فقد أحدثت جذبة الأعرابي في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم أثرًا من شدتها)، ثم قال (الأعرابي): يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك؛ (أي: أعطني من مال الله، وفي رواية: فإنك لا تأمر لي (ولا تعطيني من مالك ولا من مال أبيك)، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضحك، ثم أمر له بعطاء؛ رواه البخاري ومسلم، وسأله أعرابي فأعطاه ما سأل، فقال له صلى الله عليه وسلم: أَأَحسنتُ إليك؟ قال: لا، ولا أجملتَ، فاغتاظ الصحابة منه، فأخذه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بيته وأعطاه كل ما سأل، فقال له: أَأَحسنتُ إليك الآن؟ قال: بلى، فأثنى الأعرابي على الرسول صلى الله عليه وسلم خيرًا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: إنك أحدثتَ وأثرتَ في قلوب أصحابي غضبهم منك؛ فاثْنِ علَيَّ مثل ذلك أمامهم؛ ليذهب عنهم كرههم لك، ففعل، فما أعظم حِلمه صلى الله عليه وسلم، فأيُّ ملك في الدنيا يملك السلطة كلَّها يفعل به مثل هذا رجل من السوقة والعامة ولا ينتقم منه، ولو بضربه، أو بتعزيره، أو بسجنه، فضلًا عن قتله وإعدامه؟! روى القسطلاني أن زيدًا بن سَعْنة، وقد كان من أحبار اليهود ومن علمائها، ولم يكن قد أسلم بعدُ، قال: بعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرًا إلى أجل (محدد)، فأعطيته التمر، فلمَّا كان قبل محل الأجل؛ (أي: قبل موعد الأجل الذي اتفقنا عليه)، أتيتُ إليه وهو جالس بين أصحابه، فأخذتُ (وأمسكتُ بقوة) بمجامع قميصه وردائه، ونظرتُ إليه بوجه غليظ، (فأغلظتُ له القول)، ثم قلتُ له: ألا تقضيني يا محمد حقي؟ فو الله إنكم يا بني عبدالمطلب مُطل، لا تؤدون الدَّيْن في وقته، فقال عمر رضي الله عنه: أي عدو الله (يا عدو الله)، أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع، فوالله لو ما أحاذر (كذا)، لضربتُ بسيفي عنقك، وفي رواية: فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهزَّ سيفه، وقال يا رسول الله: ائذن لي أن أضرب عنقَه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى عمر في سكون وتُؤدة وتبسُّم، ثم قال: ما لهذا يا عمر دعوناك، لقد كنتُ أنا وهو (لقد كنتُ أنا وهذا اليهودي) أحوج إلى غير هذا منك، (كان عليك يا عمر) أن تأمرني بحُسن الأداء وتأمره بحسن الطلب، اذهب به يا عمر فاقْضه حقَّه وزِدْه عشرين صاعًا مكان ما روَّعته (وأخفتَه)، ففعل ذلك، فأعطاه دينه وزاده عطاءً، ثم قال اليهودي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثك بالحق يا محمد، ما جئت لأطلب منك دينًا، إنما جئتُ لأختبر أخلاقَك، فأنا أعلم أن موعد الدين لم يحنْ وقتُه، ولكني قرأتُ أوصافك في التوراة، فرأيتُها كلَّها متحققة فيك إلا صفة واحدة لم أُجرِّبها معك، وهي أنك حليم عند الغضب، وأن شدة الجهالة لا تزيدك إلا حِلمًا، ولقد رأيتها اليوم فيك، فأشهد أن لا إله إلا الله، وأنك يا محمد رسول الله، أمَّا الدين الذي عندك (وقبضتُه)، فقد جعلتُه صدقة على فقراء المسلمين. اللهم انصُرنا على هوى أنفسنا، وصبِّرنا على أذى إخواننا، وارزُقنا الحلم، وكظم الغيظ؛ ليثقل ميزاننا يوم الدين، اللهم آمين.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |